أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي عرمش شوكت - رياح التغيير والمظاهرات الكيدية الحكومية














المزيد.....

رياح التغيير والمظاهرات الكيدية الحكومية


علي عرمش شوكت

الحوار المتمدن-العدد: 3324 - 2011 / 4 / 2 - 14:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


المظاهرات "المليونية" الحكومية تذكرنا بكاسري الاضرابات في العالم الراسمالي التي كانت تحصل في الستينيات وما قبلها من القرن الماضي، حيث يلجأ اربا.ب العمل الى تحشيد مأجورين وارسالهم الى المصانع و الشركات التي تحصل فيها اضرابات، لكي يحلّوا محل العمال المضربين. وتعم اليوم في عدد من بلداننا العرابية مظاهرات عارمة مطالبة بالتغيير والاصلاح الديمقراطي والعدالة الاجتماعية، لكنها سرعان ماتواجه بالقمع وكذلك بتحشيد مضاد من قبل ازلام وانصار وماجوري الانظمة المستبدة الجاثمة على صدور شعوبها عقوداً عدة، ويبدو تركيب هذه المظاهرات الكيدية الخبيثة، مشكل من المرتزقة والمستفيدين من الانظمة، وكذلك المجبرين على المشاركة بعد ارغامهم باوامر صارمة لترك وظائفهم واعمالهم في الدوائر الحكومية والالتحاق بها .
لا شك ان غاية الطغم الحاكم من هذه المظاهرات الكاسرة للمظاهرات الجماهيرية هي محاولة الظهور بموقع الاكثرية الذي كما تظن سيمنحها الشرعية ويحجم دور الانتفاضات والثورات على الظلمها واحتكارها للسلطة واستشراء الفساد. ولكن تعجز كل هذه المحاولات الخبيثة امام قناعات الناس المتظاهرين الباحثين عن الحرية بصدور عارية ومضحين بارواحهم من اجل شعوبهم، فلا وجود في المظاهرات المصطنعة المدفوعة الثمن سلفاً لشيء اسمه تضحية من اجل الاخرين، وانما هي لاتعدو عن كونها القيام بدور على قدر المدفوع او على قدر الخوف من العواقب الشرسة المتوقعة. وعليه عندما ينكسر حاجز الخوف تتبدد ( الاكثرية ) حتى وان جاءت عبر مقاولة وقابضة للثمن.
في عالمنا العربي والاسلامي اليوم باتت لبعة الاكثرية والاقلية مكشوفة، وبخاصة عندما تدخل الاذرع الحكومية المفسدة على الخط، كما صار ليس مجهولاً ذلك الفلك الذي ياتي بـ ( الاكثرية ) سواء كانت عبر الانتخابات غير المحصنة، او في مظاهرات مفتعلة، الا وهو قوة السلطة اولاً، وقوة المال ثانياً، وما بينهما من تداخل ، وهنا يتجلى امامنا جوهر الحشود الجماهيرية في الشوارع المنتفضة، حينها تتوجب المقارنة المنطقية بين وجود في الشارع يتحلى بارقى حالة التضحية في سبيل العدالة والحرية للشعب والوطن، وبين وجود في سبيل الكسب الذاتي على حساب الاخرين. يقول احد الرؤساء المطالبين بالرحيل ان بامكانه اخراج مظاهرة تعدادها مليون مقابل مظاهرة معارضة تعدادها الف شخص، ولا نكشف سراً في الاشارة الى ان هذا الالف المعارض سوف يحقق مطاليبه على قدر استمرار بقائه متظاهراً في الشارع، ولكن المليون المتظاهرالموالي يتوقف استمراره على قدر تحقيق مكسبه الموعود به .
ان قوة فعل المتظاهر المعارض مرهونة بهدف قد يقدم حياته ثمناً له مأطراً بقناعة مطلقة لتحقيقه، اما المتظاهر ( المجلوب ) الى ميدان التظاهر دفاعاً عن مصير مشترك مع الحاكم او تطلعاً لمكسب ذاتي ، او تجنباً لمخاطر مهدداً بها لا قدرة له على تحمل عواقبها، الا ان كل هذه الاسباب تنتهي عندما يصل الامر بالموالاة واقفة بنصف قدم على حافة الهاوية وفي مهب رياح التغيير الضاربة. وبفعل ذلك تصبح الحالة في خانة – ياروح ما بعدك روح - ، وحينذاك يصفى المليون الموالي ستة اصفار فقط بلا ارقام ولكن الالف المعارض تتوسع دائرته ويصبح يعادل المليون المتبخر الف مرة .
فالمظاهرات الكيدية التي تنظمها اجهزة الانظمة المتهاوية تدخل ضمن تفسيرالفعل الكيدي الذي يقول الفقه القانوني، بان ركائزه تتم لملمتها من سقط المعطيات المبتذلة ، ولهذا لا يقوى على الصمود امام اول مواجهة مع حقائق الامور، مع انه لا يترك المناورة والدسيسة للايقاع بالمقابل، هذا وناهيك عن الاستعانة بالعامل الخارجي المدفوع الثمن على حساب السيادة ومصالح الاوطان العليا، التي تفوق بالعادة ثمن المطاليب الجماهيرية التي ترفعها المظاهرات المعارضة . ولكن تبقى رياح التغيير جارفة لا توقفها مصدات خاوية اوفاسدة حتى النخاع .



#علي_عرمش_شوكت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- معادلة العدالة المقلوبة في العراق الديمقراطي !!!
- مهما تعددت الموالاة للحكومة فالمعارضة موجودة
- مسمار اخر يدقه المالكي في نعش الديمقراطية
- لا ينفع عسل الوعود ولا امل بترقيع الموجود
- ثقافة التغيير وجدلية اختمار الوضع الثوري
- تساقطت هياكل الارقام وسوف تتساقط
- لعنة احتكار السلطة وثورات ضحايا الاضطهاد
- ثورة الهتاف والحجارة وثنائية الفقر والعلم اسقطت دكتاتوراً
- المنافع الاجتماعية لدى الرئاسات ... أليست فساداً ؟
- وزارة المالكي لا تمتلك القدرة على النهوض
- وزارة ما ملكت ايمان الشركاء
- طبخة تشكيل الحكومة العراقية على موقد مجلس السياسات
- كانت عايزة التمت ... !!
- اشكالية تشكيل الحكومة وكلفة ما بعد التكليف
- الازمة العراقية .. بقاياها اخطر منها
- منافذ تشكيل الحكومة العراقية مقفلة .. ولكن
- الطاولة المستديرة وقواعد الشراكة الوطنية
- وان تعددت المستحيلات فالمصالح هي الحاسمة
- ثغرة في جدار الازمة فانفذوا منها والا اعيدوا الامانة...
- حكومة تقاسم السلطات مع الاعتذار من الدستور


المزيد.....




- مراهق اعتقلته الشرطة بعد مطاردة خطيرة.. كاميرا من الجو توثق ...
- فيكتوريا بيكهام في الخمسين من عمرها.. لحظات الموضة الأكثر تم ...
- مسؤول أمريكي: فيديو رهينة حماس وصل لبايدن قبل يومين من نشره ...
- السعودية.. محتوى -مسيء للذات الإلهية- يثير تفاعلا والداخلية ...
- جريح في غارة إسرائيلية استهدفت شاحنة في بعلبك شرق لبنان
- الجيش الأمريكي: إسقاط صاروخ مضاد للسفن وأربع مسيرات للحوثيين ...
- الوحدة الشعبية ينعي الرفيق المؤسس المناضل “محمد شكري عبد الر ...
- كاميرات المراقبة ترصد انهيار المباني أثناء زلازل تايوان
- الصين تعرض على مصر إنشاء مدينة ضخمة
- الأهلي المصري يرد على الهجوم عليه بسبب فلسطين


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي عرمش شوكت - رياح التغيير والمظاهرات الكيدية الحكومية