أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صبري يوسف - سنبلة شامخة في سماءِ ليلي














المزيد.....

سنبلة شامخة في سماءِ ليلي


صبري يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 3324 - 2011 / 4 / 2 - 13:16
المحور: الادب والفن
    


سنبلة شامخة في سماءِ ليلي



إليكِ أيَّتها القارئة وإليكَ أيُّها القارئ أكتبُ حرفي


تعبرينَ مغائرَ فرحي، من خلالِ ولوجكِ إلى وشوشاتِ القصّة غير المرئية، للنصوصِ وشوشات غير مرئية، لكنَّ القارئ يلجُ إليها عندما يقرؤها عبر بيارقِ الرُّوحِ!
القصّة يا صديقتي وهجٌ متطاير من دفاترِ غربتي، من أوجاعِ الرَّحيلِ، رحيلنا في رحابِ الزَّمنِ، زمنٌ مقعّرٌ يفتقرُ إلى حميمياتِ الطُّفولة والصِّبا وحميمياتِ بهجةِ الصَّباحِ!
عشتُ لحظاتِ السَّردِ الواردة في سياقِ القصّة، وأضفيتُ عليها شراهة توقي إلى معالمِ الانسيابِ، الكتابةُ حالة اشتعالية، أشبهُ ما تكون بمجمرة، نشعلُ من خلالها ما يعترينا كي نحصلَ على جوهرِ ما نصبو إليه، تحترقُ الشَّوائب وتبقى درر الحياةِ، ننثرُها على وجنةِ الورقِ ثم تبزغُ إلى الحياةِ!

قارئي هو صديقي، قارئتي هي صديقتي، أحياناً تتحوَّلُ إلى سنبلة شامخة في سماءِ ليلي، وأحياناً تتحوَّلُ إلى غيمةٍ عطشى إلى براري القصيدة، ربما نصّي يحرِّضها على كتابة نصٍّ، أو هي تحرّضني على كتابةِ المزيدِ من النّصوصِ! أنتِ تحرضينني على الفرحِ، لأنكِ شهقة فرحٍ من وهج الضِّياءِ، تشبهينَ كرومَ الدَّوالي، سهولُ قمحي التي تركتها تشتعلُ شوقاً خلفَ البحارِ.
تعالي يا صديقتي نرقصُ على براعمِ وردٍ متاخمة لهفهفاتِ المساءِ، هل يراودُكِ أن ترقصي على موجاتِ البحرِ أم أنَّكِ خائفة من اهتياجِ البحرِ، لماذا لا تنامينَ فوقَ مروجِ القصائد، تنتظرينَ الغسقَ قبلَ أن تغفو عصافير الخميلة فوقَ مخابئِ الأفنانِ، هل نحن البشر نسائم تائهة بين طيّاتِ الغمامِ أم أننا قصص مندلقة من شهوةِ الريّحِ، هل مررتِ يوماً في أعماقِ الصَّحارى تنتظرينَ عودةَ الزرازيرِ في أوائلِ الرَّبيعِ، أم أنَّكِ تركتِ أحلامَك تتشظَّى على مفارقِ الطُّرقِ إلى أن يهدأ هدير القلب؟! قلبُكِ يشبه سنديانة غائصة في تلاوينِ الدُّفءِ!
ثمة عاصفة مسترخية بين ضفائرِكِ، تعصفُ في قبَّةِ الشَّوقِ، فلا تجدينَ سوى حبركِ تفرشينه فوقَ بساتينِ الحنانِ، طاقة حنانية تطفحُ فوقَ أجنحتكِ، تحلِّقينَ عالياً، توشكينَ أن تلامسي وجنةَ الغمامِ، هل للغمامِ وجنةً أم أنّه خُيّل إليكِ أنّكِ على تخومِ العناقِ من شدّةِ الانبهارِ؟

تعالي يا صديقةَ الوردِ، تعالي إلى حيث عناقيد العنب تزدانُ في تلافيفِ العريشةِ، أغصانُ الحياةِ تتدلَّى مثلَ خدودِ الطفولةِ، تشبهينَ لونَ الضُّحى، مزاميرَ الخيرِ، ينابيع محبّة مضمّخة بخصوبةِ الألقِ، مَن بعثرَ الورد فوقَ خدّيكِ، هل كنتِ يوماً فراشة هائمة فوقَ شراعِ الشِّعرِ، ما هذا الشَّوق العميق إلى غمائم حرفي، هل راودكِ أنَّكِ كنتِ مسترخية بين جفونِ الحرفِ، هل ترغبين أن أكتب عن رقصةِ القلب، عن تجلّياتِ شهوةِ الرُّوحِ إلى معراجِ السَّماءِ؟!
أنتِ، مَنْ أنتِ، بوصلةُ القلبِ، ميزانُ فرحٍ يتراقصُ فوقَ أشرعةِ العيدِ، تعانقينَ نجومَ الصّباحِ، يهفو قلبكِ إلى ظلالِ القمرِ، تتمايلُ خاصرتكِ فوقَ قبَّةِ الشِّعرِ، فيضحكُ حرفي شوقاً إلى مساماتِ الوردِ، هل جُبِلَ محيَّاكِ من حفيفِ الوردِ، أم أنكِ تشكَّلتِ من رذاذاتِ الأزاهيرِ؟

عجباً أرى، قامة منبعثة من زقزقاتِ العصافيرِ، تشبهينَ أنشودةَ عشقي، نصِّي المعفّر بأريجِ الحنينِ، لا أظنُّ أنكِ قادرة أن تنامي قبل أن تسمعي هسيسَ الرَّوضِ، تغاريد القلب، هل يرقصُ قلبكِ على زخّاتِ المطرِ، هل تشتهينَ أن تكوني نداوةَ المطرِ؟ أنتِ أكثرَ خصوبة من المطرِ، لأنَّكِ من فصيلةِ البحرِ، من لونٍ الماءِ الزُّلالِ، تضحكينَ فيرتعشُ قلب القمرِ، منذُ متى لم تكتبي قصائدكِ على بتلاتِ العناقِ؟ وردتان هائمتان فوقَ بريقِ عينيكِ، هل كنتِ يوماً مرفأ لخيوطِ الشَّمسِ، أم أنكِ كنتِ بسمة متطايرة من وهجِ الشَّمسِ؟
تهفو روحكِ إلى شموخِ الجبال، إلى بساتين معرّشة في جذعِ السَّماءِ، عندما يقمّطكِ الضَّباب لا تقلقي، فأنتِ مسربلة بضياءِ البهاءِ، تغفو سنونوة تائهة فوقَ ضفيرتكِ، ويحطُّ بلبلٌ فوقَ تلالِكِ العاجية، هل تشعرينَ أنّكِ تحلّقينَ عالياً كلّما تتواصلُ روحكِ مع عذوبةِ العناقِ؟ وهجٌ من روعة التجلِّي، كيفَ تحطّينَ على الأرضِ وأنتِ تسبحينَ فوقَ روابي الكونِ؟!

تعالي يا صديقة الغابات، يا حبقَ الرَّبيعِ، يا موجةً راعشة في وجهِ النَّسيمِ، لماذا لا ترسمي قلبكِ فوقَ قميصِ اللَّيلِ، فوقَ حفيفِ البراري، هل تحلمينَ أن تعبري أعماقَ البراري، وعلى يمينِكِ أغلى الأماني، لماذا جاءَ الإنسانُ للحياةِ طالما لا يلملمُ توهجات الرُّوحِ وينثرُها فوقَ شراعِ الأماني؟

يحلّقُ قارئي عالياً إلى أن يصلَ إلى أغوارِ الهيامِ، رحلةُ العمرِ محفوفةٌ برجرجاتِ الأنينِ، مرصرصة بالتشظِّي، ما هذه التكلّسات المنزلقة فوقَ ينابيعِ العمرِ؟ أريدُ أن أزعزعَ ضجري، أن أرسمَ فرحي فوقَ شهيقِ القمرِ، أريدُ أن أحلّقَ في حدائق مزدانة بوهجِ الجنّةِ، لماذا لا نصنعُ عالماً يتعانقُ من هلالاتِ الجنّةِ، ما هذا البؤس الذي يغلّفُ خاصرةَ الكونِ؟ وحدُهُ حرفي يخلخلُ تفاصيلَ غضبي ويرسمُ مخارجَ عشقي فوقَ تلالِ المحبِّةِ، فوقَ بيادرِ الخيرِ، فوقَ وردتي التي انتظرتها منذُ فجرِ التكوينِ، فوقَ سنبلةٍ مخضّبةٍ بعذوبةِ العطاءِ، سنبلتي شامخة من لونِ الضَّياءِ!

قلمي، أهلاً بكَ يا قلمي، تنعشُ ليلي وتفرشُ حبقَ الأزاهيرِ فوقَ تضاريسِ الرُّوحِ وتنقشُ فوقَ مرافئِ البدنِ اشتعالاتِ حنينِ السِّنينِ!


ستوكهولم: 20 . 12 . 2006
صبري يوسف
كاتب وشاعر سوري مقيم في ستوكهولم
[email protected]
www.sabriyousef.com




#صبري_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- 24 ازدهار محمد سعيد
- السَّلام أوّل اللُّغات وآخر اللُّغات، لغة رائعة منعشة للقلب
- 23 تحفة أمين
- 23 سعود قيس
- 21 سميّة ماضي
- 20 تورشتين يوريل
- 19 فلاح العاني
- 18 عباس خضير الدليمي
- 17 فائزة دبش
- 16 وفاء غالب
- 15 شاكر بدر عطيّة
- 14 ياسين عزيز
- 13 هناء الخطيب
- 12 مُضر بركات
- 11 حسين العلوي
- 9 منجد بدران
- 10 د. عماد زبير
- 8 كابي سارة
- 7 لؤي جليل
- 6 سمير ميزبان


المزيد.....




- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا
- “بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا ...
- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...
- الإعلان الثاني جديد.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 الموسم ا ...
- الرئيس الايراني يصل إلي العاصمة الثقافية الباكستانية -لاهور- ...
- الإسكندرية تستعيد مجدها التليد
- على الهواء.. فنانة مصرية شهيرة توجه نداء استغاثة لرئاسة مجلس ...
- الشاعر ومترجمه.. من يعبر عن ذات الآخر؟


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صبري يوسف - سنبلة شامخة في سماءِ ليلي