اعلان حزب شيوعي عمالي كردستاني ..بات ضروره ملحه

ليث الجادر

الحوار المتمدن-العدد: 993 - 2004 / 10 / 21 - 10:32
المحور: القضية الكردية
    

ان عاهة الشيوعيين المثقفيين القاتله هي عجزهم عن ربط نظريتهم النقديه الفرديه بالممارسه الجماهيريه النقديه التي بدونها تبقى النظريه محض مضاربه كلاميه ومراهنه عقيمه ...عجزهم هذا نابع من محاولتهم للحفاظ على ذاتيتهم الفكريه مبتعديين باقصى ما يمكنهم عن واقع الممارسه الاجتماعيه السياسيه والتي تحمل بصفتها العامه جوهر النظريه الثوريه لكنها لا تتخذ بالضروره شكلها الايدلوجي النمظم ...وتبقى الحقيقه الثابته هي ان الاندفاع مع الجماهير في اللحظات المنتخبه نحو تحقيق مطالبها الاجتماعيه ضروره لا بد منها وشرط اساسي من شروط التطور السياسي ونضج عوامل الصراع الطبقي والا تحول الثوريون الى مجرد تنظيم يقبع خارج اطار الواقعيه الزمنيه بشكل كامل ...والشيوعيون كثيرا ما يجدوا انفسهم اسيروا انتمائاتهم الفكريه الطبقيه وهذا نابع ليس من طبيعة هذا الفكر بل من الفهم الميكانيكي والتصور المجرد للمفهوم الطبقي ...صحيح ان الشيوعيين معنييون بدرجه الاولى بالطبقه العامله وبمطاليبها الطبقيه ...وصحيح انهم غير معنيين بوضع مقاييسهم النضاليه في موازيين علم الاخلاق او القانون ...هم ليسوا حركه شعبيه جماهيريه بمعناها الشامل ...وليسوا دعاة وطنيه قانونيه ولا هم دعاة قوميه اخلاقيه ...هذا صحيح ولكنهم ايضا عليهم ان يعوا ان الطبقه العامله التي تعنيهم ليست ابدا واعيه لنفسها بهذه الدرجه النقيه من الفكر والمطلبيه وانها تحت طائلة الضروره الواقعيه لم تمتلك حرية تحركها السياسي المستقله عن باقي الطبقات الاجتماعيه والى حين ساعة خلاصها ستبقى بصورة او اخرى اسيرة الشروط التعاقديه ..تمام مثلما اصبح العامل البروليتاري يتمييز عن القن بحريته المدنيه وترك له خيار اما ان يبيع قوة عمله للراسمال او ان يختار الموت جوعا كذلك الطبقه العامله الان مخيره في ان ترفض اخلاقيات المجتمع الاصلاحيه او ان تموت سياسيا ...بمعنى تفكك تعبيرها المتماسك لنظريتها وممارستها التاريخيه المتمثله في تنظيم حزبها الشيوعي والذي عليه ان ينظم صفوف الطبقه العامله ويحافظ على هويتها ضمن سياق الممارسات الاجتماعيه الشامله والعامه بما يضمن اشتراطية تطور حركتها وهذا يستلزم من بين ما يستلزمه سعي الحزب الى الامساك بزمام المبادره واصطباغها بصبغته الثوريه بحيث يبدوا وكانه قائدا لتلك الحركه الشعبيه مما يؤهله بصوره اكثر قوة وفعاليه لان يطرح فيما بعد بديله الطبقي
ان حركة التحرر السياسي الناشز الذي يعتري نشاط الجماهير في كردستان اليوم لهو خير مثال على ذلك وهو خيار صعب امام الشيوعيين ..فاذا ما ابتعدوا عنه تحت ذريعة عدم مناصرتهم للشعور القومي لانهم غير معنيون اصلا بمفاهيم القوميه ...فانهم بذلك يثبتون عجزهم السياسي القاتل ويؤكدوا على انهم مجرد تنظيم فكري فوقي لا يمكنه ابدا من ترجمة مبادئه في اطار الواقعيه ...ان الجماهير اليوم في كردستان بكل قواها ترفع شعار استقلالها الكامل المتمثل باعلان دولتها الحره المستقله وعلى الشيوعيين منهم لا ان يقفوا فقط الى جانب هذا المطلب الواقعي ...بل عليهم ان يسرعوا وبكل قوه الى تفعيله وقيادته وفرضه على القوى المضاده ..عليهم ان يعلنوا بمبادره سباقه لتسلم قيادة الجماهير الكرديه نحو مطلبها هذا باعلان تاسيس حزبهم الشيوعي العمالي الكردستاني وليكون بذلك اول علامه من علامات استقلال ىكردستان وبداية انطلاقه قويه نحو كردستان اشتراكيه
ان هذه المبادره الثوريه الجريئه تمثل في حقيقة الامر فرصه تاريخيه ثمينه تتمكن من خلالها الشيوعيه العماليه من ان توجه ضربتها القويه الى اعدائها المزدوجيين (اليميين المحلي والامبرياليه العالميه) ..بعد ان تحاصرهم في زاويه قاتله وتظطرهم لان يتخلوا عن شعاراتهم الزائفه ويكشروا عن انيابهم امام الجماهير التي افلحوا كثيرا في خداعها

#ليث_الجادر (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات