أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - التِّيه العربي إذ شرع ينتهي!














المزيد.....

التِّيه العربي إذ شرع ينتهي!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 3324 - 2011 / 4 / 2 - 13:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الآن، أصبح لشعوبنا، أو لأُمَّتنا، العربية "مثلاً ديمقراطياً (ثورياً) أعلى"، هو "مصر 25 يناير (وتونس)"؛ وإنَّ في "الثورة الشعبية الديمقراطية المصرية" من "قوَّة المثال" ما يجعلها مُلْهِمَة كثيراً، وأكثر من غيرها، لشعوبنا التي لم تتحرَّر بَعْد من حُكَّامٍ لم يدركوا بَعْد أنَّ مصر، بخيرها وشرِّها، هي أُمُّ الدنيا العربية.

"مصر الناصرية" هي التي أسَّست لـ "القومية العربية"، بدءاً من منتصف القرن العشرين، وسحرت ألباب ملايين العرب من المحيط إلى الخليج إذ تعرَّضت وتصدَّت لـ "العدوان الثلاثي"، بعد قرار رئيسها الزعيم القومي العربي جمال عبد الناصر تأميم قناة السويس، وإذ تسلَّحت من الاتحاد السوفياتي (صفقة الأسلحة التشيكية) وبنت السدِّ العالي.

لقد ساد زمناً طويلاً الشعور القومي العربي، أي شعور العرب جميعاً بالانتماء إلى أُمَّة واحدة، حان لها أن تتَّحِد، وتحوِّل ضعفها إلى قوَّة، في مواجهة عدوها القومي الأوَّل، إسرائيل، وحلفائه في الغرب.

ومع سيادة هذا الشعور، وما اقترن به من "أوهام قومية"، بدت الشعوب العربية مُضحِّية بحقوقها الديمقراطية، أو غير مكترثة لها، فلا شيء يستأثر باهتمامها إلاَّ "الوحدة القومية العربية (الناصرية)" و"تحرير فلسطين".

وهُزِم هذا الشعور القومي العربي شرَّ هزيمة إذ هُزِم بطل القومية العربية جمال عبد الناصر في حرب حزيران 1967، فشرع ينمو كل انتماء دون الانتماء القومي العربي، ومُسِخَت معاني "العروبة" حتى أصبحنا ننسب إليها كل ما نعده سيئاً من التصرُّف والسلوك والمعنى.

ومع انهيار الاتحاد السوفياتي وأشباهه من نُظُم الحكم في أوروبا الشرقية، أُضيف "إفلاس اليسار الشيوعي" إلى "إفلاس اليسار القومي"، فشرع "الإسلام السياسي" يملأ هذا "الفراغ الأيديولوجي (بوجهيه القومي الناصري والشيوعي)".

ولمع إلى حين نجم "القومية (العربية) الصدَّامية"؛ وحظي صدام حسين بتأييد شعبي عربي واسع مع أنَّ نظام حكمه كان نفياً تاماً (تقريباً) للديمقراطية بكل أوجهها.

وغزت الولايات المتحدة (وحلفائها) العراق، واحتلته، وأطاحت نظام حكم صدام حسين، وسعت في جعل نظام الحكم الذي أقامته "مثلاً ديمقراطياً أعلى" للشعوب العربية؛ لكنَّ سعيها باء بالفشل؛ وكان ينبغي له أنْ يفشل؛ لأنَّ الشعوب العربية لم تَقِف على شيء إيجابي في "العراق الجديد"، و"تجربته الديمقراطية" التي لم تكن تمت إلى الديمقراطية بصلة.

وفي هذا التِّيه الفكري العربي الذي طال، شرع بعض العرب يبدي إعجاباً بـ "المثال الإيراني"، فإيران تناصب الولايات المتحدة وإسرائيل العداء، وتساند حركة "حماس"، وتمضي قُدُماً في "برنامجها النووي" غير مكترثة للضغوط الغربية؛ وقد تحوَّل بعض من الإعجاب الشعبي العربي العظيم بـ "حزب الله" إلى مزيدٍ من الإعجاب بـ "المثال الإيراني"؛ لكنَّ هذا المثال ظلَّ منطوياً على كثير من العيوب والخلال، فهو مثال ديمقراطي تتشوَّه فيه، وبه، القيم والمبادئ الديمقراطية العالمية؛ كما أنَّ "الثورة الإسلامية الإيرانية" لم تستطع إخفاء (أو إضعاف) تعصبُّها الفارسي ـ الشيعي.

وفي رُبْع الساعة الأخير من هذا التِّيه الفكري العربي، يمَّمت الشعوب العربية، التي كَثُر حُكَّامها، وقلَّ قادتها، شطر "العثمانيين الجُدُد"، فـ "المثال التركي (أو "تركيا أردوغان")" نال إعجابهم الذي تعاظم بفضل موقف أردوغان في دافوس، و"أسطول الحرية" التركي؛ لكنَّ أردوغان (ومن قبله تشافيز) خسر كثيراً من شعبيته العربية إذ بدا، في بعضٍ من مواقفه، منحازاً (ضِمْناً) إلى القذافي ضدَّ ثورة السابع عشر من فبراير.

وانتهى هذا التِّيه الفكري العربي، وكان يجب أن ينتهي؛ فها هي مصر تعود، بفضل ثورتها الشعبية الديمقراطية العظمى، إلى قيادة الأُمَّة، صانعةً لنفسها، ولسائر العرب، خير مثال ديمقراطي ثوري (يتعدَّى مصر إلى سائر البلاد العربية، ويتعدَّى العرب إلى العالم).

إنَّها "الثورة الشعبية الديمقراطية القومية العربية الكبرى"، تنتصر في "المركز" من العالم العربي، فتسري سريان النار في الهشيم في "الأطراف (والمحيط)" منه؛ لكن هذا المسار التاريخي الجديد للعرب لا يخلو ممَّا يثير شيئاً من القلق والخوف في النفوس؛ فـ "الحراك الثوري" في البحرين الصغيرة مُسِخ وشُوِّه بالطائفية البغيضة، وبجملة من المواقف الإيرانية، وبـ "درع الجزيرة"؛ وكأنَّ المتضرِّرين جميعاً من الثورات الشعبية الديمقراطية العربية تواضعوا، على تخاصمهم ونزاعهم واختلافهم، على التصدِّي لهذا المد الثوري الديمقراطي بسدود وحواجز وبرازخ من العصبية الطائفية (السنية والشيعية) ومن نزاع قومي بغيض هو أيضاً بين العرب والفُرس.

هذا يُقْلِقنا ويخيفنا؛ لكن ما يُقْلِقنا ويخيفنا أكثر هو ليبيا؛ فإنَّ للثورات الشعبية الديمقراطية العربية مصلحة كبرى في أنْ يُهْزَم نظام حكم القذافي شرَّ هزيمة، فانتصاره (الذي يجب إلاَّ يتحقَّق) سيقوِّي ثقة نظام الحكم العربي (أو بقيته الباقية) بنفسه، وسيجعله يفهم سقوط زين العابدين ومبارك على أنَّه شَرٌّ كان يمكنهما اجتنابه لو قاتلا شعبيهما بـ "بسالة" قتال القذافي لشعبه؛ فإنَّ أنظمة الحكم العربية تميل، بالفطرة، إلى فهم "الثورة" على أنَّها الثمرة المرَّة لنقصٍ في القمع الذي تُوَاجَه به!



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سؤالٌ صالح جعلناه فاسداً!
- الطريقة العربية في الحُكْم!
- خطاب السقوط!
- .. إلاَّ سورية!
- كيف تكون -قذَّافياً- مستتراً
- مواقف -ثورية- لمصلحة القذافي!
- العبور الثوري من -الواقع الافتراضي- إلى -الواقع الحقيقي-!
- مخاطر ما يحدث في البحرين
- إشكالية التدخُّل العسكري الدولي
- إنسان جديد خلقته الثورة!
- شياطين في هيئة شيوخ السلاطين!
- أين انتفاضة الفلسطينيين؟!
- والقَلَمِ وما يَسْطُرُون
- ما الذي يريده الشعب حقَّاً؟
- من وحي اعتصام -الرأي- الأردنية!
- جهاز -أمن الدولة-.. كان يجب أن يسقط فسقط!
- القذافي الخَطِر!
- الْغوا عقولكم حتى تصدِّقوهم!
- كما أصبحنا يجب أنْ يُولَّى علينا!
- الدستور!


المزيد.....




- نيابة مصر تكشف تفاصيل -صادمة-عن قضية -طفل شبرا-: -نقل عملية ...
- شاهد: القبض على أهم شبكة تزوير عملات معدنية في إسبانيا
- دول -بريكس- تبحث الوضع في غزة وضرورة وقف إطلاق النار
- نيويورك تايمز: الولايات المتحدة تسحب العشرات من قواتها الخاص ...
- اليونان: لن نسلم -باتريوت- و-إس 300- لأوكرانيا
- رئيس أركان الجيش الجزائري: القوة العسكرية ستبقى الخيار الرئي ...
- الجيش الإسرائيلي: حدث صعب في الشمال.. وحزب الله يعلن إيقاع ق ...
- شاهد.. باريس تفقد أحد رموزها الأسطورية إثر حادث ليلي
- ماكرون يحذر.. أوروبا قد تموت ويجب ألا تكون تابعة لواشنطن
- وزن كل منها 340 طنا.. -روساتوم- ترسل 3 مولدات بخار لمحطة -أك ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - التِّيه العربي إذ شرع ينتهي!