أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - محمد عبد المجيد - أيها السودانيون: انتفضوا، يرحمكم الله!















المزيد.....

أيها السودانيون: انتفضوا، يرحمكم الله!


محمد عبد المجيد
صحفي/كاتب

(Mohammad Abdelmaguid)


الحوار المتمدن-العدد: 3324 - 2011 / 4 / 2 - 09:07
المحور: حقوق الانسان
    


اثنان يرقصان في السودان: الأول مع عصاه التي يهشُّ بها على شعبه فتتجرأ مليشياته في دارفور، والثاني فوق شجرة مُمْسِكاً بحبة جوز الهند!
الأول مجنون، والثاني ميمون!
الأول يضحك علىَ من يجري خلفهم، والثاني يسخر ممن يحاولون اللحاق به.
الأول يصنع وحوشاً للغابة، والثاني يهرب من وحوش الغابة!
سَلّةُ العالم العربي التي لو لم يحكمها دراكيولان، نميري والبشير، واستثمر فيها العربُ أموالهم، لأسقانا الله في عالمنا العربي ماء غدقاً، ولتحوَّلت مُدن كثيرة إلى جنات ولو لم تجر من تحتها الأنهار!
أيها الطيبون السُمْر الذين انشطروا نصفين بسبب ظلم طاغيتكم اللعين، فاختار أشقاؤكم الأكثر سمرة ولـَمعاناً الحرية في أحدث دولة أفريقية حتى لو لم تكن بها أي مقومات للدولة الحديثة أو البدائية، لماذا تصبرون على الظلم رغم أن رياح الانعتاق مرَّت عليكم بعكس مَجرىَ النيل، فالمفترض أن من يشهق في القاهرة، يزفر أخوه في الخرطوم. ومن يرتشف منكم رشفةً من النيل وهو يمر عليكم، تأتي حلاوته على لسان مصري ينتهي النهر الخالد في أحضانه.
ألم يؤثر فيكم بعد ميدان التحرير القاهري؟
هل تنتظرون أن يمزق البشير دولتكم مثنى وثلاث ورباع، ثم ينشر ( بيوت الأشباح ) في كل شبر من أرض السودان الطاهر .. الجميل؟
جرائم بشيركم لا تقل عن جرائم مبارك وبن علي والأسد ومجنون ليبيا ومهبول اليمن، فهل تنتظرون فيضان النيل ليقنعكم بأهمية الغضب، أم أن جُرح انفصال الجنوب بنسبة حقيقية رغم أنها تماثل نتائج انتخابات زعمائنا قد أخافكم، وأزعجكم، وتراجعت الثقة بالانسان السوداني الذي لا تعني طيبته ضعفا أو خنوعا أو استكانة؟
هل نرسل إليكم ثوارا من تونس ومصر والأردن والبحرين واليمن و .. قلب العروبة النابض، أم أن الهدوء السوداني الحليم هو مقدمة لثورة ستفاجيء العالم كله، وستجعل مُشاهدي القنوات الفضائية المدمنين على الحملقة في ثورةٍ إثْر الأخرى، يفغرون أفواههم أمام ثورة الشباب السوداني العظيم؟
أيها السودانيون الأبطال،
لا أستطيع صبراً، وأريد أن أبعث إليكم تهنئةً لعلها تصلكم في موعد سَحْلِ العقيد في شوارع طرابلس، وحَبْس الشاويش مع حزمة قات في أحد سجون تعز أو عدن أو أبين أو صنعاء، وانتهاء عصر الأسد وحزب البعث العربي الاشتراكي، فرع دمشق!
في درج مكتبي تهنئة مؤجلة لشباب الجزائر فهم أصحاب الحق في ثورة كان ينبغي أن تسبق ثورة شعبنا التونسي العظيم، فالجزائريون دفعوا أكبر ثمن في التاريخ الحديث، وأرواح شهدائهم تحلق فوق كل شبر من أرض جزائر التحرير والاستقلال.
ثورة شباب الجزائر ينبغي أن تتعلم من كل الثورات الشبابية التي سبقتها، وهي لا ريب قادمة كما تشرق الشمس كل صباح، وستكتسح كل القوى التي تلوثت أياديها بدماء الأبرياء في حرب الطمع السلطوي الذي تنافس على كرسي العرش فيه رافعو المصحف، وحاملو النياشين المزيفة والتي لا صلة لها من قريب أو من بعيد ببطولات قادة التحرير.
أيها السودانيون الطيبون،
منذ أن قام بانقلابه العسكري في يونيو عام 1989 وهذا السفاح الأشر يحكم قبضته على رقابكم، وكأن تخديرا سَرىَ في الأجساد فلم تعد قادرة على التحرك أو التململ أو الانتفاض، وتلك لعمري أشد صور المهانة عمقا، وذِلة، وضعفاً!
كنت أتوقع أن تتوجهوا جميعا بُعَيّد انفصال الجنوب إلى القصر الرئاسي، وتقوموا بسحب طاغيتكم من قفاه، فمحاكمته بأيديكم وأمام عدالة القضاء السوداني أشرف لكم من مثوله أمام محكمة الجنايات في لاهاي.
هل أحدثكم عن جرائمه، وفساده، وتآمره عليكم، وتسهيله انفصال جنوبكم عن الوطن الأم؟
هل أحدثكم عن آلاف من حالات التعذيب، والانتهاكات، والاغتصاب في بيوت الأشباح السودانية التي لو تناهت لأسماع الشياطين لأشفقت عليكم؟
هل أحدثكم عن استغلاله الدين، وتحالفاته التُرابية حينا، ومع بن لادن، وكارلوس وصدام حسين أحيانا أخرى؟
هل أحدثكم عن السلب والنهب والابادة الجماعية وتصفية الخصوم، ومن يدري فقد تأتي المفاجأة في معرفة القاتل الحقيقي لجون جارانج؟
أيها السودانيون الشرفاء،
شعوب الوطن العربي الثائرة ليست أقل منكم، وطواغيتها يقفون في نفس الصف السادي الدموي لبشيركم المستبد، فاتقوا الله في وطنكم، وارفعوا شعار العرب من المحيط إلى الخليج ( الشعب يريد اسقاط النظام ).
نريد أن نبتهج غبطة وسعادة ونحن نرى وجوها لوَّحتها شمس السودان الحارقة، وهي تهتف من حناجر تشتعل غيظا، وغضبا على طاغية من نسل الشياطين.
مشهد الثورات العربية بدون السودانيين ناقص، فإذا خرج الجزائريون فالفرح فرحان، أما لو اكتشف الفلسطينيون أن قياداتهم( الوطنية) تتساوى في الإضرار بالقضية الفلسطينية مع أعدائهم الصهاينة فلن يكتمل قمران قبل أن ينتفض أصحاب قضية العرب لستين عاما، ويزيحوا كل القادة، بدون استثناء، في الضفة وغزة والمهجر والغربة، فكلهم نتنياهو حتى لو برزت زبيبة الصلاة في غزة، وتأنقت ربطة العنق في رام الله.
أيها السودانيون،
لا تتأخروا علينا، فساحات التغيير في الوطن الكبير تبحث عنكم، وثورة شبابكم استنشقت رحيق ثورات تونس والقاهرة ودمشق وصنعاء وعَمَّان ولم يبق إلا خروج الشجعان، وسيقوم البشير بتقبيل أقدامكم قبل أن تقذفوا به لتماسيح النيل.
لقد مضى زمن طويل لم تثلج صدورَنا فيه أخبارٌ سارة من السودان، فاجعلونا نفرح بكم، وفي الوقت الراهن فإن أقصى لحظات الفرح والسعادة والنشوة هي التي يحتشد فيها صانعو المستقبل من شباب الوطن وقد قرروا طرد الروح الشريرة من القصر أملا في أن يعم الخير والهناء والسلام والأمن على الوطن الحر.
أيها السودانيون الأبرار،
انتفضوا، وثوروا، وتمردوا، والحقوا بركب الأحرار ، واسحقوا أعداء الشعب، وانزعوا عنكم أي آثار لمسكنة أو ضعف أو خنوع.
الأرض الطيبة تنتظر بصبر نافد هدير الجماهير السودانية وهي تهزّ عرش الديكتاتور عمر حسن البشير وبطانته، وكلابه، وقاطعي الطرق الذين استباحوا دماءكم، وأعراضكم، ونساءكم، وجعلوا السودان سودانين قبل أن يمزقوه إرباً و .. قِطعاً، وعدة دويلات صغيرة لا تنهض بحياة، فتعود لتصبح قبائل أفريقية متناثرة.
ثوروا حتى يرحمكم الله في الدنيا والآخرة، فالثورة على الطغيان هي الصلاة الوحيدة التي يقبلها الله من الحُرِّ قبل أن يرتد إليه طرفه.
وسلام الله على السودان.



#محمد_عبد_المجيد (هاشتاغ)       Mohammad_Abdelmaguid#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شهداء وشهود ومجانين في المشهد المصري
- شروط الحصاد لثورة شباب مصر
- لكن الأسد لا يزأر في دمشق!
- وأخيرا سيسحل الليبيون الطاغية المهرج
- يا ليلة الشباب آنستينا
- يا شباب مصر .. لا تصدّقوهم!
- ألن تغرب عن وجوهنا؟
- صباح الشباب يا مصر!
- قُم يا مصري في 25 يناير
- أكاد أرى سراويل مبللة!
- بعض العزاء قتل جديد
- التونسيون ينتفضون قبل المصريين!
- حيرتي مع الدكتور البرادعي!
- الحلقة التي أزعجت عائلة مبارك
- خطاب مبارك في مجلس الشعب
- رد من الرئيس مبارك على دود الأرض
- رسالة من دود الأرض إلى الرئيس مبارك
- مقطع من يوميات شاب سعودي
- مقطع من يوميات مواطن قبطي
- روح العرب تصعد في فرانكفورت


المزيد.....




- احتجاجات أمام مقر إقامة نتنياهو.. وبن غفير يهرب من سخط المطا ...
- الخارجية الروسية: واشنطن ترفض منح تأشيرات دخول لمقر الأمم ال ...
- إسرائيل.. الأسرى وفشل القضاء على حماس
- الحكم على مغني إيراني بالإعدام على خلفية احتجاجات مهسا
- -نقاش سري في تل أبيب-.. تخوف إسرائيلي من صدور أوامر اعتقال ب ...
- العفو الدولية: إسرائيل ترتكب جرائم حرب في غزة بذخائر أمريكية ...
- إسرائيل: قرار إلمانيا باستئناف تمويل أونروا مؤسف ومخيب للآما ...
- انتشال 14 جثة لمهاجرين غرقى جنوب تونس
- خفر السواحل التونسي ينتشل 19 جثة تعود لمهاجرين حاولوا العبور ...
- العراق.. إعدام 11 مدانا بالإرهاب في -سجن الحوت-


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - محمد عبد المجيد - أيها السودانيون: انتفضوا، يرحمكم الله!