أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - بدرالدين حسن قربي - النظام السوري والمسيرات المزوّرة














المزيد.....

النظام السوري والمسيرات المزوّرة


بدرالدين حسن قربي

الحوار المتمدن-العدد: 3324 - 2011 / 4 / 2 - 03:02
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


مظاهرات بعشرات الآلاف أطلقها النظام السوري إظهاراً للدعم الجماهيري لشخصه وسياساته، وتأكيداً على التفافها حول قيادته المقاومِة المستبدة والممانِعة الفاسدة، والناس فيها كلهم حول رئيسهم وناسه بين حالات اللف والالتفاف والملفوف، ولايقع فيها حادث واحد من قتل أو جرح أو ضرب بعصي أو غاز مسيّل للدموع أو حتى إطلاق للرصاص في الهواء. وهي بالتأكيد، مسيرات مبرمجة مسيّرة ومأمورة مزوّرة من قبل أجهزة النظام ومؤسساته الأمنية والرسمية ومغطّاة من قبل أجهزة إعلامه، تشخصن الوطن بالفرد، الذي تفديه بالغالي والرخيص وأن أرواحها ودمها فدوى له، مع أن التظاهر ممنوع حسب قانون الطوارئ المعمول به في سورية منذ قرابة خمسين عاماً. أما مظاهرات الاحتجاج والتي توصف بآحاد الأرقام وعشراتها المعارضِة حسب الرواية الرسمية للنظام وسياساته، والتي تُظهر شعاراتها التفافها حول الوطن لأنه عشقها وهي تفديه بالروح والدم، وأن لها عشيقة هي الحرية، وأن معارضتها هدفها إنهاء القمع والاستبداد والخلاص من النهب لثروات البلاد والعباد من قبل جماعة النظام ومقربيه، تواجَه هذه المظاهرات البسيطة بالرصاص وكل أدوات القمع من حرس جمهوري وأمن وشبيحة. وعليه، فإن مظاهرات غير الموالين ممنوعة ومقموعة لأن البلاد في حالة إعلان طوارئ لاتسمح بمثل هذه الأعمال التي توهن الوطن، وتضعف نفسيته خصوصاً لمن هم في قمة النظام، فنداءاتها وشعاراتها وبكلماتها المعدودات بعيداً عن الشخصنة والتعبد تجعلها مخيفة بل مرعبة لهم، لأن من بيدهم الأمر يعلمون حقيقة التسيير والتدبير والتزوير فيما يسيّرونه ويفعلونه. ومن ثم فلو كان متظاهرنا فرداً واحداً فإنه مرعبهم، فليس غريباً أن يكون هو ذالك الرجل الذي تقمص روح الشاب بوعزيزي مخلّص الشعب التونسي، الذي كان السبب الرئيس في الرحيل المبكّر لابن علي. ومثله في الرعب أيضاً إذا كان النداء كلمةً وحيدةً لاغير اسمها حرية. وعليه، فكيف إذا كان الفرد أفراداً ومئاتٍ وآلافاً، وكيف إذا كانت الكلمة الواحدة كلماتٍ وسطورأً بل جملاً ومقالات.
فلئن قالوا: مسيراتنا بمئات الألوف تتحداكم، ونحن مستعدون ولدينا من القوة والسلاح مايقمعكم ، قلنا: كذلك قال الذين من قبلكم في تونس ومصر وليبيا، ولكنه الباطل لايبدئ ولايعيد، غثائية خادعة تُجسّد المستبد القامع والفرد اللص الفاسد، من خانة (اللي بيقتل) شعبه خاين. ولئن قالوا: مظاهراتكم بالآحاد والعشرات، قلنا: ماينفع الناس يمكث في الأرض، وهؤلاء القليلون هم ملح الأرض يرعبونكم ويهزون كراسيكم بقلوب مؤمنة بعدالة قضيتها، وألسنة تلهج بنداء حريتها: حرية حرية، وبالروح بالدم نفديك سورية، وإلا لم كل هذا التوحش في القتل وإراقة الدماء في وجه آحادٍ ومئاتٍ قلّة مسالمين مطالبين بالحرية والكرامة، ورافضين لقيم الذل والخنوع إلا أن تكون قلوبكم هواء خوفاً وهلعاً ورعباً.
إن آحاد المطالبين بالحق والكرامة وعشراتهم ومئاتهم أبقى حتى من عشرات ألوفكم المرغمة بتسلطكم واستبدادكم على الخروج في مظاهرات مزيفة، مثلها مثل المظاهرات التي كانت للراحل ابن علي وللمتنحي مبارك وللقذافي المتنّح.
مسيراتكم ليست غير مسيراتهم ولكنهم رحلوا وفرقونا والناس خلصت منهم، وإن تأخر القذافي قليلاً فلأنه أشدهم تناحةً، وإنما شعبنا السوري أصدر حكمه بعد مداولات دامت أكثر من أربعين عاماً بين حكم الآب والابن، وقال كلمته وهو أقوى من الحاكم مهما بلغ جبروته وطغيانه وقمعه وقتله: الشعب يريد إسقاط النظام.



#بدرالدين_حسن_قربي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النظام السوري ومسيراته المليونية
- الرئيس السوري بين الغيبة الصغرى والكبرى
- الألسنة المقطوعة وعمليات الرصاص المصبوب
- حوران سورية وعمليات الرصاص المصبوب
- من درعا هلت علينا البشاير
- السيد الرئيس..!! البقاء لله
- جائزة القذافي لحقوق الإنسان
- خطوة سورية متأخرة ولكنها صحيحة
- مراسيم العفو السورية وسجناء الرأي والمدافعين عن حقوق الإنسان
- السورييون في معارك التحرير والمقاومة
- المقاومة إذ تصبح أفيون الفساد والاستبداد
- طفح الكيل يا بشار، أنقذنا من العصابة..!!
- أصحاب الجمل ولازمة الفساد والاستبداد
- من سِيدي عامود سورية إلى سِيدي بوزيد تونس، وصَلنا نداؤكم
- حقيقة الاحتجاجات والمطالبات التونسية والمصرية
- التنحنح والتنحي والتناحة ومابينهما
- التميمة أو التعويذة السورية
- من تونس إلى دمشق إلا أن سورية متميّزة
- بيان كريم، ودعوة إنسانية كريمة
- صندوق الطماطم الفاسد تونسياً وعربياً


المزيد.....




- -بعهد الأخ محمد بن سلمان المحترم-..مقتدى الصدر يشيد بالانفتا ...
- الكشف عن بعض أسرار ألمع انفجار كوني على الإطلاق
- مصر.. الحكومة تبحث قرارا جديدا بعد وفاة فتاة تدخل السيسي لإن ...
- الأردن يستدعي السفير الإيراني بعد تصريح -الهدف التالي-
- شاهد: إعادة تشغيل مخبز في شمال غزة لأول مرة منذ بداية الحرب ...
- شولتس في الصين لبحث -تحقيق سلام عادل- في أوكرانيا
- الشرق الأوسط وبرميل البارود (1).. القدرات العسكرية لإسرائيل ...
- -امتنعوا عن الرجوع!-.. الطائرات الإسرائيلية تحذر سكان وسط غ ...
- الـFBI يفتح تحقيقا جنائيا في انهيار جسر -فرانسيس سكوت كي- في ...
- هل تؤثر المواجهة الإيرانية الإسرائيلية على الطيران العالمي؟ ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - بدرالدين حسن قربي - النظام السوري والمسيرات المزوّرة