أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - عمر أبو رصاع - الفكرة القومية -رد لا بد منه- –3















المزيد.....

الفكرة القومية -رد لا بد منه- –3


عمر أبو رصاع

الحوار المتمدن-العدد: 993 - 2004 / 10 / 21 - 10:30
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


استمر في كتابة سلسلة مقالاتي هذه حول الفكرة القومية فيما تتوالى ردود الفعل عبر رسائل وتعليقات القراء الناقدة التي تعمق لدي أكثر فأكثر قناعتي بصحة المنهجية التي اتخذتها ولا أذيع سرا إذا ما قلت أني ترددت كثيرا قبل أن أعتمد خطة الدراسة الأولية التي أسير عليها في هذه المقالات – التي أظن أني مطورها لاحقا إلى بحث معمق متكامل – لما تثيره منهجيتها المتبعة في حد ذاتها من ردود فعل كنت أتوقعها كما جاءت غائمة وجزئية ومسبقة ، لكنها في ذات الوقت تثري بحثي وتثير سعادتي في آن معا ذلك أن من شأنها كما آمل أن تخلق بهذا القدر أو ذاك جو من الجدل الخلاق الذي سأعمل جاهدا على توظيفه في خدمة قضية المعرفة الأساسية ، وتكاد تلك الانتقادات تنحصر في اتجاهات أساسية أود أن أرد عليها تفصيلا ، وسأبدأ بالاتجاه الأول، على أن ردي سيأتي منحصرا في إطار منهجيتي و يقتضي التنويه بداية إلى منطلقاتي أساسية هي :
• أني في هذه السلسلة من المقالات اتبع منهجية علمية تراعي مسألتين أساسيتين :
الأولى : أني أحاول قدر استطاعتي الفصل فصلا تتطلبه الضرورة الإبستمولوجية (المعرفية) بين الموضوعة وهي هنا الفكرة القومية وبين ما خلاها مما ارتبط بها أو وظفها .
الثانية : وفي ضوء نفس الضرورة فصل الموضوعة عن شخصي ، على أن ذلك لا يعني التحيد التام لأننا هنا لسنا في إطار البحث العلمي المختبري لذا يظل تطبيق القاعدة العلمية هنا جزئيا إلى حد ما .
• أني أميز بين مستويين من الدراسة الأول هو مستوى التحليل بغية عزل الظاهرة موضوعة البحث وهي هنا المفهوم "القومية" عما سواها بغية الوقوف على ماهيتها والثاني هو مستوى النقد الموضوعي الذي أحدد فيه رؤيتي الشخصية ، ولذا فإن النقد في المستوى الأول الذي لم يكتمل بعد حتى الآن ينبغي أن ينحصر إما في نقد المادة المعرفية أعني صدقيتها و إما في نقد المنهجية التحليلية ، ومتى أتممت المستوى الثاني خضع فيه موقفي شخصيا للنقد و هو الذي أجدن بشكل أساسي مطالب بالدفاع عنه ، و الحقيقة أنه حتى الآن فإن النقد الموجه في معظمه إما لمفهوم معين للموضوعة وإما لشخص عبد الناصر سلبا وإيجابا ، وسأبين لاحقا ذلك .
• أني أعتمد في تحليلي منهجية علمية ثابتة سندها الأساسي المادية الجدلية التاريخية تحديدا لكنها تنتج هنا قراءة خاصة نظنها غير مسبوقة على حد ما نعلم .
الاتجاه النقدي الأول : اتجاه ماركسي لينيني ، يتخذ من الفكرة القومية موقفا مبدئيا في ضوء الرؤية الراديكالية الماركسية و بشكلها الأكثر كلاسيكية ، مستند إلى ظاهر ما فهم من كتاب لينين خول المسألة القومية ، علما بأننا نهجنا كما سيتبين لاحقا منهجية ديالكتيكية (جدلية) علمية في التحليل ، و إذا كان لينين قد تبنى موقفا من الفكرة القومية حسب قراءتهم فهو حسب قراءتي اتخذ موقفا من الإيديولوجيا التي كانت توظف المفهوم "الفكرة القومية" ، نحن هنا نحاول أن نحدد الآليات التي ينتج من خلالها المفهوم ، بمعنى أننا نعتقد أن الفكرة القومية مسألة قيمية تمثل جزء من البناء الفوقي للتشكيلة الاقتصادية الاجتماعية لمجتمع ما ، لذا ينبغي أن يكون واضحا تماما أننا لا نتخذ من القومية مدخلا لفهم التاريخ و التراث وحركة التطور بل نؤكد مبدئيا على ضرورة تصور الظاهرة موضوعة الدراسة في إطارها الوظيفي التي تؤديه ، و تموضعت بدورها في الإطار الشامل إطار التفاعل الديالكتيكي (الجدلي) الذي يلد التطور أي بكل وضوح نظري في إطار المادية التاريخية و جدليتها ، وإذا ما كنا قد بدأنا بحثنا بحصر المفهوم "الفكرة القومية" في مقولتها الأساسية : حق الأمة ذات الثقافة المشتركة في أن تعيش معا في إطار جيوسياسي واحد ، فإننا لا نلبث لاحقا أن نعيد إنتاج ذات المقولة الصورة في جوهرها أي الفكرة القومية بمعنى : الوعي القومي والوجود القومي الموضوعي ، هكذا فإن الفكرة القومية بإعادتها إلى جذورها أو مبعثها أو باعثها تستمد تعريفها من الواقع القومي أي تماما من طبيعة التشكيلة الاقتصادية الاجتماعية التي تتموضع فيها الأمة – القومية و بالتالي الفكرة كصورة ، وبشكل أوضح نقول القومية هي الصيغة التي تنتجها التشكيلة الاجتماعية الاقتصادية لوعي ثقافة ما بنفسها .
وهنا تماما أجدن منجذب بقوة في ضوء ما تقدم لإعادة قراءة موقف لينين من المسألة ، كتب لينين يقول : " إن إسقاط البرجوازية سيؤدي إلى تعجيل هائل في انهيار سائر الحواجز القومية دون إنقاص التمايز أو الاختلاف بين البشرية بل سيؤدي على العكس من ذلك إلى زيادة هذا التمايز أو الاختلاف إذا أخذنا ذلك بمعنى الغنى والتنوع ..............." (1)
يدرك لينين بعمق الارتباط القوي بين الإيديولوجية الرسمية للطبقة البرجوازية وبين الفكرة القومية باعتبار أن تلك الإيديولوجيا تعيد إنتاج الفكرة القومية بالكيفية والصورة التي تخدم مصالحها الإيديولوجية ، وطبقا للوضعية التي كانت قائمة من المنطقي جدا أن تكون القومية تصنع حواجز يرى لينين أن سقوطها شرطيا يرتبط بسقوط البرجوازية الطبقة صاحبة الإيديولوجية الرأسمالية ، لكن ذلك لا يلغي القومية ذاتها لأنها وعي الذات للذات وعيا قائما متعين لا سبيل إلى إنكاره ، وهكذا يبين لينين أن سقوط تلك الحواجز لا يلغي التمايز أو الاختلاف بل على العكس من ذلك أي أنه يثري الاختلاف و يطلق طاقته الخلاقة في إطار جدلي ما بعد رأسمالي .
إن التعامي عن الخصوصية القومية هو نفسه الذي جعل الماركسيين في العالم _ وذلك كله في إطار إلغاء الجدل الداخلي و التفاعل الخلاق للحزب بعد دخول المرحلة الستالينية – لا يدركون بالوضوح النظري المطلوب الفروق الجذرية بين النسخ الماركسية المختلفة ، ولعل التجلي اليتيم والقصري كان الاعتراف المتأخر للأممية بالمسألة القومية وحق الشعوب في تقرير مصيرها ، لم ينتبه مثلا إلى أن الماركسية اللينينية الستالينية ما هي إلا النسخة الروسية للماركسية ، فمشروع ستالين الاشتراكية في بلد واحد الذي تبناه ستالين ضدا على مشروع تروتسكي الثورة الدائمة كان كذلك ، بل وأكثر من ذلك إن شئت إنك لا تكاد تلمس معطا جذريا ضدي على القومية الروسية في التحول البلشفي ذلك أن سبعين عاما من السوفيت لم يسقط المشروع الروسي الذي ما لبث أن عاد ليستأنف ذاته مباشرة بعد سقوط الاتحاد السوفيتي بل أنه وذلك هو الأخطر في الموضوع أعاد تشكيل نفسه و استمر في الحياة داخل السوفيت وعلى مدى عقود دون توقف ، ولم يكن صعبا حتى على القوميات الصغرى رغم الهجمة الستالينية الشرسة أن تعيد إنتاج ذاتها داخله ومن خلال مؤسساته على صورة لوبيات تباين مستوى قوتها ونفوذها .
كذلك فإن الصورة الصينية الماوية للماركسية كانت تعيد إنتاج الماركسية صينيا لقد مزجت على حد تعبير هادي علوي بين الفلسفة التاوية الصينية والماركسية !
ومن المفارقات العربية الكثيرة التي لا أملك أن أقاوم ذكر بعضها ، مثلا النسخة اليمنية للماركسية والتي تولدت بعد صراع دامي هائل بين تيار ستاليني و آخر ماوي تمخض أخيرا عن ولادة ماركسية يمنية قبائلية بامتياز !
أو تلك الماركسية التي كان الشيوعيون السودانيون لا يجدونها عائقا دون ممارسة كل الشعائر الإسلامية !
أو تلك الشيوعية في الفهم العامي الشعبي الشيعي في العراق ولا زال نموذج ذلك الصديق النجفي حافرا في ذاكرتي لذلك الشيوعي الراديكالي في إصراره على إلغاء الملكية من طرف و المشاركة في طقوس عاشوراء من طرف آخر مع الإصرار الشديد على أن علي هو إمام الاشتراكيين جميعا ! _يتبع_ يتبع_
(1) لينين – المؤلفات – باللغة الإنجليزية – مجلد 28 – ص 191



#عمر_أبو_رصاع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفكرة القومية -2-
- الفكرة القومية-1-
- اضاءة على النزعة الرمزية و التأريخ الاجتماعي في أدب نجيب محف ...
- د.ابتهال يونس امرأة تدفع ثمن باهضاً لأنها زوجة مفكر عربي!
- اهداءإلى الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين
- الشعب هو المعلم (2)(المشهد الفلسطيني)
- الشعب هو المعلم (1) المشهد العراقي
- ليس اختيار
- في نقد القراءة التراثية
- الذَّبحُ و الأرَبُ
- قراءة حول إشكالية النهضة في الخطاب المعاصر


المزيد.....




- أندر إوز بالعالم وُجد بفناء منزل في كاليفورنيا.. كم عددها وك ...
- بعدما وضعتها تايلور سويفت في كوتشيلا.. شاهد الإقبال الكبير ع ...
- طائرتان كادتا تصطدمان في حادث وشيك أثناء الإقلاع.. شاهد رد ف ...
- بعد استخدامها -الفيتو-.. محمود عباس: سنعيد النظر في العلاقات ...
- لبنان.. القبض على رجل قتل زوجته وقطع جسدها بمنشار كهربائي ود ...
- هل ستجر إسرائيل الولايات المتحدة إلى حرب مدمرة في الشرق الأو ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن قتل 10 فلسطنيين في مخيم نور شمس شمالي ...
- الصين.. عودة كاسحتي الجليد إلى شنغهاي بعد انتهاء بعثة استكشا ...
- احباط عملية تهريب مخدرات بقيمة 8.5 مليون دولار متوجهة من إير ...
- -كتائب القسام- تعرض مشاهد من استهدافها جرافة عسكرية إسرائيلي ...


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - عمر أبو رصاع - الفكرة القومية -رد لا بد منه- –3