|
غياب طارق الحميد ... غياب للموقف السعودي
سليم مهدي قاسم
الحوار المتمدن-العدد: 3323 - 2011 / 4 / 1 - 23:22
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
السعودية ليست دولة عادية ، بل يمكن القوم بأنها دولة متميزة في كلّ شيء ، ولعل ابرز ما يميز السعودية هو غيابها ، فهي واحدة من افضل الدول التي لا تقول ما تريد ولا تعلن عما في قلبها حتى وهي في اشد مواقفها حرجاً ، البيت السعودي بكل ما تعني الكلمة سواء على مستوى الدولة او المجتمع ، ليس من عادته البوح بليتم الكلام بواسطة التكليف، والتكليف هو الذي يعلن عن نفسه ، فثمة دائما قناعاً آخر ليقول ما تريده السعودية ، اما كيف لها أنّ تقوله فهذا موضوع آخر ، وخاضعاً لطبيعة الحدث ذاته . على سبيل المثال فأن ايران عندما تريد أنّ توصل رسالة الى السعودية فأنها لا تتبع الطرق المعروفة دبلوماسياً ، وانما تحرك دميتها ( حزب الله ) في لبنان على سبيل المثال ،ولكي ترد السعودية فأنها هي الاخرى تحرك دميتها ( الحريري ) لكي توصل رسالتها الى ايران الدمية دائماً وابداً تملك طلاقة في اللسان ما دامت ترتدي القناع ، هذه الطريقة في الحوار نشاهدها لدى دول اخرى حتى الاكثر ديمقراطية في العالم ، ولكن ثمة طرق اخرى غير معلنة ، وهي الحركات التي تعمل في الداخل ، والسعودية هي الاجدر في المنطقة باللعب بهذه الورقة ، فعلى مدار الثماني سنوات الاخيرة ، استطاعت السعودية اللعب في ساحة العنف في العراق من دون ان تبوح بذلك ، واما ما تمسكه من خلال هذا اللعب فهو الاحساس به فقط ، كنت قد ارسلت الى احد الاصدقاء الصحفيين قبل سنة ، استفسر منه عن سبب اصراره على أنّ مصدر العنف في العراق هو ايران ، كنت قد كتبت له اقول ( انني اعتقد أنّ مصدر العنف في العراق يأتي من تحت عباءتين ، الاولى هي ايران والثانية هي السعودية ) فرد علي قائلا ( ان ايران تلعب على المكشوف في العراق ، بينما السعودية تفضل العمل بطرق خفية وبذلك فإنني لا يمكن ان ابوح الا بما اشاهد ) واعتقد انه كان بإمكانه كتابة احساسه هذا على الاقل ، ولكنه لم يفعل . السعودية ليس لديها مواقف واضحة من كل ما يحدث في العالم ، فهي لا تؤيد ولا ترفض لا مع ولا ضد وأذا ما اضطرت يوماً للبوح فأنها لا تقوله الا همساً بحيث يتعذر وصوله الى الآذن الاخرى التي تنتظر هذا الموقف ، ولذلك فقد ابتركت السعودية طريقة في التعبير عن وجهة نظرها في الاحداث ، ولعل اكثر هذه الوسائل هي المقالة التي يبوح بها طارق الحميد ، وطارق الحميد لمن لا يعرفه هو رئيس تحرير جريدة الشرق الاوسط السعودية والتي تصدر في لندن ، فاذا ارادت السعودية على سبيل المثال التحدث عن الثورة في مصر ، فأنها تترك الحميد ليقولها ، واذا ارادت ان ترد على رأي للمالكي ، فان طارق الحميد هو الذي يقوله ، هذه الطريقة في القول تكون الافضل دائما ففي بعض الاحيان ثمة شخصيات يتعذر للسعودية بكل قوتها ان ترد عليها ، القرضاوي على سبيل المثال ، واي شخصية في امريكا ايضا ، وبذلك فان طارق الحميد هو خير من يقول بالنيابة عن السعودية ، وبإمكانها التملص منه دائما باعتباره يمثل وجه نظر صحفية ليس اكثر ، كما انها في بعض الاحيان تحتاج الى ان تشتم وهذه الطريقة هي طريقة الشتيمة ليست مناسبة لدى الطبقة السياسة ، خاصة وان الشتيمة يمكن ان ترتد على صاحبها ، اذكر مرة انه في بداية احتلال وتحرير العراق ، قال وزير خارجية السعودية ( ان العراق بلد لا تصلح له الديمقراطية ) واذكر ان بيان جبر صولاغ كان يومها في زيارة الى الاردن وقد سئله احد الصحفيين عن هذه الجملة التي قالها الفيصل فما كان من صولاغ الا ان رد بالقول ( سوف يُعلّم العراق هذا البدوي معنى الديمقراطية ) واذكر ان السعودية احتجت لدى الاردن باعتبار ان احد افارد العائلة الحاكمة قد تعرض للشتيمة من على اراضيها وكادت ان تحدث ازمة مع الاردن ، الازمة مع العراق قائمة بالأساس ولا يحتاج التهديد بها . ولذلك اقول ان هذه الطريقة اسلم للسعودية من توجيه الشتيمة مباشرة الى شعب معين او شخصية معينة او حزب او حركة ، وهكذا شاهدنا على مدار السنوات التي مضت ، فقد مارس طارق الحميد الشتم بحق (القرضاوي ، محمد البرادعي ، حسن نصر الله ، وليد جنبلاط ، مقتدى الصدر ، المالكي ،.. وغيرهم من الشخصيات والاحزاب ) . في بعض الاحيان السعودية تفضل السكوت .. ولا نعرف ان السعودية صامتة الان ، الا عندما نرى صمت ابو الهول لدى طارق الحميد . فمتى تتحدث السعودية ؟. سؤال اخير : هل لدى الحكومة السعودية ناطقاً رسمياً باسمها ؟
#سليم_مهدي_قاسم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
بحثا عن الشيعة .. محاكم التفتيش في دول الخليج
-
لا تجعلوا الثورة السورية طائفية
-
لتكن الجمعة .. جمعة درعا .. والتي بعدها حرية درعا
-
خطاب الملك ... السعودية بعيداً عن الاوسكار .
-
البحرين : اسرائيل جديدة في المنطقة
-
عار الجزيرة في البحرين
-
عقرب ورجل عجوز
-
كتابة مسمارية
-
المثقف الآن .... طيرانٌ حتى الافق
-
مجلس السياسات العليا .. خيبة امل لعلاوي وورطة للمالكي ..
-
مظاهرات كركوك .. العنف بداية للقمع
المزيد.....
-
بعد جملة -بلّغ حتى محمد بن سلمان- المزعومة.. القبض على يمني
...
-
تقارير عبرية ترجح أن تكر سبحة الاستقالات بالجيش الإسرائيلي
-
عراقي يبدأ معركة قانونية ضد شركة -بريتيش بتروليوم- بسبب وفاة
...
-
خليفة باثيلي..مهمة ثقيلة لإنهاء الوضع الراهن الخطير في ليبيا
...
-
كيف تؤثر الحروب على نمو الأطفال
-
الدفاع الروسية تعلن إسقاط 4 صواريخ أوكرانية فوق مقاطعة بيلغو
...
-
مراسلتنا: مقتل شخص بغارة إسرائيلية استهدفت سيارة في منطقة ال
...
-
تحالف Victorie يفيد بأنه تم استجواب ممثليه بعد عودتهم من موس
...
-
مادورو: قرار الكونغرس الأمريكي بتقديم مساعدات عسكرية لأوكران
...
-
تفاصيل مبادرة بالجنوب السوري لتطبيق القرار رقم 2254
المزيد.....
-
واقع الصحافة الملتزمة، و مصير الإعلام الجاد ... !!!
/ محمد الحنفي
-
احداث نوفمبر محرم 1979 في السعودية
/ منشورات الحزب الشيوعي في السعودية
-
محنة اليسار البحريني
/ حميد خنجي
-
شيئ من تاريخ الحركة الشيوعية واليسارية في البحرين والخليج ال
...
/ فاضل الحليبي
-
الاسلاميين في اليمن ... براغماتية سياسية وجمود ايدولوجي ..؟
/ فؤاد الصلاحي
-
مراجعات في أزمة اليسار في البحرين
/ كمال الذيب
-
اليسار الجديد وثورات الربيع العربي ..مقاربة منهجية..؟
/ فؤاد الصلاحي
-
الشباب البحريني وأفق المشاركة السياسية
/ خليل بوهزّاع
-
إعادة بناء منظومة الفضيلة في المجتمع السعودي(1)
/ حمزه القزاز
-
أنصار الله من هم ,,وماهي أهدافه وعقيدتهم
/ محمد النعماني
المزيد.....
|