أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد حمدي سبح - في سياسة الاخوان والسلفيين















المزيد.....

في سياسة الاخوان والسلفيين


أحمد حمدي سبح
كاتب ومستشار في العلاقات الدولية واستراتيجيات التنمية المجتمعية .

(Ahmad Hamdy Sabbah)


الحوار المتمدن-العدد: 3323 - 2011 / 4 / 1 - 21:13
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الاخوان المسلمون يرفعون شعار ان الاسلام هو الحل عن أي اسلام - أعلم أنهم سنة - اذن عن أي اسلام يتكلمون عن اسلام حنفي أم مالكي أم شافعي أم حتى حنبلي ، ولو أن فريقآ منهم يؤمن بهذا المذهب أو ذاك فهناك فريق آخر منهم يؤمن بمذهب آخر اعمالآ لحرية الرأي والعقيدة ، واذا كنا نرى في عدد قليل او كثير منهم الوسطية والاعتدال فما الضامن أن الأجيال المقبلة ستكون على نفس النهج ففرق التشدد والتطرف والسفسطة الدينية كالمرجئة والباطنية خرجوا من عباءة أكثر نظم الاسلام تقدمآ ورقيآ وفي العصر الذهبي للاسلام وامبراطوريته ، ولو أن الاخوان أساءوا الاختيار والقرار والفعل في أمر ما وتسبب ذلك في احداث مشاكل كبيرة أو صغيرة -فالامر في النهاية نسبي -المهم ألا يمكن ان ينسب ذلك بشكل من الاشكال تجاوزآ طبعآ الى الدين من قبل أناس التبس عليهم الأمر وهم معذورون ساعتها بسبب الآلة الاعلامية التي ستجند في خدمة الاخوان وأنهم لا ينطقون ولا يتخذون قرارآ الا بحكم الدين والشريعة ، وسيقول قائل منهم هذا اذا ضمنا ألا تكون العزة بالاثم أمر وارد - ففي النهاية نحن بشر- ساعتها ستكون الحجة المساقة انه سوء فهم للدين وسوء تطبيق ساعتها ستضح الحقيقة انه لا احد يحتكر الدين وفهمه وتطبيقه وان قومآ آخرين لايرفعون شعار الاسلام هو الحل كانوا يمكن ان يكونوا اكثر قدرة على التعامل السليم مع هذا الامر أو ذاك ، وهذا ساعتها ما سيقودنا الى النتيجة الحتميه - ان لم يحدث انقلاب على الديموقراطية وآليات تداول السلطة باسم الدين - سيقودنا ذلك الى خسارة الاخوان او ما يمثلهم من احزاب كالحريه والعدالة أو حزب الوسط الى حد ما - على الرغم ان الاستاذ أبو العلا ماضي رئيس حزب الوسط له بعض الخلافات مع بعض القيادات الاخوانية ولكنها تظل في النهاية مسألة شخصية وليست مؤسسية الى حد كبير- المهم ساعتها في حالة خسارة الاخوان للانتخابات لصالح جماعات لا ترفع شعارات دينية أيآ كانت ألا يمثل ذلك اساءة للدين .

وعندما ترفع جماعة الاخوان وغيرها من الجماعات الدينية السياسيه كحزب شورى الجماعه المزمع تأسيسه من قبل السلفيين - في انجاز لم يستطع اخوانهم الوهابيون تحقيقه في السعودية نفسها - عندما يرفع هؤلاء شعارات ان الحكم لله وأن برامجنا وخططنا مستمده من الشريعه أو متوافقة مع الشريعه أو أيآ كانت المسميات التي سيصبغوها على برامجهم وسياساتهم فانهم بذلك ينقلون الحوار والخلاف والاختلاف معهم من خانة الخطأ والصواب أو حتى الصواب والأصوب الى خانة الكفر والايمان أو ما بين الجنة والفردوس وهو مناخ لا يمكن أن تستقيم معه الحوارات الجادة الهادفة الى ايجاد حلول لمشاكل حياتيه آنيه بل سيصبح حوار بين الطريق الى الجنة والنار والكل يدلي بدلوه ويعضد رأيه بما يستطيع جلبه وايجاده من آيات وأحاديث وتفسيرات في كتب التراث - طبعآ كتب الحاضر لا يعترفون بها لأنهم أسرى فكر ماضوي مقدس ضد فكر آني مكفر ومقزز - فلا لجوء الى الخبرات ولا الى العلوم ولا الى الساسه والخبراء بل الى رجال الدين أي أننا سنصبح في النهايه نعيش في جنبات دولة ثيوقراطيه شئنا أم أبينا ، وأن تقول لأحدهم أنت مخطأ ورأيي كذا وكذا أمر يختلف كلية الى درجة الكراهية والقتل عن أتقول له انك كافر أو حتى زنديق وفاجر وهذا هو الايمان الحق فلا مجادلة في شرع الله ، وبما أننا دلفنا على السعوديه ففي عجالة من القول أليس هذه أيضآ البلاد التي خرجت علينا فيها أكبر هيئة لما يعرف بعلماء الدين وقالوا أن المظاهرات حرام والخروج على الحاكم كفر وطريق الى النار فيما يمكن ان نسميه أكبر تجليات الاستغلال السئ للدين في السياسه .

ومثلهم فعل أعوانهم في مصر في بداية الثورة وكذلك فعل الاخوان في الاستفتاء على التعديلات الدستورية فنعم مع الله اما لا فاذهب بها اذآ الى الجحيم يا عدو الله والنتيجة بالطبع أضحت معروفة في ظل شعب غالبيته اما أمي واما أمي سياسيآ ، وبالنظر لحالنا اليوم لا نجد شيوخ ورجال الدين - حتى الآن - على مقاعد رئاسة الجمهورية أو البرلمان ونجد أناس الآن تحرق الكنائس ، وتقطع الآذان ، وتسب وتلعن كل معارض ، وتحرق هذا وتقتل ذاك بدعوى الكفر والالحاد كما حدث مع كتابنا ومفكرينا - أعلم أنهم لم يكونوا من الاخوان في حالة الاعتداء على الكتاب والمفكرين - فلنا أن نتخيل الوضع عندما يصل هؤلاء الى الحكم ، اذا كان السلفيون وجهآ أكثر قساوة فان الاخوان يمهدون لأمثال هؤلاء الطريق ولا بد أن يكون هناك من المتشددين والمتطرفين من هم أعضاء في الاخوان لسبب بسيط فهناك امثالهم في أحزاب لا ترفع شعارات دينية ولكنهم مثل الخلايا النائمة لا يظهرون حقيقتهم ويتخفون خلف ابتسامات جميلة وأقاويل وسلوكيات رقيقة ولكنهم ينتظرون الفرصة للوصول الى الحكم ليحققوا خطتهم في الوصول الى الله الذي أعطاهم ذالك الحق بموجب الحق الالهي ... وفقآ لتصورهم .

من المؤكد أن الحكام الديكتاتوريون الذين تتحلق حولهم جماعات ممن يسمون أنفسهم علماء الدين وعن طريق الجماعات الظلامية المنتشرة في مصر سيعمل هؤلاء الحكام الديكتاتوريون على نشر الفوضى والاضطراب في مصر حتى يستطيعوا أن يقولوا لشعوبهم هذه هي نهاية الديموقراطية التي تسعون اليها ، أو أن تستطيع تلك الجماعات الظلامية التي تسمي نفسها مسميات مختلفة أن تصل الى الحكم فتتحول مصر الى مجرد دولة تابعة ذليلة لهؤلاء الحكام الطغاه الغير منتخبين أصلآ من شعوبهم فيأمنوا بذلك من أن تكون مصر مصدرآ لرياح التغيير أو منبعآ لنسائم الحرية التي ستطيح بهم فالتابع لا يؤثر في المتبوع ، وما فعلوه في البحرين لهو أكبر دليل على رفضهم للديموقراطية والحرية واستعدادهم لاستخدام كل وسائل العنف لقمع حركات التقدم والتحرر من ظلمهم واستغلال فزاعة الطائفية بين سنة وشيعة ، ولكنهم في حقيقة الأمر لا يكرسون الا طائفية الظالمين والمظلومين ... الحكام والمحكومين .

وتحاول جماعات الاسلام السياسي من اخوان وسلفيين تشويه مفاهيم عامة كالليبراليه والعلمانيه ووصفها ومتبعيها بالكفر والالحاد والعياذ بالله ، ويجندون كثيرآ من الأموال و كثير من مشايخ الفضائيات والمساجد والزوايا وطبع الكتيبات والدعوات والمنشورات لهذا الغرض بغية الانفراد بالعمل السايس في البلاد وازاحة جانبآ كل القوى السياسية المعارضة والتي لا تتمثل فكرهم ولا منهجهم سواء كانت قوى أخرى مسلمة أو غير مسلمة – المهم أنها اخرى فالعالم عندهم هم ونحن ، الجنة والنار – وذلك بالقول أن أتارتورك علماني كاره للدين وألغى الخلافة العثمانية ، ففي اطار عدم الدفاع عنه فله ما له وعليه ما عليه شأنه شأن كثير من رموز الفكر الاسلاموي الذي تسببوا في اراقة الدماء وتفجير الناس والممتلكات في كل أنحاء العالم وتشويه الدين الاسلامي الذي أصبح لدى كثير من غير المسلمين مرادفآ للعنف والارهاب واضطهاد المرأة ، بسبب أفكار وأفعال ودعوات هؤلاء المتشددين الذين يصفهم الاسلاميون بالعلماء والمفكرين مستغلين لأمية وسطحية فكرية هائلة منتشرة في مجتمعاتنا ممن يؤيدون أو حتى يتعاطفون مع هؤلاء الظلاميين الدمويين ، ان الغاء الخلافه العثمانيه كان مجرد اطلاق لرصاصة الرحمة على رجل أوروبا المريض الذي مات فعلآ بع الهزيمة في الحرب العالمية الأولى وعند قراءة تاريخ العرب في هذه الفترة ستعلم جيدآ من كانوا عملاء الانجليز هل أتاتورك أم العرب الذين قادوا الثورة العربية الأولى تحت رعاية انجليزيه - ولك أن تقرأ مذكرات لورانس العرب - في الحجاز والأردن ضد الخلافه العثمانيه وهاجموا الحاميات العثمانيه في مكه ووادي الأردن تحت دعاوي الديموقراطية والحريه ولكن من الواضح أن الأمر كان مجرد تكالب على المال والسلطه ممن قادوا هذه الثورة سواء آل سعود أو الهاشميين في الأردن ، هل يعتبرون أسامه بن لادن هو المسلم الحقيقي ان كانت الاجابه بلا اذآ فاننا لا نعتبر أتاتورك هو العلماني الحقيقي أو قل السليم أما ان كانت الاجابه بنعم فاننا أيضآ لا نعتبر أتاتورك هو العلماني السليم .

وأيضآ لا يجب أبدآ الاستناد في بناء الفكر وتمثل المنهج السياسي والفكري والديني بالاستماع الى مشايخ الفضائيات بل القراءة القراءة القراءة الموضوعيه لكتب التاريخ واعمال العقل والفكر الذاتي في قراءة القرآن والاستماع الى مختلف التيارات الفكريه والدينيه دون أية أحكام مسبقة منعآ للانغلاق على فكر ونهج معين - ففي رأيي الشخصي البسيط ليس هكذا تورد الحياة التي فيها شعوب وقبائل لنتعارف عليها – ولابد من التحاور البناء الموضوعي معها ، فمثلآ الحديث القائل عن أبي بكرة .. ما فلح قوم ولوا أمورهم امرأة بعيدآ عن قواعد الجرح والتعديل والاسناد والتي أثبت بعضها ضعف هذا الحديث فيما أمن آخرون فانك عند مراجعة الكتب والمراجع التاريخيه منذ عهد الميديين والفرس والاخمينيين والساسانيين فانه لم يحدث أن تولت امرأة حكم فارس ولو ليوم واحد مما يثبت أنه حديث آخر مكذوب على لسان أطهر الخلق سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام ، وقس على ذلك كثير وكثير ، فيما يتم تجاهل أن الملوك الذين تم ذكرهم في قرآننا الكريم اذا استثنينا منهم سيدنا سليمان عليه الصلاة والسلام وذا القرنين لوجدناهم من الرجال وألقوا بأهلهم الى التهلكة فيما الملكة الوحيده التي ورد ذكرها في القرآن وهي ملكة سبأ أخرجت أهلها من ظلام الكفر الى نور الايمان .. والحمد الله الذي هدانا الى نور الايمان وكل ما نتمناه أن يحشرنا يوم الدين مع المرضي عنهم .

بالمناسبة المسجد الذي يقع بجوار منزلي تم الغاء المكان المخصص لصلاة النساء وخطيب الجمعة السلفي قال في خطبته أنه على النصارى أن يشعروا بالأمان في ظل حكم اسلامي لا ليبرالي ولا يساري ولا غيره نحن لا نحمل لهم محبة في قلوبنا ولكنهم ( يجب أن يشعروا بالأمان ) !!! أرجوا أن يقوم أحد بالشرح لأني أعاني من عدم القدرة على فهم هذا اللغز المحير والمحير فعلآ والذي يبين الى أي منتهى ستكون عليه مصر ان تولى الاسلاميون الحكم في مصر ... ليبرالي حر .



#أحمد_حمدي_سبح (هاشتاغ)       Ahmad_Hamdy_Sabbah#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا تقل السلف الصالح بل قل الخلف الصالح
- المجلس الأعلى وحماية الثورة المصرية
- دلالات غزوة الصناديق
- ردآ على النظام السوري
- ردآ على النظام السعودي
- نظرة في العلمانية
- ماذا تعني السلفية ؟
- في المادة الثانية من الدستور المصري
- في الخطاب والفكر الديني


المزيد.....




- مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى في ثاني أيام الفصح اليهودي
- المقاومة الإسلامية في لبنان .. 200 يوم من الصمود والبطولة إس ...
- الأرجنتين تطالب الإنتربول بتوقيف وزير إيراني بتهمة ضلوعه بتف ...
- الأرجنتين تطلب توقيف وزير الداخلية الإيراني بتهمة ضلوعه بتفج ...
- هل أصبحت أميركا أكثر علمانية؟
- اتفرج الآن على حزورة مع الأمورة…استقبل تردد قناة طيور الجنة ...
- خلال اتصال مع نائبة بايدن.. الرئيس الإسرائيلي يشدد على معارض ...
- تونس.. وزير الشؤون الدينية يقرر إطلاق اسم -غزة- على جامع بكل ...
- “toyor al janah” استقبل الآن التردد الجديد لقناة طيور الجنة ...
- فريق سيف الإسلام القذافي السياسي: نستغرب صمت السفارات الغربي ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد حمدي سبح - في سياسة الاخوان والسلفيين