أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طاهر فرج الله - المُثقف والإدمان














المزيد.....

المُثقف والإدمان


طاهر فرج الله

الحوار المتمدن-العدد: 3323 - 2011 / 4 / 1 - 15:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ما أن يأتي ذكر الإدمان حتى تراءى للكثيرين أنها العادة السيئة والمُضرة للصحة العامة لجسم الإنسان, ومن مواد يعتاد عليها بسبب تعاطيهِ المُفرط لها, ولكت الإدمان قد يشمل عادات مفيدة ونافعة في آن واحد .. وهذا ما نشاهدهُ جلياً من عادة يعتاد عليها الإنسان وبشكل خاص الأديب حيث نرى ولعهُ في القراءة والكتابة يلازمانه في كل وقت و مكان, فأين ما تشاهد الروائي , الباحث ترى الكتاب بين يديهِ يطالعهُ بكل شغف وشوق, أ, أنك ترى أناملهُ ممسكة بالقلم ليجسد بهِ أفكارهِ أو عصارة فكره على ورقة أ, مجموعة أوراق للتحول كتاباته فيما بعد إلى أنجاز أبداعي يخدم البشرية في أفاق تعاملاتها اليومية بين مجتمعها, ألا أن هذه العادة قد تنسي الأدباء احتياجاتهم واحتياجات أُسرهم اليومية فتتحول إلى إدمان يشكو منهُ البعض من المقربين إليه, وعلى سبيل المثال فأن الروايات تحدثنا عن أن صبياً أصيب بولع الإدمان والشغف في مطالعة الكتب حدا أنهُ تناسى الواجب الموضوع على عاتقهِ والمتمثل بالتزامه في توفير لقمة العيش لوالدتهِ , فما كان من والدتهِ إلا أن تتصرف بحكة تجاه ولدها الذي بدأ يُعاني من أعراض الإدمان الذي ألزمهُ الشغف إلى التنصل من واجباتهِ ففي ليله من الليالي طلب الصبي من والدتهِ تقديم العشاء إليه, فما كان منها إلا أن تُقدم لهً صينية طعام وهي مُغلفة بقماش , فما أن كشف القماش حتى وجد الصينية مليئة بمجموعة من الكتب, فسأل والدتهُ بنبرة ملؤها الاستغراب قائلاً؟ (( - ما هذا يا أماه ؟ )) فأجابتهُ والدتهُ (( - أنهُ العشاء فكل)) فما كان من ذلك الصبي إلا أن يفوق إلى نفسهِ فبدا يقسم وقتهِ إلى جوانب عديدة منها جانب العمل الواجب عليهِ أن يشغلهُ ليوفر بهِ مستلزمات الحياة ومقوماتها.
أن هذه الرواية البسيطة في مكوناتها وعدة شخوصها إلا أنها تتميز بجملة من الدلالات العدية والمفيدة وجميعها تؤدي إلى هدف واحد يدعو الإنسان فيهِ إلى الاهتمام بكل مجالات الحياة وإعطاء كُل جانب منها دوراً مهما لا يختلف كثيراً عن جوانب التي تلعب الدور الأكبر في رسم شخصيتهِ وهويتهِ وتعمل على إيحاء الاستقرار للجانب الاقتصادي الذي يوفر لهُ مقومات الحياة من المسكن والمآكل والملبس , وهذا الجانب أي الاقتصادي الذي أشار أليهِ الكثير من الفلسفة وعلماء الاجتماع ووضعوه بشريان الحياة حتى في العهود السالفة وربما الغابرة من تاريخ البشرية , والمتصفح لكتاب الجمهورية لأفلاطون يرى أن الحديث بين مجموعة من الفلاسفة أنصب على هذا الجانب كثيراً حتى قال أحدهم عن أهمية المال أنهُ وسيلة الأمثل للتقرب إلى لألهه منهُ يستطيع الإنسان أن يقدم إليها القرابين , ذلا فعلى الأدباء بشكل خاص والبشرية بشكل عام أن ينتبهوا لهذه المُعادلة فمن الواجب عليهم أن يحافظوا على عناصر مكوناتها المؤلفة من عنصر الغذاء النفسي الذي تتطلع إليه رغباتهِ الخاصة على حقيقتها, لأن عشاء الكُتب الذي قدمتهُ الأم لصبيها لأكبر ناقوس للخطر تطرقهُ على البشرية جمعاء لنعرف منهُ أن كان إدمان قراءه الكُتب يؤدي إلى مثل ذلك العشاء فكيف الحال إذا كان الإدمان أصنافا مُتعددة من المخدرات وبقية السموم الأخرى.



#طاهر_فرج_الله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف تكتب الرواية !!!
- الأسطورة في الشعر
- المُثقف والمُجتمع
- الاسلام و فقه الارهاب
- الاسلام و الغزو
- القران بين تفسيرين
- الاسلام و التطرف
- حميد المختار والتيار الديمقراطي
- الزوجة الثانية
- لعبة الشطرنج وموت الاسكندر
- سَنِمّّارْ الروسي
- قرآن ناظم كزار!
- السَماورْ... وتأثيرهُا الثقافي في العراق
- جدوى ارتفاع رواتب الموظفين
- تجفيف منابع الارهاب
- المثقف والمناخ السياسي
- تجفيف منابع الإرهاب


المزيد.....




- فن الغرافيتي -يكتسح- مجمّعا مهجورا وسط لوس أنجلوس بأمريكا..ك ...
- إماراتي يوثق -وردة الموت- في سماء أبوظبي بمشهد مثير للإعجاب ...
- بعد التشويش بأنظمة تحديد المواقع.. رئيس -هيئة الاتصالات- الأ ...
- قبل ساعات من هجوم إسرائيل.. ماذا قال وزير خارجية إيران لـCNN ...
- قائد الجيش الإيراني يوضح حقيقة سبب الانفجارات في سماء أصفهان ...
- فيديو: في خان يونس... فلسطينيون ينبشون القبور المؤقتة أملًا ...
- ضريبة الإعجاب! السجن لمعجبة أمطرت هاري ستايلز بـ8 آلاف رسالة ...
- لافروف في مقابلة مع وسائل إعلام روسية يتحدث عن أولويات السيا ...
- بدعوى وجود حشرة في الطعام.. وافدان بالإمارات يطلبان 100 ألف ...
- إصابة جنديين إسرائيليين بجروح باشتباك مع فلسطينيين في مخيم ن ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طاهر فرج الله - المُثقف والإدمان