أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عصام سحمراني - ثورتنا اللبنانية البطيئة.. وما يجدر بها هذا














المزيد.....

ثورتنا اللبنانية البطيئة.. وما يجدر بها هذا


عصام سحمراني
(Essam Sahmarani)


الحوار المتمدن-العدد: 3321 - 2011 / 3 / 30 - 17:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


سقط النظام المصري الجبار خلال بضعة أسابيع، شهدت خلالها البلاد سلسلة من تراجعاته وانكفاءاته التي وصلت في النهاية إلى تنحي حسني مبارك بالكامل، وانتصرت الثورة. كذلك كان الأمر في تونس من قبل مصر، ولم يوفّق ثوار ليبيا إلاّ من خلال السلاح الذي أدى إلى المشروع الغربي لاحتلال بلادهم كما نشهده حالياً. وفي دول عربية أخرى سقط الثوار في أفخاخ الطائفية، ولم تقصّر السلطات في قمعهم بوحشية، تستغل الموقف الداخلي والخارجي، وتنفض يديها من دمائهم كما لو كانت بريئة.

المشهد العربي اختلف بين دولة وأخرى، لكننا في لبنان تنسّمنا الأمل مع كلّ ثورة جديدة، واحتجاج متجدد، وتحرّك ناشئ لاستغلاله على ساحتنا الداخلية الصدئة، علّه يزحزح مئات من الصخور المقاطعجية الطائفية الجاثمة فوقنا منذ الأزل. وكان لنا ذلك في تحركات اخترقت الطوائف والمناطق، ولو أنّها لم تخترق الطبقات الحاكمة إلاّ زوراً، يجعل زعاماتها السياسية والدينية تؤيد الشباب من دون أيّ إيمان به، كمن يضحك على اللحى، كما هو الحال أبداً.

تنشقنا نسائم التغيير الهابّة إلينا من جنوب وشرق. وتفاعلنا فكانت لنا ثورة على قدر طموحات شباب اخترق الجدار الصلب، بادئ الأمر، وكوّن رأياً مختلفاً، صدحت حناجره وشعاراته به ملء الشوارع والشاشات. لكنّها لم تكن سوى حلقة أولى، انتهت سريعاً، من مسلسل طويل. فلم يعد القرص يصلح بعد الآن كما هو عليه، من دون إضافات وتنويع وتفاعل وتركيز على الحلقات الكاملة من اللون نفسه.. حلقات محددة جداً، في كلماتها المبدعة القليلة غير المتكررة مهما تكررت. كلماتها التي ابتكرها عبقري من تناثر قابع في محيط لغة كبيرة: الشعب يريد إسقاط النظام!

هبّ الشباب ولبّى نداء الشعار، وكان من بينه جزء عزيز جداً، يرتوي منذ الآن وهو في أعوام مراهقته، تلك الروح الثورية، التي مهما كانت نتيجة التحركات، فإنّها ستحدد مساراً لحياته، مختلفاً تماماً عن أقران له، مُبعَدين عن التفكير والفعل، بقوة وتحريض حزبي طائفي مناطقي عائلي ضيّق. تحريض لا يتوانى عن تكديس الشباب فوق رفوف الإهمال والبطالة والتسكّع، كما يكدّس أموال زعامات السياسة والطوائف.

هبّ الشباب وهبّت معه قلوب الشيوخ والعجائز تهتف له وتقول مراراً وتكراراً: والله الحق معكم!! والله الحق معكم! وتنظر الأمل الذي أضاعوه في عينيه. لكنّها، بعد الهبوب والإنفجار، لحظات ضائعة تلك التي لا نستغل فيها تلك الروح الكبيرة، ونلتهي بخلافاتنا الغبية عند كلّ مفترق. ولماذا المفترقات أساساً؟ ولماذا التشتت؟ ولماذا الإبتعاد مع كلّ اقتراب؟ فشعارنا ملك سواعدنا وحناجرنا.. أفلا يليق بنا، كما كان لتونس ومصر واليمن وليبيا، أن تكون لنا ثورة مستمرة ضاغطة، تخلع كلّ ذي عرش عن عرشه، وتعيد أموالنا ومواردنا وأراضينا المنهوبة منذ ولدنا وحتى نموت؟

بطيئة ثورة الشباب اللبناني كلّ البطء، وما كان يجدر بها أن تكون كذلك أبداً. فلا اللقاءات الأسبوعية تلك التي نراها تتنقل، وتنقل معها روادها باتت كما كانت؛ فعّالة مجدية، ولا الإستمرار على هذه الوتيرة المتباعدة المتناثرة كسحاب الصيف أو أبعد باتت مرجوّة.

الأمل أكبر من ذلك بكثير بعد جدار تحطم. فللثوار الموقف، وللثوار الحق، وللثوار الشعار... ليس من المطلوب أبداً أن يعترف لهم المستفيدون من إبقاء الوضع على ما هو عليه، بأحقيتهم وأحقية مطالبهم، فأولئك كمبارك وزين العابدين... بل أسوأ، في كلّ زقاق حزبي طائفي أو لا طائفي حتى. وللثوار الكرامة والرأس المرفوع، من دون أن يخوضوا في كثير التباس يزيده بعض الأطراف التباساً، لمجرد ظهور تلفزيوني خائب، يحاول بث الفتنة، وضرب الثورة في مهدها، ولا يتورّع منظمّوه عن ادعاء الحياد! وما أشدّه افتراء على الحياد، وما أشدّها ثورة، حين تكون، عليهم قبل غيرهم من أقطاب الطائفية المتغلغلة يميناً ويساراً.

لهم الموقف والحق والشعار، ولهم الثورة؛ تلك التي ولدت من روح ثائرة تفاعلت مع محيطها واختارتها بديلاً عن خنوع أزلي. تلك الثورة التي ولدت من جيوب فارغة، وحقوق ضائعة، وتهديد يومي، ومستقبل مجهول... لكن بعزّة نفس كبيرة، ككلّ ثورة شعبية لم يخنقها الإنتهازيون بعد. ذلك ما يجب أن يتذكره الثوار دائماً، فالوقت لهم، على أن تمتلئ كلّ ثوانيه بالثورة التي لا بدّ أن تستمر وتنتصر عاجلاً، كي لا ينام الشعب مجدداً، لأكثر من ثلاثين عاماً، ويندب على أطلالها الزائلة.



#عصام_سحمراني (هاشتاغ)       Essam_Sahmarani#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إسقاط النظام في لبنان يتطلب إسقاطه... لا مطالبته!
- المعارضة البحرينية وقد انقلبت مقاومة
- للمتظاهر التعزير.. فماذا للمفتين به!؟
- شاورما ورفاق وحملات سياسية في ليل بيروت
- في الشحوة رواية لم يلحظها تحقيق دولي!
- فلسطين المنسيّة وسط ثورات محيطها
- هذا جناه ليبرمان.. يا تشيني!
- صفقات أميركية فوق دماء الليبيين
- القذافي الذي لم يرث الحكم
- أموال القذافي والسياسة الدولية
- فلتكن ثورة مصرية سينمائية أيضاً!
- الثوار والمعارضة وآخر الدواء.. السلاح
- ثورة بقية الدول العربية بين الإجتماعي السياسي والطائفي
- مجد الثورة المصرية.. إنتصار لفّ الدنيا بأسرها
- أحذية لخطاب مبارك!
- الجماهير المصرية تقول كلمتها.. وحدها!
- ثروة مبارك ولقمة عيش المواطن
- النظام المصري لا طائفي!!
- خلية حزب الله في مصر ترعب الصهاينة!
- ميدان التحرير يستفز قناة العربية!


المزيد.....




- شاهد..قرية تبتلعها الرمال بعد أن -تخلى- عنها سكانها في سلطنة ...
- الأمن الروسي يعتقل 143 متورطا في تصنيع الأسلحة والاتجار بها ...
- وزارة الخارجية الروسية تصر على تحميل أوكرانيا مسؤولية هجوم م ...
- الحرب على غزة| وضع صحي كارثي في غزة وأيرلندا تنظم إلى دعوى ا ...
- ضغوط برلمانية على الحكومة البريطانية لحظر بيع الأسلحة لإسرائ ...
- استمرار الغارات على غزة وتبادل للقصف على الحدود بين لبنان وإ ...
- تسونامي سياسي يجتاح السنغال!!
- سيمونيان لمراسل غربي: ببساطة.. نحن لسنا أنتم ولا نكن لكم قدر ...
- قائد الجيش اللبناني يعزّي السفير الروسي بضحايا هجوم -كروكوس- ...
- مصر تعلن موعد تشغيل المفاعلات النووية


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عصام سحمراني - ثورتنا اللبنانية البطيئة.. وما يجدر بها هذا