أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - دارا خسرو حميد - ما لم يُقال بشأن فجرأوديسا














المزيد.....

ما لم يُقال بشأن فجرأوديسا


دارا خسرو حميد

الحوار المتمدن-العدد: 3320 - 2011 / 3 / 29 - 14:17
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


الأنظمة الحالية في العالم العربي أثبتت بأنها عملة بوجه واحد، تنمحي واحدة تلوى الاخرى كما تمحي أمواج البحر ما يبنه ألاطفال على الشاطيء الرملي. كانت كصروح تستقرُ على أعمدة مبنية من القهر والافساد والترهيب، رموزُ هذه الانظمة عاشوا في عزلةٍ عن شعوبِهم، وهم كانوا يتخيلون بأنهم يحكمون البرو البحر من خلال هذهِ الصروح.
الاستعمار الداخلي الذي يُصنفهُ علماء التنمية على انه المرحلة الثالثة من المراحل الاستعمارية بداءت ملامح زوالهِ بالظهور، أنهش هذا الاستعمار في جسد هذه الشعوب لاكثر من خمسين عاماً، بذلك أهدروا طاقات وأمكانيات اجيال برمتها.
ألاحداث المتسارعة التي شهدتها تونس ومصر لم تعطي فرصة للدبلوماسية الغربية لكي تدخل على الخط بكامل ثقلها لتُمسك بزمام الامور وتوجه مسار الاحداث وهذا ما أكد عليهِ مدير وكالة المخابرات الامريكية في جلسة استماع أمام الكونجرس الامريكي لتبرير تقاعس هذا الجهاز في رصد التغيرات الجزرية في الشرق الاوسط، حيث قال: نحن مثل علماء الزلازل نتكهن بحدوث الزلزال وليس لحظة وقوعهِ.
تصدرت أخيراً المشهد الليبي و اليمني والبحريني الصدارة لجذب إهتمام المحللين والسياسين، الا انني اتوقف عند المشهد الليبي لإلقاء الضوء على بعض المناورات الدبلوماسية وكيفية التعامل مع هذا الملف.
منذ اللحظات الاولى اثبتت الادارة الامريكية بأنها عاجزة على الامساك بزمام الامور لوحدها، لهذا اكتفت بدعم اللوجستي وإدارة عمليات الجوية لفترة مؤقتة، وكانت تصريحات القادة الامريكان متزنة ولم يلجئوا الى التصعيد، نجحت سوزان رايس سفير الولايات المتحدة بتحركتها ،برشاقة، في اصدار قرار مجلس الامن1973 ويلاحظ بان الادارة الامريكية اصبحت اكثر خجلاً امام الاعلام نتيجة لتجاربها واخفاقاتها في كل من افغانستان والعراق واكد على ذلك قحطان سلطاني على لسان دبلوماسي امريكي في نهاية مقال منشور على ايلاف بتاريخ 26.3.2011.
اوشكت الادارة الروسية الدخول في ازمة سياسية بسبب تعارض المواقف الناتجة عن التحركات الميدانية للسفير الروسي في طرابلس و تصريحات التي ادلى بها بوتين من جهة مع موقف الذي أعلنه الرئيس الروسي ديمتري ميدفيدف بمنع دخول المعمر القذافي او افراد عائلتهِ الى الاراضي الروسية من جهة اخرى، مما ادى بالرئيس الروسي اقالة السفير دون رجوع لمجلس الدوما وكانت عملية جراحية مطلوبة لاعادة ترتيب بيت الروسي.
أما ألمانيا الحليف الاهم لفرنسا داخل الاتحاد الاوروبي، اختارت موقف المتفرج في مجلس الامن بعكس حليفتها فرنسا حيث راهن ساركوزي على مستقبله السياسي بهدف اعادة الهيبة الى القارة العجوزة، وقد تسعفهُ في ازدياد شعبيته داخل فرنسا، وتواجه الحكومة الألمانية غضب الشعب الماني الناتج من ازدياد أعباء الازمات الاقتصادية التي تعصف ببعض دول الاتحاد الاوروبي وعدم استعدادهم لتحمل اعباء اضافية.
يؤكد البريطانيون، من خلال دعمهم للشريك الفرنسي، على ضرورة استرجاع الهيبة للسياسة الانجليزية في العلاقات الدولية و إن ما أشار اليه وزير الخارجية وليم هيغ أثناء القاء خطابه في ندوة "أفريقيا في لندن"، ماهوالا نفخ بقوة في البوق لكي يعلن للعامة بأن الانجليز قد عادوا من جديد.
" فجر أوديسا" هكذا سُميت العمليات العسكرية الجوية في ليبيا، وأوضحوا بان هذه التسمية جاءت كناية بملحمة أوديسة اليونانية لهوميروس، في هذه الملحمة يرجع أوديسيوس مع رفاقهِ من حرب الطروادة منتصرين.
ماذا جرى لاوديسيوس بعد عودتهم ؟ انهم وقعوا في قبضة بوليفموس*، وسجنهم في احد كهوف جبل أثينا في صقلية، ليلتهمهم واحد إثر اخر، الى ان تمكن أوديسيوس أن يفقأ عين بوليفموس ليهرب مع من تبقى من رفاقهِ.
ان فجر أوديسا ليست نهاية القصة، عندما يعودون الي بيوتهم يجدون بان بوليفموسهم بأنتظارهم. بأعتقادي إن الاوروبيون محظوظون لانهم يعروفون اين ينتظرهم بوليفموسهم: امام باب بنوكهم السيادية، ولكن اين ينتظرنا بوليفموسنا يا ترى؟
*"العملاق ذو عين واحدة في جبهتهِ"



#دارا_خسرو_حميد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف يرحل الطاغية1 بعد مرور 222 عاماً
- قصص قصيرة جداَ-جزء الثالث
- قصص قصيرة جدا-جزء الثاني
- قصص قصيرة جدا-جزء ألاول


المزيد.....




- فيديو يُظهر ما يبدو آثار انفجارات بقاعدة الحشد الشعبي المدعو ...
- من استهداف إسرائيل لدعم حماس.. نص بيان مجموعة السبع حول إيرا ...
- استهداف مقر للحشد الشعبي في بابل وواشنطن تنفي شن هجمات جوية ...
- جهاز العمل السري في أوكرانيا يؤكد تدمير مستودعات للدرونات ال ...
- HMD تستعد لإطلاق هاتفها المنافس الجديد
- الذكاء الاصطناعي يصل إلى تطبيقات -واتس آب-
- -أطفال أوزيمبيك-.. هل يمكن لعقار السكري الشهير أن يزيد من فر ...
- أطعمة تسبب التهابات المفاصل
- ماذا تعني عبارة -أمريكا أولا- التي أطلقها الرئيس السابق دونا ...
- لماذا تعزز كييف دفاعها عن نيكولاييف وأوديسا


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - دارا خسرو حميد - ما لم يُقال بشأن فجرأوديسا