أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد النعماني - الربيع العربي في عيون بريطانية و في قلب العاصمة لندن















المزيد.....


الربيع العربي في عيون بريطانية و في قلب العاصمة لندن


محمد النعماني
(Mohammed Al Nommany)


الحوار المتمدن-العدد: 3320 - 2011 / 3 / 29 - 10:32
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مسيرات احتجاج في بريطانيا ضد سياسات التقشف الحكومي ومطالبات باسقاط الحكومة البريطانية و الشعب البريطاني يشيد بثورة ٢٥ يناير من قلب العاصمه لندن وتم تكسير شارع اوكسفورد وبيدو ان عدوى "25 يناير" والثورات العربية تنتقل لبريطانيا وبعض الدول الأوروبية.وفي بلغاريا يطالبون باسقاط النطام . تظاهرات البريطانيين تُنبئ بإسقاط حكومة "حزب المحافظين" وحقق الاشتراكيون في فرنسا فوزا كاسحا في الانتخابات المحلية في مواجهة مرشحي الحزب الحاكم، حيث حصل مرشحوهم على 36 في المئة من الأصوات، مقابل 12 في المئة حصل عليها مرشحو حزب رئيس الجمهورية نيكولا ساركوزي.
وفسرت النتائج على أنها مؤشر لإمكانية فوز مرشحة الحزب الاشتراكي المحتملة مارتين أوبري في انتخابات الرئاسة.وقد دعم خمسون من نواب الحزب الاشتراكي ترشيح أوبري.وقالت أوبري لمناصريها "نحن مصممون على أن نثبت أن هناك إمكانية لانبثاق فرنسا جديدة".
ومع أن موعد الانتخابات الرئاسية لن يحل قبل عام 2012 إلا أن زعامة أوبري للحزب الاشتراكي تواجه معارضة من الرئيس الحالي لصندوق النقد الدوليدومينيك شتراوس كان، ومن مرشحين آخرين للحزب مثل فارنسوا هولاند.
وقال مناصروها في رسالة نشرت إنهم يلقون بثقلهم خلفها لأنها تستحوذ على الشرعية والمسؤولية لتوحيد اليسار ونشطاء البيئة والقوى الشعبية التي هي ضرورية لتحقيق الفوز.
وكانت استطلاعات رأي جرت مؤخرا قد بينت أن ساركوزي سيحتل المرتبة الثالثة في انتخابات الرئاسة المزمع إجراؤها العام القادم، حيث ستسبقه مرشحة حزب الجبهة الوطنية اليميني مارين لوبان، مما سيخرجه من التنافس في الجولة الثانية من الانتخابات.
و تظاهر أكثر من نصف مليون مواطن بريطانى فى قلب العاصمة لندن و"الهايد بارك" صباح السبت الماضي وحدث الكثير من المشادات بين المتظاهرين ورجال الشرطة البريطانية حيث قام المتظاهرون بالتعدى على بعض الممتلكات العامة مثل الفنادق والمحال التجارية بشارع أوكسفورد وقاموا بتكسير مثلما حدث بالثورات العربية بداية من تونس مرورا بمصر ووسوريا واليمن.والبحرين
واستؤجرت أكثر من 600 حافلة وعشرات القطارات لنقل المتظاهرين إلى نقطة التجمع على ضفاق نهر "التايمز".
الجدير بالذكر أنها تعتبر المرة الأولى والفريدة من نوعها لأكبر تحرك اجتماعي منذ عشرين عامًا أن يخرج الشعب البريطانى عن المألوف والتظاهر السلمى ضد الحكومة البريطانية ويتحول إلى بلطجة بالشوارع واشباكات عنيفة فيما بين المتظاهرين وقوات الشرطة.. وتخشى القوات من اعمال شغب شبيهة بتلك التي حصلت اثناء تظاهرات طلابية احتجاجًا على زيادة الرسوم الجامعية هذا الخريف. واستنفر 4500 شرطي بالاضافة الى الف عنصر من جهاز حفظ النظام.
وقام بعض القيادات النقابية بالإشادة بالثورات العربية خاصة الثورة المصرية "25 يناير" حيث كانت الشرارة التى تحاكت بها كل دول العالم وخروج الشعوب على أنظمتهم للمطالبة بتحسن مستوى المعيشة والبطالة والحياة الكريمة..
وذكر وزير التربية "مايكل غوف" في تصريح لهيئة الاذاعة البريطانية بي.بي.سي أن "الناس يشعرون بالتأكيد بالقلق وحتى احيانا بالغضب"، لكن "الحكومة ورثت هذا الوضع الاقتصادي الذي يحتم علينا اتخاذ تدابير لاعادة التوازن الى المالية العامة".
ومازالت الأجواء ساخنة داخل الشوارع البريطانية والظاهر للعيان كما يبدو أننا سنرى قريبًا جدًا تغييرًا أو إسقاطًا للحكومة البريطانية التى يمتلك زمام أمورها "حزب المحافظين".
وكتب رئيس الوزراء، ديفيد كاميرون، مقالا تناول فيه العمل العسكري ضد ليبيا، مؤكدا بأن هذا الإجراء تم استجابة لنداء جامعة الدول العربية، وتنفيذا لقرارات مجلس الأمن.
بدأت القوات البريطانية يوم السبت مشاركتها في العمل العسكري فوق أجواء ليبيا ضمن عملية دولية بالتعاون مع الولايات المتحدة وغيرها بناء على طلب من الدول العربية، وذلك تنفيذا لإرادة الأمم المتحدة
وتماشيا مع قرار مجلس الأمن الدولي 1973، فإن لهذه الضربات العسكرية هدفان. أولهما هو إحباط الدفاعات الجوية الليبية وتمكين فرض منطقة الحظر الجوي بشكل آمن فوق أجواء ليبيا. وثانيهما هو حماية المدنيين من هجمات نظام القذافي ضدهم. وقد تم إحراز تقدم جيد في ذلك. حيث أن قوات التحالف تمكنت من تحييد الدفاعات الجوية الليبية، ونتيجة لذلك أمكن تنفيذ فرض منطقة الحظر الجوي فوق ليبيا بفعالية. كما أنه من الواضح أن قوات التحالف ساعدت في تفادي مجزرة دموية في بنغازي - ربما بالكاد في الوقت المناسب.
لكن من الضروري أن نتذكر كيف وصلنا إلى هذا الإجراء الشديد والخطير.
ففي مساء يوم الجمعة 18 مارس (آذار) حددتُ أنا والرئيس أوباما والرئيس ساركوزي الشروط التي يتوجب على العقيد القذافي استيفاؤها وفق متطلبات القانون الدولي الموضحة في قرار مجلس الأمن رقم 1973. فقد قلنا بأنه لا بد أولا من تنفيذ وقف فوري لإطلاق النار، ولا بد من وقف كافة الهجمات ضد المدنيين. وثانيا، قلنا بأنه يتوجب على القذافي وقف تقدم قواته تجاه بنغازي. وثالثا، قلنا بأن على القذافي سحب قواته من أجدابيا ومصراته والزاوية، وتوفير إمدادات المياه والكهرباء والغاز لكافة المناطق، والسماح بإيصال المساعدات الإنسانية للشعب الليبي.
استجاب القذافي بإعلان وقف إطلاق النار، لكن سرعان ما اتضح بأنه كسر وعده ذلك. فقد استمر بدفع دباباته تجاه بنغازي بأسرع وقت ممكن، وبتصعيد عملياته ضد مصراته. ويوم السبت وحده وردت تقارير عن وقوع العشرات من القتلى في بنغازي والعشرات غيرهم في مصراته.
وبالتالي كان وجوب إيقافه عند حده ضروريا وقانونيا وصوابا - وكان علينا إيقافه عند حده. ضروري لأن علينا، إلى جانب آخرين، محاولة منعه من استخدام القوة العسكرية ضد شعبه. وقانوني لأننا نحظى بدعم مجلس الأمن الدولي. وصواب لأنني أعتقد بأن علينا ألا نقف جانبا بينما يبطش هذا الديكتاتور بأفراد شعبه. وتوافقنا بذلك جامعة الدول العربية والكثيرين غيرها.
وخلال القمة التي عقدت في باريس يوم السبت، أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية وممثلون عن الدول العربية - من بينها قطر والإمارات العربية المتحدة والعراق والأردن والمغرب - أكدوا تأييدهم، وأقتبس هنا ما قيل، "لكافة الإجراءات اللازمة، بما فيها العسكرية، تماشيا مع قرار مجلس الأمن رقم 1973 لضمان الانصياع بكافة متطلباته."
وقد أوضح وزير الخارجية العراقي خلال هذا الاجتماع بأن فرض منطقة حظر جوي فوق شمال العراق أنقذ حياة آلاف الأكراد، وربما حتى حياته هو شخصيا. ومن حيث المشاركة الفعالة، أعلم بأن القطريين يعتزمون المساعدة في فرض منطقة الحظر الجوي. كما تنظر دول عربية أخرى في مشاركاتها إلى جانب عدد من الدول الأوروبية ومن أمريكا الشمالية. وقد تحدثت صباح الاثنين مع الأمين العام لجامعة الدول العربية، الذي أكد لي دعمه الواضح لكافة أوجه قرار مجلس الأمن، واتفقنا على وجوب تنفيذه.
كانت الرسالة الصادرة من اجتماع باريس واضحة وصريحة. لقد استجاب المجتمع الدولي لنداء الدول العربية. وأكدنا معا للشعب الليبي "عزمنا بأن نكون إلى جانبهم لمساعدتهم في تحقيق تطلعاتهم وبناء مستقبلهم ومؤسساتهم ضمن إطار ديموقراطي".

إذا ما الذي سيحدث تاليا؟

سوف تستمر المرحلة التالية من العملية بالتركيز على فرض منطقة الحظر الجوي وحماية المدنيين. وبينما أكتب هذا المقال، مازال القذافي يرتب صفوف قواته لشن المزيد من الهجمات ضد المدنيين - وخصوصا في مصراته - ونحن عازمون على وقفه عند حده. ورسالتنا لأفراد قوات القذافي واضحة: سوف لن نتسامح مع الهجمات ضد المدنيين، وكل من يؤازرون تلك الهجمات سوف يحاسَبون على جرائمهم. وقد حان الآن الوقت لأفراد نظام القذافي بأن يهجروه. عليهم وضع أسلحتهم وهجر دباباتهم والتوقف عن تلبية أوامر من بطش بأفراد شعبه.
بالطبع ليس هناك عمل عسكري غير مصحوب بمخاطر، لكننا نبذل بكل تأكيد كل ما في وسعنا لتجنب وقوع ضحايا بين المدنيين. وقد ألغى طيارو سلاح الجو الملكي البريطاني يوم الأحد مهمتهم عندما تبين لهم بأن هناك مدنيين متواجدين بالقرب من أهداف عسكرية تم تحديدها. وهذا مثال جليّ جدا على ما نتعنّاه في محاولة لتخفيف خطر وقوع إصابات بين المدنيين.
من الضروري أنه في دعمنا لتنفيذ القرار أن يخطط النظام الدولي الآن لاستقرار السلام الذي يتبع ذلك. ربما ينطوي ذلك على إصلاح سريع للبنية التحتية المتضررة، والحفاظ على استمرارية تقديم الخدمات الضرورية كالرعاية الصحية والتعليم، وإصلاح القطاع الأمني، وضمان المضي بعملية سياسية صريحة وشفافة لإجراء الانتخابات. ولسوف تلعب بريطانيا دورها في ذلك.
وبما يتعلق وما يجري على الصعيدين السياسي والدبلوماسي، فإن المهم حقاً هو أن مستقبل ليبيا يقرره شعبها، بمساعدة من المجتمع الدولي. وقد أوضحت المعارضة الليبية أنها لا تود رؤية أي تقسيم للبلاد، وهذا هو موقفنا نحن أيضا. كما أعربت المعارضة عن رغبتها الجامحة الواضحة في رحيل القذافي. ونتفق معها في ذلك أيضاً.
إن قرار الأمم المتحدة محدودٌ في نطاقه. فهذه العملية العسكرية لا ترمي إلى تغيير النظام: بل إنها لحماية المدنيين. ولكننا سنواصل تطبيق سلسلة واسعة من العقوبات الصارمة الهادفة إلى ممارسة الضغط على النظام. ولا يمكن لأحد أن يتكهن بما يخبئه المستقبل طبعا، ولكننا وصلنا الآن إلى وضع أصبح فيه لدى شعب ليبيا فرصة أفضل بكثير لتقرير مستقبله.

إلى أولئك الذين ما زالوا يعارضون هذه العملية

ثمة من يقولون إننا نثير متاعب للمستقبل وحسب. ويقول هؤلاء إن العرب والمسلمين لا يمكنهم تأسيس أنظمة ديموقراطية وأن من شأن توفير المزيد من الحريات في هذه الدول أن يؤدي إلى التطرف وعدم التسامح. أما أنا فأعتبر هذه الحجة مهينة ومتحيزة جدا، لا بل إنها خاطئة تماما وقد ثبت خطأها. وما علينا إلا أن نتذكر أن هذا هو ما قيل عن مصر قبل شهر واحد فقط.
قالوا إن رحيل مبارك سوف يؤدي إلى فراغ خطير يستغلُّه المتطرفون لتعزيز قوتهم. بيد أن الصورة الدامغة يوم السبت الماضي تجلت في وقوف الملايين من الناس بصبر واعتزاز في طوابير طويلة لممارسة حقوقهم الديموقراطية، وكانت المرة الأولى التي يتسنى للبعض منهم فعل ذلك.
إنني أتحسب من أن تؤدي مشاهدة صور القصف على التلفزيون إلى تذكر العمليات المؤلمة في العراق عام 2003. ولربما أخذ البعض يفتش عن أوجه الشَّبه بحثا عن أجندة سرية. وأود أن أشير هنا إلى أن قرار الأمم المتحدة - الذي صغناه بالتعاون مع اللبنانيين والأمريكيين والفرنسيين - يوضح بشكل جلي أنه لن يكون هناك احتلال لليبيا. فالقرار يفوض عمليتنا ويضع حدوداً لها. وهو يستثني تحديدا وجود أي قوة احتلال بأي شكل ولأي جزء من الأراضي الليبية.
غير أن اختلاف الأمور مع العراق أعمق من ذلك. حيث لا يقتصر الأمر على أن العملية هذه المرة تحظى بتفويض كامل وغير مبهم من الأمم المتحدة، ولا أنها تحظى هذه المرة بدعم من دول عربية وائتلاف دولي واسع. فالنقطة هنا هي أن هناك الملايين في العالم العربي يريدون أن يعرفوا بأن الأمم المتحدة والولايات المتحدة والمملكة المتحدة والفرنسيين والمجتمع الدولي يكترثون لما يصيبهم من معاناة وقمع . لقد طلب منا العالم العربي أن نعمل معه لوقف المذابح. وعلينا أن نلبي النداء.
الربيع العربي أكثر أهمية من أحداث الحادي عشر من سبتمبر
و يعتبر وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ في مقال خص به صحيفة "ذي تايمزالبريطانية الاربعاء الماضي ان "الربيع العربي اكثر اهمية من (احداث) 11 ايلول (سبتمبر)" وان الحكومات التي تستخدم العنف لوقف النمو الديموقراطي لن تنعم بالراحة إلى الأبد وستدفع ثمناً باهظاً لافعالها. وهنا نص المقال:
"الشعب الليبي فقط هو الذي يقرر من الذي سيحكمه، لكن يمكننا أن نساعدهم بأن نروي تعطشهم للحرية الكبرى.
لقد أجرت القوات البريطانية أربعة أيام من العمليات من أجل تطبيق منطقة حظر جوي فوق ليبيا لحماية المدنيين من حكومة ردت على المطالب الشرعية للتغيير بقوة عسكرية غاشمة وهي الآن تخضع للتحقيق في محكمة الجنايات الدولية.
ليس لنا اختيار الحكومة في ليبيا- الأمر يعود للشعب الليبي نفسه. لكنهم يمكلون فرصة أكبر بكثير في الاختيار الآن مما كان عليه الأمر يوم السبت عندما كانت قوات المعارضة على وشك الهزيمة. فقد أوقفنا مع شركائنا تقدم قوات القذافي باتجاه بنغازي ومنعنا طائراته من ان تصب الدار من السماء، ولا شك في ان هذا أنقذ ارواحاً كثيرة.
سوف نواصل تطبيق قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1973 حتى يكون هناك وقف كامل وحقيقي لإطلاق النار ووضع حد للهجمات على المدنيين. وفي هذا الوقت الذي تتجلى فيه الآمال والتفاؤل في الشرق الأوسط، لا يمكننا أن نترك الحكومة الليبية تنتهك كل مبادئ القانون الدولي وحقوق الإنسان وتفلت من العقاب.
إن التعطش لحرية سياسية واقتصادية أكبر ما زال يحشد زخما لا يمكن إيقافه لدى شباب شمال إفريقيا والعالم العربي. والتدفق المفاجئ لهذا المطلب في دول كثيرة في الوقت نفسه كان أمرا لا يمكن توقعه، لكن ليس من المفاجئ أن الشعوب تريد الحرية- وتريد سيادة القانون بدلا من سيادة المؤسسات الاستخبارية في الدولة، وحكومات يمكنهم اختيارها، والوصول إلى المعلومات وفرص اقتصادية لا يشوبها الفساد: هذه هي طموحات الشعوب في كل مكان.
نحن في المراحل الأولى فحسب مما يحدث في شمال افريقيا والشرق الأوسط، لكن الأمر بدأ بالفعل يتجاوز أحداث الحادي عشر من سبتمبر بوصفه التطور الأكثر أهمية في القرن الحادي والعشرين. إنه تغير تاريخي فائق الأهمية، يقدم للمجتمع الدولي ككل فرصة هائلة. نعتقد ان الرد على هذه الأحداث يجب أن يكون سخيا وجريئا وطموحا بما يتناسب معها.
لقد عملت مع رئيس الوزراء على تغيير سياسة الجوار الخاصة بالاتحاد الاوروبي حتى يكون جاذبا للتغيير الإيجابي، ويقدم حوافز أكثر وضوحا لإقامة مجتمعات حرة وديموقراطية وعادلة تحترم حقوق الإنسان. ويملك الاتحاد الأوروبي بالفعل وسائل عديدة لتعزيز هذه الإصلاحات، ونعتقد أنه يجب أن يطرح موضوع التكامل الاقتصادي بشكل أكثر عمقا مع أوروبا حتى ترى شعوب المنطقة الطريق واضحا إلى مستقبل مزدهر.
لكن هذه الأحداث المهمة لن تتوقف عند حدود العالم العربي. كان أحد الدروس المستفادة من الأزمات في الشرق الأوسط أن المطالبة بالحرية سوف تنتشر وأن الحكومات غير الديموقراطية في كل مكان ينبغي أن تاخذ حذرها.
إن آثار ذلك بدأت تظهر في بلدان جنوب الصحراء الكبرى بافريقيا. فبعد احتجاجات في الخرطوم، أكد الرئيس السوداني عمر البشير أنه سيتنحى عن منصبه عند الانتخابات المقبلة. وفي زيمبابوي تم اعتقال أكثر من 40 طالبا وناشطا ونقابيا بتهمة الخيانة لمجرد مشاهدتهم صور الاحتجاجات في مصر وتونس. والمشاهد الملهمة لأناس يأخذون بأيديهم مستقبل بلدانهم سيطلق مطالب أعظم بالحكم الرشيد والإصلاح السياسي في أماكن أخرى من العالم.
ومن خلال عرض هذه الحجة لا تحاول بريطانيا أن تفرض التغيير، ولكنها تشير إلى أن هذه العواطف ستتنشر من تلقاء ذاتها. فالرغبة في الحرية هي تطلع عالمي، والحكومات التي تحاول عزل شعوبها عن انتشار المعلومات والأفكار في أرجاء الأرض تحارب معركة خاسرة.
والحكومات التي تستخدم العنف لوقف النمو الديموقراطي لن تنعم بالراحة إلى الأبد. وستدفع ثمنا باهظا على الأفعال التي لم تعد تستطيع إخفاءها بسهولة عن العالم، وستجد نفسها على الجانب الخاطئ من التاريخ. والحكومات التي تحبط تطلعات شعوبها، أو التي تسرق أو تُفسد، والتي تضطهد أو تعذب أو تمنع حرية التعبير والحقوق الإنسانية يجب أن تأخذ في اعتبارها أنها ستجد من الصعب عليها بشكل متزايد الهروب من حكم شعوبها عليها أو، حينما توجه إليها الاتهامات، الهروب من القانون الدولي.
والإجراء الذي اتخذناه في ليبيا، بتفويض من مجلس الأمن الدولي، يُظهر أن المجتمع الدولي ياخذ الانتهاكات الفظيعة لحقوق الإنسان مأخذ الجد.
وكما أن القذافي عقبة أمام التطور السلمي لليبيا، هناك آخرون يقفون في طريق مستقبل أكثر إشراقا لبلدانهم. ففي ساحل العاج رفض الرئيس السابق، لوران غبابو، الاعتراف بأنه خسر الانتخابات الرئاسية العام الماضي وهو ينظم الهجمات على المدنيين العزل في محاولة يائسة للتشبث بالسلطة بطريقة غير شرعية. وفي زيمبابوي تواصل قوات روبرت موغابي الأمنية التصرف من دون مساءلة، وتنشر التخويف لزرع الرعب في أوساط معارضيهم.
وفي عدد من دول أفريقيا الأخرى حدثت اعتقالات ورقابة على الصحافيين الأفارقة الذين حاولوا تغطية ما يحدث في العالم العربي. وهذا ليس فقط تصرفا عبثيا في عصر الإعلام الجماهيري، لكنه أيضا ذو آثار عكسية شديدة. فأعمدة الحكم الرشيد- حكم القانون والإعلام الحر والمؤسسات المستقلة القوية- ليست ترفا وإنما هي الأساس الجوهري للتنمية الإقتصادية المستدامة والأمن. وتسير الحريات الديموقراطية مع الاستقرار الطويل الأمد جنبا إلى جنب.
وهناك أدلة كثيرة على أن السنوات القادمة ستشهد نقطة تحول بالنسبة الى قارة أفريقيا، وهي فرصة بالنسبة الى القارة للتغلب على تركة الماضي وإدراك الإمكانات الإنسانية والاقتصادية الهائلة التي تتوفر في العديد من أقطارها إذا تم تسريع التقدم في الإصلاح والحكم.
ولبريطانيا سياسة خارجية طموحة تسعى الى تعزيز موقفنا وتأثيرنا في العالم، ودعم اقتصادنا. ولن نتردد في الدفاع عن الحكم الرشيد الذي هناك حاجة إليه إذا كان لنا أن نتحدث عن "أسود افريقيا" عام 2040 بنفس الطريقة التي نتحدث بها اليوم عن "نمور آسيا".
والانتخابات النزيهة ذات المصداقية ليست الحل الشامل لمستقبل أفريقيا، لكنها مكون أساسي من مكوناته".
اما وزير دفاع بريطانيا ليام فوكس فقد إن المخاطر الأمنية الناجمة عن موجة من الاضطرابات تجتاح شمال أفريقيا والشرق الاوسط لن تؤثر على الالتزام الغربى تجاه أفغانستان.
ولكن "فوكس" أكد ان الاحداث فى مصر وأماكن أخرى يجب أن تكون بمثابة صيحة ايقاظ لبعض الدول الاوروبية التى خفضت ميزانياتها الى مستويات أقل من مستوى التزامات حلف شمال الاطلسى والاسراف فى "الخيال الاجتماعي".
وقال الوزير "أوضحنا تماما أن هدفنا الرئيسى هو أن نرى اتمام المهمة فى أفغانستان وذلك لم يتغير" مضيفا أن انفاق بريطانيا فى أفغانستان معزول عن احتياطى الخزانة. حسب رويترز.
وقال فوكس على هامش مؤتمر أمنى فى ميونيخ "حقيقة أن هناك منازعات أخرى تندلع فى مناطق أخرى فى العالم لا يجب أن تكون مبررا بأى حال على تقليص جهودنا لحل المشكلات فى أفغانستان."
ولكنه قال ان الاحداث فى الشرق الاوسط وشمال أفريقيا يجب أن تكون بمثابة تحذير.
ومضى يقول "يمكن أن تكون بمثابة صيحة ايقاظ لبعض الدول الاوروبية التى تخفض ميزانياتها الى مستويات أقل من المستوى التى وافقت على الالتزام بها من خلال التزاماتها فى اطار حلف شمال الاطلسي."
وأضاف "قد يحتاجون الى أن يسألوا أنفسهم ما اذا كانوا يتركون لانفسهم مساحة ضئيلة للتعامل مع النقاط الملتهبة الاخرى التى قد تشتعل فى العالم. وبدون الميزانية والارادة السياسية لنشر القوات فان لديكم فى الدفاع الخيالي."
وانتقد الامين العام لحلف الاطلسى يوم الجمعة خفض الميزانية الدفاعية للاتحاد الاوروبى قائلا ان الاضطرابات التى تشهدها مصر ومناطق اخرى فى شمال أفريقيا والشرق الاوسط تكشف عن الحاجة الى زيادة الاستثمار فى الامن.
وقال اندرس فو راسموسن ان الانفاق العسكرى للدول الاوروبية الاعضاء فى الحلف انخفض خلال العامين الماضيين بمقدار 45 مليار دولار وهو ما ويعادل ميزانية المانيا الدفاعية بالكامل.
وأشاد حلف الاطلسى باتفاقية ثنائية بين فرنسا وبريطانيا لتقوية التعاون الدفاعى وقالت بريطانيا انها مستعدة لتوسيع التعاون مع ألمانيا.
و اعلن وزير الدفاع البريطانى ليام فوكس الاحد ان التحالف الدولى الذى يتدخل فى ليبيا لا يسلح المتمردين الذين يقاتلون نظام معمر القذافى وليس فى وارد القيام بذلك تنفيذا للحظر على الاسلحة.
وقال فوكس لتلفزيون بى بى سى "لا نسلح المتمردين ولا ننوى القيام بذلك".
وجاء كلامه على هامش اجتماع للحلف الاطلسى فى بروكسل حيث يستعد الحلف لتولى قيادة العمليات العسكرية فى ليبيا ويأمل بان تقتصر الضربات على حماية المدنيين والمناطق المأهولة.
واضاف فوكس "هناك حظر للامم المتحدة على الاسلحة نحو هذا البلد فى شمال افريقيا وعلينا القبول به".
وكان الوزير يرد على مقال نشرته صحيفة صنداى تايمز ذكر ان لندن وحلفاءها يعدون خططا لتسليح الثوار الليبيين بهدف الاسراع فى الاطاحة بالقذافي. ونقلت الصحيفة البريطانية هذه المعلومات عن مصادر قريبة من وزارة الدفاع.
ويواجه نظام القذافى منذ منتصف شباط/فبراير ثورة شعبية اسفرت عن مئات القتلى. وسمح مجلس الامن الدولى بتدخل غربى فى 17 مارس بهدف حماية المدنيين. وبدأت العمليات العسكرية فى 19 منه.
وشدد فوكس على ان التقدم الاخير للمتمردين على طول الساحل يمكنهم من السيطرة على كل مواقع تصدير النفط فى البلاد.
وقال "مع تقدمهم على الساحل، بات المتمردون يسيطرون اكثر على المواقع النفطية فى ليبيا، واذا واصلوا التقدم من البريقة الى راس لانوف، فهذا يعنى انهم سيتمكنون قريبا من السيطرة على الصادرات النفطية الليبية".
واضاف "هذا سيؤدى الى دينامية مختلفة جدا وتوازن مختلف جدا داخل ليبيا. يبقى ان نعلم مدى تأثير ذلك على الراى العام ونظام القذافى.
وتنشر الاندبندنت اون صنداي مقالا للكاتب باتريك كوكبرن بعنوان "كل الحكام المستبدين يرتكبون نفس الخطأ في وجه موجة الثورات العربية".ويقول كوكبرن ان الدكتاتورات الذين حكموا العالم العربي منذ نصف قرن لا يريدون التخلي عن كراسيهم دون خوض معركة من اجلها، مستشهدا باحداث درعا جنوبي سوريا والتي سقط ضحيتها عشرات المحتجين، ومظاهرات اليمن المطالبة بتنحي الرئيس، والتي تعرضت لنيران القناصة ووقع ضحيتها حوالي 300 شخص بين قتيل وجريح.
ويقول الكاتب انه في كل من سوريا واليمن، تبين ان عنف الدولة يؤدي الى عكس النتائج المرغوبة، اذ يزيد غضب المتظاهرين وحماسهم بدل ردعهم. والغريب في الامر ان الحكام العرب الواحد تلو الآخر يرتكبون الاخطاء التي اطاحت بالرئيس التونسي زين العابدين بن علي والمصري حسني مبارك.
ويتصرف المستبدون العرب، بما فيهم الزعيم الليبي معمر القذافي وعلي عبد الله صالح في اليمن، كما لو كانوا اتفقوا على الانتحار الجماعي، فتراهم يلجأون الى العنف الزائد تارة والوعود باجراء اصلاحات لا فائدة منها تارة اخرى، بكميات مناسبة تماما لخلع اية مصداقية عنهم ولتعطيل انظمتهم.
واكتشف هؤلاء فجأة ان الوصفات التي مكنتهم من البقاء في الحكم منذ اوائل السبعينيات لم تعد ناجعة، والامر ينطبق على الملكيات والجمهوريات على حد سواء لانها تعمل بنفس الطريقة.



#محمد_النعماني (هاشتاغ)       Mohammed__Al_Nommany#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القوضاوي فتوي مقابل النفط
- تقرير امريكي: قلق غربي كبير من قفز زعيم الإرهاب في الجزيرة و ...
- اليمن: اطلاق نار على متظاهرين في عدن وارتفاع عدد قتلى الجمعة ...
- ثروة الرئيس اليمني صالح المهربة والمنقولة الي مختلف دول العا ...
- اندلاع الثورات في العالم العربي -ربيع العرب- فيما يطبق عليه ...
- الاستحبارات الامريكية القذافي سينتصر في النهاية قد توقع الثو ...
- خلافات حادة في نقاشات بالكونجرس الأمريكي حول -التطرف الإسلام ...
- السعودية هل هي اكبر من ان تسقط اذا كنا مخطئين، فان اثر ذلك ع ...
- اسقاط النظام.. التحرير والاستقلال
- 13 مارس موعد سقوط الرئيس اليمني صالح وامريكا علية ان يستجيب ...
- اليمن في اليوم العاشر للاحتجاجات المستمرة منظمة التغيير تدين ...
- مركز الحريات الصحافية CTPJF يرصد أكثر من 50 جريمة اعتداء واس ...
- عاجل الى شرفاء العالم / عدن تغرق بالدماء والأشلاء لضحايا الم ...
- في اليوم التاسع للاحتجاجات مظاهرات ابناء الجنوب مستمر في عدن ...
- الرئيس صالح ,,, وعرفة الانعاش
- اليمن اندلاع انتفاضة التغيير والتحرير والاستقلال بعد رحيل مب ...
- انتفاضة مصر هل هي موشر لنهضة اسلامية ,, اما بداية انتقال للس ...
- احتمال وقوع كارثة نووية ليس مستحيلا
- نداء وإستغاثة الى كافة القوى الخيرة في العالم والمنظمات المج ...
- جلسة عاصفة في البرلمان البريطاني يحضرها ممثل المعارضة الجنوب ...


المزيد.....




- هل تصريح نتنياهو ضد الاحتجاجات في الجامعات يعتبر -تدخلا-؟.. ...
- شاهد: نازحون يعيشون في أروقة المستشفيات في خان يونس
- الصين تطلق رحلة فضائية مأهولة ترافقها أسماك الزرد
- -مساع- جديدة لهدنة في غزة واستعداد إسرائيلي لانتشار محتمل في ...
- البنتاغون: بدأنا بالفعل بنقل الأسلحة إلى أوكرانيا من حزمة ال ...
- جامعات أميركية جديدة تنضم للمظاهرات المؤيدة لغزة
- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد النعماني - الربيع العربي في عيون بريطانية و في قلب العاصمة لندن