أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نبيل هلال هلال - لا يجوز طباعة القرآن بآلة الطباعة ,لأن المطبعة صنعها الكفار














المزيد.....

لا يجوز طباعة القرآن بآلة الطباعة ,لأن المطبعة صنعها الكفار


نبيل هلال هلال

الحوار المتمدن-العدد: 3320 - 2011 / 3 / 29 - 01:24
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لقد قطع العقل المسلم مسافة معقولة فى بداية العصر العباسى" أيام هارون الرشيد وابنه المأمون"، ولكنه تباطأ بعد ذلك وما لبث أن توقف عن المسير. ومن يدقق النظر يرى أن هذا العقل يسير الآن القهقرى متوجهاً إلى ماضيه ظناً أنه المستقبل.ويمضى الآخرون بسرعة مذهلة، إذ تتضاعف المعارف الإنسانية مرة كل 18 شهراً تقريباً فى ظل الثورة المعلوماتية الجبارة، وليس بمقدورنا الانتفاع بهذه المعارف فضلاً عن عجزنا عن المشاركة فى إنتاجها. لذا فإن التوقف، مجرد التوقف عن السير، يعتبر انسحاباً للخلف فى حركة تقهقر لن تغفرها لنا أجيالنا القادمة، إذ سنعجز تماماً عن اللحاق بالآخرين، ويقتصر دورنا – كل دورنا – على أداء مهام التبعية وأدوار العبيد للأسياد، وكأننا نكرر تاريخنا أيام الظاهرة المملوكية .
وقد انطفأت وخبَت جذوة البعث العلمى الإسلامى والعربى ابتداء من القرن الرابع الهجرى نتيجة غلق باب الاجتهاد، وما صاحب ذلك من ملابسات وظروف عطلت المد العلمى، وإن لم يحل الظلام الدامس تماماً إلا بعد ذلك بمدة ليست بالقصيرة قلّ فيها الإبداع تدريجياً، ونقص عدد العلماء ولكن استمرت حركة المد العلمى بفعل قوة الدفع الأولى .
وفى القرن الرابع الهجرى حصل التفكك السياسى للدولة الإسلامية، فتفتتت إلى كيانات فسيفسائية، وتعددت الصراعات الدينية، واحتدم الصراع بين السنة والشيعة. بل كثيراً ما ثارت خلافات مذهبية تافهة فى الوقت الذى كانت فيه البلاد مهددة بالهجمات الصليبية، خلافات من نوع هل يجوز الجهر فى البسملة، والترجيع فى الآذان، والقنوت فى الفجر، حتى وصل الأمر إلى استعانة الحنابلة بالعميان الذين كانوا يأوون ببعض المساجد لضرب كل شافعي يمر بهم.
وعانى المفكرون: شأنهم فى ذلك شأن عامة الناس، من سوء الأحوال الاقتصادية فى القرن الرابع الهجرى، حتى إن العالِم الواسع العلم يعجز عن دفع أجرة مسكنه ولا يجد ما يأكل، وكان ذلك نتيجة طبيعية لما تردت إليه البلاد من سوء الأحوال الاقتصادية، حيث تجمعت الثروات والسلطات فى أيدى جماعة من الحكام الفاسدين الذين فقدوا كل إحساس بالعدل والاستقامة وتفننوا فى إذلال الفقراء، وغالوا فى الترف والبذخ ".
والكارثة هى أن غلق باب الاجتهاد معناه النفور من كل جديد، والنظر بشك وريبة إلى كل مُبتدَع واعتباره بدعة تفضى بصاحبها إلى قعر جهنم. وكان رد الفعل الأول تجاه أى جديد مستحدَث هو إبداء الكراهة والنفور دون التروى والنظر فى غايات هذا الجديد ودراسة مرامية وأهدافه، إذ عانى العقل المسلم من الاسترهاب والبطش الذى دفعه إلى طلب الأمان وإيثار السلامة، وردد الناس فى أمثالهم : " من فات قديمه تاه " وقد فوّت هذا الموقف المتشكك فى الجديد، فوت الفرصة على المسلمين من الانتفاع بكثير مما أبدعه الآخرون كما حدث عندما غفلوا عن الانتفاع بالمطبعة، والتى كان اختراعها حدثاً محورياً هاماً فى تاريخ العلم والثقافة والكتاب، وأضاع عليهم غير ذلك من الإبداعات التى أمدت الآخرين بالقوة. ففى الوقت الذى ظهرت فيه المطبعة فى منتصف القرن الخامس عشر، كان إجمالى عدد الكتب فى أوروبا كلها حوالى ثلاثين ألف كتاب معظمها أناجيل وتفاسيرها. وخلال الخمسين سنة التالية زاد هذا العدد إلى تسعين مليون كتاب معظمها فى العلوم العقلية وكان المسلمون مشغولين فى هذا الوقت بمطالعة كتب الصوفية والمواظبة على ترديد كفرياتهم فى حلقات الذكر التى كانوا يقيمونها فى التكايا والخوانق والمساجد. وفى الوقت الذى لم يكفّروا فيه ما جاء فى كتب الصوفية من شرك بالله وازدراء التوحيد، وقبلوها مع الحفاوة والتقديس، نظروا إلى المطبعة على أنها آلة صنعها الكفرة ولا يجوز طباعة القرآن عليها ! الأمر الذى ألحق أضراراً فادحة بأمتنا الإسلامية على صعيد العلم والاستنارة. ومنع السلطان العثمانى بايزيد الثانى اقتناء المواد المطبوعة فى عام 1485م، وتكرر المنع من السلطان سليم الأول عام 1515م. وفى أوائل القرن السادس عشر طبع المسيحيون فى أوروبا أول كتاب باللغة العربية. وكان أول استخدام للمطبعة فى تركيا سنة 1716 وطبع بها أول كتاب عربى سنة 1728، وسرعان ما أغلقت ، وبعد إعادة فتحها كان أول ما طبع فيها كتب التصوف وأهمها الفتوحات المكية لابن عربى !!. ودخلت المطبعة مصر لأول مرة مع الحملة الفرنسية سنة 1798، ولكن لم يزد عدد الكتب العربية المطبوعة بها على خمسين كتاباً حتى نهاية القرن الثامن عشر .
وأنصار غلق باب الاجتهاد هم المتخوفون من كل جديد، وهم عَبَدَة المألوف وأعداء الجديد أياً كان. وهم يظنون أنهم يحتكرون الحقيقة، وأنهم الصفوة التى تختص بالعلم، ومن سواهم يجهل ولا يعلم، لذا جرّموا إعمال العقل من بعدهم، وحرّموا النظر إلى الأمور على نحو مغاير لما يرون، فعندما ظهرت المدرسة كمؤسسة تعليمية فى القرن الخامس الهجرى لم ترق فى أعين بعض علماء المسلمين، إذ كانوا يفضلون عليها نظام التعليم الحر فى الجامع، وتناولوها بالنقد، ولما بلغهم بناء المدارس فى بغداد، أقاموا مأتم العلم، وقالوا: كان يشتغل به – أى بالعلم والتدريس – أرباب الهمم العالية الذين يقصدون العلم لشرفه وكماله، فيأتون علماء ينتفع بهم وبعلمهم، وإذ صار عليه أجر، تدانى إليه الأخساء– جمع خسيس– وأرباب الكسل، ومن هنا هجرت الحكمة ". لقد تم تأثيم الاجتهاد عندما نظر إليه على أنه طريق الابتداع والبدع الذى يؤدى إلى جهنم وبئس القرار، وأنه مخالفة للفقهاء السابقين الذين أضفوا عليهم قداسات علمية ودينية تحول دون الإتيان بغير ما جاءوا به .



#نبيل_هلال_هلال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إن بطشي أشد من بطش الله –هل ترضى أن يحكمك مَن هذا عقله؟
- اضحك مع الصوفية , فشرُّ البلية ما يُضحك :
- لماذا نخشى الدولة الدينية وحكم المشايخ -أو الإسلام الذي فارق ...
- في الدولة الدينية يكون الناس هم الحمير التي يمتطيها ولى النع ...
- الكهنة كالدابة الحَرُون التي تقف حين يُطلَب جريُها – أو هل ن ...
- حريتك لا تجاوز حقك في المفاضلة بين الفول أو الكشري
- الملوك المستبدون يزنون بالأمة كلها نساء ورجالا
- ما رأي الله تعالى في حدود العلاقة بين الحاكم والمحكوم:
- كانت المسافة بين الحاكم والمحكوم كالمسافة بين راعي المواشي و ...
- -لص بغداد الظريف-أشهر حرامي في القرن الرابع الهجري كان أشرف ...
- الحاكم الظالم كراكب الأسد يهابه الناس وهو لما يركب أهيب-المق ...
- ماذا لو حاكَم النبيُ محمد (ص) نظامَ مبارك . أو حد الحرابة بي ...
- تعالوا إلى متاع الخونة : أو بين أبي بكر الصديق وزين العابدين ...
- الطغيان الشرقي بين الكواكبي وبلفور وأرسطو (المقال الثاني من ...
- العبيد يحكمون الأحرار: هل تراثنا هو تراث العبيد؟ (حديث في عد ...
- أيها الجبان ..أنعمنا عليك بحرية النباح , لكن تذكر ..إياك أن ...
- ما أشبه الليلة بالبارحة
- ورثة الأنبياء و مس العفاريت
- نحن المسلمين رقيق العصر , مددنا للذل أعناقنا فامتطانا كل راك ...
- هل المسيحي كافر- أو الدين عند الله الإسلام ..ولكن..


المزيد.....




- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن استهداف قاعدة -عوفدا- الجو ...
- معرض روسي مصري في دار الإفتاء المصرية
- -مستمرون في عملياتنا-.. -المقاومة الإسلامية في العراق- تعلن ...
- تونس: إلغاء الاحتفال السنوي لليهود في جربة بسبب الحرب في غزة ...
- اليهود الإيرانيون في إسرائيل.. مشاعر مختلطة وسط التوتر
- تونس تلغي الاحتفال السنوي لليهود لهذا العام
- تونس: إلغاء الاحتفالات اليهودية بجزيرة جربة بسبب الحرب على غ ...
- المسلمون.. الغائب الأكبر في الانتخابات الهندية
- نزل قناة mbc3 الجديدة 2024 على النايل سات وعرب سات واستمتع ب ...
- “محتوى إسلامي هادف لأطفالك” إليكم تردد قنوات الأطفال الإسلام ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نبيل هلال هلال - لا يجوز طباعة القرآن بآلة الطباعة ,لأن المطبعة صنعها الكفار