أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صلاح عودة الله - يوم الأرض في ذكراه الخامسة والثلاثين!















المزيد.....

يوم الأرض في ذكراه الخامسة والثلاثين!


صلاح عودة الله

الحوار المتمدن-العدد: 3319 - 2011 / 3 / 28 - 21:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إلى كل من يحاول الاستهانة بشعبنا الفلسطيني وقضيته نقول:" إن قمــت بمهــاجمتــي, فســأرفــع قبعتــي إحتــرامــاً لك ولشجــاعتــك, ولكــن تأكــد أننــي لــن أنزلهــا إلا علــى قبرك". يحيي أبناء شعبنا الفلسطيني في كافة أماكن تواجدهم في الثلاثين من آذار الحالي الذكرى الخامسة والثلاثين ليوم الأرض الخالد. تمر علينا هذه الذكرى في وقت تعصف فيه رياح التغيير الشبابية بكافة الأقطار العربية من المحيط إلى الخليج, وقد تمكنت هذه الرياح الثورية التي ملت الظلم والفساد من إسقاط طاغيتي مصر وتونس والحبل على الجرار, وبالرغم من إصرار طاغية ليبيا على مهاجمة الثوار بالطائرات والدبابات إلا انه سيزول ويلقي به التاريخ إلى مزابله, نعم سيزول ولكن نرفض جملة وتفصيلا التدخل الأجنبي السافر في شئون ليبيا لأن الهدف هو تحويلها إلى عراق آخر. من المعروف بأن الأرض هي الوطن والكيان والوجود، فلا وجود لأي شعب كان، بدون أرض يعيش عليها..مفهوم الأرض هذا كان دائماً هو المفهوم الوحيد والأوحد بالنسبة للشعب العربي الفلسطيني, ولهذا دافع عنها وناضل من أجل المحافظة عليها منذ بداية القرن المنصرم، وما زال يدافع عنها باستماتة حتى يومنا هذا. في الثلاثين من آذار نستحضر مع شعبنا وأمتنا ومحبي الحرية والعدل في العالم هذه الذكرى، ذكرى انتفاضة أهلنا على أرض أبائهم وأجدادهم، أرض فلسطين التاريخية، الذين هبوا دفاعاً عن الحق والكرامة، عن حقهم في الحياة الكريمة على ثرى أرضهم الطاهرة. لقد قام أهلنا في الجليل والمثلث وسائر مختلف مناطق تواجدهم على أرض فلسطين المحتلة عام 1948 بانتفاضة على جور المحتل وغطرسته وإنكاره لوجودهم، مذكرين هذا الغاصب أن سنوات الاحتلال مهما تطاولت على الأرض والإنسان الفلسطيني لن تلغي بحال من الأحوال الحقيقة الراسخة والثابتة، وهي أن هذه الأرض أرض فلسطينية، وأن جموع الفلسطينيين الذين يعيشون على ثراها ـ على الرغم من ـ التمييز العنصري ضدهم ما زالوا فلسطينيين، كما أنهم يصرون على إسماع العالم صوتهم وحقيقة أمرهم وبدون تردد: أنهم لن يفرطوا بعروبتهم يوماً وأنهم فلسطينيون حتى النخاع مهما توالت الأيام والسنون، وتعاظمت الأهوال. من المعروف أن الكيان الصهيوني له هدف وحيد وهو تفريغ الفلسطينيين من أراضيهم وسلب هذه الأراضي لتوطين اليهود فيها.فقد قام هذا الكيان ومنذ انتصابه بمصادرة أجزاء كبيرة من أراضي أبناء فلسطين عام 48 وفي عام 1976 حاول مصادرة أراضي إضافية واسعة وخاصة في الجليل وذلك لتهويده, لكن أبناء هذا الشعب تصدوا له بصدورهم العارية قائلين له لا وألف لا..وسقط ستة شهداء ناهيك عن الجرحى.وكان أكثر من تضرر من مصادرة هذه الأراضي هي قرى سخنين وعرابة البطوف ودير حنا وهو ما يعرف اليوم بمثلث يوم الأرض. لقد كان الكيان الصهيوني يمتلك شعورا بأن فلسطينيي الاحتلال الأول قد نسوا قضيتهم وانتمائهم الفلسطيني والعربي, وما تصريح شموئيل طوليدانو والذي شغل منصب مستشار للعديد من رؤساء وزارات هذا الكيان لهو أكبر دليل على ذلك:"إن هؤلاء الذين يعيشون بين ظهرانينا لم يعودوا سقاة وفلاحين بل أصبحوا عربا وأيضا فلسطينيين"..انه تصريح في قمة العنصرية بل إن العنصرية نفسها لم تجد له مكانا فيها. إن التصريحات العنصرية لا حصر لها.."العرب عبارة عن قنبلة موقوتة".."العرب سرطان في جسم دولتنا ويجب استئصاله".."العرب امة لا تقرأ وان قرأت لا تفهم وان فهمت لا تطبق". إن التصريحات الصهيونية التي هدفها الوحيد والأوحد هو تفريغ فلسطين من أهلها واعتبار الأردن الوطن البديل يجب مقاومتها بكافة الصور والطرق..إنها تصريحات تأتي لتقول بأن من لا يعترف بيهودية"الدولة" لا وجود له بيننا, وللصهاينة أقول:"يا أيّها الذاهبون إلى حبّة القمح في مهدها/احرثوا جسدي/أيّها الذاهبون إلى صخرة القدس/مرّوا على جسدي/أيّها العابرون على جسدي/لن تمرّوا/أنا الأرضُ في جسدٍ لن تمرّوا/أنا الأرض في صحوها..لن تمرّوا/أنا الأرض. يا أيّها العابرون على الأرض في صحوها/لن تمرّوا..لن تمرّوا..لن تمرّوا"..من قصيدة "الأرض" للشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش. انه في الوقت الذي بدأ فيه شعبنا يعيش أجواء الذكرى الثالثة والستين للنكبة وهو يتطلع للعودة، تأتي هذه التصريحات لتعطي إشارة لا لبس فيها على نوايا التطرف والعنصرية الصهيونية للبدء بعمليات تهجير جديدة لأهلنا في الأرض المحتلة عام1948,وأخيرا أقول: هل بدأ العد التنازلي لتهجير فلسطيني جديد..؟ وان بدأ, فحسب اعتقادي سيبدأ معه العد التنازلي للكيان الصهيوني لأن فلسطينيي الاحتلال الأول ورغم ضلعهم الأقصر هم مفتاح الحل للقضية الفلسطينية وبغض النظر عن نوعية هذا الحل..فهم الذين ما زالوا متشبثين في أرضهم ولا توجد أية قوة بإمكانها إخراجهم وقلعهم منها..واذكر الصهاينة ومن تواطأ معهم بما قاله المناضل الراحل توفيق زياد: "هنا..على صدوركم باقون كالجدار/ نجوع نعْرى، نتحدى، نُنْشد الأشعار/ونملأ السجون كبرياء/ ونصنع الأطفال جيلاً ثائراً وراء جيل/ كأننا عشرون مستحيل/في اللد، والرملة، والجليل/ إنا هنا باقون../ فلتشربوا البحرا/ نحرس ظل التين والزيتون/ ونزرع الأفكار كالخمير في العجين/برودة الجليد في أعصابنا/ وفي قلوبنا جهنم حمرا/ إذا عطشنا نعصر الصخرا/ ونأكل التراب إن جعنا ولا نرحل/ وبالدم الزكي لا نبخل، لا نبخل/ هنا لنا ماض وحاضر ومستقبل/ كأننا عشرون مستحيل/ في اللد والرملة والجليل/ يا جذرنا الحي تشبّث/ واضربي في القاع يا أصول". ونحن نستذكر ونستحضر ذكرى انتفاضة أهلنا "يوم الأرض" الخالد، نستذكر صور البطولة والتضحية والفداء بكل ما تجسد من اتصال وثيق بكرامة وعزة الإنسان الفلسطيني المتشبث بأرضه.. أرض آبائه وأجداده. ولا يساورنا شك بأن العدو الغاصب لأرضنا بقدر ما يعنيه اغتصاب الأرض ويعمل جاهداً لاغتصابها فإنه يعمل بكل ما أوتي من وسائل القهر لانتزاع حب الأرض والتمسك بالحقوق من قلب وعقل إنساننا الفلسطيني. من هنا تأتي عظمة الذكرى وقدسيتها في آن كونها تعبر وبجلاء عن ثبات الفلسطيني وتمسكه بأرضه.. أرض آبائه وأجداده وهيهات لهذا الغاصب أن يحقق مراده ومراميه، فهو بحق يجدف عكس التيار ومنطق التاريخ. تمر علينا ذكرى يوم الأرض في الوقت الذي سن فيه"الكنيست الصهيوني" قانونا يمنع أبناء شعبنا من إحياء ذكرى نكبتهم الكبرى, وللصهاينة نقول:إن هذا القانون يظهر أنكم ترون أن التاريخ، هو تاريخكم فقط، وهذا الأمر بحد ذاته هو خطر استراتيجي ضدكم..إن هذا القانون إضافة إلى أنه يعاقب المشاعر، يظهر مدى خوفكم وخوف"الكنيست" من الحقيقة، ومن ذاكرة الفلسطينيين، إذ أن الخوف الحقيقي من النكبة يكمن في أنها حقيقة تاريخية، وليست مجرد رواية الفلسطينيين. إن كل ديمقراطي حقيقي عليه أن يواجه الخوف من ذاكرة الضحية، وليس فقط أن يؤكد على عدم ديمقراطية القانون, فالقانون رغم أنه ينكر إحياء النكبة، إلا أن في ذلك اعترافا بالحقيقة التاريخية للنكبة، إذ لا تخاف الدول من أشباح، بل هي تخاف من حقائق تاريخية, ونؤكد للصهاينة بأنه لا يوجد ولن يتمكن أي قانون من منعنا من إحياء ذكرى يوم نكبتنا وضياع فلسطين. وفي هذه الأجواء نطالب السيد محمود عباس بالتسريع في زيارة غزة وإنهاء حالة الانقسام التي تعصف بما تبقى من الوطن وإعادة اللحمة الوطنية الفلسطينية, فالصهاينة يسعون بكافة الطرق لإبقاء الأمر كما هو عليه, بل يسكبون الكاز على النار, وهذا يصب في مصلحتهم. ونذكر الجميع بأن استعادة الوحدة الوطنية والتمسك بالخيار الديمقراطي بات أولوية وطنية ومهمة مباشرة وحلقة مركزية لنضالنا الوطني في مواجهة المخاطر المحدقة بالقضية الفلسطينية، وأن تجسيد هذه الأولويات يتطلب توفير كل مقومات النجاح لها لفتح الباب لمغادرة الأزمة الوطنية الشاملة والكشف عن الموقف الحقيقي لكل الأطراف المعنية وبالخصوص حركتي حماس وفتح في تغليب المصالح الوطنية العليا على المصالح الفئوية الذاتية. عاشت الذكرى الخامسة والثلاثون ليوم الأرض الخالد..المجد والخلود لشهداء هذا اليوم ولكل شهداء قضيتنا الباسلة..وللجماهير العربية داخل الخط الأخضر كل التحية والوفاء لأننا جزء منهم وهم جزء منا ، منهم نستلهم المقاومة الحقيقية ، ومنهم نتعلم دروس الصمود والبقاء والتحدي..وفي ذكرى يوم الأرض الخالد نردد ما قاله شاعر القضية الفلسطينية ومقاومتها الراحل محمود درويش:"على هذه الأرض, سيدة الأرض ما يستحق الحياة", ونقول, لن ننثني يا سنوات الجمر, وإننا حتما لمنتصرون.



#صلاح_عودة_الله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحكيم جورج حبش..في ذكرى رحيله الثالثة!
- ما بين إيناس الدغيدي ونادين البدير!
- ما هكذا تورد الابل يا محمد الصبيحي!
- الكاتب جوزيه ساراماغو في ذمة الخلود!
- الزنا بطريقة شرعية!
- تحرير فلسطين بانتظار قيام الخلافة الاسلامية!
- في ذكرى رحيل عاشق الوطن حتى الثمالة..!
- يا فجر-مخيم جنين- الطويلا..عجل قليلا..!
- قمم قمم..معزى على غنم..!
- ردا على مقالة المحامي الكويتي راشد الردعان-كاتبات..جسد-..!
- العيب فينا يا شعب فلسطين..!
- نبيل وناصر..أسود تعود الى عرينها..!
- عندما يفقد المقدسيون صوابهم المفقود أصلا..!
- الى الحكيم-الحكيم- في ذكرى رحيله الثانية..!
- القرضاوي..عليك بمقاطعة المسيحيين وكل ما يتعلق بهم..!
- في الذكرى الثانية لرحيل-حكيم القدس-..!
- كلنا..-نادين البدير-..!
- نحن مع فلسطين ظالمة أو مظاومة..!
- قراءة عقلانية في مقال نادين البدير-أنا وأزواجي الأربعة-..!
- العار كل العار يا عبدالله الهدلق..!


المزيد.....




- ولاية أمريكية تسمح للمعلمين بحمل الأسلحة
- الملك السعودي يغادر المستشفى
- بعد فتح تحقيق ضد زوجته.. رئيس وزراء إسبانيا يفكر في تقديم اس ...
- بعد هدف يامين جمال الملغى في مرمى الريال.. برشلونة يلجأ إلى ...
- النظر إلى وجهك أثناء مكالمات الفيديو يؤدي إلى الإرهاق العقلي ...
- غالانت: قتلنا نصف قادة حزب الله والنصف الآخر مختبئ
- بايدن يوقع قانون مساعدات كبيرة لأوكرانيا والمساعدات تبدأ بال ...
- موقع أمريكي ينشر تقريرا عن اجتماع لكبار المسؤولين الإسرائيلي ...
- واشنطن.. التربح على حساب أمن العالم
- السفارة الروسية لدى سويسرا: موسكو لن تفاوض برن بشأن أصول روس ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صلاح عودة الله - يوم الأرض في ذكراه الخامسة والثلاثين!