أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نضال نعيسة - القرضاوي ثائراً وعاشقاً للحرية!!!















المزيد.....

القرضاوي ثائراً وعاشقاً للحرية!!!


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 3319 - 2011 / 3 / 28 - 13:48
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لأكثر من مرة ومناسبة يتدخل الشيخ القرضاوي في الشأن السوري، ويحرض طائفياً ويلعب بأمن وأمان الشعوب، وهذه جريمة ينبغي عدم السكوت عنها، وطلب ملاحقة الشيخ من قبل المحاكم السورية المختصة، والإنتربول الدولي، فالتحريض على الجريمة والقتل والدعوة لإشعال الحروب الأهلية وإثارة الفتن واللعب بالنسيج الاجتماعي هي جريمة كاملة وموصوفة يعاقب عليها القانون في كل مكان من العالم حتى لو تلطى الشيخ بعباءته ولحيته وعمامته، ولا أدري لماذا لا تبادر السلطات السورية لملاحقة الشيخ قضائياً والسكوت عنه في كل مرة وكل قرائن الإدانة وإثبات الجرم متوفرة لديها؟

وأعتقد أن خطبة الشيخ يوسف القرضاوي يوم الجمعة الفائت، والتي يلقيها عادة من جامع عمر بن الخطاب في الدوحة كل أسبوع، وتلقفتها مختلف وسائل الإعلام ومنها وسائل يقال عنها سورية، رغم أن مالك إحداها هو غ. ع وهدهده أ. ع. ن، وهما، ومن دون أي بعد وتأويل، من الطائفة المسيحية الكريمة ويدعيان العلمانية ثم يقومان بنقل خطبة جمعة كيف استقام الأمر، هذا ما نتركه لهم، فقد كانت هذه القناة المشبوهة رأس الحربة في العدوان وتسعير الأوضاع الطائفية في سوريا والتجني والتشفي والتغني بما يحصل من قتل وتدمير وعبث بالممتلكات العامة والخاصة من قبل مجموعات ظلامية مسلحة وبعضهم من جنسيات غير سورية، والتهليل للموت المجاني الذي كان يقع للشعب السوري على أيدي تلك القطعان الظلامية، نقول خطبة الشيخ يوسف القرضاوي التحريضية والعدوانية أضحت بلا أي معنى بعد أن "انكشف" المستور، ولم يعد لها أية قيمة اليوم، بل صارت مصدر إدانة وخزي وعار لصاحبها الذي حشر نفسه ودس أنفه في شأن داخلي سوري بحت، وبعد أن تكشفت خيوط المؤامرة واللعبة الدنيئة ومن يقودها ويقف خلفها ويحركها من أدوات وشخصيات إقليمية ذات ارتباطات دولية إجرامية باتت مصدراً لكل الشرور والأعمال الخسيسة التي تقع في المنطقة، وتبين أن هذه الخطبة لم تكن سوى واحدة من تلك الجهود المنسقة والمتزامنة والخيوط الكثيرة التي أعدت بدقة خبيثة ومتناهية لإشعال فتيل حرب طائفية في سوريا، وذلك من واقع ما لمسته وعشته في مدينتي الرائعة اللاذقية من فظائع وأهوال وإجرام غير مسبوق لا تقوم به سوى قوات احتلال، وما رأيته من رعب وإجرام لا يوصف وقتل عشوائي في الشوارع من قبل قطعان الظلام المسلحة، وكان وعي السوريين وحبهم لبلدهم العامل الأهم والرد الأبلغ والسد المنيع الذي أفشل هذه الحملة الخبيثة وأجهضها في مهدها وأيامها الأولى.

لقد فوجئت كما فوجئ الجميع، بهذا الشيخ المتصابي، الذي يعيش تحت الحراب والبساطير الأمريكية وبرعايتها، غير البعيدة كثيراً عن مسجده، ويبلع لسانه ويلتزم الصمت المطبق إزاء هذه الموبقة والمفارقة الغريبة و"التنطيش" على هذا الواقع المخجل والمخزي المشين والذي لا يقبله أي إنسان لديه ذرة أخلاق، أو يتمتع بحس وبكرامة وطنية وإنسانية فما بالك بدعي حرية وبائع أوهام وخرافات كشيخنا الجليل، لا بل يتمادى ليصبح واعظاً ثورياً وليتحدث عن شيء اسمه الحرية، لم يكن يوماً لا في تفكير ولا في ثقافة ولا في تاريخ الشيخ الجليل، ويؤلب السوريين بعضهم على بعض عبر تعبيرات وتلميحات وتصريحات طائفية خبيثة كانت تتناول سوريا، رغم الاستقبال الحافل والمحترم الذي حظي به هذا الناكر للجميل، "الأكال النكار" كما يقول السوريون، في أثناء زيارته لسورية، كائلاً المديح، في حينه، لذات الأسماء التي كان يحرض عليها في خطبته الغريبة والعجيبة التي استهجنها كل سوري حر كريم عاشق لوطنه. ولا أدري كيف يدس هذا الشيخ المتصابي أنفه في شأن سوري معقد ومركب ودقيق للغاية ولا يمكن اللعب والمساس به أو المتاجرة به؟ وما هي غايته من هذا التسعير والتحريض الطائفي، وما هي مصلحته في رؤية سورية تشتعل، وتدمـّر، لولا أنه مجرد "عتلة" ومسنن صغير جداً في لعبة وماكينة كبيرة جداً تلاقت مصالحها جميعاً في تدمير سوريا وإشاعة الفوضى والخراب والفتن فيها، كي ينبسط ويرتاح هذا الشيخ الجليل وأمثاله من المعتاشين والمترزقين بنعم النفط وتحت عباءات شيوخهم ممن جعلوا من مشيخاتهم القبلية "العربية والإسلامية" مقراً ومنطلقاً وممراً للعدوان والتآمر على الشعوب العربية والإسلامية فقط، ولا أدري بأي عين "وقحة" سيواجه هؤلاء السوريين، شعباً وقيادة، بعد ما جرى وما بدا منهم عهر وغدر وطعن وخيانة ومشاركة في العدوان عليها، لا يقوم بها سوى الرعاديد والجبناء.

والمفارقة الأولى التي تفضح نوايا الشيخ وتبين سريرته وطويته الخبيثة، إذ لماذا يتغنى هذا الواعظ المأجور بما يسمى بالثورة السورية، ويدين، في ذات الوقت، ثورة البحرين ويبلع لسانه حيالها، ولم يطلب الحرية للبحرينيين الثائرين كما طلبها للسوريين؟ وإذا كان الشيخ عاشقاً للحرية، ويؤمن بحقوق الإنسان فهل له أن يحدثنا في خطبة الجمعة المقبلة عن شرعية نكاح الصغيرات، وحقوق المرأة والزوجة، ويشرح لنا تفاصيل وخلفيات "إيقاعه" بطفلة يكبرها بخمسين عاماً، ثم طلقها ورماها رمي "...."، بعد أن قضى منها وطراً وتركها على قارعة الطريق ممزقة منهارة نفسياً ومعنوياً بعد أن دمـّر حياتها ومستقبلها وسلبها أعز ما تملكه المرأة في الحياة، ودون أن يرف له جفن، أو يحس بحاجة ذاك الكائن الحي للاحترام والحب والدفء والتمتع بالحياة وبحقوقه التي اسلبها إياها بذات الحماس والقوة التي كان يطلبها للشعب السوري؟ ومن هنا من هذه الواقعة، تحديداً، وبما رافقها من فضائح مجلجلة وثرثرة ونشر غسيل وسخ على صفحات الجرائد والمنتديات الإليكترونية، تمس سمعة وكرامة الشيخ الجليل في الصميم وبما لا يليق به مطلقاً وبما لا نتمناه له أبداً، يتبن لنا أن هذا الشيخ المتصابي لا يقيم أي وزن لأية مبادئ ولمشاعر البشر، ولا يأبه بأحاسيسهم ومعاناتهم وهمومهم، ولا حتى لمشاعر زوجة وهبته نفسها وروحها ذات يوم، وأعطته قلبها وروحها وكتب فيها قصائد الهيام التي لم يقلها جميل ببثناه، ولم يكن مخلصاً لها، أو مراعياً لمشاعرها ويحترم إنسانيتها، وحقوقها الزوجية بعد دخول القضية نفق المحاكم القطرية، حتى يطلبها للغير. وهل يؤتمن على، أو يؤمن بحقوق وحرية شعب يعيش في بلد آخر؟ وهل يحق لرجل كهذا الوعظ والنصح وتقديم المشورة أو الكلام عن أية قيم ومبادئ، ولاسيما الحرية، ويطلبها للآخرين، وهو الذي لم يؤتمن على حرية وحقوق زوجته بالذات التي تطارده في المحاكم القطرية لنيلها، ويماطل ويؤجل في إعطائها إياها، ولا يزال، من جهة أخرى، يؤمن بفتاوى تبيح قتل الآخرين على الهوية، ولم يعلن براءته منها، أو يأتي على ذكرها، بل يعتبرها تراثاً مقدساً لا يجوز المساس به. وفي البعد الديني والعقائدي، نشرت مجلة فوربس الأمريكية المختصة بالمشاهير والأغنياء، اسم الشيخ القرضاوي، مع الطفل المعجزة الآخر عمرو خالد، باعتبارهم من أكثر رجال الدين ثراء في العالم، وقد أصبح الشيخ واحداً من أغنياء العالم وأصحاب الأبراج والعمارات، ويكدس الأموال، ويكنز الذهب والفضة والمال السحت الحرام الذي جمعه من البزنس الديني، ولا ينفقه في سبيل الله كما أمره بذلك القرآن، فآنى لهذا الرجل من عقيدته الدينية بالذات التي تأمره بعدم كنز الأموال؟

عاد اليوم، الهدوء المطلق والأمن والأمان المعهود إلى جميع شوارع وحارات وبلدات مدينة اللاذقية بعد القضاء على آخر فلول العصابات الإرهابية البربرية المسلحة وقطعانها الإجرامية الوسخة، وكذا الحال والأمر بالنسبة لمدينة درعا الباسلة التي تنصل شعبها البريء الطيب المشهور بالأخلاق الأصيلة والوفاء والنبل وعشقه للسلم واللاعنف من القتلة والمخربين والعابثين بأمنه، ونبشرك أيها الشيخ الجليل بأن الستار قد أسدل اليوم، كلياً، على الحملة الهمجية البربرية المسلحة ضد سوريا، وتكشفت خيوط اللعبة، من بدايتها لنهايتها، وبانت للجميع، وعادت الحياة الطبيعية لسورية، ولم تنفع خطبة الشيخ الخائبة في اللعب على الوتر الطائفي الخبيث والدنيء في التأليب والتحريض وإشاعة أجواء الفتنة والحرب والاقتتال الدموي وزهق الأرواح السورية البريئة ومن مختلف الطوائف السورية حتى يرضي ذلك غرور ونرجسية وأجندة هذا المشعوذ الألعبان الدجال الذي لحس كلامه ذات يوم فيما بين القاهرة والدوحة حين تعرّض "للنهر والتقريع" إثر تصريحات أطلقها ضد أسياده وأولياء نعمته جنرالات الأمريكان، وإنها كلمة وهمسة خافتة بسيطة نضعها في إذن هذا الشيخ المتصابي بأنه من فوضك أولاً وأنابك عنه من السوريين الأحرار كي تتكلم باسمه، وأنه ينقصك الكثير من المصداقية والمواقف الشخصية المشرّفة حتى تتفضل وتتكرم وتجود بنصائحك ومحاضراتك على الآخرين، وبدلاً من أن تطلب الحرية للسوريين نرجو أن تتلفت حولك و"حواليك"، وتطلبها لنفسك، حيت تطأطئ الرأس وتعيش بمذلة ومهانة تحت حماية وحراب ورجس بسطار الجيش الأمريكي "الصليبي" الكافر النجس، وكله حسب خطابك "التنويري والتحرري" أيها الشيخ الهمام، والذي لا ندري بأي "وحي" كان قد هبط عليك من السماء، ونرجو أن توفر مواعظك "الثورية" لنفسك مستقبلاً فـ"جحا أولى بلحم ثوره" أم أنا غلطان؟

ألا لعنة الله على وعاظ السلطان!!!



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شاهد عيان من اللاذقية
- هالنيروز...ما أحلاه
- ما أقواها صرخة الجياع؟
- قومنة الثورات
- آخر أيام القذافي
- مذابح البحرين: آخر حروب ومغامرات آل سعود
- لا للقرصنة والاتجار بأسماء الناس
- دريد لحام: بطولات الوقت الضائع
- انهيار الإيديولوجيات السلفية والقومية
- لماذا لا تغلق القنوات التلفزيونية الرسمية العربية؟
- طغاة أم جُباة؟
- لماذا لا يتشبه لصوص العرب الكبار بالكفار؟
- جنرالات الأمن العرب في قفص الاتهام؟
- بيان عاجل من الشبكة العربية لحقوق الطغاة، وهيئة كبار السفهاء
- جنرالات الإعلام العربي: الجزيرة والعربية أنموذجاً
- إلام يكابر القذافي؟
- لماذا لا يحاكم الطغاة ووزراؤهم، أيضاً، بتهم الإبادة الجماعية ...
- قطع الأعناق ولا قطع الأرزاق
- خسئتم يا سيادة العقيد
- الراشي والمرتشي في النار


المزيد.....




- “من غير زن وصداع مع” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على نا ...
- فيديو خاص:كيف تسير رحلة أهالي الضفة إلى المسجد الأقصى؟
- الشريعة والحياة في رمضان- سمات المنافقين ودورهم الهدّام من ع ...
- أول مرة في التاريخ.. رفع الأذان في بيت هذا الوزير!
- أول مرة في تاريخ الـ-بوت هاوس-.. رفع الأذان في بيت الوزير ال ...
- قصة تعود إلى 2015.. علاقة -داعش- و-الإخوان- بهجوم موسكو
- صلاة الجمعة الثالثة من شهر رمضان.. الاحتلال يعيق وصول المواط ...
- السعودية.. الأمن العام يوجه دعوة للمواطنين والمقيمين بشأن ال ...
- صلاة راهبة مسيحية في لبنان من أجل مقاتلي حزب الله تٌثير ضجة ...
- الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول فيديو إمام مسجد يتفحّص هاتفه ...


المزيد.....

- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نضال نعيسة - القرضاوي ثائراً وعاشقاً للحرية!!!