أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - هويدا صالح - ثورة مصر الشعبية















المزيد.....

ثورة مصر الشعبية


هويدا صالح

الحوار المتمدن-العدد: 3319 - 2011 / 3 / 28 - 03:36
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


الثورة المصرية ثورة بطالب قادة وزعماء العالم بأن تمنح جائزة نوبل ، وتدخل في مناهج التعليم في بلدانهم
عملاق كان راقدا كنا نعتقد أنه غفى أو نام أو حتى على أسوأ الفروض مات ثم فجأة يقف عاليا متشامخا يسد الأفق ويصم الآذان هكذا كنت أرى زحف تلك الجموع الصاعدة نحو الضياء والتي تدوس بأقدامها كل آثار الاستبداد هكذا رأيت تلك الجموع التي بدأت الدعوة لتجمعها على شبكة الإنترنت عبر جروبات للناشطين الشباب شباب لم يتلوثوا بأكاذيب الساسة وألاعيبهم شباب ليس لديهم مصالح أو حسابات فقط لديهم مساحة من الوعي جعلتهم يتجاوزن حتى السياسيين والمعارضة التي حولها النظام إلى مجرد ديكور شكلي حتى لا يبدو فاقدا للشرعية أمام الرأي العام الدولي
كنت جزءا من هذه الجروبات بحكم علاقتي الوثيقة بالميديا بدأت لتسويق الفكرة بين المثقفين الذين لم يتحمسوا في بادئ الأمر للفكرة أو ربما لم يصدقوا تماما أن هؤلاء الشباب الصغار قادرون على تحريك الجموع وإيقاظ العملاق لاحظت ان بعض المثقفين يتعاملون مع الأمر بسخرية لا تليق فوجهت لهم نداء عبر الفيس بوك أن ينضموا لحركة الشباب التي حددت يوما للتظاهر هو 25 يناير يناير الغضب ومن لن ينضم ،فعليه أن يصمت ولا يسخر وقد استجاب بعض المثثقين ووجدتهم بيننا في يوم الثلاثاء الغاضب وبعدها أدرك المثقفون أن رياح التغيير والتحرير إن شئت تهب الآن من ميدان التحرير فبت كل يوم أنزل للتظاهر والاحتجاج أجد الكثيرين منهم ،فكنت فرح هاهم جماعيتي الأدبية صدقوا وآمنوا بهؤلاء الشباب وبات الذهاب للميدان موعدا نضربه بين بعضنا البعض فكل يوم نتحدث ونتفق أن نتقابل في المظاهرة وهكذا على المثقف أن يكون ضمن حركة الجماهير ولا يعزل نفسه عنها فهو جزء من هذا الشعب الذي يهب قويا متعملقا. وهذه الثورة المقدسة أرى أنها إضافة لتحرير وعي الناس كسر حاجز الخوف أنها أجلت الصدأ عن الشخصية المصرية أعادت للمصريين كرامتهم وثقهم في نفسهم .
و بعد أن أتت الثورة الشعبية الكثير من ثمارها ، ونُفذت معظم طلبات الثوار ، وعدت للمنزل بعد أن شاركت الشباب في تنظيف ميدان التحرير وإعادته إلى حالته الطبيعية جلست أعيد ترتيب أوراق لم أتخيلها بشكل واضح وأنا أشارك الشباب حماسهم حين دعونا لتظاهرة 25 يناير . قبل 25 يناير بأيام لم يخطر في أجمل أحلامي أن تتحول المظاهرة التي دعونا إليها إلى ثورة . كنت متجهة للميدان وأنا أهمس لنفسي : لعلها لا تكون كما المظاهرات السابقة التي كنا ندعو إليها ، حيث لم يتعد العدد بأي حال الألف متظاهر. حين وصلنا للميدان وتوالت الأعداد القادمة من كل اتجاهات وفتحات ميدان التحرير شعرت لوهلة أن الشعب المصري قام من الأجداث ، وأنه قادم إلينا عملاقا قويا .
نجاح الثورة حرر الناس . جعلهم يدركون حقوقهم . يسعون لبناء دولة مدنية ، لا دينية ولا عسكرية . طوال وجودنا في الميدان لم يرفع شعار ديني واحد . ذاب الإخوان المسلمون بين فئات الشعب المصري . تخلوا عن هاجسهم الذي عزلهم عن المجتمع المصري عقودا طويلة . هاجس الإسلام السياسي . كما ذابت في هذه الثورة البيضاء الفوارق بين الطبقات الاجتماعية ، فلا وجود لفارق بين الرجل والمرأة ، الغني والفقير ، المسلم والمسيحي . كلنا مصريون نسعى لبناء مصر الحديثة ، مصر المدنية ، مصر التي ينظر إليها العالم بتقدير خاص . حتى أن رئيس النمسا هاينز فيشر يرى أن شعب مصر من أعظم شعوب الأرض ، و طالب بمنحه جائزة نوبل للسلام ، وستكون هي المرة الأولى في تاريخ الجائزة التي تمنح فيها لشعب من الشعوب وليس لفرد أو لزعيم . كما صرح باراك أوباما في تعليقه على نجاح الثورة وتنحي الرئيس السابق حسني مبارك : يجب أن نربي أبناءنا ليصبحوا كشباب مصر . كذلك هتف ستولتنبرج رئيس وزراء النرويج حين قال : كلنا مصريون . كذلك قال رئيس وزراء إيطاليا لا جديد في مصر فقد صنع المصريون التاريخ كالعادة . كذلك طالب رئيس وزراء بريطانيا بأن تُدرس الثورة المصرية في المدارس .

لن تقل أهمية الثورة المصرية ، وتأثيرها في العالم عن ثورة الطلاب في فرنسا عام 1968 . لن تؤثر في العالم العربي فقط ، بل ستؤثر في كل العالم .
أما عن موقف المثقف المصري فقد تباين . بعض المثقفين كانوا على مستوى الحدث ، ونزلوا مع الشباب منذ يوم 25 يناير ، لكن عددهم قليل للأسف الشديد ، في حين أن الغالبية العظمي من المثقفين المصريين ظلوا في صمت وحياد إلى أن أثبتت الثورة أنها ثورة حقيقية وليست مجرد تظاهرات واحتجاجات .
اتحاد الكتاب المصريين للأسف كان موقفه مخجلا مشينا ،فلم يشارك أحد من أعضائه في مظاهرات يوم 25 يناير ، وحين عدت للمنزل فجر 26 يناير وانتقدتهم بشدة على الفيس بوك ، وأنهم لم يشاركوا الشعب ثورته ، ووقفوا موقفا سلبيا سارع الاتحاد بإصدار بيان تضامن مع المتظاهرين ، ورفض اعتقالهم . ولكنهم عادوا للصمت أياما طويلة . لم يتحركوا ثانية إلا بعد أن دعوت على الفيس بوك الكتاب المستقلين عن الاتحاد إلى الاعتصام أمام المجلس الأعلى للثقافة ، ثم الاتجاه إلى ميدان التحرير . تنبه الاتحاد ثانية لموقفه المخزي ،فقرر أن يخرج بمسيرة من الاتحاد متجها إلى ميدان التحرير ، انضموا إلينا ونحن خارجون ككتاب مستقلين من المجلس الأعلى ، متجهين إلى الميدان . لكنه أيضا كان انضماما مشينا ، حيث ساروا يثرثرون في هدوء ونحن خلفهم نهتف بسقوط النظام ، فاضررت ثانية إلى تعنيفهم واتهامهم بأنهم جاءوا فقط للوقوف أمام كاميرات الفضائيات ، وقد كان حين وصلنا للميدان وقف محمد سلماوي رئيس الاتحاد ، ألقى بيانا أمام كاميرات التلفزبون ، ثم انصرفوا . لم يقفوا معنا . لم يهتفوا بسقوط النظام . وكيف يهتفون وهم جزء من النظام ويروجون لسياسته وثقافته طوال الوقت .
أما عن المثقفين العرب ، فقد كانوا على مستوى الحدث تماما . عشرات من المقالات كتبت تساند الثورة وتشيد بالشعب المصري ، وقيمة مصر وتأثيرها في الدول العربية ، و تنتقد تصرف الناقد جابر عصفور حين قبل أن يتولى وزارة الثقافة في حكومة فاقدة الشرعية . كذلك أصدر اتحاد كتاب العرب بيانا تضامنوا فيه مع الثورة . كما أصدر اتحاد كتاب تونس واتحاد كتاب فلسطين بيانين تضامنا فيهما مع الثورة .
لا أحد ينكر أثر الميديا الحديثة في قيام هذه الثورة . الوسيط الإلكتروني كان فاعلا بشدة في نجاح تلك الثورة ، ستدخل هذه الثورة التاريخ ليس فقط لأنها إرادة شعب انتصرت بقوة على مظام دكتاتوري شمولي ، بل لأنها أول ثورة تستفيد من التكنولوجيا الحديثة ، حتى أن العالم المصري العالمي أحمد زويل وصفها بأنها فيس إيجبت .



#هويدا_صالح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في مديح - نساء حسن سليمان -
- فضائح ويكليكس وكلينكس -الغيطانى-
- فيوليت والبكباشي رواية تراهن على كشف المسكوت عنه في ثورة يول ...
- الترجمة وتواصل الحضارات / ورقة عمل قدمت لمؤتمر بغداد الأول ل ...
- سيرة الحرب والدمار في ديوان النظر للماء
- ضبابية الدير .. وبلاغة الكشف / الانحياز للإنسانية في رواية أ ...
- هي ليست جائزة للحوار المتمدن فقط ، بل جائزة لكل حر يتبنى ويد ...
- تحرير وعي المرأة هو تحرير للمجتمع
- الحراك السياسي في مصر والواقع الافتراضي
- العرب والمصريون في أمريكا هل يشكلون لوبي ضغط على النظام الأم ...
- حارة أم الحسيني .. وجه شهدي عطية الإبداعي
- المثقفون المصريون .. وفرص التغيير
- أسرار المدينة المقدسة تضيع بين باحث مصري ومندوب اليمن الدائم ...
- حوار هويدا صالح في السياسة الكويتية
- بلال فضل يكتب سيرة المهمشين والمقهورين في : - ما فعله العيان ...
- إذا انهمر الضوء ومشهدية السرد
- حلم العدل الاجتماعي بين الظاهر بيبرس وجمال عبدالناصر
- فكري الخولي / علمنا كيف يكون النضال السياسي
- لأنك صدقت أسطورة عدلهم
- الكاتب العربي ما بين السيرة الذاتية والسرد السيرذاتي ... خلو ...


المزيد.....




- شاهد ما حدث على الهواء لحظة تفريق مظاهرة مؤيدة للفلسطينيين ف ...
- احتجاجات الجامعات المؤيدة للفلسطينيين تمتد لجميع أنحاء الولا ...
- تشافي هيرنانديز يتراجع عن استقالته وسيبقى مدربًا لبرشلونة لم ...
- الفلسطينيون يواصلون البحث في المقابر الجماعية في خان يونس وا ...
- حملة تطالب نادي الأهلي المصري لمقاطعة رعاية كوكا كولا
- 3.5 مليار دولار.. ما تفاصيل الاستثمارات القطرية بالحليب الجز ...
- جموح خيول ملكية وسط لندن يؤدي لإصابة 4 أشخاص وحالة هلع بين ا ...
- الكاف يعتبر اتحاد العاصمة الجزائري خاسرا أمام نهضة بركان الم ...
- الكويت توقف منح المصريين تأشيرات العمل إلى إشعار آخر.. ما ال ...
- مهمة بلينكن في الصين ليست سهلة


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - هويدا صالح - ثورة مصر الشعبية