أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نضال حسن - لماذا الانقسام وليس الاستعمار وآوسلو؟















المزيد.....

لماذا الانقسام وليس الاستعمار وآوسلو؟


نضال حسن

الحوار المتمدن-العدد: 3318 - 2011 / 3 / 27 - 23:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عندما تعبر ميدان المنارة ماراً بجمع "اللاانقساميين" كما اصطلح عليهم الرفيق م.خ ذات ليلة، يستطلعك سؤال براكسيسي مكتمل البنية، يعتمر ساحة الوعي لديك، ربما هو سؤال الأولويات، أو سؤال الضرورات ضمن السياق الكولينيالي في فلسطين والذي لا زال بحاجة لسياق بعث معركة تحرر وطني قومي وطبقي لكي تنفذ من مساحة معرفة الضرورة إلى مساحة ضرورة المعرفة.

إن ما يترتب تراكمياً في أولويات عملية تحرير الفلسطيني لذاته، والتي هي عملية مركبة بحد ذاتها، إنطلاقاً من واقعها القومي الطبقي المركب، يتشكل ويمكن تعريفه بتعريف النقيض، مَن أو ما هو هذا النقيض؟ ومن وجد هذا النقيض و كيف؟ كما هناك اولوية تحديد المعسكر “اصدقاء واعداء” وهذا يشتمل النقيض ايضاً. إذ أن كل منا يحمل نقيض، فكيف لا يكون نقيض مكتمل لنا معاً كعرب وكمسحوقين أيضاً.

إن الحالة التي تعبر عن المشهد الفلسطيني منذ خمسة أعوام، ما هي إلا تكثيف لاستخلاصات وإنتاجات اوسلو، وما افرزته من استقطابات فئوية وتناحرات انتهازية برجوازية يمينية، على فتات الموائد الاستعمارية، وما هو الا تكثيف لسذاجة وتكرش وتراخي قيادة الفلسطينيين السياسية عبر ما جلبته من عار في اوسلو وبعد ذلك في إنشاء سلطة الحكم الذاتي (رابين - عرفات) لذا ليس من العجيب أو من صنيعة السماء هذه الحالة الانقسامية المتوحدة على الانقسام منذ خمسة سنوات بين أعرض قوتين سياسيتين فلسطينيتين، إذ أنه نتاج حتمي لمعادلة مجرد افتراض قيام حكم ذاتي أو أي شكل من أشكال الإدارة لمجتمع يحمل سمات المجتمع الفلسطيني وإرثه التاريخي، تحت مظلة الاستعمار، إذ أن الاستعمار لم ينته لكي نقوم بخلق جسم ناظم لحياة الناس، متخلين عن التنظيم الذاتي، والحراك الذي ميز مجتمع الثورة الفلسطيني عقوداً خلت، هذا إضافة الى حتمية الواقع بما يقول بإستحالة نشوء أي شكل من أشكال السلطة الوطنية الحقيقة تحت ظل ورعاية ورضى الاحتلال الاستعماري الاستيطاني، إلا إذا كان هذا الاستعمار ساذجاً ولا يعي مصالحه، وهذا لم يحدث مرة واحدة في التاريخ، فلا استعمار يغامر بمصالحه ووجوده عبثاً.
قد عبر المجتمع الفلسطيني الذي من الصعب التعاطي معه ككتلة أو وحدة واحدة نظراً لتجربة الشتات التي تميز مسيرته، كما من المرفوض التعامل معه على انه وحدة ثابتة بمختلف مناطق تواجده بشكل خاص التجمعات المركزية، داخل الوطن التاريخي وفي شتات الأردن،سوريا و لبنان، بجملة متغيرات أفقدته مما يحمل من صفات بقدر مشابه لما أكسبته ، وهذا تبعاً لخصوصية ظروف كل تجمع، فإن عملية تاثر وتأثير جدلية طويلة الأمد، قد نحتت في هذه البنية السياسية الاجتماعية، بما تحمله من تشوهات اقتصادية وتداخلات لمعادلات اقليمية وعالمية من أبرز ما ميزها الدور الذي لعبه البترودولار في تصفية الحس الوحدوي والتضحوي القيادي لمنظمة التحرير لصالح النهج اليميني المنحرف، والمترهل، المتميز ببيروقراطيته والرافض حتى لتخيل نفسه كمحترف ثوري بعيداً عن الأنا والاستعراض الفرويدي لها وانتقلت من النسق القيادي الذي يقول لجيشه اتبعني الى المعركة، الى النسق الذي ينحشر في المنتجعات السياحية والمؤتمرات ودسائس المفاوضات العبثية.

وجملة هذه التأثيرات البترودولارية كانت الممهد الأساسي لعملية التساوق مع النهج التصفوي الاستعماري للقضية الفلسطينية، ثورةً ومناضلين، بحيث أن الدور الذي لعبه مال النفط العربي باستمالة القيادة اليمينية لجانب المعسكر المهادن والرجعي الإستسلامي، بعد إبعادها كل البعد عن الدور القومي النهضوي التحرري والوحدوي كان دوراً خطيرا وليس خفياً بل لامعاً، فاستبدلت صداقة عبد الناصر والمعسكر العربي في صف المواجهة، بخلطة ساداتية هاشمية سعودية، لا منفذ لحس وطني في جنباتها، إذ أن رائحة الدولار النفطي تفوح من أكمام عبائاتهم، وهذه الزمرة الخيانية ذاتها بالترافق مع خيانية موقف قيادة منظمة التحرير هي التي افضت أن يصافح ياسر عرفات، زميله في المفاوضات باراك، والذي كان قد قتل رفاق درب عرفات دون إخفاء لذلك بل بالإعتراف الصريح بالمشاركة، فلا عجب لتدافعهم على باب قاعة المؤتمرات في كامب ديفيد، فالنتيجة للنهج الخياني معروفة، والسقوط يتبعه سقوط اكثر ذلاً إذا لم يواجه بنقد الذات وتطهيرها والعودة عن الاخطاء.

في المحصلة النهائية نتيجة هذا النهج التصفوي، قد أجهضت انتفاضة الشعب الكانونية، وعطلت مرافق ومفاصل العمل الثوري في الداخل بفعل سياسية ممنهجة لسلطة الحكم الذاتي منذ بداية نشوئها في ملاحقة أي إشارة للمقاومة تبدو لهم، إضافة إلى أن ضعف المعسكر الذي من المفترض أنه معسكر المقاومة وعدم قدرته على الدفاع عن مشروعه، ومجابهة المشروع الامريكي الصهيوني الرجعي العربي متمثلاً بإفرازات مدريد و اوسلو، أدى الى نزع فتيل الثقة بين هذا المعسكر - من عارض مدريد واوسلو من اليسار الفلسطيني - وبين الجماهير، التي التف كثير منها نتيجة الفراغ المقاوم -إن صحت التسمية- على أولى إرهاصات المد الجماهيري الحمساوي الإسلاموي، لما شكل في تلك اللحظة من جاذب للجماهير ذات الوعي الشعبي والغير متصلبة بموقف سياسي أو إيدلوجي باستثناء الموقف ضد الاستعمار الصهيوني، فكان استخدام العنف التكتيكي من قبل حماس، جاذباً لتيار واسع من التأييد الشعبي لها، وإن ثبت لاحقاً أنه بالفعل استخدام تكتيكي، اذ ما إن وطأت قدم المشايخ عتبة قصور السلطة حتى نسيت قيم العنف الثوري التي تغنوا بها لعقدين، وقدموا نهراً من دماء المقاومين استناداً للرؤية السياسية التي كانوا يطرحونها قبل تمازجهم السلطوي واقتسامهم للمعادلة مع رأس السلطة الاخر في فتح، والمستفيد الثالث من التقاسم اي الخندق الصهيوني الامريكي بامتياز.
هذا فلاش حول خارطة العمل والتقاسم الوظيفي الدركهايمي بامتياز الذي برع فيه ثالوث المراوغة السابق ذكره اعلاه، إلا أن التسمية الأكثر جذرية وعلمية هي تقاسم وتشارك المصالح وليس فقط تقاسماً وظيفياً بين البنيات الثلاث، وهنا يظهر السؤال الاستراتيجي وليس الموسمي، بمناسبة حالة الانقسام الفلسطيني - كما يطلق عليه، إذ قني لست أكيداً بمدى فلسطينية هذا الانقسام - ماذا يريد الشعب فعلاً، وماذا سيفضي أي حراك في هذه القضية مستقبلاً على الواقع الحيوي الفلسطيني والواقع الحقوقي الأخلاقي وواقع الفعل المقاوم، إذ أن التراكم التاريخي للفعل الثوري، يجب أن يتوخى نتائجاً ثورية، لنقل على الاقل تقدمية وليست رجعية.

ماذا سيضاف لرزنامة الفلسطيني إذا اجترح تاريخ جديد يعرف باليوم الذي انتهى فيه انقسام فتح وحماس على تقاسم مهزلة اوسلو ونتاجها بينهما! ماذا سيتغير، وماذا سنحصد، أو لنقل الى اين سنصل وماذا سيكون المطلب التابع له، إذا كان الشعب يريد انهاء الانقسام؟ هذا هو الشعار المطروح في الوقفات الاعتصامية في الشارع الفلسطيني، هل هذا يعني ان الشعب متفق مع طبيعة وتشكيل البنية السياسية السابقة للانقسام، وإن الاشكال المركزي يقع في الانقسام، فإذا انتهت حالة الانقسام و انتقلت حالة التوافق الضمني الحالية بين فتح وحماس إلى حالة معلن عنها ومشرعنة واصطبغوا بصبغة جسم سياسي واحد في هرمية سلطة اوسلو، فان كل الهم الفلسطيني سيزول، هل هذا ما تحتاجه الجدة المنتظرة للعودة في عين الحلوة؟ ام هذا ما ارتحل الشهداء على مر قرن من الزمن المقاوم من أجله؟ أم أن أجيال الفلسطينيين في معسكرات الاعتقال قد أدمت اياديها بالأسلاك الشائكة والاضرابات عن الطعام، في سبيل الارتكاز في كبسولة الحكم الذاتي برعاية الامبريالية العالمية والمركز الراسمالي الظل لربيبته الصهيونية المدللة؟ يبقى السؤال المحوري هو ماذا يريدون من انهاء الانقسام؟ وهل هو الشعار ذو الاولوية الذي يمكن الارتكاز عليه لبناء برنامج وطني ديمقراطي مقاوم، استراتيجياً ومرحلياً، دون أي انتهاك إيدلوجي او أخلاقي أو هل هذا هو السبيل الناظم لعلاقة التناقض مع كل ما هو نقيض في المحيط بدئاً من الاستعمار الصهيوني، إلى الرجعيات العربية التي بدأت بالتهاوي منذ اندلاع ثورة بوعزيزي العرب الكبرى؟



#نضال_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كومونوتان -جنتان
- جمول حبيبتي .... جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ,اوتوبيا ال ...
- الحركة النسوية الفلسطينية بين الحزب السياسي وعولمية التمويل ...
- الابارتهايد بشع كفكرة، لا تجملوا جدار التوسع والفصل العنصري
- مماحكة ممكنات انبثاق حركة اجتماعية فلسطينية بعد قرن من النضا ...
- وليم نصار نحو فلسطين للتضامن مع سعدات والاسرى ،بعد اطلاق الب ...
- ما استجد باريسيا !!
- لا انفكاكية التنميات
- مع وليم نصار مجدداً-شعرية الفودكا والانتصار للرفيقات .
- ايفو موراليس 444
- لواء الثورة ,الضحية الدائمة,فلا تقتلوه مرتين - مقال حول فلم ...
- إلى د. وليام نصار حول أزمة الثقافة العربية


المزيد.....




- رئيس الوزراء الأسترالي يصف إيلون ماسك بـ -الملياردير المتغطر ...
- إسبانيا تستأنف التحقيق في التجسس على ساستها ببرنامج إسرائيلي ...
- مصر ترد على تقرير أمريكي عن مناقشتها مع إسرائيل خططا عن اجتي ...
- بعد 200 يوم من الحرب على غزة.. كيف كسرت حماس هيبة الجيش الإس ...
- مقتل 4 أشخاص في هجوم أوكراني على مقاطعة زابوروجيه الروسية
- السفارة الروسية لدى لندن: المساعدات العسكرية البريطانية الجد ...
- الرئيس التونسي يستضيف نظيره الجزائري ورئيس المجلس الرئاسي ال ...
- إطلاق صافرات الإنذار في 5 مقاطعات أوكرانية
- ليبرمان منتقدا المسؤولين الإسرائيليين: إنه ليس عيد الحرية إن ...
- أمير قطر يصل إلى نيبال


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نضال حسن - لماذا الانقسام وليس الاستعمار وآوسلو؟