أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مظفر خطاوي - حركات التغيير شباب ....بلا ايدولوجيا.....بلا احزاب















المزيد.....

حركات التغيير شباب ....بلا ايدولوجيا.....بلا احزاب


مظفر خطاوي

الحوار المتمدن-العدد: 3318 - 2011 / 3 / 27 - 22:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



يقال ان مبتكر مصطلح الثوره السلميه-المخمليه هو صحفى جيكوسلوفاكى مجهول كان يتابع احداث ماكان يسمى بربيع براغ عام 1968 تلك الاحداث التى استمرت بثبات تدريجى ومتصاعد استتبعتها تحولات جذريه فى اماكن عديده من العالم . حركات التحول من المجتمع الاستبدادى الى المجتمع الديموقراطى تمثل تاريخا مديدا هو ذاته تاريخ التطلع الانسانى نحو استعاده الكرامه الانسانيه من خلال تجديد الامل ببناء مجتمع عادل حر وديموقراطى مهندس على ثوابت العيش المشترك بين المواطنين انفسهم وبينهم وبين الدوله بعيدا عن ثقافه التدمير والتهميش.
بدأت الحقبه الاولى لبناء مجتمع متسامح يؤسس لثقافة الحوار بين المؤسسة الحاكمة وبين المواطن او الدوله والشعب فى غضون عصر الانوار الاوروبى فى القرنين الثامن عشر والتاسع عشر بحذف النزعه الاوامريه العليا لسلطه الكنهوت الكنسي الغير قابله للنقاش والجدل وتاسيس وحدات مجتمعية وسطيه هى المنظمات والنقابات المهنيه تلعب دور الناظم لشكل الاحتجاجاتوتعمل كقنوات لتوصيل المطالب الاحتجاجيه لاسماع رجالات الحكم وايجاد الصيغ التوفيقيه للوصول الى الرضا العام.تم ذاك طبعا باسقاط سلطه الكهنوت
وبدء عصر الحوار.
الحقبه الثانيه هى حقبة الثمانينات من القرن الماضى ووصول حركات الاحتجاج الى غايتها بانتصارها فى دول الكتله الشرقيه واسقاط سلطه الحزب الواحد واوليغارشية المكتب السياسي لتلك الاحزاب الشموليه وازاحتها من واقع الحياة جانبا لانها فعلا غدت ضد الحياة كونها معيقه لحركة التاريخ الصاعده.
الحقبه التاليه والتى نعيش لحظاتها الان هى موجات التغيير الشرق اوسطيه فى مفتتح القرن والواحد والعشرين ونواتاتها المتفجره بالامل والعنفوان والبطوله والاصرار على استعادة المستقبل التى انجزتها الشعوب العربيه البطله والشعب العراقى بشقيه العربى والكوردى .
لقد تلونت حركات الاحتجاج الشعبى فى ربوع المعموره بالوان عديده لا يخلو بعضها عن لمحات رومانسيه ربما تعكس رومانسيه الروح الشبابيه الفياضه التى خلقت هذه الحركات واكسبتها روحها الحالمه فمره هى زرقاء وثانيه هى برتقاليه وثالثه مخمليه واخرى باعلام زرقاء وتعددت اساليب نضالها ايضا فتم اسقاط نظام الابارتايد فى جنوب افريقيا عن طريق مسيرات الاعتراض بواسطة الرقص الجماعى للجماهير المحتجه وتم اسقاط نظام شاوسيسكو عن طريق اطلاق سخريه من قبل احد الثملين المتواجدين تحت منصه خطاب الديكتاتور شاوسيسكو ولا ننسى مسيرات الملح السلميه التى قادها المهاتما غاندى ضد الضرائب الى فرضها المستعمر البريطانى ومهما تنوعت اساليب الاحتجاج السلميه للشعوب على مستوى القارات فانها تختلف عن الثورات العنفيه التى حدثت حصرا فى القرن المنصرم بدءا بالثوره الروسيه والصينيه والكوبيه والنتهاءا بالثوره الايرانيه وهى ثورات ايدلوجيه ذات اهداف وبرامج طوباويه تتسم بالشعاراتيه الاعلاميه والتطبيل العالي الرنين كاقامة حكومه بروليتاريا عالميه او قامة نظام اسلامى عالمى واتسمت هذه الثورات بطابع عنفى تصفوى ضد قطاعات واسعه من الجماهير الصقت بها تهمة الخيانه والعمل ضد اهداف الثوره وجنحت قيادة هذه الثورات تحت يافطة الشرعيه الثوريه الى خنق روح الاحتجاج والاعتراض مهما كان نوعه ومهما كانت طبيعته باسلوب دموى لا حكمه فيه ولا منطق وادت هذه السياسه الى اشاعه الفساد لانهدام افق الاصلاح وقتل روح النقد البناء وشيوع البطاله المقنعه والسافره واضحت موارد البلد بيد فئه مرتبطه بالاحزاب او من بطانه الرئيس الاوحد الذى له ملكية البلاد والعباد و مصادرة موارد البلد لصالح عائلته وبطانته الفاسده وقد سقطت هذه الثورات او انكفئت ومنها ماهو فى طريقه الى السقوط لا محالة . الفئويه والطبقيه التى الت اليها الثورات الكلاسيكيه قادتها الى العزله والقوقعه واضحت تنافح عن نفسها بتاليب فئات وقطاعات جماهيريه ضد فئات وقطاعات اخرى من اجل زرع بذرة الانقسام وتفتيت البلدان التى حكمتها هذه الطغم الثوريه او الاحزاب القوميه القمعيه مثل ما حدث فى الاتحاد السوفيتى السابق ويوغسلافيه السابقة والسودان الذى فى طريقه ليكون سابقا واليمن الذى يعيش حرب محافظات وشيع واقوام وحارات.
لكل من حركات الاحتجاج الجماهيريه فى حقبها المختلفه منذ القرن الثامن عشر وحتى يومنا هذا مطالب واهداف موسومه بميسم المرحله التاريخيه والظروف المحليه التى عاشتها ولكن هذا لا ينفى ان هناك سمات مشتركه بينها جميعا تتراوح بين التغيير الشامل والاصلاح التدريجى حسب طبيعة النظام السياسي والاقتصادى والاجتماعى الحاكم . ليس فى نيتنا استعراض خصائص تلك الحركات السابقه لكننا لا بد وان نمعن النظر فى طبيعه الاحتجاجات الحاليه فى فضاءها الشرق الاوسطى الذى ننتمى اليه ونعيش احداثه عن قرب بملموسيه بعيده عن التاطير الايدلوجى من اجل ان نلامس وضوحها وعفويتها وعقلانيتها وانضباطها العالى ايضا.
من خصائص حركات الاحتجاج السلميه فى يومنا هذا هو بناء استراتيجيه بعيده المدى غرضها ترسيخ تقاليد مجتمع مدنى يتوفر على الشروط الانسانيه للعيش بكرامه وتمكين الانسان من شروط المواطنة وتغيير وضعه كعبد وتابع ومهمش فى عرف السلطه اى انهاء مفهوم الراعى والرعيه وتحويل الدوله الى دوله المواطنه وما يترتب على ذلك من حقوق وواجبات يكفلها دستور واضح وصريح..من جملة ميزات حركات التغيير البارزه والصارخه والتى فاجئت القيادات الحاكمه والاحزاب التقليديه هى تجاوزها للسلطات الفاسدة والاحزاب التقليديه الشائخه معا.
الملاحظ ان اغلب هذه الحركات السلمية بلا قياده او قائد واحد وليس كما كان فى الثورات الكلاسيكيه
القديمه التى كان يقودها قائد كاريزمى مطلق. فهذه الاحتجاجات واسعة الطيف الشعبى تقودها قطاعات شبابيه واسعه اما خريجوا جامعات عاطلين عن العمل واما طلاب سيتخرجون متخوفين من رميهم قسرا فى صفوف العاطلين عن العمل هذه الفئه الشبابيه الكثيرة الحماس والعالية النشاط والتشوف للحرية والطموح الاجتماعي والتطلع نحو الافضل. بكلام اوضح ان نمط القيادة العموديه الكلاسيكى للحركات التاريحيه والاحزاب القديمةوالمرتكز على وجود قائد كاريزمى على قمه القياده يحيط به مكتب سياسي ولجنه مركزيه لم يعد قائما وقد انقضى عهده واصبح نمط ما قبل حداثوى متهرئ منه ما تداعى والباقى فى طريقه للتداعى وما برز للسطح هو نوع النسق الافقى للاعتراض الشبابى المنظم عن طريق وسائل الاتصال الاجتماعى كالهاتف النقال والفيس بوك والتكنلوجيا الحديثه التى يجيد استخدامها الشباب بتقانه عالية جدا لا تنفع معها كل الاموال الطائله التى تخصصها الحكومات القمعيه لعرقله انسياب المعلومات وتداولها باسلوب ديموقراطى متاح للجميع.
يمكن رصد ملامح الحركات التغيرية الجديده كما شاهدناها على ارض الواقع بما يلى:
- انها احتجاجات سلميه خاليه من اى عنف سوى عنف السلطة
-انها بلا قائد او قياده او حزب يملى على الاحتجاج ايدلوجيا خاصه فلكل فرد ممكن ان تكون له ايدلوجيته الخاصه واعتقاده الخاص وبالتالى هى بلا شعارات براقه وطوباوية
- انها غير سياسيه بمعنى ان اغلب مطالبها معيشيه وضد الفساد الذى هو سبب البؤوس العام فى جوانبه الاقتصاديه والاجتماعيه حسب متلازمة الفساد والاستبداد
- انها مع تداول السلطه السلمى وتحديد فترات رئاسيه وضد التوريث والشلليه وبطانات الحزب الحاكم الواحد او الاحزاب التقليديه المعتاشه على السلطة الفاسدة
- انها مع حريه المعلومات والثقافه والشفافية والمحاسبه العلنيه والقانونيه للمخطئين
- مع التوزيع العادل للثروه وحق تمتع المواطن بشبكة الحمايه الاجتماعيه من تعليم وصحه وسكن وحق تعويضات البطاله للعاطلين عن العمل
- توسيع قاعده الشغل وفق اسلوب تنميه مناسب لامكانيات البلد
- التمثيل الواسع فى السلطه وعدم احتكار السلطه واقتصارها على البطانات الفاسده
- محاربة الطائفيه والعشائريه وسلطه القبيله والعائله واعتماد مبدا الكفاءه فى تسنم المسؤوليات فى المرافق العامة
- اعتماد مبادئ حقوق الانسان فى تصرف الدوله مع المواطن
- محاسبة المتسببين عن اهدار المال العام ومحاوله استرجاعه بطرق قانونيه وسن القوانين التى تمنع التصرف بالمال العام بشكل شخصى وخارج اطار الشفافية
- تنظم جميع المطالب اعلاه وفق دستور جديد مدنى عصرى يكفل الحريه والكرامه للمواطن وحقه فى العيش الكريم ويحدد واجبات الدوله وحقوق المواطن.
الدستور الحضارى يحفظ كرامة الانسان ويضمن التطور الروحى والمادى للشخصية الانسانية .ان حركات التغيير والاصلاح على مدى التاريخ لم يكن لها هدف خارج هذين البعدين والبشرية بكافة مكوناتها مصرة على السير نحوة تحقيق كرامتها الانسانيه وان دخلت التاريخ باوقات متفاوته ومن معابر عديدة.



#مظفر_خطاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- فيديو صادم التقط في شوارع نيويورك.. شاهد تعرض نساء للكم والص ...
- حرب غزة: أكثر من 34 ألف قتيل فلسطيني و77 ألف جريح ومسؤول في ...
- سموتريتش يرد على المقترح المصري: استسلام كامل لإسرائيل
- مُحاكمة -مليئة بالتساؤلات-، وخيارات متاحة بشأن حصانة ترامب ف ...
- والدا رهينة إسرائيلي-أمريكي يناشدان للتوصل لصفقة إطلاق سراح ...
- بكين تستدعي السفيرة الألمانية لديها بسبب اتهامات للصين بالتج ...
- صور: -غريندايزر- يلتقي بعشاقه في باريس
- خوفا من -السلوك الإدماني-.. تيك توك تعلق ميزة المكافآت في تط ...
- لبيد: إسرائيل ليس لديها ما يكفي من الجنود وعلى نتنياهو الاست ...
- اختبار صعب للإعلام.. محاكمات ستنطلق ضد إسرائيل في كل مكان با ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مظفر خطاوي - حركات التغيير شباب ....بلا ايدولوجيا.....بلا احزاب