أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جميل السلحوت - فوبيا عقلية المؤامرة














المزيد.....

فوبيا عقلية المؤامرة


جميل السلحوت
روائي

(Jamil Salhut)


الحوار المتمدن-العدد: 3318 - 2011 / 3 / 27 - 20:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


جميل السلحوت:
فوبيا عقلية المؤامرة
يلاحظ في تصريحات بعض السياسيين وغالبية المثقفين العرب، بغض النظر عن انتماءاتهم الثقافية وميولهم السياسية ومعتقداتهم الدينية، وبغض النظر عن عمق ثقافتهم أو هشاشتها، أن عدم قراءة الأمور والمتغيرات بشكل صحيح هو السائد، وأن الخوف من (المؤامرة) هو من يحكم عقليتهم، فاذا كان الخوف من التغيير ثقافة سائدة ومتوارثة في أمّة ارتضت سياسة "القطيع" فان استهداف الامبريالية العالمية لمنطقتنا باحتلال الأوطان والمؤامرة على الشعوب قد رسخ عقلية التشكيك في كل شيء، وليتنا نتمسك بالفهم الفلسفي للتشكيك، فأحد الفلاسفة قال"أنا أفكر اذا أنا موجود" وآخر قال"لماذا 1+1=2وليس 3"والمقصود هنا اشغال العقل واطلاق سراحه ليفكر، لكننا ونتيجة لعقود القهر والاستبداد أصبحنا نخاف من كل شيء، حتى أن البعض يشكك بنفسه، وهذا قادنا الى ما يمكن تسميته"ارتهان العقول" فالنظام مهما كان عادلا يتم التشكيك فيه، والأحزاب التي تسمي نفسها طلائعية يتم التشكيك فيها أيضا، وحتى فصائل المقاومة يُشكك فيها رغم تضحياتها الممهورة بالدماء، والكل يتهم الكل بالعمالة للأجنبي، وبعض الحركات الدينية تشكك بالحركات الدينية الأخرى ، وتتهمها بالعمالة أو بعدم فهم الدين الصحيح، فمن ليس معي فهو ضدي، ولا مالك للحقيقة غيري، وأصبحت ثقافة التخوين والتكفير منتشرة الى درجة يمكن أن تسود فيها اذا لم يتم لجمها بعقلانية ووعي من خلال اطلاق الحريات، وسيادة الثقافة الديموقراطية التي تقوم على احترام الرأي والرأي الآخر، ونشر ثقافة الحوار بدل ثقافة الصدام بين ابناء الشعب الواحد والأمة الواحدة، مع الانتباه الى أن الديموقراطية ليست صندوق اقتراع فقط، بل هي تربية وسلوك، ونمط حياة.
فعلى الصعيد السياسي شهدت منطقتنا خلال الشهور الثلاثة الماضية حراكا جماهيريا ثوريا، أسقط النظامين الديكتاتوريين في تونس ومصر، وهي تهز عروش الطغاة في ليبيا واليمن، لكننا نجد تصريحات وتنظيرات تشكك بنقاء هذا الحراك الثوري، بل ان البعض يصفه بأنه مؤامرة أجنبية جاءت لتحقيق أجندة أجنبية غربية أمريكية، ووصل البعض الى درجة وصفه بأنه تنفيذ لمشروع "الشرق الأوسخ الجديد" و"الفوضى الخلاقة" التي طرحتها ادارة الرئيس الأمريكي السابق جورج دبليو بوش، وهذا الطرح لا يحمل الدفاع عن أنظمة الطغاة الساقطة التي أهلكت شعوبها وأوطانها، ونهبت خيراتها، وأصبح الفساد ديدنها فحسب، بل فيه اتهام للشعوب بالعمالة للأجنبي، وهذا ما لا يقبله عقل عاقل، فبوصلة الشعوب لا تخطئ، ولا يمكن أن تجمع الملايين الثائرة على الخطأ.
وعلى الجانب الآخر فان حراك الشعوب العربية الثورية قد أربك القوى المعادية التي يخيفها ما يجري، ويهدد مصالحها، ويقلب موازين القوى التي كانت تبني سياساتها عليه، ولذا فهي تحاول الالتفاف على التغيرات الجديدة، لتبقي لها موطئ قدم في المنطقة، وكنوع من التكفير عن سياسات سابقة في دعم حكم الطغاة، وهذا أمر طبيعي، فالعلاقات بين الدول تقوم على المصالح، ومن حق هذه الدول أن تحافظ على مصالحها، لكن في حالة وجود أنظمة ديموقراطية تمثل مصالح البلاد والشعوب، فان مصالح الدول الطامعة لن تكون على حساب مصالح أوطاننا وشعوبنا كما كانت في عهد الطغاة، فلماذا الخوف من التغيير الذي جرى في تونس ومصر، وفي طريقه الى النصر في ليبيا واليمن، مع أن اللجوء الى السلاح في ليبيا واليمن أمر مخيف وليس في مصلحة البلدين الشقيقين، ولا في مصلحة شعبيهما، وهذا ما استدعى التدخل العسكري الأجنبي في ليبيا، مع ما يحمله من مخاطر على استقلال هذا البلد، وما يتبعه من تدمير لليبيا وقتل لشعبها، وبالرغم من أن حكم القذافي لليبيا والذي استمر لحوالي 42عاما، لم يكن يوما لمصلحة ليبيا وشعبها، بل انه يشكل كارثة قومية وانسانية تتخطى حدود ليبيا، وأي بديل له حتما سيكون أفضل منه.
27-3-2011
مدونة جميل السلحوت: http://www.jamilsalhut.com



#جميل_السلحوت (هاشتاغ)       Jamil_Salhut#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المتوكل طه يطرق الأبواب المنسية
- د. صبحي غوشة والحياة الاجتماعية في القدس
- فوز....تكريم....ورحيل
- لن ينقذ ليبيا إلا الليبيون
- لا لتدمير ليبيا ولا لحكم القذافي
- بين الشيطنة والأنسنة
- الاحتفال بالذكرى العشرين لانطلاقة ندوة اليوم السابع الثقافية ...
- كي لا تضيع فرصة التحول للديموقراطية
- مزين برقان تبدع رواية الحب
- د. غوشة والحياة الاجتماعية في القدس
- اليوم السابع علامة ثقافية فارقة في القدس
- الثورات الشعبية واللحظة الحاسمة
- من أدب الرحلات-في أمّ الدنيا
- من أدب الرحلات-في الساحة الحمراء
- حكايات شعبية في ندوة اليوم السابع
- اسرائيل وأمريكا وثورة الشعوب العربية
- من أدب الرحلات-في بلاد العمّ سام
- القذافي يرسم نهاية نظامه
- حكايات عمر سلامة الشعبية
- بدون مؤاخذة-القذافي في أيامه الأخيرة


المزيد.....




- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...
- مئات المستوطنين يقتحمون الأقصى المبارك
- مقتل فتى برصاص إسرائيلي في رام الله
- أوروبا.. جرائم غزة وإرسال أسلحة لإسرائيل
- لقطات حصرية لصهاريج تهرب النفط السوري المسروق إلى العراق بحر ...
- واشنطن.. انتقادات لقانون مساعدة أوكرانيا
- الحوثيون: استهدفنا سفينة إسرائيلية في خليج عدن وأطلقنا صواري ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جميل السلحوت - فوبيا عقلية المؤامرة