أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامية نوري كربيت - في القرن الواحد والعشرين لازال حكامنا قتلة ولصوص















المزيد.....

في القرن الواحد والعشرين لازال حكامنا قتلة ولصوص


سامية نوري كربيت

الحوار المتمدن-العدد: 3318 - 2011 / 3 / 27 - 20:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تعودنا دائما أن نضع اللوم على الغرب في تخلفنا عن ركب الحضارة العالمية ، فالغرب هو السبب في كل مصائبنا مهما كانت صغيرة أو كبيرة ، فهم من منع التقدم والتطور عن ، بلادنا وهم الذين سرقوا ثرواتنا وتركونا تحت خط الفقر ، وهم الذين جعلونا نعيش في عالم غيبي تحت سطوة من يحلل ويحرم ويفتي ويأمر وينهي ، وهم الذين أقصوا نسائنا عن الحياة العامة وفرضوا عليهن النقاب والحجاب لحمايتهن من أعين الرجال التي كما صورتها فتاوي الدجل إذا ما رأت يد امرأة حتى ينتابها هياج جنسي كهياج الثيران وتنقض على المرأة بسبب افتقاد الرجال القدرة على التحكم في غرائزهم فانقلبوا إلى حيوانات فاقدة القدرة على كبت تلك الغرائز ، والغرب هو الذي نصب الحكام المأجورين لخدمة أغراضه وعلمهم كيفية سرقة أموال شعوبهم وقتل مواطنيهم ، والغرب ليس له من عمل سوى حياكة المؤامرات ضد العرب والمسلمين لكي يبقوا متخلفين ، أليس الغرب هو من يجعل الملايين يستسلمون لأوامر ونواهي من يفتي ويدفعهم لتنفيذ أمر من نصب نفسه أومن نصبه الآخرين ليصدر الفتاوى التي يستلمها من الخالق أو يستنبطها من الأحكام لكي يفرض حاكم ويرفض آخر ، أليس الغرب هو من افقد أغلبية العرب والمسلمين حرية الفكر وسلبهم الإرادة وجعلهم قطيعا يأتمرون بأوامر قادتهم وحكامهم وشيوخهم من المعممين والغير المعممين .
نحن يا أخوتي شعوب فقدت إرادتها منذ زمن بعيد ، وعندما بدأت بالبحث عنها تسلط عليها مجموعة من المجرمين والقتلة واللصوص ، فبمن تريدوني أن أبدا ؟؟؟ دعونا نبدأ بالعراق ، ولن أعود به إلى ما يزيد عن أربعة عشر قرنا بل سابدا منذ أن وقع تحت سيطرة العثمانيين لمدة أربعة قرون باسم الإسلام والخلافة ، وما الذي قدمه لهذا الشعب الذي نكب بحكم سلاطين أتراك كان كل همهم نهب خيرات العراق وفرض الضرائب على شعبه وسوق شبابه للحروب دون أن يقدم أية خدمات له ، كان الولاة يحكمونه بالحديد والنار وعندما انهارت الدولة العثمانية في الحرب العالمية الأولى ( 1914- 1918 )احتل الانكليز العراق وعلى الرغم من أن احتلال الانكليز للعراق كان خدمة لمصالحهم لكنهم استجابوا لضغط الشعب بعد ثورة العشرين وأقاموا حكما وطنيا دام إلى قيام ثورة الرابع عشر من تموز ، وبكل أمانة استطيع أن أقول إن تلك الفترة بالرغم من سلبياتها كانت الأفضل من نواحي الاهتمام بالشعب وبالجيش والتعليم وتقديم الخدمات للمواطنين قياسا لما حدث بعد ذلك ، حيث إن العراق كان قد بدأ نهضة حقيقية وأصبح العراقي يمتاز بمستواه الثقافي والعلمي العالي من بين الدول العربية الأخرى وأصبح يحكم بقوانين مدنية كما ترك للطوائف المختلفة حرية ممارسة شعائرها ولها محاكمها التي تحكم وفق شرائعها ولكن سرعان ما انقلبت الأوضاع بقيام ثورة الرابع عشر من تموز .
عاش العراق منذ تلك الثورة صراعات إيديولوجية ومذهبية وطائفية كان الهدف الحقيقي منها الوصول إلى السلطة ، وكان ثمن تلك الصراعات وقوع أعداد كبيرة من الشعب ضحايا على مذبح الأنانية وجنون العظمة ومر العراق بأقسى ما يمكن أن يقاسيه شعب من انفراد بالسلطة والتحكم بمقادير الشعب وأمواله ومستقبل أجياله وأصبح البلد رهينة بيد شخص واحد هو القائد الضرورة ومن خلفه عائلته وعشيرته ومدينته والمطبلين حوله من المنتفعين والمنافقين والدجالين ومداحي السلطان ، وادخل البلد في حروب عبثية خدمة لمصالح الحاكم وطموحاته الشخصية ونزعته النرجسية مما أدى إلى تدمير البلد وبنيته التحتية وحتى مفاهيمه الأخلاقية نتيجة انتشار الفقر ودوافع الحاجة ، فلم يعد العراق كما عرفناه بلد الأخوة والتعايش بسبب انهيار الروابط التي كانت قائمة وتسلط منطق القوة وشريعة الغاب ، وهذا كله كان بداية لما حدث بعد ذلك ، حيث اجتمع عدد كبير من طلاب السلطة في الخارج ومدعي مقاومة النظام مع بعضهم واستطاعوا الوصول إلى مراكز القرار في الغرب وأمدوهم بمعلومات كاذبة عن امتلاك صدام حسين أسلحة دمار شامل مما جعل الغرب يندفع لاحتلال العراق خوفا على مصالحه ، وادخل معه المجموعة التي كانت تتباكى على العراق وأموال العراق ومن ثم استطاعت بمساعدة الغرب تسلق سلم السلطة تحت اسم ديمقراطية اقل ما يمكن أن يقال عنها ديمقراطية الدجالين والكذابين والسراق بالتعاون مع رجال الدين المعممين والغير المعممين والذين اتخذوا الدين شعارا لتسلق السلطة وهم ابعد ما يكونوا عنه بجوهره لأنهم سماسرة السلطة وخدام المتنفذين وناهبي أموال الشعب وبهذا ذهب مالك العراق الأوحد وبطانته ، وجاء بعده ملاك العراق الجدد وبطاناتهم تحت اسم الديمقراطية وهي اكذب ديمقراطية شهدها شعب من شعوب العالم المتحضر .
فانهمكوا منذ أول يوم بالسرقة والنهب ، جميعهم ولن اذكر أسماءهم لان القائمة تطول ولكني لن استثني أحدا منهم فكل من شارك في الحكم منذ اليوم الأول لاحتلال العراق والى الآن هم لصوص ، والكثير منهم قتلة يملكون ميلشيات يدفعوها لقتل أبناء العراق للبقاء في السلطة أو لتنفيذ أجندات خارجية وخدمة لمصالح الغير ، واغرب ما في الأمر أنهم يدعون بأنهم جاءوا للحكم عبر صناديق الاقتراع ؟؟؟ اقتراع يشبه اقتراع غزوة الصناديق في مصر التي رائحتها بدأت تزكم الأنوف ، فعن أية صناديق تتكلم يا رئيس وزراء العراق وعن أية ديمقراطية وأنت تمنع الناس من التظاهر وتطلق عليهم النار ؟؟؟ أنها ديمقراطية إيران التي تسير أنت حسب أوامرها .
يقال أن الذي يرى مصائب غيره تهون عليه مصيبته ، ولكني اعتقد بان مصائب الغير لن تهون علينا مصيبتنا بسبب طول مدة مصيبتنا وعنفها وقسوتها ، فمعرفتنا بان اغلب حكام العرب هم لصوص يجعلنا نخاف أكثر من قادم الأيام فإذا كان حسني مبارك والبالغ من العمر اثنان وثمانون عاما لا يتورع ولا يخاف الله وهو على أعتاب آخرته يسرق المليارات وشعبه يعيش في المقابر والعشوائيات ولا يفعل شيئا لأجلهم ، وعندما ينتفض الشباب على الظلم والطغيان يوجه أزلامه لإطلاق النار عليهم وبمعنى آخر انه ليس لصا فقط بل انه قاتل ، وعلى نفس المنوال سار زين العابدين بن علي حاكم تونس ويسير الآن ألقذافي حاكم ليبيا وعلي عبدالله صالح حاكم اليمن والمالكي حاكم العراق وحكام البحرين وسوريا والآتي أعظم .
فيا لنا من شعوب مخدرة ومستسلمة كالنعاج وكقطيع يقاد بأوامر قادة يستندون إلى قوة السلاح أو قوة العشائر والطوائف وعصابات رجال الدين تساندهم بالتصريحات والفتاوى والذين أصبحوا من ورائها أصحاب المليارات وشعوبنا تأكل من المزابل داخل دولنا ، ومن مساعدات ( دول الكفر ) خارج دولنا ، وكتابنا يشتمون الغرب ويحملوهم وزر ما يحدث لنا وليست لهم الشجاعة الكافية لتشخيص الخلل الذي هو منا وفينا ، فنحن شعوب جاهلة مقهورة ومغلوبة على أمرها ومصابة بالشلل خوفا من قسوة الحكام الذين لا يمنعهم وازع من ضمير في القيام بكل ما لهم من قدرة على القتل والتدمير للمحافظة على كراسيهم والبقاء في السلطة ولا يملكون ذرة من أخلاق تعصمهم عما يفعلون بشعوبهم عندما تطالب تلك الشعوب بحقوقها المسلوبة ، ولنا في ما حدث في تونس ومصر والبحرين وما يحدث الآن في ليبيا وسوريا والعراق خير دليل على إن حكامنا عبارة عن قتلة ولصوص .
عزائنا الآن في بداية فجر جديد يضع لبناته الأولى شباب استطاعت تكنولوجيا الغرب الكافر أن توسع افقه وتعرفه على حقوقه التي سرقت منه ، وتزرع فيه الرغبة بالانعتاق والتحرر والتخلص ممن كان السبب في قهره وظلمه وجعله يعاني الفقر والجوع ، في الوقت الذي فيه تسرق ثروات بلاده من قبل حكامه المجرمين والمجردين من كل معنى للأخلاق والضمير ، وبدا التاريخ يسطر صفحات جديدة لمجتمعات عاشت عشرات القرون تحت ضلال التجهييل والتخويف والقهر والتعتيم ، انه عصر الانفتاح على الحقيقة وعصر انكشاف المخفي والمستور وفضح الدجل والنفاق والكذب على الجماهير تحت شعارات الدين أو القومية والزعيم الأوحد وقائد الانتصارات التي لا توجد إلا في أدمغة مريضة ، انه عصر المواطنة والعدالة الاجتماعية ونهاية لعصر من الغش والخداع والتضليل إنها نهاية حكم القتلة واللصوص الذين اقتاتوا على دمائنا وحريتنا وكرامتنا .



#سامية_نوري_كربيت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ردي على المعلقين على مقالتي المعنونة (الدكتور كامل النجار عل ...
- الدكتور كامل النجار على قناة الحياة المسيحية
- يا شباب الأمة لا تدعوهم يسرقون ثورتكم
- رد على مقالة النصب والاحتيال في الكتاب المقدس
- أطلاق فضائية التمدن ضرورة ملحة قبل فوات الاوان
- الخلط بين السياسة والدين في تحليل مجزرة كنيسة سيدة النجاة
- لماذا نرى القشة في عيون الاخرين ولا نرى الخشبة التي في عيونن ...
- يجب احالة حكومتي امريكا وبريطانيا الى المحاكم الدولية المختص ...
- هنيئا لكم يا شهداء مذبحة كنيسة سيدة النجاة في بغداد
- دعوة الى مؤرخينا في العراق
- أحتفلوا بعيدكم التاسع ومشاعل النصر والفوز المؤزر بأيدكم
- الحياة الجنسية في الغرب هل هي اكثر ابتذالا وانحرافا منها في ...
- تخليدا لغزوة مانهاتن الترهيب بعد الترغيب لتنفيذ مشروع مسجد ق ...
- هل يدفع العراقيون ثمن صراع على الحكم بدأ قبل 1400 بين الامام ...
- الاسلام السياسي ومستقبل الديمقراطية والتحديث في العالم العرب ...
- اقباط مصر شعب تنتهك حقوقه وتستباح حرماته على ارضه وارض اجداد ...
- التحالفات المصلحية والديمقراطية المزيفة في العراق
- نصر حامد ابو زيد فيلسوف في زمن العهر العربي
- الجذور المسيحية للحضارة العربية الاسلامية - 3
- الجذور المسيحية للحضارة العربية الاسلامية - 2


المزيد.....




- اخترقت غازاته طبقة الغلاف الجوي.. علماء يراقبون مدى تأثير بر ...
- البنتاغون.. بناء رصيف مؤقت سينفذ قريبا جدا في غزة
- نائب وزير الخارجية الروسي يبحث مع وفد سوري التسوية في البلاد ...
- تونس وليبيا والجزائر في قمة ثلاثية.. لماذا غاب كل من المغرب ...
- بالفيديو.. حصانان طليقان في وسط لندن
- الجيش الإسرائيلي يعلن استعداد لواءي احتياط جديدين للعمل في غ ...
- الخارجية الإيرانية تعلق على أحداث جامعة كولومبيا الأمريكية
- روسيا تخطط لبناء منشآت لإطلاق صواريخ -كورونا- في مطار -فوستو ...
- ما علاقة ضعف البصر بالميول الانتحارية؟
- -صاروخ سري روسي- يدمّر برج التلفزيون في خاركوف الأوكرانية (ف ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامية نوري كربيت - في القرن الواحد والعشرين لازال حكامنا قتلة ولصوص