أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عزيز الدفاعي - بغداد: صبار العشق.. طلقه الرحمة















المزيد.....

بغداد: صبار العشق.. طلقه الرحمة


عزيز الدفاعي

الحوار المتمدن-العدد: 3318 - 2011 / 3 / 27 - 15:40
المحور: الادب والفن
    


(أن نعيش الحياة حقا هو شيء نادر لان غالبيه الناس موجودون فقط) اوسكار وايلد
نريدها مره اخرى في دمنا كدوره العاشقين على شفاه ضائعة بقبله اللقاء بعد طول سفر قسري... يمتزج فيها الريق مثلما يختلط الدقيق بالماء في وعاء بلا قرار… وتضيع حدود الخجل.. بحمره تبدو وكأنها عباءة أمي سحابه تمطر مزنا ازرق فوق وجنتيهما وهما غائبين خلف جذع نخله احرقوا جمارها . , ما أحلاها.
عذراء تلبس عفه النهار في تسلل النور عبر ثقوب السجون في الرصافه توقع قرار أطلاق سراحها من المنفى حين تتوقف الأرض عن دورانها حول ذاتها ويرتمي القمر في وهج الشمس في فضاء واحد .....حينها تستعيد رعشتها كفاتنة تمسح عن وجهها غبار ألعزله ماشيه تصعد في الحافلة الحمراء الى الطابق الأعلى لتصل الى ساحة الحرية فتغفو دون ان يعنيها صخب المدينة. ....
.مسكونة كالتعويذة في كل جوارحها تقطر( بغدده) وحيره وغنجا وعذوبة كقارورة عسل ... ولا تهب عليها الريح ألا بعد ان يعود عمال الامانه الى بيوتهم ينفضون عنهم بقايا ألجوري والداودي والقرنفل والياسمين ويكنسون بقايا الرطب المتساقط في أزقتها... يرشون على حاجبيها ماء الورد حين يقبل الله جبينها والفجر وتحط الملائكة عند ضفاف الشط في الكر اده لتحني قدميها وتلبسها خلخال العرس حين تتهادى ساعة القشله منتصف النهار ويردد صداها ألباعه دون ان يضيع إيقاعها مع وقع المطارق على النحاس ليعود المارد إلى فانوس ألف ليله قبل ان ينبلج الفجر على عنق شهرزاد.....
حينها يصحو حسين مردان من غفوته بعد سهره باذخة في نادي الاتحاد عائدا الى مقهى البرازيلية متوقفا للقاء صحبته في مقهى حسن عجمي وهم يتهامسون عن نزق العجوز في( قصائد عارية) بينما الصبية يختلسون النظرات في شارع النهر لان الربيع قد اطل بينما هذه الأجساد الانثويه الماخوذه تتحرق للعبه الجسد منذ الأزل رغم تظاهرها بالنظر إلى فساتين المحلات الغارقة بضوء النيونات ليل نهار فقد رحلت أيام العتمة .تخيل!!!
(هلي وياكم يلذ العيش ويطيب ونسايمكم تداوي الجرح ...بس ميطيب!!!)
أعيدوها لنا بأغصانها وتراتيلها وطربها وأزقتها ونافوراتها وشناشيلها . بنواديها ومسارحها ومعارضها وساحاتها. وشيخ عمرها وكاظميتها واعظميتها واسواقها ومسكوفها ونكتها . بجراوياتها وسدارتها وجلبابها وافنديتها وشروكيتها و ومساجدها وكنائسها وحسينياتها ومنديها ومعابد المسفرين عنها قبل عقود .... نريدها بنصبها التي هدمتها معازق الغرباء والكهنة ماخوذه بالمستقبل في كل جارحه فيها... تنفطر مثل المخيله رغيف خبز ساخن... شهيه كما اعتدنا عليها ترش وجه الفجر بالاطياب وترقص حولها نساء الغجر الذين عادوا الى طرقاتها يزفون أولادها في كل أمسية.
متمرده مثل مهره امسك بها فائق حسن في وهج اللون ومراعي الفردوس فكسرت أطار اللوحة لأنها ليست سرياليه بل اروع مدن الدنيا حين كان العالم مجرد خرافه وهرطقة ومقاصل وأحراش ومغول يجوبون الكهوف.
يتطاير شعرها دون حياء من تلك النوافذ المفتوحة دوما كقلوب أهلها وهي تركض حافية بلا وجل تنزع عنها ذلك الغطاء الأسود الكثيف كالكفن ... مثل زهره حمراء تحط على نهدين نافرين.. كعصفوره تطير لأول مره تحرك الأغصان والفضاء في دوائر كالفرارات التي كنا نستفز بها الريح...وتحلق مثل طائره ورقيه انقطع خيطها فتهادت في سماءها الفيروزية... بينما عيوننا تتساءل أين ستبيت هذه ألليله ؟
(يمه الشمس غابت وأنت ما رديت ..وأردهن حفنه مفاتيح لا افتك العمر بيهن ولا افتكيت)
نريدها مره أخرى مدينتنا لأنها جزء من ذاكرتنا الحية مشعه مثل جمره يحملها صقر سماوي إلى سوق الغزل... تمتلك علينا حواسنا وتفجر مخيلتنا برائحة البهارات العابقه في الشورجه كبخور العرافين تقرا طالعهم بالأمل القادم والخصب لا بالوعيد. تصافح المارة القادمين من المدن الأخرى وتسقيهم عند الظهيره طاسه ماء بارد من نهرها .
.. تفتح كل أبوابها بلا خوف .. تسرح الحرس الوطني... وتزيل كل أسوار الحديد والاسمنت وأسوار الفصل العرقية التي جاء بها السلاجقه واللصوص والمسلحون.. لكنها تغلق بابا واحدا إمام الذين فتحوا الطريق إمام الغرباء الذين أوهموها واستغلوا طيبتها فآوتهم في خاناتها لكنهم صبوا الزيت على أزقتها ليلا وقطعوا أوصالها وأسلاك الكهرباء وحولوها الى ميدان حرب وباعدوا بين إحياءها وأراقوا التيزاب على جسدها وسحلوها من جدائلها في ساحة ألخلاني... ذبحوا اولادها امام عينيها واودعوهم ثلاجات الطب العدلي... ا حرقوا قلبها وهي التي كانت منذ الازل منزوعه السلاح امنه ... وهل يحتاج العريس الى خنجر في ليله عرسه ؟؟.
نريدها ثانيه... تنبض في شراييننا مدينه السماء تلبس بردته تصافح النهار الجديد بلا قمامة بلون الذباب.... مدينه الحياة لا مقبرة او مغسلا للموتى او شوارع مخنوقة بالتراب ومولدات الكهرباء والضجيج والفقراء والمستنقعات الطافحة والمسدسات والعبوات والأسلاك الشائكه... لانها سيده المدن كعادتها دوما مسكونة بهاجس الغد تتدفق نافورة تلامس وجنتي السماء لايفزعها وقع بساطيل الجنود والهمرات والحراب والهراوات...

نهربها من عيون اللصوص نفك أصفادها وهي تجوب مساماتنا واحدا.. واحدا تلحس دم أحلامنا المجهضة... نعم نهربها قبل أن تسبل جفنيها حين يأتي المساء تنام إلى الصبح على مخده العشب الاخضر حتى أخر الحلم دون أن يوقضها صخب المروحيات... او يسد عليها الطريق العسس والمخبرون في قمة (المطعم التركي) الى حيث يصعد صدر جواد على مهره تصهل منذ الخليقة.... فهل يهدموه؟؟؟
ونعشقها طلقه في اعنف موضع للانفعال. في الرأس او القلب... آه عليك... واه علينا.. غريب انا يا نرمين كم أتمنى أن اقبلها رصيفا رصيفا... وجسرا فجسرا ...شهيقا زفيرا.. احيي كل الذين يجيئون في زخم الفجر أو عند الهزيع الأخير من الليل قبل منع التجول... أصافحهم واحدا واحدا فهم كل ما تبقى لنا.

اقبل سحنتكم ايها القادمون مستجيبين لشهقتها ومحاولات ترويعها منذ ثمان بغيضه ..... اقول لكم: أن من الصعب ان لم يكن من المستحيل علينا أن نبدل أما بأخرى .... ووطنا بمنفى... وصبحا... بليل.. وعزا بعار يجللناالى مطلع الفجر .... وان طال فينا الوجع وطال الطريق إليها إلى أن نغمض أجفاننا او نموت ..و لانا حين تجهض كل الحلول سنهربها عن عيون أمين المدينة. شهريار التتار..
احبك حد الجنون وان كنت اعرف أني سأبقى مثل حصان طريد يصهل خلف الحدود... يلهث خلفك.. يلهث... ويغرق في دمه وهو يخطو سريعا فوق جسر طويل كغربته يبلل أسفلته الحزن و الصدى يسوره عواء الذئاب .
نريدها مره أخرى تخرج من الرماد لكي لاتبقى مدينه خائفة مهمله رطبه وإحياء تشبه الأقفاص وتخنق الحواس تعبر من سفر إلى أخر.... وتتيه في مكاتب اللجوء والمزادات الرخيصة وغرف الأحزاب... ملفوفة بالنفتالين مقيده بالأصفاد في سرداب سري ترتجف أمام المحقق لا يمسح احد دمعتها مثلما فعل اراغون مع (عيون الزا). و عيناها حضور الحياة والمخيلة يأاجمل عاصمة في الدنيا.بل أنت الدنيا.
لهذا كثر حسادك وكثر أعدائك ... ولان كل الإمبراطوريات السائدة والبائدة لن تستطيع مهما تكبرت وتجبرت ان تثبت سطوتها وعظمتها ألا باختطاف هذه الجوهرة الكونية او تدميرها وقد فعلوها اثنى عشر مره لكنها خرجت كآدم من بين الصلب والترائب ...من بين الخراب والرماد والأنقاض نفضت ثيابها في ملجأ العامرية واستراحت تحت جذع نخله .... الله يا بغداد يانور عيوننا جميعا...الله يا بغداد...كم اشتاق إليك ..

أقول لك ألان إني سآتي إليك فقد اشتقت جدا.. إلى وجه أمي وضحكتها سأقبل تلك التجاعيد مثل الفراتين في جبين يشع كقباب ألاضرحه وهي تقلب حبات مسبحتها وتلهج لي بالدعاء بكل صلاه ... اشتقت جدا إليك... لعلياء لصوت أبي يتهدج بدعاء الصباح ويجلس تحت سيباط العنب وحيدا .. سوف أتي غدا وبي لهفه للمسه من أصابعك التي تتوهج مثل الشموع حين تلامسني بحياء كقادح قنبلة ... اتشضى فمن سيلملمني؟؟
... سأحرق كل الصواري وهذا الجواز... سآتي إليك في ملتقانا عند باب الجريدة هل تذكرين ؟؟؟ أم إنني سأضطر للانتظار طويلا حتى صدور عدد الغد من المطبعة يبشرنا بان بغداد ألغت قرار الرحيل وعادت الينا .. وعدنا لها من جديد نرسم في الشط أحلامنا قصورا واشرعه وصواري وليمحوها ألمد ان شاء... أو أمين المدينة.!!!
سيدتي :أ تراه المكان يموت.. وهذه الجموع ما خرجت للتظاهر.... بل للحداد ؟؟؟

( بعض من صدى صوت غريب في تظاهره ساحة التحرير..قلوبنا معكم يا بقيه ضمير الشعب)

بوخارست –المنفى حتى اليوم الموعود



#عزيز_الدفاعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ألانتفاضه... من( لورنس العرب) إلى اوباما
- منفستو الامل :( طريق الشعب) ... متاهة النخبة
- انتفاضه شعبان المغدوره: سيناريو ليبي بحراني
- ساحة التحرير... ومحاكمه شيراك
- رسالة مفتوحة إلى المرجع الديني الشيخ الفاضل
- (ربوبيكيا) الاستبداد :جنون لبطريرك.وهذيان العقيد!!
- هل خان قاده الجيش انتفاضة 25 يناير
- بقيه السيف: حدائق الدم... نبوءة حمزة الحسن
- صرخه الضحيه وصمت الجلاد
- من يعطل صاعق ثوره يناير في الشارع العربي
- شلش :نزيف الذاكرة إعدام الروح
- حق تقرير ألمصير... من كوسوفو ألى كردستان !!
- هل تستحق الكويت ان نموت من اجلها؟!
- (ثأر الله)..و (ثأر الوطن )
- الزعيم ...... قتلوه....أم شبّه لهم؟!!!
- ديغول ..وحيدر الخباز !!!
- علي السوداني من مخبأه : ما أعذب البحر الميت!!!
- وديعة البطريرك :نبيذ السلطة... وخبز الشعب !!!
- من( نحر) ألقائمه العراقية ؟؟
- فنجان الدم !!!!*


المزيد.....




- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عزيز الدفاعي - بغداد: صبار العشق.. طلقه الرحمة