أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - سعد الله خليل - مسيحيو العراق بين القتل والتهجير














المزيد.....

مسيحيو العراق بين القتل والتهجير


سعد الله خليل

الحوار المتمدن-العدد: 991 - 2004 / 10 / 19 - 08:41
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


إحدى عشرة كنيسة عراقية دمرها الإسلامويون الغرباء عن أرض العراق تدميرا كليا أو جزئيا منذ آب أغسطس الماضي، راح ضحيتها في المرة السابقة عشرات القتلى والجرحى من الناس الذين لا ذنب لهم سوى أنهم مسيحيون لا يدينون بدين القتلة، مما يبعث على التساؤل عن أسباب هذا الحقد الأبدي الشرس الذي يتقيح في قلوب وضمائر هؤلاء الإسلامويون الدخلاء، ضد كل من لا يستبدل دينه، ويدخل في دينهم، رغم إقرارهم الظاهري المخادع، بالديانات السماوية، وادعائهم المزعوم بحق أصحاب هذه الديانات السماوية - ذات الأسبقية – في الحياة. ورغم تبجحهم بأنهم يؤمنون أن لا إكراه في الدين. فكل أفعالهم وأعمالهم تؤكد أنهم في جهد دائم - حين تواتيهم الفرصة - لفرض دينهم على الآخرين بالقوة والإكراه، وإلا فالموت أو الهروب من الأرض والموطن الأصلي عقاب كل من لا يخضع لرغباتهم، إلا إذا دفع لهم صاغرا، إتاوة دورية جارية دائمة، فيُسمح له ذليلا الاحتفاظ بدينه، وهم بهذه الطريقة إما أن يأخذوا حياته، أو يستولوا على أرضه وأملاكه، أو على جهده وتعبه وعرقه فيتحول لعبد من عبيدهم، أو جارية من جواريهم، ومع ذلك يتبجحون بالعدل والرحمة والمساواة وطاعة ومحبة الله، ويعيبون على الغزاة الأمريكيين أنهم قتلوا الهنود الحمر السكان الأصليين للأرض الأمريكية لإجبارهم على مغادرة ديارهم وأراضيهم، ويعيبون على جنوب أفريقيا (سابقا) قوانين الفصل العنصري التي أقامها الغزاة البيض ضد السكان الأصليين، وكأن هؤلاء الإسلامويون أكثر رحمة ورفقا بالسكان الأصليين من أولئك الغزاة، أو أقل تمييزا، وبطشا وفتكا وتقتيلا وتهجيرا.
أين سيذهب هؤلاء المسيحيون (المنبوذون)، وهم من سكان العراق الأصليين؟ مَنْ مِن دول الجوار سوى سوريا يقبل أن يفتح حدوده مباشرة في وجههم؟ هل تفعل ذلك إيران؟ أم السعودية؟ أم الكويت؟ أم تركيا؟ خاصة وأن الهجرة إلى الغرب غير ممكنة بشكل شرعي.
كم من الوقت ستستغرق إجراءات الحصول على تأشيرات الدخول لهذه الدول، وإيجاد كفيل، إن قبلت دول الجوار أن تدرس موضوعهم، وترأف بحالهم؟ وهل تقبل هذه الدول أن تعيلهم وتساعدهم، إن لم يستطيعوا إيجاد عمل يؤمن لهم الحدود الدنيا من الحياة الكريمة.
من يحمي هؤلاء المسيحيين في وطنهم الذي أصبح بقاءهم فيه لعنة عليهم، بل موتا لهم؟ وهم أصحاب الفضل
الأكبر في بناء النهضة العلمية الإسلامية بما ترجموه ونقلوه في مجالات الفلسفة والطب وبقية العلوم.
لقد شكل مسيحيو الشرق عامة على مدى العصور الإسلامية، اللبنة الأساسية في بناء النهضة الإسلامية، كما كانوا ركنا أساسيا في نشر الوعي القومي العربي، الذي كان له الأثر الأكبر في تعاضد وتكاتف الناس لطرد المحتل العثماني من الأراضي العربية، كما ساهموا بشكل فعال وملحوظ في التصدي لمحاولات العثمانيين لتهميش اللغة العربية و(تتريك) المدارس، ولولا جهودهم المميزة في هذا المجال، لكان حال اللغة العربية في ذلك الوقت بالبلدان العربية، كما هو حالها في تركيا المسلمة، إضافة لمساهماتهم الممتازة في الصحافة والمسرح والسينما والشعر والأدب والترجمة والتأليف والنشر، وبقية الفنون.
إن التباين في الآراء يغني الحياة البشرية، ويدفعها نحو التقدم والتطور، وهو مفتاح كل حضارة إنسانية، والفرق العلمي والثقافي والحضاري واضح حتى في شرقنا العربي الإسلامي بين البلدان التي تعايش فيها آراء وعقائد متعددة، والبلدان التي تكرس الفكر الواحد والرأي الواحد والعقيدة الواحدة، وتقمع ما عدا ذلك.



#سعد_الله_خليل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- استثمروا في صناعة الإرهاب
- استطلاعات الرأي وأعراب الجزيرة
- النقاب والحجاب والعورة والإرهاب
- من ينقذ الإسلام والمسلمين؟
- فجّر واقتل واذبح... يكافئك الشيطان
- يخافون على الله من أعدائه
- نعم للأسرى، لا للفساد
- أيضا وأيضا مناهج التعليم
- هل المسيحية ديانة غربية؟ من صادرها؟ ومن اضطهدها ونفاها؟


المزيد.....




- ماذا قالت إسرائيل و-حماس-عن الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين ف ...
- صنع في روسيا.. منتدى تحتضنه دبي
- -الاتحاد الأوروبي وسيادة القانون-.. 7 مرشحين يتنافسون في انت ...
- روسيا: تقديم المساعدات الإنسانية لقطاع غزة مستحيل في ظل استم ...
- -بوليتيكو-: البيت الأبيض يشكك بعد تسلم حزمة المساعدات في قدر ...
- -حزب الله- يعرض مشاهد من رمايات صاروخية ضد أهداف إسرائيلية م ...
- تونس.. سجن نائب سابق وآخر نقابي أمني معزول
- البيت الأبيض يزعم أن روسيا تطور قمرا صناعيا قادرا على حمل رأ ...
- -بلومبرغ-: فرنسا تطلب من الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات جديدة ض ...
- علماء: 25% من المصابين بعدم انتظام ضربات القلب أعمارهم تقل ع ...


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - سعد الله خليل - مسيحيو العراق بين القتل والتهجير