أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نشأت المصري - البابا خائيل الأول والبابا شنودة الثالث















المزيد.....

البابا خائيل الأول والبابا شنودة الثالث


نشأت المصري

الحوار المتمدن-العدد: 3317 - 2011 / 3 / 26 - 16:22
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


البابا خائيل الأول والبابا شنودة الثالث

الكنيسة القبطية عانت ومازالت تعاني من الاضطهاد في كافة العصور, وقد ازداد الاضطهاد والتهجير وترك الإيمان المسيحي في أعقاب دخول الإسلام أرض مصر, هؤلاء الذين دخلوا إلى مصر بترحيب وإجلال من أقباط مصر, تخلصاً من الاضطهاد بيد الرومان.
ولو قرأنا التاريخ قراءة متأنية نجد أن هناك تشابه كبير بين عصر حبروية البابا خائيل والبابا شنودة الثالث, والتاريخ يسجل ولا يترك حرف أو حدث!!!.

قداسة البابا خائيل الأول
رسم بطريركا في 7 1 توت سنة460 ش ( 4 1 سبتمبر سنة 743 م ) تنيح الأب القديس الأنبا خائيل في 16 برمهات سنة 483 ش ( 2 1 مارس سنة 767 ميلادية ) وهو البابا السادس والأربعون من باباوات الكرازة المرقسية.
وفى عهد خلافة مروان آخر خلفاء الدولة الأموية وولاية حفص بن الوليد ، جرت على المؤمنين في أيام هذا الأب شدائد عنيفة ، وهاجر البلاد المصرية عدد كبير من المؤمنين كما بلغ عدد الذين أنكروا المسيح أربعة وعشرين ألفا . وكان البطريرك بسبب ذلك في حزن شديد جدا إلى أن أهلك الله من كان سبب ذلك . وقد تحمل هذا الأب البطريرك مصائب شديدة من عبد الملك بن مروان الوالي الجديد ، كالضرب والحبس والتكبيل بالحديد ، وغير ذلك من ضروب التعذيب الأليمة . ثم أطلق فمضى إلى الصعيد وعاد بما جمعه إلى الوالي فأخذه منه ثم ألقاه في السجن. فلما علم بذلك كرياكوس ملك النوبة استشاط غضبا ، وجهز نحو مئة ألف جندي وسار إلى القطر المصري واجتاز الصعيد قاتلا كل من صادفه من المسلمين ، حتى بلغ مصر ، فعسكر حول الفسطاط مهددا المدينة بالدمار . فلما نظر عبد الملك الوالي جيوشه منتشرة كالجراد ، جزع وأطلق سبيل البطريرك بإكرام ، والتجأ إليه أن يتوسط في أمر الصلح بينه وبين ملك النوبة . فلبى دعواه وخرج بلفيف من الاكليروس إلى الملك وطلب منه أن يقبل الصلح من عبد الملك فقبل وانصرف إلى حيث أتى فأعز عبد الملك جانب المسيحيين ورفع عنهم الأثقال.
ولكن هذه الملاطفة لأقباط مصر لم تدم كثيراً فقد جاء المروان وشدد التنكيل بالأقباط حتى أصبح الأقباط في دنك شديد,مما تسبب في هياج الأقباط ( حرب البشامرة الأقباط ) وشن حرب ضد المروان انتهت بهزيمة المروان ولكن المروان عاود فهزم الأقباط وقبض على الأنبا أخائيل وأودعه السجن, وشرع في تعذيبه, وأمر أن تقطع رأسه, وفي أثناء الحكم بإعدامه كما كانت العادة ينادي بأمر الإعدام ثلاثة دفعات وبعد الثالثة يقطع السياف الرأس, ولكن المروان نادى دفعة وفي الثانية عدل عن إعدام البابا خوفاً من الشعب,ولكنه داوم إغاظة الأقباط حتى أنه أستحضر البابا في الضفة الثانية من النهر وأخذ يستهزئ به وينتف شعر لحيته ويلقيه في النهر, بعد أن دخل أبو العباس مصر بجيوشه سنة 751م( الملقب بالسفاح) وهو أول الدولة العباسية وانحاز الأقباط لأبو العباس ضد المروان من شدة الضيق , وقد توسط عبد الله بن مروان الكبير لدى المروان بسبب أنه أشفق على البابا ومن معه من أساقفة وشعب, بسبب شدة التنكيل بهم وتعذيبهم, مهدداً المروان بجيش الخرسانيين وقوتهم, فأرجعهم إلى السجن, حتى استجاب الله لصلوات هذا البطريرك وهزم المروان أمام جيش الخرسانيين, ولكن المروان أشعل النيران في السجن الذي به البابا ومن معه قبل أن يهرب ولكن العناية الإلهية لم تسمح بذلك وتم إنقاذه هو ومن معه.
ورجعت مصر إلى الهدوء بعد تولي الدولة العباسية بقيادة أبو العباس, ولكن سرعان ما ترك أبو العباس الولاية لسواه من الولاة الذين أعادوا الكرة ضد الأقباط واستمر المسيحيين في دنك حتى تناقصت مياه النيل فشعر الوالي بالخطر, فرفع البابا والأساقفة صلاة من أجل مياه النهر واستجابت لهم السماء فزادت زراعاً كاملاً فسمع الوالي الخبر وأستدعى شيوخ المسلمين واليهود ليصلوا هم أيضاً لمياه النهر ولكن لم تستجيب السماء لصلاة أياً منهم بل تناقصت مياه النهر مرة أخرى أكثر بكثير من الأول, فأوقف الوالي الصلاة خوفاً من أن يصلي الأقباط مرة أخرى فيزيد النهر فيضناً مما قد يسبب حرج لعلماء المسلمين, حتى شعر الوالي بالخطر الذي يتهدد مصر فطلب من البابا خائيل الصلاة لمياه النهر فتم عمل القداس بعد غسل الأواني المقدسة في النهر فحلت على ماءه البركات وأخذ يرتفع حتى زاد ثلاثة أزرع وأحب بعد ذلك أبو العون الوالي البابا والنصارى.
مما سبق نجد أن هناك فضائل ووطنية عجيبة لدى هذا البطريرك من أهمها:ـ
1. محبة الأعداء ولم يقابل الشر بالشر بل قابل شرور عبد الملك بن مروان بالإحسان حين حاصر ملك النوبة مصر حتى الفسطاط ( مصر القديمة حالياًً) بل توسط بين المروان وملك النوبة أصلح بينهم.
2. الإيمان العجيب لدى هذا البطريرك فهو يعرف مدى قوة يد الله واستجابة السماء له, فحدثت المعجزات.
3. الوطنية ومحبته لمصر وشعب ومصر ومحبته لشعبه, فلم يلتفت لما حدث له بل كان لا يرفض يد ممدودة له بالسلام, فالسلام هو الشيء الوحيد الذي يجعل مصر وشعب مصر في آمان.
4. الصلاة الدائمة والصلاة لكل من طلب منه الصلاة من أجله حتى لو كان مسلماً أو أي دين آخر فقد صلى للمساجين بالسجن من أجل شفاء أمراضهم وتقول سيرته أنه أخرج روح نجس من ابنة عبد الملك بن مروان.
ــــــــــــــــــــــــــ
قداسة البابا شنودة الثالث البابا الحالي
فقد تزامن عصر توليه الكرسي المرقسي, مع تولي الرئيس أنور السادات سدة الحكم عقب موت الرئيس جمال عبد الناصر.
السادات الذي بدأ بالإعداد لحرب أكتوبر, ومن خلالها رد لنا كرامتنا وكرامة الشعب المصري ورد أرض سيناء الحبيبة باتفاقية كمب ديفيد, وكان يستحق لقب بطل العبور.
وسرعان ما انتابه حالة من حالات الشخصنة, والكبرياء والتعالي على الشعب المصري لينصب نفسه الحاكم بأمر الله, فهاج عليه الشعب, ولكنه لم يلتفت للشعب بل عاند وأخرج الإسلاميين من المعتقلات, وحارب الشعب بالانقسام الطائفي فأعلن أنه رئيس مسلم لدولة مسلمة, وغير المادة الثانية من الدستور المصري, ليحكم مصر بالشريعة كما فعل المروان في توليه حكم مصر, وزرع الفتنة الطائفية معطي إياها الضوء الأخضر لتفعل ما يحلو لها, فأنشق الشعب مسلميه على مسيحييه, ليجعل مصر مرتعاً للإسلام السياسي والوهابية, فلما اشتد عليه خطر الوهابية فتح سجونه ومعتقلاته لرجال الدين المسيحي وبعض العلماء المسلمين, واعتقل كثير من الآباء الأساقفة, وأمر بالتحفظ على البابا في الدير ومنعه من تولي مهام منصبه, حتى كانت يد الرب فسقط بيد من تربوا وترعرعوا على أفكاره, وفي يوم مجده السادس من أكتوبر.
والبابا في كل هذا وعلى مر الزمن كان مثال للوطنية وحب مصر وشعبها, ولم يرفع شكواه أبداً لأحد لا في الداخل أو الخارج, فكان ثابتاً محباً لمضطهديه ومضطهدي شعبه, مصلياً لمصر وأرض مصر ونيلها وشعبها.
وبعد ذلك تولى الرئيس مبارك سدة الحكم, ولكن استمر على تعنته ضد الأقباط مهدداً إياهم بالإسلام السياسي في مصر, بل كان يحتال على العالم وإسرائيل الغرب وأمريكا بحجة الفتنة الطائفية وتغلغل الإسلام السياسي في مصر, بالأخص عقب حادث برجي التجارة العالمية, ولكنه في نفس الوقت كان يجيد التنكيل بالأقباط بمساعدة حبيب العادلي وأمن الدولة, حتى سقط في أعقاب ثورة 25/1/2011م وكان سقوطه عظيماً.
والبابا شنودة كما هو رجل صلاة ثابت يثق في مواعيد الله, ويثق أيضاً بأن أبواب الجحيم لم ولن تنال من الكنيسة ولم تقوى عليها.
ومما سبق يتضح التشابه العجيب بين تاريخ حبروية البابا خائيل والبابا شنودة الثالث وكأن التاريخ يعيد نفسه.
أخيراً
أن يد الرب قوية ونحن نثق في مواعيده ولا نخاف الضيقة ولكن حلول الله عجيبة وهو سوف يفعل بمصر ما يروق له هو وحده القادر على كل شيء لكننا نصلي من أجل مصر حتى تجتاز هذه المرحلة الحرجة فلا يحدث تدخل خارجي فتعاني مصر من الحروب الداخلية والخارجية, أو يحدث تقسيم لمصر هرباً من الفتن الطائفية.
ليحفظ الرب مصر, لشعبها المسلمين المعتدلين والمسيحيين في ظل قيادة واعية, تحترم جميع المصريين بكل طوائفهم, لكل منهم شريعته ولكل منهم معتقده.
وأني أشفق على المسلمين الذين يتبنون الإسلام السياسي في مصر, الإخوان والسلفيين والجماعات الإسلامية, فأنتم مهما قدمتم للمصريين من وعود فالتاريخ يشهد لكم ولكل من يريد تطبيق الشريعة الإسلامية على أرض مصر, فحكم التاريخ ليس في صالحكم,, نحن نحبكم ولكن لا نحب أن تكونوا في سدة الحكم في مصر, لا خوفاً منكم بل خوفاً على مصر.
المراجع : السنكسار ــ تاريخ الكنيسة للأب منسى يوحنا ـ بعض المواقع التاريخية..



#نشأت_المصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحريات المتأسلمة
- الرموز الإنتخابية المتأسلمة
- الجندي المجهول لثورة 25 يناير
- ثورة الشعب المصري
- 25يناير ومشاركة الأقباط
- المواطنة مهلهلة
- أخي المسلم !!!! كم مسيحي!!؟
- الكنائس مفتوحة وأرجوكم ألا تغلقوا الجوامع
- أول توت وأول يناير أعياد للشهداء
- مسلمين 2010في مصر
- عندما تتعانق القمم
- فوز الوطني وسقوط الإخوان
- الكنيسة ليست منبر إنتخابي
- ذئب المعهد الأزهري
- تحية لموقع الحوار المتمدن
- المهنية وإعلاء قيمة الفرد
- لماذا تضربني
- انتهى الدرس يا غبي!!
- رؤية مقلوبة للواقع الأليم
- الظهرات السماوية في الكتاب المقدس


المزيد.....




- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية مش ...
- سيبدأ تطبيقه اليوم.. الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول التوقيت ...
- مئات المستوطنين يقتحمون باحات الأقصى في ثالث أيام عيد الفصح ...
- أوكرانيا: السلطات تتهم رجل دين رفيع المستوى بالتجسس لصالح مو ...
- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نشأت المصري - البابا خائيل الأول والبابا شنودة الثالث