أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مهدي الحافظ - المذكرة السياسية للدكتور مهدي الحافظ - من اجل ارساء دولة القانون في العراق














المزيد.....

المذكرة السياسية للدكتور مهدي الحافظ - من اجل ارساء دولة القانون في العراق


مهدي الحافظ

الحوار المتمدن-العدد: 3317 - 2011 / 3 / 26 - 15:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


المذكرة السياسية
للدكتور مهدي الحافظ
من اجل ارساء دولة القانون في العراق
التظاهرات والحركات العفوية التي عمت مدن العراق منذ اواخر شباط الماضي، وما تزال تمور تحت السطح، معلم حضاري وجديد على حيوية المجتمع العراقي، الذي التزم الصمت طويلاً، وصام عن الكلام قسراً ايام الديكتاتورية، كما صام طوعا خلال فترة العنف الاهلي، بانتظار ارساء دولة القانون.
واستبشر المجتمع خيرا بما اسفرت عنه حملة فرض القانون، وبخاصة الطبقات الوسطى المتطلعة لسلم اهلي، والطبقات الفقيرة المتعطشة لحياة كريمة.
مع استتباب هذا السلم، بدرجة معقولة، بات بوسع المجتمع ان يتفرغ لشؤون حياته، واداء مؤسسات دولته، حاله حال شعوب المعمورة قاطبة.
وما ان شرعت قطاعات الشباب بأخذ المبادرة للتعبير عن حقها في الرقابة المجتمعية على اداء المؤسسات، حتى جوبهت بوسائل العنف، وباجراءات بوليسية، تشكل خرقا فاضحا للدستور.
لجأت المؤسسات الامنية، بقرار مركزي، الى فرض حظر التجول من دون موجب قانوني، وعملت على سد منافذ الدخول الى ساحات الاحتجاج، وتجاوزته الى اعتقال كيفي وتعذيب جسدي لعدد من المتظاهرين، كما جرى اطلاق نار في مدن شتى على مدنيين عزل.
وبهذه السلسلة من الافعال اللادستورية، الشائنة، سعت الهيئات العليا في السلطة التنفيذية الى العمل على تقييد كل مسالك الرقابة الاجتماعية، وتشديد الخناق على الاعلام المستقل. واضافت الى هذه الانتهاكات لحرية الرأي، وحرية الاعلام، حملة تشهير بقطاعات الاحتجاج، متهمة اياها جزافا بالانتماء الى العهد القديم.
هذا السلوك برمته يكشف عن وجود اصرار مسبق لدى قادة الدولة بانهم فوق القانون، وهذه مقدمة خطيرة لاستشراء الاستبداد.
الاحتجاج يتركز على الفساد الذي بلغ مديات مخجلة، حسب التقارير الدولية، كما حسب المشاهدات العيانية. وسوء الخدمات، بل غيابها لا يحتاج الى دليل، فالعراقيون يكتوون به كل لحظة، وانتهاك الحريات المدنية يمارس بلا رقيب. اما تدهور الاقتصاد العراقي واعتماده الوحيد على النفط، ومعدل البطالة المريعة (اكثر من 30%) فهو القنبلة الموقوته.
ليست الديمقراطية مجرد دورة انتخابية وصناديق اقتراع، بل حريات مدنية واسعة، ورقابة اجتماعية دائمية على مؤسسات الدولة. فالقادة هم، آخر المطاف، موظفون يشغلون مناصب عامة لخدمة المجتمع لا العكس.
لقد منح الناخبون الثقة لمن تولوا ودعموا حملة فرض القانون مما تجلى في انتخابات 2009 و2010. لكن هذه الثقة ليست دائمية، بل يجب ان تجدد على قاعدة الاداء الحسن او ما اصطلح عليه بالحكم الرشيد. وسوء الاداء لا يمر بلا عقاب، اي سحب الثقة في اقل تقدير.
ان قطاع الشباب العراقي الذي قاد حركات الاحتجاج يشكل نحو 63% من المجتمع، وهو يتطلع الى تأمين مقتضيات الحد الادنى من العيش بكفاية وسلام وحرية.
المجتمع العراقي يملك كل الحق في التدقيق باعمال واداء مؤسسات الدولة، وبخاصة التنفيذي منها.
وله الحق، كل الحق، في معرفة مآل المليارات التي اختفت في اروقة السلطة، ومعرفة مستقبل الاقتصاد، المتهاوي اصلا لولا شيء من فورة نفطية. وله الحق في معرفة مدى قدرة اصحاب القرار على رسم مسارات المستقبل، او قدرتهم على تحقيق الغايات المرجوة.
اننا ندعو الهيئات التشريعية اي البرلمان، والهيئات القضائية، اي مجلس القضاء، والمحكمة الدستورية الى حماية حق الاحتجاج، وحماية حق المجتمع في مساءلة مؤسسات الدولة، وحقه في لجم خروقاتها لقواعد الدستور.
كما ندعو اصحاب القرار في المؤسسات التنفيذية الى الكف عن نرجسية الاعتقاد بانها بلا اخطاء والالتفات الى المشكلات الحقيقة.
اخيرا ندعو جيل الشباب الى ان يحافظ على زخم الدفاع عن المستقبل. فالعراق مقبل على ازمات اقتصادية، ذات آثار اجتماعية وثقافية مقرونة بتنامي نزعات الاستبداد السياسي، وهي وصفة مؤكدة للكارثة.



#مهدي_الحافظ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أنا لا علاقة لي برابطة الدفاع اليهودي لست مسئولاً عن اتفاقيا ...


المزيد.....




- فيديو يُظهر ومضات في سماء أصفهان بالقرب من الموقع الذي ضربت ...
- شاهد كيف علق وزير خارجية أمريكا على الهجوم الإسرائيلي داخل إ ...
- شرطة باريس: رجل يحمل قنبلة يدوية أو سترة ناسفة يدخل القنصلية ...
- وزراء خارجية G7 يزعمون بعدم تورط أوكرانيا في هجوم كروكوس الإ ...
- بركان إندونيسيا يتسبب بحمم ملتهبة وصواعق برد وإجلاء السكان
- تاركًا خلفه القصور الملكية .. الأمير هاري أصبح الآن رسميًا م ...
- دراسة حديثة: لون العينين يكشف خفايا من شخصية الإنسان!
- مجموعة السبع تعارض-عملية عسكرية واسعة النطاق- في رفح
- روسيا.. ابتكار طلاء مقاوم للكائنات البحرية على جسم السفينة
- الولايات المتحدة.. استنساخ حيوانين مهددين بالانقراض باستخدام ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مهدي الحافظ - المذكرة السياسية للدكتور مهدي الحافظ - من اجل ارساء دولة القانون في العراق