أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالخالق حسين - حول(عقلية التدمير) والدقة العلمية..!!















المزيد.....

حول(عقلية التدمير) والدقة العلمية..!!


عبدالخالق حسين

الحوار المتمدن-العدد: 991 - 2004 / 10 / 19 - 08:35
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بداية، أود أن أشكر الصديق الأستاذ عادل حبه على اهتمامه بكتاباتي ونشره مقالةً بعنوان (قدراً من الدقة العلمية والاكاديمية وبعيداً عن الانفعال والاندفاع) المنشورة في مواقع الإنترنت يوم 10 تشرين الأول الجاري، يرد بها على مقالتي (العرب وعقلية التدمير) المنشورة على ذات المواقع يوم الثاني من نفس الشهر. إذ يسرني كثيراً الدخول في نقاش مع مثقف له مكانته في المجالين السياسي والفكري، كالأستاذ عادل، فهو قيادي سابق في الحزب الشيوعي العراقي، وكاتب ومحلل سياسي من الدرجة الأولى، أتابع كتاباته وتحليلاته الممتعة والمفيدة باستمرار. وردي هذا على تعقيب الأستاذ لعدة أسباب، أولاً، لأن النقاش مع هكذا مثقف يبعث على المتعة الفكرية، كذلك لإلقاء المزيد من الضوء على موضوع مهم لا يمكن إيفاؤه بمقالة واحدة، خاصة وقد نال اهتمام القراء الكرام بتعليقاتهم العديدة، وأخيراً لأزيح سوء الفهم الذي حصل عند الكاتب وربما عند الآخرين، رغم حرصي الشديد على أن أكون واضحاً في كتاباتي إلى حد أن نصحني بعض الأصدقاء أنه "يجب" على الكاتب أن لا يكون واضحاً جداً بل من المفيد أن يميل إلى شيء من الغموض في كتاباته!! النصيحة التي رفضتها على الدوام، لأن في رأيي، الغموض دليل الفراغ الفكري.

القاعدة والاستثناء
يعتقد الأستاذ عادل أن ما ذكرته من أمثلة وأبيات شعرية استشهدت بها حول العنف في الفكر العربي، هو مجرد استثناءات!! ويذكر مقابل ذلك رموزاً حضارية من تاريخنا الحديث، دعت إلى روح التسامح على أساس أنها هي القاعدة، فيقول: " ولكن لدينا أيضاً رموز عملاقة في التسامح وحب الانسان من امثال الحاج جعفر ابو التمن ويوسف سلمان يوسف"فهد" وعبد الكريم قاسم وسعد جريو وجواد سليم وغائب طعمة فرمان وعبد الملك نوري وحسين الرحال وعبد الفتاح ابراهيم والشيخ الشاعر محمد رضا الشبيبي والشيخ عبد الكريم الماشطة والالاف من الخيرين من امثالهم. والقائمة تطول لو استعرضنا اعلام التنوير والحكمة في العالم العربي من امثال عبد الرحمن الكواكبي وجمال الدين الافغاني وقاسم امين وسلامة موسى وطه حسين والالاف غيرهم في كل الاقطار العربية كالفليسوف اللبناني حسين مروة ومهدي عامل والعشرات من رجال التنوير في المغرب العربي. فمن غير الصحيح الايحاء الى تأليه العرب كل العرب للعنف سواء في سلوكهم او نتاجاتهم الادبية والفكرية."

لنأخذ هذه الفقرة أعلاه ونرى من يمثل القاعدة ومن يمثل الاستثناء. إن أغلب الشخصيات التي ذكرها الأستاذ عادل قد ذبحوا بوحشية نتيجة لتفشي ثقافة العنف، مثل: عبدالكريم قاسم وفهد وحسين مروة ومهدي العامل وغيرهم كثيرون.. كما فر البعض الآخر منهم إلى المنافي مثل غائب طعمة فرمان الذي مات في الغربة. أما الإصلاحي جمال الدين الأفغاني فهو فارسي ومات في الغربة أيضاً. وبعضهم آثر العزلة طلباً للسلامة مثل جعفر أبو التمن وعبدالفتاح ابراهيم والشبيبي والماشطة إضافة إلى ما عانوه من عنت في حياتهم.. والبقية من المفكرين العرب، سلموا بمعجزة والآن مؤلفاتهم مهددة بالمنع مثل مؤلفات طه حسين.... ألا يدل كل هذا على أن هذه الرموز النيرة التي ذكرها الكاتب هي الاستثناء والتربة لم تكن خصبة لهم، بل كانت خصبة ليزيد بن معاوية والحجاج والسفاح والمتوكل، وصولاً إلى عبدالناصر وصدام حسين وبن لادن والزرقاوي وغيرهم؟ إن العنف المتفشي اليوم يلقى الترحيب في الشارع العربي، وأفضل مثال هو هذا التأييد الحار الذي يلقاه الإرهاب في العراق من الشارع العربي. طبعاً هناك البعض من المثقفين العرب المتنورين الذين يتعاطفون مع الشعب العراقي ولكن هؤلاء قلة وأغلبهم في المنافي وهم الاستثناء في هذا البحر العربي المظلم.

بالطبع التعميم خطأ وإني لم أعمم قولي على كل العرب، فهناك نخبة من المثقفين العرب المتنورين الذين وقفوا إلى جانب شعبنا ضد الفاشية، بل كل ما ذكرته أن ثقافة العنف هي السائدة في البلاد العربية وتتلقى الترحيب من قطاع واسع من المثقفين العرب، كما وضح ذلك في تأييد مؤتمر الأدباء المصريين في الأقصر قبل أسبوعين ودعمهم لما يسمى بالمقاومة العراقية ودعوتهم لتحويل العراق إلى فيتنام ثانية. كذلك ما ذكره الدكتور عبدالله المدني في بحثه القيم (أيها العرب، حي على الوراء) يذكر فيه ".... عما جرى مؤخرا في ندوة أقامها مشكوراً المجلس الوطني للثقافة والفنون والتراث بدولة قطر الشقيقة بالتعاون مع منظمة اليونسكو حول مخاطر الحروب ونتائجها الكارثية على التنمية والسلام". وبالطبع لا يخلو تاريخ العرب من بعض دعاة روح التسامح والسلام منذ العصر الجاهلي إلى الآن، مثل الشاعر زهير بن أبي سلمى الذي لقب ب (شاعر السلام) وعروة بن الورد الذي لقب بعروة الصعاليك ..الخ ولكن هؤلاء كانوا قلة أيضاً يمثلون الاستثناء ضمن الآلاف من دعاة العنف الذين كانوا يشكلون القاعدة.
خذ مثلاً ، الموقف من هولاكو الذي غزا بغداد وموسى بن نصير الذي غزا أسبانيا. نحن العرب نلعن هولاكو ليل نهار لأنه قام بغزو بغداد وقضى على الخلافة العباسية قبل سبعة قرون. ولكن في نفس الوقت نعتز ونفتخر بالفتح العربي الإسلامي لأسبانيا بقيادة موسى بن نصير وطارق بن زياد، ورحنا نردد بمنتهى الفخر والتباهي مقولة طارق بن زياد (البحر من ورائكم والعدو من أمامكم..). ونعرف الآن أن هذه المقولة منتحلة كتبها المؤرخون بعد مئات السنين من الغزو، لسبب بسيط وه أن طارق بن زياد لم يكن يعرف العربية لأنه كان من الأمازيغ (البربر) من شمال أفريقيا. كما نعرف أن القائد موسى بن نصير أرسل إلى الخليفة الأموي في الشام خمسة آلاف عذراء عملاً بقوله تعالى (ولله الخمس مما غنمتم) كسبايا. ومعنى هذا أنهم سبوا 25 ألف عذراء من أسبانيا واتخذوهن إماءً من ملك اليمين. وكما يعلق الدكتور على الوردي، هل طرق الجنود العرب الأبواب على الأهالي في أسبانيا وقالوا لهم أعطونا عذراء لوجه الله؟ أو أخذوهن بالقوة بعد أن قتلوا أولياءهن؟ فماذا يختلف هذا العمل عما فعله هولاكو بأهل بغداد قبل سبعة قرون؟ كذلك قام العرب بهدم وحرق الكنائس في الأندلس. وكما ذكر الدكتور كامل النجار، لم تكن هذه الفتوحات لنشر الإسلام كما يدعي الإسلاميون، بل كانت من أجل الغنائم والسيطرة، بدليل أنهم فشلوا في تحويل الشعب الإسباني إلى مسلمين رغم أنهم حكموهم أكثر من ستة قرون.

الدقة العلمية
ينصحني الأستاذ عادل بتبني "قدراً من الدقة العلمية والاكاديمية وبعيداً عن الانفعال والاندفاع" كي لا تؤدي "هذه المقالة الى عكس ما يتوخاه الكاتب..." فيقول: ((كما انه ليس من الصحيح الجنوح الى الاطلاق والقول "اننا نراوح ثقافياً منذ العهد الجاهلي كما ورد في البحث"، والا اين نضع ذلك الازدهار الفكري في عهد المأمون حيث ترجم، كما يورد في المصادر التاريخية، اكثر من 200 الف مؤلف من مختلف بقاع العالم شرقها وغربها.)).
أقول للسيد الكاتب، لو تابعنا تاريخ الخلفاء منذ حكم معاوية بن أبي سفيان إلى سقوط الدولة العثمانية عام 1924، لوجدنا خليفتين فقط أظهرا احتراماً للعلم والعلماء والرعية وهما عمر بن عبدالعزيز في العهد الأموي والمأمون في العهد العباسي. أما الآخرون فكانوا جلادين للعلماء والرعايا ونعرف ما حصل للكثير من المفكرين من أمثال عبدالله بن المقفع وصالح بن عبدالقدوس والحلاج والسهروردي وبن العربي وغيرهم كثيرون، كلهم ضربت أعناقهم بأوامر الخلفاء. فهل يصح أن نجعل هذين الخليفتين قاعدة وعشرات الخلفاء الآخرين الظالمين الجهلة هم الاستثناء؟
ثم لا أدري من أي مصدر جاء بالرقم ( 200 ألف مؤلف من مختلف بقاع العالم ترجم في عهد المأمون). لا أعتقد أن في ذلك الوقت كان يوجد هذا العدد من الكتب في كل أنحاء العالم. نعم حصلت حركة ترجمة في عهد المأمون الذي كان يهوى الفلسفة وقرًب المعتزلة، ولكن في نفس الوقت اضطهد الأشاعرة. كما لا يصح القول أنه ترجم أكثر من 200 ألف كتاب)، فمن أين جاؤوا بهذا الجيش الجرار من المترجمين لترجمة 200 ألف كتاب في فترة خلافة المأمون التي لا تتجاوز العشرين عاماً أي بمعدل عشرة آلاف كتاب في السنة وفي تلك المرحلة التي ضربت الأمية أطنابها والقراءة والكتابة كانت محصورة على رجال الدين فقط. فالمصدر العلمي الدقيق الذي اعتمد عليه هو تقرير الأمم المتحدة لعام 2002 عن التنمية في البلاد العربية يعطي رقماً مرعباً عن الوضع الثقافي العربي وخاصة في الترجمة، إذ يفيد أن عدد الكتب الأجنبية التي ترجمت إلى العربية منذ عهد الخليفة المأمون إلى عام 2002، كان بحدود 100 ألف كتاب، أي أقل مما تترجمه أسبانيا من الكتب في عام واحد. وعليه أين الدقة العلمية؟ كذلك هناك خطأ تاريخي وقع به الأستاذ عادل وهو قوله أن الكنيسة أحرقت كوبرنيكوس. فالمعروف أن الرجل مات موتاً طبيعياً ولم يحرق.

الإرهاب لا يبرر بالإرهاب
اعتاد العرب على عادة متأصلة بهم وهي إذا ما انتقدنا عملاً إرهابياً قامت به جماعة من العرب، سارعوا إلى القول: لماذا تنتقدون العرب، فإسرائيل تفعل نفس الشيء. وإذا ذكرنا العنف في التاريخ العربي قالوا أن أوربا كانت هكذا.. وإن قلنا أن الزرقاوي يرتكب الإرهاب في العراق ويذبح الأبرياء، قالوا انظروا ما تفعله إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني، كتبرير لما يجري في العراق وكأن الشعب العراقي هو المسؤول عن جرائم الجيش الإسرائيلي في فلسطين. يجب أن نعرف أن الخطأ لا يبرر بخطأ آخر ارتكب في مكان أو زمان آخر.
كذلك صحيح أن الخير والشر نزعتان متأصلتان في النفس البشرية، ولكن المسألة نسبية ويعتمد تفوق أحدهما على الآخر على البيئة الثقافية والتربوية والتراث الفكري. فلو قارنا ما حصل بأوربا حتى في أيام محاكم التفتيش في القرون الوسطى، لما عد شيئاً لما ترتكبه المنظمات الإسلامية والقومية المتطرفة في العالم العربي. فقد قتل الإسلاميون في الجزائر وحدها ما يقارب ربع مليون إنسان جزائري خلال عشر سنوات فقط.

يقول علماء النفس الاجتماعي وخبراء الإجرام أنه لا يخلو أي مجتمع من منحرفين ومجرمين. ولكن يمكن للمجتمع أن يعيش بسلام إذا لم يتجاوز الانحراف حدود 5% من السكان. فالأجهزة الأمنية في هذه الحالة تستطيع السيطرة على هذه النسبة بسهولة. أما إذا تجاوز العنف والانحراف هذه النسبة فالمجتمع في خطر. أعتقد أن المجتمع العربي يعاني من نسبة عالية أكثر من المعدل العالمي في الجريمة والإرهاب، بدليل أن أغلب الإرهابيين، إن لم نقل كلهم، هم من العرب، كما تبين ذلك في مأساة مدرسة بسلان الروسية حيث كان 9 من الإرهابيين من العرب. وهذا دليل على الخلل في الفكر والثقافة والتربية وتفشي الإرهاب في البلاد العربية أكثر من أي بلد آخر.
كذلك عندما تحصل عملية إرهابية في أي مكان يدينها الجميع دون استثناء في تلك البلدان ما عدا البلاد العربية. مثلاً، لم نجد كاتباً غربياً مجد كارثة قطارات مدريد أو العملية الإرهابية في 11 سبتمبر في أمريكا أو حاول أن يبررها بتبريرات غير معقولة ما عدا العرب الذين راحوا يبدعون ويعتمدون على التأويل والتعكز على نظرية المؤامرة. فأحداث 11 سبتمبر قام بها اليهود والقوميون الصربيون.. الخ. كذلك في حالة تفجير فندق طابا برز كتاب عرب يقولون بلا حياء أن إسرائيل هي التي فحرت الفندق. كما راح كاتب مصري يمجد العملية بصحيفة الشعب القاهرية ويعتبرهاً مجداً من الأمجاد العربية، انتقاماً لما يجري في فلسطين والعراق. (راجع مقالة الأستاذ سامي البحيري في إيلاف يوم 14/10) . فهذا التمجيد للعنف لا يحصل في أي مكان، لا في كمبوديا ولا في هنولولو، بل في العالم العربي فقط. وأحسن مثال هو هذا التمجيد والتأييد في الشارع العربي والفضائيات العربية للإرهاب في العراق.

النقد ممنوع!!
من المعروف أن الإسلاميين يعتبرون أي نقد موجه لشخصية إسلامية بارزة نقداً للإسلام وتمرداً على الله. أتذكر أن رد عليّ مرة أحد الكتاب الإسلاميين بمقال عنوانه (عبدالخالق يتمرد على الخالق) ربما أعجبته السجعة!!. كذلك القوميون العرب يعتبرون نقد أي الشخصية قومية مثل عبدالناصر أو صدام حسين هو عداء للعروبة وسرعان ما يوجهون للناقد تهمة الشعوبية والعياذ بالله. وقد آلمني أن يحذو الأستاذ عادل حبه حذو الإسلاميين والقوميين في نقد شخصية شيوعية مثل سعدي يوسف فاعتبرها كما لو أني انتقدت الحزب الشيوعي. فقد ذكرت في مقالتي، العرب وعقلية التدمير: "إن معظم المثقفين العرب، إسلاميين أم علمانيين لا فرق، ساهموا بشكل وآخر في دفع الجيل الحالي إلى الإرهاب. ولا يختلف في ذلك المثقف الشيوعي مثل سعدي يوسف أو القوماني عبدالباري عطوان أو الفقهاء الإسلاميون مثل يوسف القرضاوي وفضل الله وغيرهم.).
يسأل الأستاذ عادل حبه: (ولكن لماذا هذا التحديد بشيوعية سعدي يوسف وهو البعيد عن الحزب الشيوعي العراقي في السياسة والممارسة). في الحقيقة أنا لم أذكر الحزب الشيوعي مطلقاً في مقالتي، ولا يعني كل شيوعي هو عضو في الحزب الشيوعي العراقي، فنسمع الآن عدة تنظيمات شيوعية في العراق. ولكن من المعروف أن سعدي يوسف هو شيوعي فكراً وربما هو الآن خارج الحزب وفي هذه الحالة فهو شيوعي مستقل كما هناك إسلامي مستقل أو قومي عربي مستقل أو ديمقراطي مستقل مثل كاتب هذه السطور..الخ. فالراحل هادي العلوي مثلاً كان شيوعياً مستقلاً، حتى أنه أسس جمعية المشاعة البغدادية لمساعدة الفقراء العراقيين...الخ. وكذا الحال بالنسبة لسعدي يوسف فهو حتى وإن لم يكن عضواً الآن في الحزب الشيوعي إلا إنه ثقافياً نتاج الفكر الشيوعي إذ كان عضواً في الحزب لأكثر من أربعين عاماً وناضل في صفوفه وفكرياً يصنف كشيوعي. فما يهمنا هنا هو تصنيفه الثقافي ليس غير. ولكن مع ابتعاد سعدي يوسف عن الحزب، كما ذكر الأستاذ عادل حبه، إلا إننا نرى الشيوعيين المنتمين للحزب ما زالوا يدافعون عنه في السراء والضراء!!. فقبل عامين نشرت الكاتبة فاطمة المحسن رسالة لا تزيد على بضعة اسطر في مجلة (رسالة العراق) اللندنية التابعة للحزب، تنتقد فيها موقف سعدي يوسف من المعارضة فردت عليها المجلة في نفس العدد بصفحة ونصف، منددة بالكاتبة ومتهمة إياها بالتخلي عن مبادئها...الخ، (يا بو بشت بيش بلشت!!).

وبعد تبرئة الحزب من سلوك سعدي يوسف، يعود الكاتب فيقول: (ولكن ذلك ينبغي ان لا يدفعنا الى ان نضع الضحية، وهو الحزب الشيوعي العراقي، في مصاف الزرقاوي والقرضاوي وعبد الباري عطوان.) أؤكد ثانية أني لم أضع الحزب الشيوعي في مصاف الزرقاوي والقرضاوي وعبدالباري عطوان، بل وضعت سعدي يوسف في مصافي هؤلاء وهو الذي اتخذ من صحيفة عطوان منبراً له للتحريض على قتل العراقيين.
وحتى الآن نجد السيد وزير الثقافة مفيد الجزائري، ممثل الحزب الشيوعي في الحكومة الإنتقالية، اختار سعدي يوسف ضمن الشخصيات الثقافية لتكريمها. لا أدري لماذا يكرم سعدي يوسف دون غيره، هل لدعمه للإرهاب في العراق وجماعات الجريمة المنظمة الذين يقتلون أطفال العراق؟
بيت القصيد، إن ما ذكرته عن سعدي يوسف هو الحقيقة بعينها ولا علاقة له بالحزب الشيوعي لا من قريب ولا من بعيد. وسعدي هذا نشر قصيدة بعنوان (عرس الواوية) يتهجم بها على مؤتمر معارضة صدام حسين في ديسمبر عام 2002 والذي شارك فيه الحزب الشيوعي الكردستاني، ومما قاله بلا حياء أنه يبصق عليهم.

أما قول الكاتب أن (.. الحزب الشيوعي العراقي كان الحزب الوحيد الذي احتضن الثقافة والمثقفين وحركة التنوير في العراق لعقود مديدة بل وتحول الى مدرسة في هذا المجال رغم القصور في ذلك)، فهذا نصف الحقيقة أي لا يمكن أن يكون هو الحزب الوحيد الذي احتضن الثقافة وحركة التنوير، فماذا عن الحزب الوطني الديمقراطي وماذا عن الشخصيات الوطنية مثل جعفر أبو التمن والشخصيات الفكرية مثل علي الوردي الذي ضايقه الشيوعيون. كذلك صحيح أيضاً إذا قلنا أن الحزب الشيوعي ساهم في نشر ثقافة العنف في العراق إذ كانوا يزوقون العنف في أدبياتهم بمصطلح "العنف الثوري" و"الحقد المقدس" كجزء من الفكر الشيوعي ضد العدو الطبقي.

وختاماً، أؤكد للصديق العزيز الأستاذ عادل حبه أن محنة العراقيين ومأساتهم الراهنة ... سوف لن تفقدنا القدرة على التحليل الأكاديمي العلمي والتأني في إصدار الأحكام، كما نؤكد له أننا لن ندعو للعدمية معاذ الله، بل كل ما نريده هو خلاص العراق من محنته عن طريق النقد البناء الذي قال عنه ماركس: "النقد أساس التقدم" وعن طريق النقد وحده نستطيع إزاحة الغشاوة عن الرؤية الصحيحة ونشخص المرض ونوجد العلاج الناجع. وأرجو من الصديق عادل أن يسع صدره لملاحظاتي هذه، فاختلاف الرأي لا يُفسد للود قضية.
15/10/2004



#عبدالخالق_حسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل مازال صدام يحكم العراق؟
- ازدواجية الموقف العربي من الإرهاب
- الأمن في العراق ضحية الطوباوية والمزايدات السياسية
- تعقيباً على ردود العرب وعقلية التدمير
- العرب وعقلية التدمير
- حجب الفكر عن الشعب دليل على الإفلاس الفكري
- لماذا التحالف ضد الانتخابات في العراق؟
- يفتون بالإرهاب ويتبرّأون من عواقبه!
- موقف كوفي أنان من القضية العراقية
- من أمن العقاب مارس الإرهاب
- : قراءة تأملية في كتاب: صعود وسقوط الشمبانزي الثالث
- دور رجال الدين المسلمين في الإرهاب
- القرضاوي داعية للإرهاب
- الإرهاب في العراق والنفاق العربي-الفرنسي
- المرتزقة الأجانب.. خطر جديد يهدد العراق
- إيقاف القتال في النجف.. سلام أم إجهاض له؟
- مخاطر دعوة السيستاني للجماهير بالزحف على النجف
- لا ديمقراطية بدون أمن: خطاب مفتوح إلى السيد رئيس الوزراء
- الحالمون ب«فتنمة» العراق!!
- الديمقراطية والعصيان المسلح


المزيد.....




- الناطق باسم نتنياهو يرد على تصريحات نائب قطري: لا تصدر عن وس ...
- تقرير: مصر تتعهد بالكف عن الاقتراض المباشر
- القضاء الفرنسي يصدر حكمه على رئيس حكومة سابق لتورطه في فضيحة ...
- بتكليف من بوتين.. مسؤولة روسية في الدوحة بعد حديث عن مفاوضات ...
- هروب خيول عسكرية في جميع أنحاء لندن
- العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز يدخل المستشفى التخص ...
- شاهد: نائب وزير الدفاع الروسي يمثل أمام المحكمة بتهمة الرشوة ...
- مقتل عائلة أوكرانية ونجاة طفل في السادسة من عمره بأعجوبة في ...
- الرئيس الألماني يختتم زيارته لتركيا بلقاء أردوغان
- شويغو: هذا العام لدينا ثلاث عمليات إطلاق جديدة لصاروخ -أنغار ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالخالق حسين - حول(عقلية التدمير) والدقة العلمية..!!