أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - سامي الاخرس - الأم الفلسطينية تحتفل بعيدها في حظيرة مطار القاهرة برعاية المندوب الفلسطيني














المزيد.....

الأم الفلسطينية تحتفل بعيدها في حظيرة مطار القاهرة برعاية المندوب الفلسطيني


سامي الاخرس

الحوار المتمدن-العدد: 3317 - 2011 / 3 / 26 - 02:14
المحور: حقوق الانسان
    


الأم الفلسطينية تحتفل بعيدها بحظيرة مطار القاهرة برعاية المندوب الفلسطيني
كعادتنا نحن أصحاب القلم إن جيز إطلاق هذا الإسم علينا، نقف طويلاً أمام حالات معينة للحظات ونبدأ برصد الحالة وتصويرها بالخيال الإنساني المرهف بلحظة عاطفة، ووجدان.
لم أتوقع خيراً عما سبق بمطار القاهرة الدولي فيما يتعلق بالفلسطينيين ومعاملتهم التي لا ترتقِ لمستوى الإنسان بأي حال من الأحوال من قبل الأشقاء المصريين، الذين يسمحون لكل الكائنات أن تعبر من مطار القاهرة، إلا الفلسطيني، وفعلاً لم يختلف الحال كثيراً فيما بعد مبارك، أو ثورة التحرير كما يطلق عليها بالأعراف الثورية المستحدثة بفكر المراهقين الذين أجازوا ورعوا تدخل الولايات المتحدة الأمريكية في ليبيا لرفد الثورة بالنصر.
ورغم حالة التوقع المطلقة بأن شيء لم ولن يحدث في معاملتنا بمطار مصر إلا أن ما فاجئني بل صعقني هي تلك التطورات والاستحداثات في المعاملة، حيث حظيرة الترحيل – إن جاز لها فعلاً أن تكون حظيرة- للحيوانات وليس للبشر، الصورة التي لم آراها في السابق والتسهيلات الفذة التي خلقتها ثورة الخامس والعشرين من يناير فيما يتعلق بغزة وفلسطين وأبنائها.
أول هذه الصورة حشد الرجال والنساء والأطفال والأفارقة المهربون وبالأحرى أو الأدق الإفريقيات المهربات والمحجوزات مع الفلسطينيين، نساءاً ورجالاً، اطفالاً وشيباً كله مزيج من البشر لا يستطيع التحرك بحرية نظراً لعادات وقيم العرب، تصلي الفتاة وسط الشباب، وتتحدث مع زوجها بالموبايل أو شخص من أقربائها والكل يستمع لما تقول، وقذارة المكان وهمجيته اللابشرية.
الصورة الثانية من يسمى مندوب السفارة الفلسطينية، ولا أعرف كيف يطلقون عليه هذا المسمى الذي لا يستحق لقبه، بل لا يستحقق لقب غفير على باب رياض أطفال فلسطينية، حيث أنه لا يقول لأي فلسطيني أي كلمة أو حرف حتى، ولا يرحب به، بل صدمني بأن أحد القادمين على طائرة الخطوط الجوية المصرية من صنعاء يقول له الفوج لم يتحرك بعد للمعبر فألحقنا به، وإذ بالمندوب الكريم الوطني القدير، يصرخ به قائلاً له لن تغادروا معهم ولن تلحقوا بالكشف الذي لم يبرح الحظيرة بعد لأنكم تختارون الوقت لموعد رحلاتكم لكي لا تنظروا في حظائر الترحيل المهينة للأدمية الإنسانية، فبأي منطق أيها المندوب تتحدث مع أبناء شعبك العالقين بهذا الأسلوب الذي لم يتحدث به الشرطي المصري الذي رفع سماعة تلفونة طالباً إلحاق القادمين بالكشف والمندوب الفلسطيني يرفض؟ وأي مندوب هذا الذي تنتدبه السفارة الفلسطينية ليمثلها ويكون صوت للفلسطينيين؟ وهل رأي هذا البني آدم نساء فلسطين يفترشن الأرض القذرة وسط الرجال دون غطاء؟ هل غادرته حمية الرجال؟ وخجل الفلسطيني؟
أعتقد جازماً أن هذا المندوب لا يستحق لقب فلسطيني كأقل الألقاب، ولا يستحق أن يكون آذن في أحد السفارات الفلسطينية، بعدما رأيت منه ما رأيت، وهو مشهد معاكس لما كنت أعتقد بأن هناك فلسطيني بهذه المواصفات. وكان لي ما كان منه عندما اتصلت به لأحدثه بأن يحاول ادخالي لمصر وإذ به يتحدث بعصبية وكأنه يحادث شيطان أو مسخ.
المشهد الآخر أن هذه النساء اللواتي يبلغ عددهن عشرة احتفلن بعيد الأم هذا العام في حظيرة مطار القاهرة الدولي الذي فيما يبدو أنه يشهد سيناريوهات لا أدرك كيف غابت عن ممثلي الدراما المصرية، فهي أروع دراما للإستحقار الإنساني بحق إنسان يقال عنه إنه فلسطيني، وليس هذا بل عليهم أن يتبعوا هذا الشيء بمعاملة موظفي السفارة المصرية في الدول مع الفلسطيني، الذي ما يعرفوا بحنسيته إلا ويبدأ النزق والصراخ، لا يريد سماع أي سؤال أو كلمة منه بل يريد مماسة هوايته في عملية الإذلال، والإهانة..... للفلسطيني.
الأم الفلسطينية التي رأيت جعلتني أحزن بأن هذه الكائنة المناضلة المحاصرة، التي قادت النضال الفلسطيني، وخاضت المعارك، واختطفت الطائرات، وصنعت ثوار تتعرض لمثل هذا الإمتهان بكرامتها، وإنسانيتها، وكرامتها، أمام نظر ومرأي المندوب الفلسطيني.
لا يمكن خلق مبررات لهذه الحالة تحت اي مبرر كان، فبعد معاناة أشهر في الحصول على التأشيرة للعالق الفلسطيني، تبدأ عملية الإهانة المتعمدة والمبرمجة من مصر وأجهزتها، والسبب الأمن المصري، فهل الفلسطيني عندما يغادر مصر كأي بشر وبطريقة محترمة يهدد الأمن المصري؟ وما وجه هذا التهديد؟ وهل حرمت عليه مصر كأي مخلوق يمر ويدخل ويغادر بطريقة آدمية؟
حلقات وحلقات لن تنتهي مما يشاهده الفلسطيني منذ أن تطأ قدماة مطار القاهرة، وهذا ليس ذنب مصر وحدها بل ذنب السلطة الوطنية التي يبدو إنها تناست حماية الفلسطيني والحفاظ على كرامته وإنسانيته، ولا أعلم ما هو مهمة وزارة الخارجية الفلسطينية، هل مهمتها منح الجوازات الحمراء فقط لموظفيها ودبلوماسييها أم مهمتها الحفاظ على كرامة هذا الفلسطيني الذي اصبح يبحث عن منفى بعدما كان يبحث عن وطن.
هي حلقة من حلقات الألم التي يتجرعها الفلسطيني في المعبر والمطار المصريان دون المخلوقات الأخرى التي تصول وتجول بمطار كيفما تشاء في حين أن الفلسطيني يتعرض للإبتزاز والإهانة بكرامته وأدميته.
سامي الأخرس



#سامي_الاخرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في ليبيا ثورة فقدت بريقها الوطني والشعبي
- ليبيا واللعب ع المكشوف
- الولايات المتحدة الأمريكية وديمقراطيتها نحو العرب
- إرحل ....... خشية الرحيل
- حذاري من تأطير واحتواء ثورة الشباب
- رؤية وافدة لليمن
- مشاعري بين الإنسان والسياسي أمام مصر
- المشهد المصري الحالي ما بين الثورة والأزمة
- مصر انتصارات لن تنتهي
- هل تتحول تونس لنموذج للشعوب العربية؟!
- هل تصبح تونس نموذجاً للشعوب العربية؟!
- ثورة(الكفره) في تونس
- ازدواجية الوظائف في الجامعات الفلسطينية لمصلحة من؟
- في غزة الحكومتان وشركة الطاقة تنهبان الموظف
- غرفة عمليات أم مهرجان فضائي يا مقاومة غزة
- الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وتجميد العضوية ب م ت ف
- عشرون اثنان وعشرون مونديال عربي
- المقاومة الفلسطينية وحالة الاغتراب
- الحرية لمن للأرض أم للإنسان؟
- الشقيري وجدلية م ت ف


المزيد.....




- الجزائر تقدم مساهمة مالية استثنائية لوكالة -الأونروا- بقيمة ...
- حماس: لن نسلم الأسرى الإسرائيليين إلا بصفقة حقيقية
- بن غفير يدعو لإعدام المعتقلين الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ ال ...
- حماس: لن نسلم الأسرى الإسرائيليين إلا بصفقة حقيقية
- المواجهات تعود لمدينة الفاشر رغم اكتظاظها بالنازحين
- شهادات مروّعة عن عمليات التنكيل بالأسرى داخل سجون الاحتلال
- دهسه متعمدا.. حكم بالإعدام على قاتل الشاب بدر في المغرب
- التعاون الإسلامي تؤكد ضرورة تكثيف الجهود لوقف جرائم الحرب بح ...
- -العفو الدولية- تتهم السلطات الكردية بارتكاب جرائم حرب في سو ...
- فرنسا تطرد مئات المهاجرين من باريس قبل انطلاق الألعاب الأولم ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - سامي الاخرس - الأم الفلسطينية تحتفل بعيدها في حظيرة مطار القاهرة برعاية المندوب الفلسطيني