أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالرحمن شاكر الجبوري - قراءة في -تأملات منفي- للكاتب والشاعر المبدع علي حسين كاظم















المزيد.....

قراءة في -تأملات منفي- للكاتب والشاعر المبدع علي حسين كاظم


عبدالرحمن شاكر الجبوري

الحوار المتمدن-العدد: 3317 - 2011 / 3 / 26 - 00:26
المحور: الادب والفن
    


قراءة في "تأملات منفي"
للكاتب والشاعر المبدع علي حسين كاظم
أولاً اود أن أشكر هيئة ورئاسة تحرير موقع (الحوار المتمدن)، على أتاحتها لنا الفرصة لما افرزته من أبداع في نشرها لنا، كقراء ومتابعين لثقافة الجديد الابداعي للموقع من مواد ونصوص أدبية وفنية ونقدية راقية لكتاب وأدباء متميزين...، فأود تقديم تقديري وأحترامي لهم شخصيا لقراءتي على نافذة "ادب وفن" من الموقع، عند قراءتي لكتابات الكاتب المبدع علي حسين كاظم على صفحة مدونتة فاستوقفتني ماحاولت ان التقط من تلك الباقة الزاهية من متنزهه المعرفي والفني الابداعي، فدعتني قراتي ان اقطف تسعة قصائد من مجموعة ما فاض به كاتبنا المبدع من نفس متميز بالكتابة الابداعية الغنية عن التعريف بمهارته الخصبة، كما في:

هذه المجموعة ضمتتها بقصائده، مثلما تم تصنيفها بالتسلسل جزافا مني، قبل الكاتب،ورتبتها وفق قراءتي النقدية ، التي اقدمها بدوري، بترتيبها الرقمي:
1- مقهى جبار (2005)، 2- بكاء (2007)، 3- الشمس والقمر (2008)، 4- العالم بعد منتصف الليل (2008)، 5-سيدة الماء (2008)، 6- للقتلى اطوار عجيبة (2008)، 7- نشيد الخراب (2009)، المراثي (2010)، 8- الغياب (2010)،9- خطوات (2011)...الخ

والقراءة سأتابعها من أربعة مداخل: وهي مدخل في التأويل التتابعي، ومدخل في التأويل التزامني، وكذلك مدخل في التأويل التزاولي وأخيرا مدخل في التمايز التكويني المجازي.

المجموعة التي تشير علينا بقراءة تأويلية من (1-9)، والتي تعودنا بقراءة وأعادة فهم المجموعة، بعض منها قد يظهر علينا الكاتب من خلال رؤية تاريخية-معاصرة، والتي يحتم علينا وضعها في ظرفيتها الموضوعية التفعيلية، بتاريخية/سياسية/ثقافية/أقتصادية/أنسانية. وهو يتناولها في مجموعة من الرموز، والتناقض وعلاقتها بفعل النقل بالتماثل على أساس عقلي وربطه بنظرية المعرفة، بلسانه هو كمتكلم أو فارس تأملي. في المجموعة تكتشف لما يريده الكاتب وهو يظهر قوة تلك التجارب الباطنية بصيغة لغة وسياق التأثير بها. وأيضا من خلال التمثيل البلاغي بالصورة الاستفهامية التي تحوم باجواء من بداية العبارة الى نهاية الصورة اللاملموسة وهو يعيدها علينا ببعض وجبات المفردات بوحدة رمزوية. وهنا تتجذر كلمات مثل (الفجيعة/العويل/ارواحنا المغلقة/قرفصاء الانتظار/الهذيان/مدن القهر/الغش/السكوت /القتلى/ الافق الغامض/الانين المهجور /مدن خرساء/الليل/الحنين النائم/اللذن مضوا/ الجدار) للأشارة القراءة التأويلية، التي تحمل دلالات سلبية في الصورة البينية المتغيرة، والخطاب المعاصر بتحرير تلك الدلالات السلبية الى طاقة نص تحمل الاسباب والعقد التاريخية لنشئة تلك السلبية الكثيرة التعقيد. وهو يعالجها بومضات هادفة بالتتابع لهذه الدلالات التفسيرية التي يخوض بك الشاعر من الغوامض وهو يجسدها بالظاهره، ويضيف عليها الملمس التفسيري والتأويلي التي يخوضها مع القاريء بطبيعة ترتبط بمسكه للتوضيح دون أنفلات.

فتلاحظ التأويل لديه هي عبارة عن تفسير مرتبط بنص"العبارة" ديمومة الفكرة ذات طبيعة معقدة. وتارة يفسر لك التفسير وهو يشرح المفردة/الرمز التي أساسا تعني بالغامض. وبهدؤ ساحر يدخلك الى عالم النص بذاتك ويحلل في القارئ النص سواء أكان نصا لغويا أم غير لغوي تجد نفسك ان فيك نص ملزمك بالجلوس، وتأمل بأغوارك منه فيك.

المجموعة تعطي أكتمال التوضيح اللغوي السرمدي وهي تعرض عليك كيفية التحدي/ المجابهة، والمجازفة/الصدفة، والطموح/ بالعدم غير الظاهر. تلك الرموز لدى الكاتب يسوغها لنا بأكتمال من بداية القصيدة أحيانا وبعد ذلك تجد نفسك في تحول أثناء القراءة وهو يحول القصائد الى عناوين غير العناوين المكتوبه وهو يصنف بيها بتصنيفات وتفريعات ببنى تفسح بالانتباه من الوصف/البيان الى المعنى/الدلالة.

وتراه بين الحين والاخر يقسم الشاعر الحدث الى التلخيص/الشرح، والتلخيص/الحبكة ويتركك بدائرة تتألق العبارة فيك بسرعة غير تقليدية. فتلاحظ الانعكاس المنهجي للكتابة الشعرية الحديثة وأنت تقرأة تلك الملاحظات التكاملية في المجموعة القت على الشاعر جهدا وانت تقرأه وهو يتصارع من خلال قصيدة
"مقهى جبار" (...ها أنذا أعريك يا مقهى جبار
مثل حجر الماء
حين يشتعل فيه السكر
كلما أهتز الموج من وقت لآخر
واستوطن اللامكان/ .... ويمضي الشاعر قائلا:
كيف أوزع أوجاعي
ربما يكون المساء والأسئله
دوامة خرساء في مقهى جبار
أو كيف لي بالأسئله
وأنا المراق دمي يا مقهى جبار!)، التي تركز على أسرار البلاغة الحسية والتشكيكية قبل كتابة الأنجاز، لكي يظهر فيك هذه التتابعية المقرؤة من الاحتفاظ واللفظ خارجا بين الهدؤ/الرفض حسب الدلالات المستخدمة التي يطلعنا عليها في قصيدة "بكاء" من خلال النص قائلا (....
لقد ذهبت الفصول
عند ذوبان الأصابع والعويل
وضجيج الأسئلة في كل استداره وانحراف،.....) وكما في قصيدة ( الشمس والقمر):
لا الشمس والقمر ..
يسجدان .. )

كانه ينحني ليلتقط حصاةً ويرمي بها ظله المشوّه . هذه القراءة التي تشكل عند الشاعر ماتكشفه مخابيء جيل من الحس المتميز في مرحلة كتابته الفنية وتفكير الشاعر/ ذاته، طبقا الي التتابع أو المنهج الذي يكّون التركيز على عقل باطنيته ووحدته مما يجعل ترى بان مثل هذا المنهج يثبت قيده في معرفة تطور الفكر الابداعي.

وهنا الاشارة أيضا الى القراءة التزامنية في النص اي التعامل مع الخطابين الخارجي والداخلي، بين النص العضوي وكيفية التعامل مع الأخريات اللاعضوية معتبرا لنا أنهما مرتبطان أو منسوجتان من نصاً واحداً، بتلك الامكانية البلاغية وهو يلقط لنا الحدث من الداخل أحيان معتبره لنا وبناءه لغويا من الخارج أحيانا أخرى، كما هو في قصيدة "ألعالم بعد منتصف الليل":
(......هذا هو العالم
فإنظروا إليه .. بعد منتصف الليل ..
مغشـوشاً .. كالحليب الأممي ..!! .). وتجد أيضا كيفيه المهارة وهو يجدد تطور الفكرة التي يظهرها بلعبة فنية ذكية في قراءته التزامنية بالنص، وهو يعيّش القاريء بمتعه الفن بالفكرة التكاملية وهو يلونها بفرشاته فوق مَلوّن التشخيص بذاته/الاخر.

ومن خلال النصوص المطروحة تجد أنتماء القصيدة الحداثوي، أنتماءها التأويلي وليس التفسيري، من خلال تناولة اللغة/الصورة، وهو يحرك الموشور للحروف، التي تجعلها جمالية في التضريس المعقد. وهو يعبر بين التميز بنهوضك كنصا أخراجيا ممسرحا في صفوف لوحاته الفنية وأنت تفسر المعنى من خلال القراءة التزاولية النوعية التي يتركها لك كما وكأنه مفسرا. فتجد قصيدة بحمل وتوالد قصائد، كما في قصيدة "سيدة الماء":
(سيجىءالموت ..
الى عينيك ..
في نهاية الحرب الأخيرة ..
بكاء مآذن .. وجرح كنائس ..
قرب سريرك ..
المخرّم بالرصاص .. .)

وكما في قصيدة "للقتلى أطوار عجيبة"أيضا حين يكضم صمتة بصرخة مدوية معاتبا دورة الافلاك:

(.....لم نسأل عن النفط والرصاص
وكؤوس النهار
التي قتلتنا بفائض القيمة
الذي سرق نبض القلب
وفيضان الروح
والأنين المهجور
الذي يغسل وجه القمر .. . )،
يحاول أن يفلت من تفسيرها للقاريء أو يتبنى فيها أيديولوجيا ضيقا، بل يزعزع الضعف داخل القاريء ويلج تأمين اللاتفسير للاخر. وهذا الرمز الطبيعي الظاهري يبنيه باطنيا، ولكن هذه التركة ليس مجانية بل من خلال العصف وأحلول أستشفاف المنظور النوعي، ولا يكتفي بل يقود لما هو منجز من التجربة بصرخة مواجهة واحدة، بل وينفتح للمشاركة دون كلل بالمجهول أو ("ال متى"...؟؟!! المفقودة الجواب). بحيث تجد أو تتلمس تأثيرات الواقع الصراعي الموضوعي/الاجتماعي والقسوة الفكرية، المتعافية بوعي ظاهر وواضح في المشكّك فيه/المتشكَّك عنه، أن كان خارجي/داخلي، الداخلي الظاهر/الداخلي الغامض. ولكنه لا يشك في شخصية صدقية ذاته، لانه يمثل المتصارع المنتصر والمعترف بالوقت نفسه على الداخلي ا/الغامض، وهذا الصراع واضح من خلال قصيدة "نشيد الخراب" حين ينادي:
(كان بوسعي أن أقرأ كل الأشياء
فوق جناح ذبابةً
لا تنام الا في باطن الكلمات
في ظهيرة تهرب فيها المجرات
بأتجاه الفضاءات كصلواتي
مشتعلاً بين الخرافة واللغز
أدقُ باب السموات
على خشب اللهوٍ
بلا ذاكرةٍ
بلا جسداً
لنشيد الخراب . .......
(ويمضي لنهاية القصيدة معلنا المصير بعدما كان "نشيد الخراب") .... ولكنه يحاول الانفلات مما عرفك به ويعرفه بنفس ظاهره، تجده ما زال يقف في نافذتها يغني له،القصيدة مجدا من التأمل بداخلك ، فتارة يصعد بك وهو يتمنّي من نفسك بوجود كطائرها، ويجدك خاليا.. ، فيعود يعلّم بك ما أضاعت به الكلمات والمواقف، إلى الأبد بانشغالات سهو جديد، وهو يتصارع لظهور الشك الداخلي/الظاهر وهو يرفعها الى الشك الموضوعي وهو يحاول القول والتأثر بوظائف رموزيته الحيوية بالحركة والانتقال.

وبالنسبة الى التمايز التكويني وهو يكافح الكيفية التوظيفية بالجانب اللغوي/البلاغي الصوري. وهو يأخذ الرموز ويطبّعها في هيئة صور وأشكال موسيقة وهو يمارس مهاراته بنشاط الابتكار اللا تقليدي وهو يطور الشخصية في أطار تكويني نوعي من خلال تقريب الصورة الضائعة والبلاغة الزمنية بحضورها. لكن لعبة اللغة تكون لديه لغة مؤثرة بالفعل/وردود الفعل من تقافز الأفكار الاجتماعية/الموضوعية التي يتجنب التفريط بها وهو يحاول غزلها في حيز يؤثر في التكوين /البلاغي أي بين التفرط/والمبالغة. بحيث تراه يتحدث بأيجاز الصورة الفنية بالمجاز وينفي بما لا يوجد أي أنعكاس للموضوعي بها، ويتجه الى بناء ما يراه في ذاته/الاخر. وما يتجه حينا آخر الى تفقيس المُفرط به، من خلال تلك الصورة التكوينة التي ينجزها بنسج الواقع الذي يبالغ في الاسفاف بالاشياء وهنا يطرح واقعا مقرؤاً. بكل تشخيصاتة المكضومة والتي ينظر لها نظرة نقدية كما هي في قصيدة يختم فيها اللغز بقصيدة (خطوات)، بعبارة يضع قواعد علينا نحو أشكالية فك الرمز المجازي قطعا بما لديه ولدينا، على أعتبار أن هذا التأثير المشترك ليس محدداً، يعني ليس ملفقا، بل هو يجاوف به الرمز علنا بلغة أستفهامية، ومنهجا خفيا، حين تشعر بأنه كشف الغطاء المخفي وهو يقترب بالفهم الحرفي الموزون بالعبارة المشاركة لذلك المشّكل. وبه تتفهم العبارة بالمجازية. وأن الامضاء المطروح هو/هو او هو /الاخر آلم لرسالة فكرية مشتركة من الصراع المجتمعي وليس قاصرة على تأمله لنفسه وهي ظاهرة من الوجود الاجماعي بكامل وعيه الجمعي بمنطق يتفق عليه الجميه بالاثارة بمنطق عقلي وليس لغوي مبتعدا عن النص بل يقرأ بلغة الثقافات الانسانية التي تقرأ بالتمايز والتأويل المجازي لها حسا والى ما ورائية النص.

د.عبدالرحمن شاكر الجبوري
أوكسفورد – بريطانيا
25/3/2011



#عبدالرحمن_شاكر_الجبوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حزن عشق معتق


المزيد.....




- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...
- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالرحمن شاكر الجبوري - قراءة في -تأملات منفي- للكاتب والشاعر المبدع علي حسين كاظم