أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - منير شحود - الدم السوري يسيل ..وسوريا تستغيث!














المزيد.....

الدم السوري يسيل ..وسوريا تستغيث!


منير شحود

الحوار المتمدن-العدد: 3316 - 2011 / 3 / 25 - 22:20
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


الآن، وقد سال الدم السوري الذكي في حوران وغيرها، دخلت سورية مرحلة جديدة صعبة ستنتهي باستقلالها الثاني، ولكن بأي ثمن؟ لم يعتمر الشك أي سوري بخصوص رخص دمه، وإمكانية أن يبدأ أول تحرك له نحو تحقيق حريته بإطلاق الرصاص الحي على شبابنا بهذه البساطة، في الوقت الذي تتشدق سلطاتنا ليل نهار بجرائم الاحتلال الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني، هذا الاحتلال الذي يصارع شعباً آخر، وليس شعبه!
لقد انطلت هذه المتاجرة بالمقاومات والممانعات على أناس كثيرين بحسن نية أو بالعكس، ومازال الشعب السوري يدفع ثمن ذلك من حريته. واستثمر النظام الأمني ناطقين باسمه في الداخل والخارج ليروجوا لسياساته "الممانعة"، في الوقت الذي قمع فيه أي صوت حر سوري بمنتهى القسوة.
وكانت موجات تسونامي الثورات العربية التي بدأت في تونس تتقدم نحو الشرق بثبات وقوة، ووصلت أخيراً إلى سوريا، واستعد الشعب السوري لدفع ثمن الحرية بالدم.
وجاء التفسير الرسمي لما حدث في درعا تبعاً للاسطوانة المشروخة المعتادة حول التدخلات الخارجية والمندسين والعصابات، وكأن الشعب السوري ليس مؤهلاً ليطالب بحريته. وأمام فظاعة ما حدث، حاول النظام امتصاص النقمة ببعض الوعود والرشاوى المادية التي لم نعرف من أين وفَّروها، مثلما لم نعلم شيئاً عن أموالنا طوال عقود، بغياب الشفافية والصحافة الحرة.
إن من يهتف بالحرية يعني أنه أصبح يعيها ويشعر بقيمتها ويستحقها، ولا يمكن أن يقايضها بأي شيء، وبالتالي فلا بد من الخضوع لإرادة الشعب وملاقاة مطالبه، وقد استنفذت كل محاولات الالتفاف على هذه المطالب في تونس ومصر وليبيا واليمن، فلا يعني التشبث بتكرار هذه المحاولات القمعية العقيمة سوى تفاقم المشكلة وتعقيد الحل.
كان الشعب السوري سيقتنع لو بدأ الإصلاح بتحجيم من سلبه حريته وتغوَّل عليه طوال عقود، وهو الأجهزة الأمنية، بدءاً بإلغاء قانون الطوارئ ومحكمة أمن الدولة وإطلاق سراح المعتقلين السياسيين فوراً، وليس الجنائيين، وإلغاء المادة الثامنة من الدستور فوراً، بعقد جلسة عاجلة لمجلس الشعب، وقد فعلها مجلس الشعب في وقت سابق. أما اللجان التي ستُشكل فيجب أن تكون مستقلة ومن المحامين والقضاة المشهود لهم من داخل وخارج مؤسسة القضاء السوري والتي اعتراها الفساد، مثلها مثل كل مؤسسات الدولة ونقاباتها، والتي لا تفعل شيئاً سوى تنفيذ ما تأمرها به الأجهزة الأمنية في التضييق على كل من تسول له نفسه الاحتجاج ولو بكلمة لتزج به في السجون أو تقطع رزقه، وكأننا نعيش عصر العبودية.
إنها إهانة للشهب السوري أن تقوم القيادة القطرية لحزب البعث بتقديم هذه "المكرمات"، هذا الحزب الذي ما زال هيكله المتداعي يحرس هذا النظام ويؤمِّن له غطاءً أيديولوجياً. وإنها إهانة أخرى أن لا يبدأ المؤتمر الصحفي لمستشارة الرئيس بالوقوف دقيقة صمت على أرواح شهداء درعا، وإعلان الحداد الوطني.
والشعب السوري الذي يخيفوننا بتنوعه الرائع متضامن اليوم أكثر من أي وقت مضى في سبيل تحقيق أهدافه، ولن يؤثر على ذلك بعض الأصوات من هنا وهناك، والتي تحاول إشعال فتنة بين مكوناته. لقد عانى الشعب كله طوال عقود، وهو تواق ليتنعم بحريته، وسيحاكم كل من قمعه محاكمة عادلة تليق بحضارة الشعب السوري.
ومع ذلك، ولألا ندخل في استقطاب الشارع، فلا بد أن تبادر السلطة بما بقي فيها من عقلاء لتحاور ممثلي الشعب حول إجراءات التغيير المطلوبة دون إبطاء، بعد وقف القتل ومحاسبة القتلة... إن أمنا سوريا العظيمة تنادينا جميعاً فلا تفوتوا الفرصة!



#منير_شحود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأنظمة الشمولية... تعددت الأسباب والموت واحد
- الشعب الليبي يحطم قيوده
- التغيير كعلاج نفسي للشعوب العربية
- في هذه الظروف العصيبة!
- ألسنا جميعاً نحب سوريا!
- فجر الحرية الجديد
- دروس ثورة الياسمين التونسية
- وهم الأبدية العربي
- هل المشكلة في الأقليات أم في الأكثرية؟
- محنة رياض سيف
- البرادعي بين التكفير والتفكير
- أية مصلحة وطنية
- الآفاق المفتوحة للتواصل على شبكة الانترنت
- هل وقعت حماس في الفخ؟
- سر الأرملة السوداء
- في اللغة الفارغة والمعاني الخادعة
- مشهد قطع الرقاب في اللوحة البعثية القاتمة
- الوطنية المسلوبة
- محظوظ شعب سوريا ونظامه!
- جنون عظمة السلطة و-خرف- المعارضة


المزيد.....




- شاهد رد مايك جونسون رئيس مجلس النواب الأمريكي عن مقتل أطفال ...
- مصادر تكشف لـCNN كيف وجد بايدن حليفا -جمهوريا- غير متوقع خلا ...
- إيطاليا تحذر من تفشي فيروس قاتل في أوروبا وتطالب بخطة لمكافح ...
- في اليوم العالمي للملاريا، خبراء يحذرون من زيادة انتشارالمرض ...
- لماذا تحتفظ قطر بمكتب حماس على أراضيها؟
- 3 قتلى على الأقل في غارة إسرائيلية استهدفت منزلًا في رفح
- الولايات المتحدة تبحث مسألة انسحاب قواتها من النيجر
- مدينة إيطالية شهيرة تعتزم حظر المثلجات والبيتزا بعد منتصف ال ...
- كيف نحمي أنفسنا من الإصابة بسرطانات الجلد؟
- واشنطن ترسل وفدا إلى النيجر لإجراء مباحثات مباشرة بشأن انسحا ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - منير شحود - الدم السوري يسيل ..وسوريا تستغيث!