أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - شاكر الناصري - درعا في مواجهة الأسد














المزيد.....

درعا في مواجهة الأسد


شاكر الناصري

الحوار المتمدن-العدد: 3316 - 2011 / 3 / 25 - 14:06
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


الجثث المتناثرة في شوارع مدينة درعا السورية والتي تقوم القنوات الفضائية ببث صورها ضمن نشراتها الأخبارية تفوق ال 10 وهو الرقم الذي أعلنته السلطات الرسمية السورية وكذلك تفوق ال37 التي اعلنها الاطباء في مستشفى المدينة لأحدى وكالات الأنباء . نشطاء وشهود عيان يقولون أن العدد أكبر واكثر من ذلك بكثير . الارتباك الذي أصاب النظام السوري ورموزه يدلل على ان ما أرتكب في تلك المدينة الصغيرة كان مجزرة حقيقية .

الرئيس السوري بشار الأسد وعلى لسان ، بثينة شعبان ، مستشارة الرئاسة للشؤون السياسية والأعلامية ، أعلن انه لم يعطي الاوامر للجيش لأطلاق أو استخدام الرصاص الحي من أجل تفريق المتظاهرين . الأخبار تقول أن الحكومة السورية أرسلت فرقة عسكرية كاملة الى درعا بعد أخذ موافقة الجانب الاسرائيلي على تحريك هذه الفرقة . القيادة القطرية لحزب البعث في سوريا تتدارس تنفيذ اصلاحات سياسية وأقتصادية وأطلاق الحريات الصحفية والأعلامية بهدف الرد على أحتجاجات مدينة درعا وباقي المدن السورية وكذلك تتدارس ألغاء قانون الطوارىء المعمول به منذ 1968 ، هذا القانون يصادر كل شيء ، الحريات السياسية وحرية التعبير عن الراي وحرية الصحافة والسفر والتجمعات والتظاهرات والاضرابات العمالية والمهنية . هذا القانون وبقدر ما أستلب الحريات بمعناها الاعم والاشمل في سوريا وأحالها الى سجن كبير ، فأن السلطة وقيادات حزب البعث وكوادره الذين استغلوا هذا القانون كوسيلة لأخضاع وأذلال السوريين ، قد مارسوا كل ما يمكنهم من الأبتعاد عن الشعب الذي يعاني من الفقر والبطالة والفساد المستشري في كل مفاصل الحياة السورية ووجدوا فيه كذلك الأداة المرعبة التي مكنتهم من فرض نظام تعسفي وأستبدادي مخيف . تقارير المنظمات والهيئات الحقوقية تتحدث عن 10 الاف سوري ممنوعين من السفر وعن سجون ومعتقلات كثيرة ومخيفة ، وعن مراكز اعتقال وفروع أمنية لا أحد يعرف عددها ولا اماكنها السرية .

ما حدث ويحدث في درعا ، المدينة الصغيرة ، قد جعل النظام السوري ومجمل أدعاءاته السابقة حول الاستقرار وألتفاف الشعب حول القيادة على المحك وفي مواجهة الاستحقاقات التي يجب الأنصياع اليها في آخرة الامر . سوريا تختلف عن تونس وعن مصر ، هكذا قال بشار الاسد كما قال العديد من الحكام العرب لكن أستعداد الناس للتضحية من أجل حقوقهم وحرياتهم وأنهاء الظلم وطغيان الحزب الواحد والعائلة الواحدة يؤكد أن أطياف البوعزيزي تلوح في الآفاق وأنها ستكون دافعا للسؤال الدائم لدى غالبية الشباب وكل من فقد حريته جراء قمع السلطات الدكتاتورية : ما فرقنا عنه وعن شباب تونس أو مصر ، أو الى متى سنعيش في هذا الذل ؟

الوعود الاصلاحية في النظام السياسي وتحسين المستوى المعاشي والغاء قانون الطوارىء وتوفير فرص العمل التي أطلقها النظام السوري يوم أمس ، هي ذاتها الوعود التي أطلقها الحاكم والأنظمة العربية بعد أن وجدوا ان محكوميهم قد نزلوا الى الشوارع يطالبون بكل ما أستلب منهم ، الحرية وحق العيش بكرامة ، الا أن هذه الوعود دائما ما تأتي متأخرة تماما وبعد أن يتجاوزها الزمن ، زمن الوقائع وحركة الشارع والمطالب المتصاعدة التي تسير سريعا وعادة ما تكون خارج حسابات الحكام والأنظمة ولايستطيعون اللحاق بها نتيجة تزمتهم وتعاليهم ونظرتهم الدونية للشعوب التي يحكمونها وسرعة تبنيهم لنظرية المؤامرة الخارجية ووجود مجاميع متطرفة وأجرامية أو قوى سياسية معارضة تهدف الى زعزعة الامن والاستقرار والحصول على مكاسب سياسية لذلك يجب التعامل معها بقوة وحزم وبعنف شديد .

الضحايا الذين يسقطون والدماء التي تسيل والاهانات القميئة ضد الشعوب كلها ستكون دافعا قويا للاصرارعلى مطالب تتجاوز الاصلاح وألغاء نظام الطوارىء أو توفير فرص العمل ، سيكون المطلب هو ، الشعب يريد اسقاط النظام . مطلب كهذا سيزيد من رغبة الذين يجدون أن هذا النظام الحاكم أو ذاك يشكل عائقا أمام تطلعاتهم الأنسانية المشروعة ويزيد من فقرهم وينتهك أبسط خصوصياتهم ، رغبتهم في العيش حياة أفضل يشعرون فيها بكرامتهم وحرياتهم ولا يتم التعامل معهم كعبيد أو توابع لهذا الحاكم أو ذاك وأن يكونوا شركاء في رسم مصيرهم ومستقبلهم .

سوريا اليوم حالها حال الكثير من الدول العربية التي تقع تحت التأثير الفاعل لعاصفة التحرر والخلاص من الأنظمة الاستبدادية والدكتاتورية التي تمارس الحكم منذ عقود طويلة . هذه العاصفة أقتلعت بن علي وحسني مبارك رغم كل ما ما رسوه من قمع وأنفراد بالسلطة والتحكم بالملايين من المصريين والتونسيين ولكنهم وجدوا أنفسهم أمام لحظة تاريخية وحاسمة نطقت فيها الشعوب بقرار حكمها ضد هذه الأنظمة . هذه العاصفة في طريقها لاقتلاع علي عبد الله صالح في اليمن ومعمر القذافي في ليبيا وهي تواصل المسير رغم كل المعرقلات وحشود الجيوش وتحالف الأنظمة من أجل منعها من الوصول الى دول أخرى . أن لم تنجح في أسقاط أنظمة معينة كما حدث في البحرين ، فانها تكون قد وجهت رسالة صافية وشديدة الوضوح للحكام والأنظمة بأحقية الشعوب في ثرواتها ومقدراتها وفي تقرير مصيرها ومستقبلها وإن كل قوانين القمع والمصادرة والانتهاكات لن تجدي نفعا .



#شاكر_الناصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بوتين والقرضاوي : فجر أوديسا أم الحرب الصليبية ؟
- إزالة الدوار أم إزالة الرمز ؟
- لنحارب المحاصصة أولا
- التجمعات والتظاهرات في العراق بين الأمل والأحباط
- ثورة أم أصلاح ؟.. حول ما يحدث في العراق .
- حزب البعث لايستحق شرف الدفاع عن مطالبنا
- نفحات فاشية ، خطاب القذافي نموذجا
- الحركات الأحتجاجية و المطلبية في العراق، شعاراتها وآفاقها
- لاتدنسوا بغداد بهذه القمة
- الثورة التونسية في عيون قذافية
- زين العابدين بن علي : دكتاتور آخر يتهاوى
- في الدفاع عن العلمانية
- صراع العلمانية والدين وضرورة بناء الدولة المدنية الديمقراطية ...
- عن مذابحنا و صراع الكراسي وتوازن الأكراد
- الدولة العراقية : أوهام الخطأ ..!
- كلمات في تأبين سردشت عثمان وتأبين حال الصحافة في العراق *
- الموت أختناقا : فضيحة أخرى في عالم المعتقلات والسجون العراقي ...
- جريمة أختطاف وقتل الصحفي سردشت عثمان ومستقبل حرية الصحافة في ...
- في تفسير أكذوبة المسافة الواحدة
- حتى لا يتحول العراق الى لبنان آخر


المزيد.....




- حادثة طعن دامية في حي سكني بأمريكا تسفر عن 4 قتلى و7 جرحى
- صواريخ -حزب الله- تضرب صباحا مستوطنتين إسرائيليتن وتسهتدف مس ...
- عباس يمنح الثقة للتشكيلة الجديدة للحكومة
- من شولا كوهين إلى إم كامل، كيف تجمع إسرائيل معلوماتها من لبن ...
- فيديو:البحرية الكولومبية تصادر 3 أطنان من الكوكايين في البحر ...
- شجار جماعي عنيف في مطار باريس إثر ترحيل ناشط كردي إلى تركيا ...
- شاهد: محققون على متن سفينة دالي التي أسقطت جسر بالتيمور
- لافروف: لن يكون من الضروري الاعتراف بشرعية زيلينسكي كرئيس بع ...
- القاهرة.. مائدة إفطار تضم آلاف المصريين
- زيلينسكي: قواتنا ليست جاهزة للدفاع عن نفسها ضد أي هجوم روسي ...


المزيد.....

- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد
- تشظي الهوية السورية بين ثالوث الاستبداد والفساد والعنف الهمج ... / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - شاكر الناصري - درعا في مواجهة الأسد