أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جهاد علاونه - أمة عرصه ورب غفور















المزيد.....

أمة عرصه ورب غفور


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 3316 - 2011 / 3 / 25 - 08:33
المحور: كتابات ساخرة
    


علمتني الحياة وتجاربها بأن الخائن والأمين لا يمكن أن يتواجدوا في مكان واحد, وعلمتني الحياة بأن التآمر على الشرفاء وعلى الوطنيين هو الطريق إلى المشاركة السياسية في الوطن العربي, لذلك كان يقول جدي رحمه ألله (أمةٌ عرصه ورب غفور).

فلا يمكن أن يعمل في دكانه رجل خائن ومعه رجل آخر عميل,ولا يمكن أن يشترك أي انسان في العمل مع شريك له ويكون هو أمين وذاك خائن أو العكس, فإما أن يكونا الاثنين خائنين وإما أن يكون الاثنين أمناء, وكذلك نقترب من خلال هذا المثل من أنظمة الحكم العربية, فلا يمكن أن يكون الرئيس خائن والحكومة أمينة, ولا يمكن أن يكون الرئيس أمين والحكومة خائنة, فإما أن تكون الحكومة حكومة خونة والرئيس رئيس خائن, وإما أن تكون الحكومة حكومة حرامية وعكاريت وقودنه والرئيس حرامي وعكروت مثله مثلهم, وإما أن يكون الرئيس شريف والحكومة شريفة وإما أن يكون الرئيس عرص والحكومة عرصة لنقول في النهاية (أمةٌ عرصةٌ وربٌ غفور) .

والحكام العرب من ملوك ورؤساء غالبيتهم استلموا سلطاتهم وكراسيهم وعروشهم من خلال طرق غير شرعية وهم دائما ما يوجهون رسالة إلى الإدارة الأمريكية بأن وجودهم مهم جدا لحماية أمن واستقرار إسرائيل وهذا بالضبط ما يقوله كل حاكم عربي قصاب وهذه هي الرسالة التي دائما يوجهونها إلى النظام الأمريكي (في حالة زوال أنظمتنا سيصبح أمن واستقرار إسرائيل في خطر دائم) ولا أحد ينكر ذلك حتى هم أنفسهم ما زالوا يستذكرون حركاتهم التي تشبه حركات المهرجين في بعض الأحيان حين يصفون لوسائل الإعلام كيف قفزوا على السلطة قفزا , فمنهم من جاء من الشارع وقفز على الكرسي قفزا وكأنه لاعب سرك, ومنهم من قتل أخيه قتلا معنويا وروحيا وجسديا واستولى على العرش, ومنهم من قتل أبيه أو سجنه أو قال عنه بأنه مختل عقليا, ومنهم من قتل رفاقه في حركات تعيد الحزب إلى حالته الطبيعية من أجل أنقاض الثورة واستبدل الحزب بالأقارب وأقام نظاما عشائريا بدل النظام الحزبي والديمقراطي واعتمد على إفساد العشائر بالمال والجاه والرشوة ومن ثم اعتمد ويعتمد غالبية الحكام العرب في طريقة حكمهم على إفساد المؤسسات والوزارات عامدا متعمدا حتى لا تكون مؤسسات محترمة مهمتها النهوض بالمجتمعات العربية لذلك الفساد في البر وفي البحر طريقة للحكم ولتثبيت مناصبهم وكراسيهم وعروشهم وبما أنهم فاسدون فعلا بد من أن يفسدوا كل وطني فيجعلونه خائنا مثلهم وفاسدا وعميلا والمهم في الموضوع أن غالبيتهم حكمونا أو حكموا الشعوب المقهورة بطرق غير شرعية فيها خيانات وإطلاق رصاص وفيها قتل وسلخ وذبح وانقلابات سياسية بيضاء وانقلابات سياسية دموية.

لذلك هم يعرفون بأن وجودهم غير شرعي ووجودهم فاسد وغير قانوني, لذلك كل الذين من حولهم قد جاءوا أيضا ليشاركونهم السلطان بطرق غير شرعية فيعتمدون على الفساد الكبير وحين ينجحون في ممارسة الفساد بشتى أنواعه ينالون الحظوة عند السلاطين فيجلسون تحت أقدامهم ويقبلون أيديهم ليرضوا عنهم على ما بذلوا من فساد ومن إفساد للشرفاء وتجويعهم وقهرهم وتصفيتهم من خلال إثارة مشاكل عشائرية من حولهم تتم فيها تصفية كل وطني وكل مناضل وكل شريف, وهذا الأسلوب في الحكم هو أسلوب عصابات المخدرات وتهريب السلاح , فكافة البطانة وكافة النسيج السياسي الذي يحكم مع الرؤساء والملوك العرب كله نسيج غير شرعي يعتمد على طرق غير شرعية, وغير مدنية,فالمدنية في تنتقل فيها السلطة بالتداول السلمي, أما في حالة أنظمة الحكم السياسي العربي فكله مخالف للقوانين وللدساتير وللمعايير الدولية وغالبيتهم يقولون للإدارة الأمريكية (حافظوا علينا لأننا نحمي إسرائيل) لذلك ليس من المستغرب أن يجلس كل رئيس عربي وكل ملك وهو مطمئن من أن أمريكيا لن تدعم ضدهم أي ثائر أو أي مطالب بالإصلاح نظرا لأنه يحمي إسرائيل , ولقد خاب ظن الغالبية حين أثبتت إسرائيل بأنها نظام سياسي لن يستطيع زحزحته لا الديمقراطيين العرب ولا الديكتاتوريين, وليس من المستغرب أن يكون رئيس الوزراء في كل دولة عربية قد اغتصب حق غيره بطرق غير دستورية, فلا يوجد رئيس حكومة عربي مثلا جاء من خلال الأحزاب السياسية, فمهمة الحزب السياسي هو الوصول إلى السلطة وليس الوقوف مع السلطة لتستمر في الحكم, إن الوظيفة الأساسية للحزب هو الوصول إلى السلطة وإلى حق أفراده في ممارسة السلطة , ولا يوجد حزب سياسي أردني وصل أمينه العام مثلا إلى منصب رئيس حكومة أو حتى وزير, ولا في دول الجوار العربية, وهذا معناه أن شرعية أنظمة الحكم ليست مدنية طالما أن الحزب السياسي غائب عن الوجود والمنظمات والمؤسسات المجتمع مدنية كلها غائبة.
إن الزعماء العرب ليسوا شرعيين إذا ما جئنا إلى تقييم وجودهم بيننا حتى وإن كانوا عادلين حتى وإن زادوا رواتب الموظفين وقاموا بتثبيت العمال الذين يعملون بالأجور اليومية وحتى وإن دعموا السلع والسكر والطحين فسيبقى وجودهم بيننا وجودا غير شرعيٍ وكأنهم غرباء ليسوا من دمنا ومن لحمنا.
فهل أنت أو أنا مهما اختلفنا مع أهلنا نقتلهم أو نطلق عليهم الرصاص؟

لا أحد يفعل بنا هذا إلا رجالا غرباء عنا وأنظمة حكم أصلا غير شرعية لا تحكم بالقانون وإنما بالحديد وبالنار وبتعميق مفهوم الدولة البوليسية على حساب دولة القانون والمؤسسات, فالدول العربية هي دول بوليسية وليست دول أنظمة وقوانين, وأعضاء الحكومة وضباط المخابرات غالبيتهم زعران وسرسرية ومن المفترض أن يكونوا في مراكز الإصلاح والتأهيل قبل أن يكونوا ضباط مخابرات, ومن المفترض ببعض ضباط المخابرات أو كبار ضباط المخابرات في غالبية الدول العربية أن يكون موقعهم الرسمي مستشفيات المجاذيب والمجانين وكذلك الرؤساء فغالبيتهم يجب أن يدخلوا مراكز للعناية بالصحة العقلية بدل أن يحكموا ويمارسوا شذوذهم العقلي والجنسي على الشعوب العربية, إن ما يجري من تصرفات في غالبية الدول العربية لا تصلح أو لا تصدر إلا عن مجانين وليس عن ضباط مخابرات أو وزراء وما يحدث فعلا في المؤسسات الحاكمة لا يصر إلا عن زعران وبلطجية, ولا يصدر أيضا إلا عن حرامية يتقاسمون فيما بينهم ما يسرقونه وما يفسدونه.
وهنالك ملاحظة دقيقة وهي أن أنظمة الحكم في الدول العربية تتسلط على قهر الوطنيين والشرفاء وتقهرهم بل وتحاول إذلالهم بشتى الوسائل القذرة وتقوم بتقريب كل ذوي العاهات العقلية منهم.

هذا التصرف يدل على شيء واحد.

وهو أن الأنظمة الحاكمة غير شرعية وبالتالي إذا كان وجودها غير شرعي فمن المؤكد أن يتكون نسيجها الداخلي من وزراء غير شرعيين وضباط مخابرات غير شرعيين ليتلاءموا مع بعضهم البعض.



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف ينام الرؤساء والملوك العرب!
- يعيش النظام الأردني
- نهاية العرب في السياسة والأدب
- السلاح السري
- مش معقول الفساد في السعودية
- نقد الاسلام السياسي
- آخر ما توصل إليه العلم
- مطلوب طبالين
- جاسوس حارتنا
- مطلوب مرتزقة
- وأخيرا أصبحت خطيرا
- أنا أمام المرآة
- فطرني جبنه وزيتونه وعشيني بطاطه
- من فوق فوق فوق فوق
- انحرافي
- طعم الحرية
- تحرير العبيد2
- الرأسمال الإسلامي
- سياسة التشليح
- الجمعة القادمة


المزيد.....




- -يوم أعطاني غابرييل غارسيا ماركيز قائمة بخط يده لكلاسيكيات ا ...
- “أفلام العرض الأول” عبر تردد قناة Osm cinema 2024 القمر الصن ...
- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...
- افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-
- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جهاد علاونه - أمة عرصه ورب غفور