أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - زاهر زمان - الدولة الدينية :وصدام الحضارات !















المزيد.....

الدولة الدينية :وصدام الحضارات !


زاهر زمان

الحوار المتمدن-العدد: 3316 - 2011 / 3 / 25 - 08:25
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


مع بدايات ظهور البترول فى الدول المسماة مجازاً بالدول العربية ، بدأت تتغير أشكال وأنماط العيش والحياة فى معظم تلك الدول. ليس فقط فى أنواع المأكل أو الملبس أو المشرب أو المصادر التى يحصلون منها على تلك الاحتياجات، وانما أيضاً فى نوعية وتنوع تلك الحاجات الضرورية وكذلك الكميات المستهلكة ؛ حتى أنهم فى بعض تلك البلدان ، تراهم يقيمون الولائم العامرة والفاخرة فى العديد من المناسبات ، بكميات ضخمة من الطعام والشراب ، لا يستهلكون منها سوى النذر اليسير ، ويلقون بأضعاف أضعاف مايستهلكونه فى صناديق القمامة ! لقد عايشت بنفسى مثل هذا الأمر عندما عملت فى احدى الدول الناطقة باللغة العربية ! لقد تغير نمط حياة المواطن فى تلك الدول بشكل كامل وفى جميع مناحى الحياة الانسانية ، وأصبح المواطن هناك يستخدم أحدث مايجود به العلم فى هذا العصر من وسائل مواصلات واتصالات ومبانى أنيقة ومكيفة وأجهزة تبريد وتسخين وفيزا كارد وطرق وكبارى وأثاثات منزلية ومكتبية وكل مافى العصر من مخترعات فى الزراعة والصناعة والتجارة والبنوك والبورصة والائتمان . باختصار ..استوردت لهم حكوماتهم جميع مافى الدول المتقدمة من وسائل وأدوات التحضر والتمدين الظاهرى ..لكنها – وللأسف الشديد – فشلت فى انتشالهم من مستنقع التخلف الفكرى والسلوكى الذى لازمهم ومازال يلازمهم من أيام البداوة وجلافة الحياة الصحراوية القاحلة وحتى يومنا هذا ! فجميعهم وجميعهن لازالوا كما كانوا ينظرون الى المرأة على أنها كائن عديم الأهلية للمسئولية لأنها كما يزعمون ويزعم تراثهم وتقاليدهم (كائن ناقص العقل ) ولا يصلح للقيادة ولا يوثق فى انضباط سلوكه الجنسى وسيطرته على شهوته ، اذا ماانفردت احدى بنات جنسه بأحد الذكور ..هم مازالوا ينظرون الى المرأة على أنها مجرد أداة ليس لها من وظيفة فى العالم غير اشباع الرجل جنسياً ، ثم الحمل منه كدليل على رجولته ، ثم الاعتكاف فى منزل ذلك السيد الذكر لتنشئة وتربية أشبال وشبلات سعادته ، الذين واللاتى أولدها فخامته اياهم واياهن ! هم وهن مازالوا ومازلن يعتقدون ويؤمنون بأن المرأة كلها عار وعورة إذا ماظهر منها على الملأ ولو حتى خصلة من خصلات شعرها ، أو حتى سمع منها صوتها ، فراحوا يسربلونها بالأغطية التى تخفى كل قلامة ظفر فيها قد تشى بأنوثتها ، خشية أن تفتن أو تـُفتن بذكرٍ ما من الذكور فيقع المنهى عنه والمحظور ! رغم أن المنهى عنه عندهم والمحظور ، هو أجمل ماوجد على كوكب الأرض ! فليس هناك أعظم ولا أروع ولا أبدع من التقاء عينين عاشقين يرفرف عليهما لحن الحب الخالد الأسطورى ، الذى يجرفهما الى اللقاء الكونى الأعظم ، عندما يذوب جسدا العاشقان فى خمر التواصل والتلاحم ، الذى يحتضن فيه فرج الأنثى بشر الذكر ، وتطوق فيه ذراعا الذكر ، الجسد الأنثوى البض الغض الفائر بالنار واللهفة والشوق ، فيصيران جسداً واحداً تتوحد فيه كل معانى الحب والتراحم والتواصل والعناق ، الذى يفضى الى خلقٍ جديدٍ يتكون فى رحم الأنثى ، التى تصبح بدورها أمينةً على مانتج عن تلك العلاقة الحميمية ، التى وحدت بينها وبين من أحبت ، دونما وصايةٍ من أحد ، أو ولايةٍ تمارسها عليها تقاليد العشيرة أو القبيلة ، أو الوالدان والأعمام والأخوال والأخوة والأخوات . سيقولون أننى أتجنى عليهم ..وأن ماأعتبرته منهياً عنه عندهم ومحظورٌ على رجالهم ونسائهم موجودٌ عندهم ويمارسونه ، ولكن وفق طقوس دينية وتقاليد اجتماعية وجدوا عليها آباءهم وأمرتهم بها شرائعهم التى أنزلها لهم خالقهم اليهم عبر أنبيائهم ، وأقول لهم لقد تجاوزت البشرية فى شرقها وغربها كل ماتعتقدونه وماتحكمونه فى كيفية العلاقة بين الرجل والمرأة . لم تعد المرأة فى أى بقعة من بقاع الأرض ، ينظر اليها على أنها كائن من الدرجة الثانية ، يستحق الوصاية على كل سلوكياته وتصرفاته من الأسرة والقبيلة والرجل متمثلاً فى الأب أو الأخ أو ابن العم ، الا فى بلادكم المنكوبة بذلك الكم الهائل من التراث والغيبيات ! المرأة فى كل بلاد العالم – باستثناء أقطاركم التعيسة – يتم رفع أيدى الأسرة عنها بالكلية واعطائها الحرية الكاملة فى التصرف فى كل أمورها بما فيها جسدها ، بمجرد بلوغها سن الحادية والعشرين من عمرها ! وليس معنى ذلك أنها قبل سن الحادية والعشرين ، كانت عديمة الحرية ، بل هى لها مطلق الحرية من لحظة ادراكها لوجودها وبدايات تعرفها على الأب والأم والأسرة ! انهم يربون أطفالهم على كيفية التمييز بين النافع والضار باستخدام العقل الناقد الحر ، لا بدكتاتورية وسلطوية العادات والتقاليد والنصوص التى تعتبرها الجماعة نصوصاً مقدسة ، ومخالفتها تؤدى بالانسان الى الهلاك والخسران المبين . فى كل بلاد العالم المتقدم ، فى شرق الدنيا وغربها ، يطبقون فى كل شؤون حياتهم وسلوكياتهم ، أحدث ماتوصل اليه العقل البشرى من اكتشافات وأبحاث ودراسات ونظريات ، فى العلوم الطبيعية والكونية والانسانية ، بغض النظر عما إذا كانت متوافقة مع التراث والتقاليد من عدمه . لقد أثبتت الأبحاث والدراسات الخاصة بالعلوم البيولوجية والنفسية والانسانية أن المرأة تتساوى مع الرجل فى الذكاء وفى القدرة على القيادة وتحمل المسئولية ،إذا ماتمت تنشئتها وتربيتها على أسس تربوية سليمة ، خالية من القهر والانتقاص والتقليل أو التحقير من شأنها ، فراحوا يضعون البرامج التربوية والسياسية والأساليب التقدمية التى تؤهل المرأة للمشاركة الفاعلة فى تشكيل النهضة الشاملة للمجتمع والدولة ، التى هى مواطنة فيها ، لها كل ماللرجال من حقوق ، وعليها كل ماعليهم من واجبات ، حتى أننا شاهدنا المرأة فى تلك الدول تعمل ضابطة شرطة وتعتقل أعتى المجرمين الذين يعجز عن اعتقالهم الكثير من الضباط الرجال ! لقد شاهدنا المرأة فى تلك الدول تقود الطائرة المقاتلة فى الحرب جنباً الى جنب مع الطيارين الرجال . لقد شاهدنا المرأة فى تلك الدول ، تسافر على متن السفن الفضائية ، الى خارج الكرة الأرضية ، وتظل سابحةً فى الفضاء حول الكرة الأرضية مع رواد الفضاء من الرجال لعدة شهور ..المرأة رائدة فضاء عندهم..وماأقساها من مهمة يعجز عنها أعتى أشاوسنا ممن يسخطون المرأة عندنا وينعتونها بأنها عديمة الأهلية وناقصة العقل ولا تعدو قيمتها فى نظرهم سوى وسيلة للترفيه عن الرجل حتى ولو كان ذلك فوق التنور كما أشار الى ذلك فى أحد مقالاته الكاتب والفيلسوف الكبير سامى لبيب ! وأخيراً وليس آخراً..شاهدنا المرأة عندهم وزيرةً للدفاع ووزيرةً للخارجية ،ثم رئيسةً للوزراء ! سيقول البعض : لدينا فى بعض بلداننا نساء تقلدن وزارات . وأقول لهم : تلك منحة فوقية وحلية علوية يحاول بها بعض الحكام العرب أن يوهموا الدول المتحضرة ، أنهم سائرون على طريق الحداثة فى بلدانهم ، وليست اختياراً أو اقتناعاً شعبياً ، يعبر عن نظرة الرأى العام للمرأة فى تلك البلدان !
لقد أثبتت الفلسفة وكل علوم الانسانيات وأهمها علم الاجتماع والعلوم السياسية حاجة المجتمعات الملحة للأمن والاستقرار والسلام ، من أجل دفع عجلة الابداع والاختراع والاكتشاف والبناء والانتاج ، للارتقاء والنهوض بمستوى معيشة الفرد والدولة بوجه عام ، فأقرت فى دساتيرها وقوانينها الحريات الشخصية لكافة المواطنين ، كحرية الاعتقاد وحرية التعبير وحرية النشر وحرية التنقل ، وكذلك أقرت فى دساتيرها الحقوق الانسانية كالحق فى الحياة الحرة الكريمة والحق فى التعليم والحق فى الحصول على فرصة عمل تصونها قوانين العمل والحق فى الحصول على فرص ممارسة الحقوق السياسية لعامة المواطنين ، انطلاقاً من مبدأ المواطنة ، دونما تمييز بين المواطنين على أساسٍ من العرق أو الجنس أو اللون أو الدين . المعيار الرئيسى عندهم هو أن يكون الفرد مواطناً صالحاً A good citizen . وليس الصلاح عندهم كما هو عندنا من المنظور الدينى البحت ، وانما المواطن الصالح عندهم ، هو ذلك الشخص الذى لم يثبت أنه كذب على الآخرين فى أى يومٍ من الأيام...لم يثبت أنه استغل المنصب العام فى التربح لحسابه الشخصى..لم يثبت عليه أنه جامل أحداً على حساب الصالح العام ..حتى ولو كان ذلك الأحد قريباً له من الدرجة العاشرة وليست الأولى...المواطن الصالح عندهم هو ذلك الشخص الذى لم يثبت ضده أنه فى يومٍ ما من الأيام مارس التمييز الدينى أو الطائفى أو السياسى أو العرقى ضد أىٍ من المواطنين المسئول عنهم بشكلٍ أو بآخر ، كأن يكون مديراً أو وزيراً أو حتى كان مواطناً عادياً ً ! سيقول البعض عندنا : ذلك هو عين مانادت به الأديان التى نتبع تعاليمها . وأسألهم : هل تقر بعض الأديان عندكم بممارسة المرأة لكافة حقوقها السياسية كأن تصبح رئيسة أو ملكةً للدولة مثلاً ؟ هل تنهاكم تعاليم الأديان عندكم عن معاملة من يختلفون معكم فى الديانة على أنهم مواطنين من الدرجة الثانية ، وعليه يجب حرمانهم من تولى مناصب قيادية وحساسة فى الدولة ، مثل تولى الوزارات السيادية أو قيادة الجيوش ؟ هل تقر الأديان عندكم المساواة الكاملة بين الرجال والنساء فى ممارسة الحقوق الكاملة للمواطنة ؟ أم أنكم مازلتم تعتبرون شهادة الرجل تعدل شهادة اثنتين من النساء ؟ هل تقر الأديان عندكم تساوى الاناث بالذكور فى الميراث ؟ أم أنكم مازلتم تمنحون الذكر مثل حظ الأنثيين ؟ هل تعاليم الأديان عندكم تبيح للفرد التخلى عن ديانة والديه وأسرته وعشيرته واختيار الديانة التى يقتنع بها بعقله وتفكيره ؟ أم مازلتم تمارسون القهر والاضطهاد ضد كل من خرج عن الطابور الذى يقوده الامام أو القس أو الحاخام ؟ هل تعاليم الأديان عندكم تكفل الحرية الشخصية للفرد فى انكار كل ماوجد عليه الأقدمين والكفر حتى بمصداقية ماأقرته تلك الأديان فى كتبها وتعاليمها ؟ أم أنها تهدد الخارج عليها بالويل والثبور وعظائم الأمور ؟ سيزعم بعض أتباع الأديان فى تلك المنطقة من العالم بأن تعاليمهم الدينية لا تكره أحداً على اتباعها أو التمسك بها ، وأرد عليهم إذا كان ذلك كذلك – وهو غير صحيح – فلم تضطهدون كل من يجاهر بانكار ماآمنتم به ، وتمارسون أعتى أنواع القهر ضده ، للدرجة التى تفرقون بها بينه وبين رفيقة عمره وعشق حياته ان كان رجلاً ، وحب حياتها ونور عينيها ان كانت امرأة ؟ هل مازالت كل فرقةً منكم تعتقد اعتقاداً راسخاً لا يتزعزع بأنها الفرقة الوحيدة الناجية التى اصطفاها الالاه وخصها بالحقيقة المطلقة دون غيرها من الفرق الأخرى ؟ وإذا كان ذلك كذلك – وهو كذلك – فهل توصلتم الى صيغة من التعايش تقيكم التصادم والتناحر بسبب زعم كل فرقة منكم بأنها الأحق والأجدر بالسيادة على الفرق الأخرى ؟ بمعنى آخر : هل توصلتم الى اقرار دساتير مدنية تنجيكم من حتمية الصدام الكائن فى التناقضات الجوهرية بين معتقد كل فرقة وأخرى ؟ لا أعتقد ذلك...فكل الحوادث والأحداث الجارية فى تلك المنطقة من العالم تقطع بأن صداماً حضارياً ، أساسه دينى ومذهبى وطائفى ، تلوح فى الأفق القريب ، وتبدو شواهده وعلاماته واضحةً فى الردة الحضارية والتنويرية المتمثلة ، فى ركون كل فرقة الى مظاهرها الدينية ، وتمسكها واصرارها على ادعائها بامتلاك الحقيقة المطلقة دون الفرق الأخرى ، والتفافها وتمترسها حول الرموز الدينية ، التى تمثل فى فكرها واعتقادها ، الواجهات الرئيسية والدعوية ، لما تعتقده هذه الفرقة أو تلك ! فترى مثلاً فى مصر ..نزوع الكثير من الشباب المسلمين سواء فى العشوائيات أو القرى أو المناطق الراقية ، الى اطلاق اللحى وارتداء الجلباب الأفغانى أو الغترة الخليجية ، وأيضاً نزوع الكثير من النساء المسلمات الى ارتداء الحجاب والاسدال والنقاب ، وكذلك التعمد فى رفع مكبرات الصوت أثناء الآذان للصلاة ، وشيوع الكاسيتات التى يديرها السائقون فى وسائل المواصلات العامة ، والتى تقوم ببث الخطب الدينية للوعاظ المسلمين ، أو تقوم ببث القرآن الكريم بصوت مشاهير القراء العرب ، بغض النظر عما إذا كان الركاب ، يرغبون فى الاستماع الى تلك الشرائط من عدمه...وأنا بصفة شخصية لا أصادر على الحرية الشخصية لأى فرد فى الاستماع لما يشاء من الشرائط حتى ولو كانت شرائط تم تسجيلها للشيطان نفسه ، بشرط ألا يكون بها مايتناقض مع روح العصر من الديمقراطية والتعايش السلمى بين جميع المعتقدات أو الأديان . ولا أعتقد أن أياً من الأديان يخلوا من بعض التعاليم التى تؤدى الى الصدام والتصادم مع أتباع الديانات الأخرى ! حتى فى رنات الموبايلات ؛ تجد أتباع الدين الاسلامى يحملون على موبايلاتهم آيات قرانية وأدعية اسلامية بأصوات مشاهير القراء والمشايخ فى العالم الاسلامى ! وفى الجانب المسيحى ، تجد المسيحيين يحرصون على ابراز رموزهم الدينية من صلبان وصور للشهداء والقديسين مثل مارجرجس وكذلك صور العذراء وهى تحمل ابنها يسوع على كتفها ، وكذلك رنات الموبايلات ، تجدها بأصوات المشاهير من القساوسة الذين يترنمون بالأناشيد الدينية والتراتيل الانجيلية ! فى رأيى الشخصى أن تلك المظاهر من الردة التنويرية ، تعبر عن عجز الأنظمة فى تلك الدول الناطقة باللغة العربية ،وخاصة فى مصر ودول الخليج العربى ، عن توظيف الثروات البترولية ،وغيرها من الثروات الأخرى، فى احداث التنمية البشرية الحقيقية للمواطنين فى تلك الدول ، بحيث تستطيع اللحاق بركب الحضارة والتقدم والانخراط فى المكتسبات الانسانية ، التى حققتها البشرية ، منذ عصر الثورة الصناعية وحتى الآن . ولعل من أبرز مظاهر ذلك العجز ، هو الانهيار السريع والمتتابع لتلك الأنظمة ، والذى بدأ فى تونس فى مطلع هذا العام 2011 ، ثم تلاه النظام المصرى ، وحالياً النظام الليبى ، والبقية تأتى ... قد يقول قائل أن انهيار تلك الأنظمة كان بفعل ثورات شعبية عارمة ، سوف تؤدى فى نهاية المطاف الى كيانات ديمقراطية تحاكى الديمقراطيات العريقة فى دول العالم المتقدم كانجلترا وفرنسا وألمانيا والولايات المتحدة ، ولكنى أرى الصورة غير ذلك تماماً ، وذلك لاختلاف المعطيات الثقافية والفكرية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية ، بين ماهو موجود وفاعل فى تلك الدول الناطقة باللغة العربية ، وبين الدول التى انتهجت الديمقراطية فى العالم المتقدم . فجميع المعطيات فى دول العالم المتقدم ، تعتمد العلم أساساً ومنهاجاً لاحداث النهضة الشاملة فى كل مناحى الحياة ، بينما فى تلك الدول الناطقة باللغة العربية ، لازال الحكام والشعوب لا يأخذون بالعلم الا فى قشور الحضارة ومظهرها فقط ، المتمثل فى أساليب الانتاج المادى ، دون الأخذ بما حققه العلم فى الانسانيات الخاصة بالحريات والحقوق السياسية التى اعتمدها الاعلان الأممى لحقوق الانسان ! ومن هنا تكون بدايات الصدام بين الحضارات عندما يتغلب الطابع الدينى على الطابع المدنى الديمقراطى فى تلك المنظومة المسماة بالدول العربية ، وفى اعتقادى أن الشرارة الأولى فى هذا الصدام سوف تنطلق من مصر ضد اسرائيل ومن وراء اسرائيل كل دول العالم المتحضر ، وذلك إذا مانجح الاسلام السياسى فى مصر فى قطف ثمار ثورة 25 يناير ، والقفز عبرها على السلطة والحكم ! . وأتمنى من كل قلبى لو كنت مخطئاً فى تحليلاتى واستقراءاتى ، فأنا واحد من عشرات الملايين القاطنين فى أكبر تلك الدول الناطقة باللغة العربية ، والتى كنت أتمنى لو أنها نجحت فى اقامة دولة مدنية ديمقراطية حقيقية ، قبل تغلغل التيار الاسلاموى بدعم شرس وسخى من الدول البترودولارية ، لكن وكما قالوا : ليس كل مايتمناه المرء يدركه !
والى لقاء آخر لو أمهلنا الوقت قبل وقوع الصدام المرتقب للحضارات فى هذه المنطقة من العالم



#زاهر_زمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مسالة الحكم فى المنطقة العربية
- لماذا يتعصب المسلمون أكثر من أتباع الديانات الأخرى ؟
- حول محاولات البعض تفكيك الدكتور كامل النجار ( 3 )
- حول محاولات البعض تفكيك الدكتور كامل النجار
- k حول محاولات البعض تفكيك الدكتور كامل النجار k ( 1 )
- الله .. ونحن .. والآخر !( 1 )
- ﴿ خرابيط 1 ﴾
- التيارات الظلامية تجتاح الدوائر الرسمية فى الدولة المصرية !!
- لماذا يتوجس الغربُ خيفةً من المسلمين وخاصةً العرب منهم ؟ [3 ...
- لماذا يتوجس الغربُ خيفةً من المسلمين وخاصةً العرب منهم ؟ [ 2 ...
- هل الإلحاد قرين الانحطاط الأخلاقى ؟
- لماذا يتوجس الغربُ خيفةً من المسلمين وخاصةً العرب منهم ؟ [ 1 ...
- محاولة تحليل ماجرى وسبر أغواره وجذوره
- الرد على تعجب السيد آدم عربى
- أسطول الحرية وأبعاد التظاهرات الصوتية [2]
- أسطول الحرية وأبعاد التظاهرات الصوتية !
- [ كارثية عداء المؤسسة الدينية للمؤسسات العلمية الفلسفية التن ...
- تغييب العقول.....لمصلحة من ؟؟!! [ 3 ]
- تغييب العقل ......لمصلحة من ؟ [ 2 ]
- تغييب العقول ... لمصلحة من ؟ 1


المزيد.....




- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن استهداف موقع اسرائيلي حيوي ...
- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن استهداف قاعدة -عوفدا- الجو ...
- معرض روسي مصري في دار الإفتاء المصرية
- -مستمرون في عملياتنا-.. -المقاومة الإسلامية في العراق- تعلن ...
- تونس: إلغاء الاحتفال السنوي لليهود في جربة بسبب الحرب في غزة ...
- اليهود الإيرانيون في إسرائيل.. مشاعر مختلطة وسط التوتر
- تونس تلغي الاحتفال السنوي لليهود لهذا العام
- تونس: إلغاء الاحتفالات اليهودية بجزيرة جربة بسبب الحرب على غ ...
- المسلمون.. الغائب الأكبر في الانتخابات الهندية
- نزل قناة mbc3 الجديدة 2024 على النايل سات وعرب سات واستمتع ب ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - زاهر زمان - الدولة الدينية :وصدام الحضارات !