أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - وسام جواد - غباء الطغاة















المزيد.....

غباء الطغاة


وسام جواد

الحوار المتمدن-العدد: 3315 - 2011 / 3 / 24 - 23:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


د . وسام جواد
غـبــاء الطغــاة

قد يتشابه الطغاة في الغباء, لكنهم يختلفون في درجتة لا حدوده, إذ لا حدود لغباء الطغاة. ولو راجعنا مراحل تطور التكوينات البشرية بدءا بالإقطاعية, مرورا بالبرجوازية والرأسمالية, وانتهاءا بمرحلة الإمبريالية, لوجدنا ان حجم الدمار, الذي الحقته قوى الطبيعة بشعوب العالم, يكاد لا يساوي شيئا أمام فداحة الخسائر البشرية والمادية,التي تسبب بها الطغاة, بمن فيهم اولئك الذين سجل لهم التاريخ صفحات سوداء في ماضي العراق وحاضره.

لقد وقع العراق مرارا, تحت وطأة طغاة الداخل والخارج ( الغزاة ), الذين لم يتركوا ما يذكره الشعب عنهم, سوى همجية الاندفاع نحو السيطرة وفرض الهيمنة, بلا وازع اخلاقي يحول دون القتل البربري للوجود البشري, ولشواهد حضارية خلفتها عبقرية الإبداع, وانجزتها مهارة الصناع, خلال مسيرة التطور والبناء, التي حاول الطغاة وقف عجلة تقدمها بدمويتهم وطغيانهم.

إن ما عاناه الشعب العراقي قبل الاحتلال, وما يعانيه بعده, يبين ان درجة غباء الطغاة تتباين وفقا للمكان والزمان والأفراد. فإذا قارنا بين طاغية مُخّير( صدام حسين ) وآخر مُسّير( نوري المالكي ) لوجدنا ان الأول لم يتوقف عن قمع, وظلم, واضطهاد, وزج أبناء الشعب في حروب عبثية مجنونة ومدمرة, ما كان لعاقل ان يخوض غمارها, أو يقبل بدمارها.
وعلى الرغم من توفر العديد من خيارات التقارب والتعاون مع القوى السياسية والدينية الوطنية, إلا أن صدام حسين قد فضل وضع العوائق, ونصب أعواد المشانق, بدلا من الحوار اللائق.
أما بالنسبة لنوري المالكي, فإنه ككل الذين جاء بهم الاحتلال, لا يملك غير خيار تنفيذ ما يُطلب منه, مقابل ضمان بقائه المذل في سلطة الاحتلال ( ابقوني, وخذوا ما تشاؤون ). وقد فرَط المالكي كصدام, بفرص التفاهم مع الأنام, وآثر لغة القوة والصِدام, والتهديد والوعيد والأنتقام, تارة من "أيتام صدام", وتنظيم القاعدة الهدام, وتارة من "قوى الظلام", وهي حجج سخيفة وأوهام, يروج لها أعوان النظام, قد تُقنع المرجعية والكاكا مام, ومن تشبث بالعَم سام, لكنها لن تلق اهتمام, فالشعب قد خبر اللئام, ولن يخدعه عسل الكلام, ولا زبد وعود الطغام .

هل المالكي أغبى من صدام ؟
وصف الأستاذ صلاح عمر العلي, رئيس حكومة الإحتلال نوري المالكي بالغبي ثلاث مرات, في مقال نُشِر قبل بضعة أيام "الطغاة أغبياء مجرمون, ومن التاريخ لا يتعلمون", وخاطبه على النحو التالي : هل تعرف مصير من سبقك من طغاة العراق السابقين مع انهم لا يصلحون اكثر من مجرد تلاميذ مبتدئين في مدرسة الفساد والارهاب والطغيان, التي انشأتها في العراق, بتمويل ودعم من أسيادك الأمريكان, وكيف كانت نهاياتهم ايها الغبي..؟
وتطرق الى اساليب التعذيب الوحشية للطغاة, منذ زمن نمرود وحتى فرعون القرن الواحد والعشرين, مبينا تشابه السلوك بينهم, ومستشهدا بنوري المالكي كمثال على دمويتهم " فنوري المالكي قطع اجساد ضحاياه واجلسهم على خوازيق لقتلهم ورمى العديد من ضحاياه الى كلاب متوحشة ومدربة على تمزيق اجساد البشر قبل التهامها وزج في سجونه ومعتقلاته السرية الاف من الشباب وتم قتلهم بوحشية لا نظير لها في تلك الاقبية المظلمة. فهو مثل اي طاغية في التاريخ يامر اتباعه وما عليهم سوى الطاعة والتنفيذ. يسرق هو وجماعته وينهب ثروات العراق دون رقيب او حسيب ودون ان يجرؤ احد ممن يحيطون به من الامعات امثال صالح المطلق او رافع العيساوي المسمى وزيرا للمالية او غيرهما على الاعتراض ."

لا خلاف حول قسوة وهمجية ووحشية أساليب حكومة الإحتلال برئاسة نوري المالكي ولكن, هل غاب عن بال الأستاذ صلاح, فضاعة وبشاعة ما مارسته الأجهزة القمعية للنظام السابق, أم أنه تجنب ذكرها احتراما لعلاقات قديمة وحميمة ؟. واذا ثبت استخدام الكلاب المتوحشة في تمزيق أجساد المعتقلين, فهل كانت أقبية التعذيب خالية منها في زمن صدام ؟ ( وفقا لطبيب صدام حسين,علاء بشير: اقتلع صدام عيني وزير الصحة رياض حسين قبل أن يقتله بثلاث رصاصات. ومن
الذين أعدموا من أصدقائي, هما الطبيبان اسماعيل التتار أحد أهم الاختصاصيين في الأمراض الجلدية, وطبيب الأطفال هشام السلمان . أما الدكتور المرحوم راجي التكريتي فقد تم أعدامه بواسطة الكلاب التي هجمت عليه في سنة 1993 ) . وفي حال غياب جرأة الإعتراض على سلوك المالكي لدى من يحيط به, فإن من البديهي ان يسأل المرء: هل كانت الجرأة حاضرة لدى من كان يحيط بصدام حسين ؟. إن الإجابة بـ ( نعم ) ستحتم توجيه سؤال آخر: كم بقي منهم على قيد الحياة ؟ أما اذا كان الجواب ( لا ), فإن تعميم صفة "الغباء", التي أطلقها الأستاذ صلاح على الطغاة ستكون صحيحة ومقبولة, إن لم تقتصر على طاغ دون آخر .
" واذا كان يصعب على المالكي قراءة التاريخ الانساني، فاننا ننصحه ان يبحث عن ما أل له طغاة هذا العصر من امثال الرئيس الروماني تشاوتشيسكو او عيدي امين وبوكاسا والرئيس التونسي الهارب أو حسني مبارك المختفي واخيرا وليس آخرا العقيد معمر القذافي ."
يعلم الأستاذ صلاح بأن المالكي وغيره من المؤيدين الإحتلال, ليسوا سوى أداة تحركها الإمبريالية الأمريكية والصهيونية, لتحقيق أهداف استعمارية ليست خافية على أحد. لذا, فمن المستبعد ان يقرأ أعوان الإحتلال ما دونه التاريخ, لأن الطغاة مُغفلون, وللبصيرة فاقدون, وعن القراءة عاجزون, وفي السياسة جاهلون, وبالنصيحة لا يأخذون . ولو قرأ صدام حسين التاريخ بتمعن, لما آل مصيره الى ما آل اليه, ولما وقعت كارثة احتلال العراق, التي لم تكن سوى نتيجة للسلوك الغبي في محاربة القوى الوطنية, منذ محاولة اغتيال الزعيم الوطني عبد الكريم قاسم في 1959 وحتى السقوط السريع في 2003 .

إن الحديث عن الطغاة يستدعي التذكير بما فعلوه من تصفيات جسدية وحشية لآلاف الشيوعيين وخيرة الضباط والجنود العراقيين, بعد انقلاب 8 شباط 1963, وما نفذوه من عمليات قتل وتعذيب وتشريد للشيوعين وباقي القوى الوطنية بعد انقلاب17 تموز 1968, والتذكير بحملة الاعدامات الرهيبة للقيادات والكوادر البعثية,التي قادها مَن تَجَنّبَ ذكرة الأستاذ صلاح ضمن طغاة العصر.

لقد شهدت فترة السبعينات من القرن الماضي على تصفيات جسدية, لقيادات وكوادر بعثية متقدمة, كعضو مجلس قيادة الثورة ونائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع الفريق حردان التكريتي في 15.10.1970, وفؤاد الركابي عام 1971, وناظم كزار, رئيس الحكومة وجهاز الأمن الداخلي, مع خمسة وثلاثين فردا, بعد فشل محاولة انقلاب عام 1973. وفي تموز 1979 أعدم ثلث أعضاء مجلس قيادة الثورة, والعشرات من أبرز أعضاء مجلس قيادة الثورة وحزب البعث. وأعدم في نفس السنة, غانم عبد الجليل وزير التعليم, ومحمد محجوب وزير التربية, ومحمد عايش وزير الصناعة, وعدنان الحمداني, والدكتور ناصر الحاني سعيد, ومرتضى سعيد عبد الباقي, والعشرات من المسؤولين في أقل من شهر واحد.

لم يكن عقد الثمانينات أرحم من سابقه. فبعد تعيين صدام حسين رئيسا للجمهورية في حزيران 1979, وإعفاء احمد حسن البكر من مناصبه وفرض الإقامة الجبرية عليه في منزله. شارك صدام بعد شهرين من توليه الرئاسة, في قمة عدم الانحياز في هافانا عام 1979, واستقبل وزير خارجية إيران الدكتور ابراهيم يزدي بحضور مندوب العراق لدى الأمم المتحدة آنذاك, الأستاذ صلاح عمر العلي . وعلى الرغم من ظاهر ودية اللقاء, وابداء الرغبة بتحسين العلاقات مع إيران, إلا أن صدام حسين أعرب بعد مغادرة السفير الإيراني عن نيته بشن الحرب على إيران, معتبرا ان الفرصة متاحة لذلك. وفي 22.09.1980 بدأت الحرب المجنونة, لتنتهي بعد ثمانية أعوام من الخراب والدمار, وسقوط ما يقارب نصف المليون وسبعمائة ألف من المعاقين والمشوهين, عدا خسائر المادية, التي تجاوزت المائتي مليار من الدولارات. ومن المفارقات, أن يعلن صدام بأن الحرب كانت خطأ, وأن الصواب في العودة إلى اتفاقية الجزائر.

أما العقد الأخير من القرن الماضي, فإنه لم يحمل الى الشعب العراقي ما يدل على تعقل قادة النظام رغم ويلات العقدين السابقين. وبدلا من التوجه نحو تحسين المناخ السياسي في الداخل وتحسين العلاقات مع دول الجوار, نفذ صدام حسين قراره باجتياح الكويت في 02.07 1990, ليدفع بالعديد من دول العالم ( بما فيها العربية ) الى تحشيد جيوشها لخوض الحرب ضدة وهزيمتة وطرده منها, وفرض حصار ظالم على العراق استمر عمليا حتى سقوط نظامة في 2003, دون ان تحول تنازلاته المهينة والمشينة من تلقيه ضربات جوية وصاروخية في 1993, وللمنشآت والقصور الرئاسية في 1998.

الخلاصة :
عانت شعوبٌ العالم من جور وظلم وحروب الطغاة, الذين يتشابهون في وحشيتهم ودمويتهم وغباءهم, وإن اختلفوا في انتماءاتهم القومية والسياسية والدينية. ولعل الخسائر البشرية والمادية الهائلة,التي تكبدها الشعب العراقي في فترة حكم طاغية ما قبل الإحتلال, واستمرارها في زمن طاغية ما بعد الاحتلال, دليل لا يقبل التأويل,على ان لا سبيل للنجاة, ووضع حد للمأساة, إلا بالتخلص من الطغاة, ان اراد الشعب الحياة.



#وسام_جواد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإنتفاضة والثورة
- صلف وقلة أدب نائب وزير..
- هل هناك أنظمة أرذل من النظام الصهيوني ..؟
- هل يُعقل أن تكون أمريكا -قدوة- للعالم الاسلامي ؟
- القوة والتغيير في التاريخ


المزيد.....




- قطة مفقودة منذ أكثر من شهر خلال نقلها إلى ألمانيا.. لم يعرف ...
- وزير خارجية تركيا يتحدث عن زيارة مرتقبة للسيسي إلى أنقرة.. و ...
- -نيويورك تايمز-: سلاح إسرائيلي ألحق أضرارا بالدفاعات الجوية ...
- أوكرانيا قد تتعرض للهزيمة في عام 2024. كيف قد يبدو ذلك؟
- أخذت 2500 دولار من رجل مقابل ساعة جنس مع طفلتها البالغة 5 سن ...
- جناح إسرائيل مغلق.. تداعيات حرب غزة تصل إلى معرض -بينالي الب ...
- عبد اللهيان: ما حدث الليلة الماضية لم يكن هجوما.. ونحن لن نر ...
- عباس: سنعيد النظر في العلاقات الثنائية مع الولايات المتحدة
- الجيش الروسي يسقط ثلاث طائرات بدون طيار أوكرانية فوق مقاطعة ...
- المكتب الإعلامي في غزة: منع إدخال غاز الطهي والوقود إلى القط ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - وسام جواد - غباء الطغاة