أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - مكارم ابراهيم - موقف الدنمارك من الحرب في ليبيا















المزيد.....

موقف الدنمارك من الحرب في ليبيا


مكارم ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 3315 - 2011 / 3 / 24 - 20:59
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


تعتبر الدنمارك احدى الدول التي وافقت على دعم قرار مجلس الامن الصادر بتاريخ 18 آذاروذلك بفرض الحظر الجوي والتدخل العسكري في ليبيا لوقف المجازر التي يرتكبها القذافي .ولقد تضامنت الدنمارك مع دول التحالف فرنسا وايطاليا وانكلترا والنرويج والولايات المتحدة للتدخل في حرب ليبيا وثم اعلنت جامعة الدول العربية تضامنها معهم.
وقد ارسلت الدنمارك السبت الماضي 19 آذار ستة طائرات حربية من طراز اف ستة عشر الى قاعدة عسكرية في جزيرة سيسيليا الايطالية. وقد حاز قرار مجلس الامن الدعم الكامل من قبل جميع الاحزاب في الحكومة الدنماركية الا ان هذه الاحزاب لم تتفق فيما بينها بما يتعلق بعمق التدخل في شؤون ليبيا في حال سقوط القذافي وفترة البقاء هناك على المدى البعيد . ولقد كان موقف كل من حزب القائمة الموحدة وحزب الدي اف هو عدم التدخل في حين ان حزب المحافظين والبقية صمم على التدخل حيث اكد الناطق بالشؤون الخارجية للمحافظين ناصر خضر بان على الدنمارك التدخل الى ان يتم اسقاط القذافي. اما موقف وزيرة الخارجية الدنماركية لينا اسبرسن من تصريحات القذافي الاخيرة على التلفزيون الليبي الرسمي حيث صرح بان تدخل الدنمارك في ليبيا هو بسبب حقد الدنمارك على المسلمين التي عبرت عنه بالرسوم الكاريكاتورية واكدت اسبرسن بان القذافي وصل الى مرحلة يائسة بحيث لم يعد يعرف مايقول رغم ان رجال الدفاع الدنماركي اكدوا بانه بالرغم من تحليق الطائرات الدنماركية فوق الاجواء الليبية الا انه لم يتم اسقاط اية قذائف وصواريخ حتى هذه اللحظة من قبل الدفاع الدنماركي.
هناك من يرى ان التدخل الغربي كان يجب ان يكون محصورا بحظر الطيران على الاجواء الليبية ولكن هذا بالتاكيد بعيد عن المنطق وذلك لان اسقاط الطائرات المحلقة وضرب قواعد المضادات الجوية سيؤدي الى مقتل عدد من المدنيين بشكل حتمي . وبهذه الحالة ماذا كان يتوقع البعض من نوعية المساعدة التي يقدمها الغرب والى اي مدى لوقف المجازر؟ ومن جهة اخرى هل كان الثوار قادرين على النصر لوحدهم بدون مساندة خارجية . وكم سيدفع الشعب ثمنا حتى يتم اسقاط القذافي الذي يملك اكثرالاسلحة تطورا في العالم وهي نفس الاسلحة التي يهاجم بها من قبل الحكومات التي باعت له هذه الاسلحة .
ولكن هل التدخل الغربي هذا يخدم الثورة الليبية ؟ يقول عبد الحفيظ خوجا الناطق باسم لجنة الثورة "قصف الطائرات الغربية يعتبر غزو غربي يضر بالثورة الليبية وسيؤدي الى ازدياد المجازر البشرية وقد زاد من استياء زعماء الثورة الليبية لانه بالرغم من ان قوى التحالف تضرب مواقع الديكتاتور القذافي الا انها مازالت تسانده".( صحيفة الانفورماشون الدنماركية)
في الواقع لقد لاحظنا على احدى القنوات العربية صراخ بعض المواطنين الليبيين بطلب النجدة من العالم وهي كانت صرخات الياس لطلب النجدة لكن هذا التدخل بالتاكيد أضعف منحى الثورة ومسعى الثوار لان بالتدخل الغربي استطاع القذافي ان يستغله بشعاراته القومية والدفاع عن ارض الوطن من الاحتلال و بالتالي التفاف البعض حوله بدلا من الالتفاف حول الثوار الليبيين في معركتهم ضد القذافي وبالتالي يضعف من قوة الثورة الليبية.
ومن المعلوم ان مجلس الامن قد وافق على قرار فرض العقوبات على القذافي وعشيرته بعد ان فرض حظر الطيران و التدخل العسكري وفقدان شرعية القذافي كحاكم في ليبيا. وهذا مااعطى الفرصة الى حزب الفينسترا حزب الحكومة الدنماركية بتقديم طلب عاجل لوزيرة الخارجية لينا اسبرسن وللبرلمان بالحجز على كل املاك القذافي في الدنمارك وقد قرر الحزب بيع هذه العقارات واستخدام هذه الاموال لمساعدة اللاجئيين الليبيين في المناطق المجاورة . حيث ان القذافي يملك عقارات في الدنمارك احدها في منطقة الاوستربغو في وسط كوبنهاكن وهي عبارة عن السفارة الليبية وعدد من البيوت والثانية عبارة عن فيلا كبيرة في منطقة ييسبورغ شمال كوبنهاكن كان يقيم بها ابن القذافي معتصم بلال القذافي عندما كان يدرس في المعهد التجاري العالي منذ بضع سنين .وقيمة هذه العقارات تقدر بحدود 28 و 30 مليون كرونة دنماركية .
ومن جانب اخر يرى بعض المحلليين السياسيين انه من المفروض في ظل هذه الظروف ان ترفع الحصانة الدبلوماسية على الهيئة الدبلوماسية الليبية والسفير الليبي في الدنمارك وطردهم لانه من غير المنطقي ان تقاتل القوات الدنماركية القذافي في ليبيا ومازالت سفارته مفتوحة في الدنمارك, ومن جهة اخرى طالب الرئيس الامريكي باراك اوباما والفرنسي نيكولاي سركوزي ورئيس وزراء بريطانيا ديفيد كاميرون من قادة الدفاع في حلف الناتو ان يتخذوا خطوات قيادية في العمليات العسكرية في ليبيا وبدأ توجه السفن البحرية باتجاه الشواطئ الليبية الا انه ليس من الواضح اذا كان الحلف فعلا سيقوم بالقيادة للعمليات العسكرية خاصة بوجود عدم الاتفاق التام بين جميع الاطراف ,ومن جانبه اكد السكرتير العام لحلف الناتو انس فو راسموسن بان زعماء الحلف وخلال اجتماعاتهم في الثلاث ايام الاخيرة وضعوا استراتيجية نهائية عن كيفية تنفيذ الحظر كما انه من المعلوم ان فرنسا في بادئ الامر كانت معترضة على التدخل العسكري في ليبيا ,اما تركيا فانها تقف موقفا رافضا تماما للتدخل العسكري في ليبيا.
وبتاكيد ان هذه التدخلات العسكرية الغربية اثرت على اسعار النفط الذي ارتفع بمقدار 2 % منذ يوم الاثنين الماضي بعد بدا الضربات الجوية على ليبيا و قد انخفض الانتاج النفطي الليبي بمقدار الربع وربما يتوقف نهائيا في الايام القادمة ( صحيفة الاعمال الدنماركية)
لنترك اسعار النفط الذي كان لعنة على الشعوب العربية والسؤال هنا هل ستكون ليبيا رقم 3 في قائمة الاحتلال الامريكي الغربي طبعا عدا فلسطين التي يعتبر المحتل فيها كيان اسرائيلي . طبعا لاارجوا ذلك رغم ان التجارب السابقة مع الغزو الامريكي للبلدان تحت شعار دعم الديمقراطية واسقاط الطغاة اثبت لنا بان الهدف الفعلي هو احتلال طويل الامد و تمزيق الشعب الواحد الى مذاهب وقوميات وطوائف وسلطة فاسدة والخ الخ الخ ......

واخيرا لنتوقف قليلا عند موقف الشعب الدنماركي من التدخل العسكري الدنماركي في ليبيا كان في الواقع مثير للدهشة بالنسبة لي فحسب الاستطلاعات التي اجرتها مؤسسة غالوب للدراسات الميدانية وبرعاية صحيفة البيرلينسكة تذنة الدنماركية تبين ان 78% من الشعب الدنماركي موافق على قرار البرلمان بالتدخل العسكري وارسال الطائرات الحربية الدنماركية الى ليبيا وان 64 % من الشعب الدنماركي يرى ان على قوات التحالف الدولية ان تسعى للاطاحة بالقذافي او قتله. ومايثير دهشتي انه بتاريخ 3 نوفمبر 2010 اي منذ اربعة اشهر فقط كتبت مقالة حول تداعيات الحرب في افغانستان وتناولت الاستطلاعات التي اجرتها مؤسسة غالوب حول النفقات التي تصرف على الحرب في افغانستان تحت وطأة الازمة الاقتصادية في الدنمارك وكانت حينها نتائج هذه الاستطلاعات بان 3% من الشعب الدنماركي موافق على صرف أموال الدولة في حرب افغانستان لاسقاط حركة طالبان في حين أن 97 % من الشعب الدنماركي ضد استخدام أموال الدولة في محاربة حركة طالبان الأفغانية في ظل الازمة الاقتصادية .
والسؤال هنا لماذا وافق غالبية الدنماركين اليوم في التدخل العسكري للدنمارك في حرب ليبيا وصرف ميزانية كبيرة لها بينما رفض غالبية الشعب تدخل الدنمارك في حرب افغانستان قبل اربعة اشهر فقط والازمة الاقتصادية مازالت كما هي؟ فهل ان تصريح الحكومة الدنماركية بدعم الديمقراطية للثورات العربية والقضاء على الطغاة كان تاثيره اكبر على الشعب الدنماركي من تصريحات دعم الديمقراطية في افغانستان والعراق والقضاء على طالبان وصدام . عدا ان الغالبية كان رافضا لدخول القوات الدنماركية الى العراق. فماذا تعٌلم الشعب الدنماركي من التدخلات العسكرية لحكومته المتحالفة بشكل مطلق مع الولايات المتحدة في غزو افغانستان والعراق على ما يبدو انه لم يتعلم شيئا !
مكارم ابراهيم



#مكارم_ابراهيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ليبيا نعم والبحرين لا!
- لماذا لا يحاكم الزعيم العربي المخلوع؟
- لنهنئ المراة في عيدها على الانجازات التي حققتها
- ألن تفكرالشعوب الغربية بالثورة على انظمتها ايضا؟
- الثورات العربية خيبت آمال ثلاثة !
- إما مع المالكي أو ضده!
- مازال الطريق شاق امام التغيٌير
- المجد للشعب والجيش الليبي الصامد
- وماذا عن العراق؟
- هل سيتمكن القذافي من الوصول الى بيرلسكوني ؟
- قراءات في كتابات يسارية
- موقف الحكومات الغربية من الانتفاضات العربية!
- رسالة الى الشعب العراقي
- الجيش المصري ضالع في تعذيب المتظاهرين
- طلب خاص للجيش المصري
- ثورات الفيسبوك كانت المدّ !
- الصهيونية والانظمة العربية وجهان لعملة واحدة
- بالرصاص الاسرائيلي ايضا سقط شهداء تونس
- هل ستكون تونس عراق ثانية؟
- المسلم والامراض العضوية والنفسية!


المزيد.....




- لماذا أصبح وصول المساعدات إلى شمال غزة صعباً؟
- بولندا تعلن بدء عملية تستهدف شبكة تجسس روسية
- مقتل -36 عسكريا سوريا- بغارة جوية إسرائيلية في حلب
- لليوم الثاني على التوالي... الجيش الأميركي يدمر مسيرات حوثية ...
- أميركا تمنح ولاية ماريلاند 60 مليون دولار لإعادة بناء جسر با ...
- ?? مباشر: رئيس الأركان الأمريكي يؤكد أن إسرائيل لم تحصل على ...
- فيتو روسي يوقف مراقبة عقوبات كوريا الشمالية ويغضب جارتها الج ...
- بينهم عناصر من حزب الله.. المرصد: عشرات القتلى بـ -غارة إسرا ...
- الرئيس الفرنسي يطالب مجموعة العشرين بالتوافق قبل دعوة بوتين ...
- سوريا: مقتل مدنيين وعسكريين في غارات إسرائيلية على حلب


المزيد.....

- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة
- فريدريك إنجلس . باحثا وثوريا / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - مكارم ابراهيم - موقف الدنمارك من الحرب في ليبيا