إلى مانديلا ,, نسر القرن العشرين

مريم نجمه

الحوار المتمدن-العدد: 990 - 2004 / 10 / 18 - 08:37
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    

أعصاب .. أمتن من أسلاك محطة كهرباء .. تهز الأرض ولا تحرقها , معلنة إنتصار إرادة الثورة والتحرير .
قناعة .. بعمق البحار والمحيطات . عنفوان .. كعنفوان البراكين الهادرة . تصمميم .. كقوة الحقيقة .
أسطورة .. تحمل معها كل ميثولوجيا الشعوب القديمة . قديس .. كحجم القضية الكبرى
قلب .. كبير كبير كقلب الزنجي الثائر ذلك هو : نيلسن مانديلا ...
المحامي , المناضل , الثائر القدوة , الرمز , النموذج والمثال لكل المناضلين الشرفاء الوطنيين الثابتين في العالم .
رغم كل الإنحطاط والإنهيار والردة الرجعية , ورغم وضع العصي أمام عجلات الثورة في العالم ..
فالشعوب لا تموت , والتاريخ لن يرجع إلى الوراء .

نسر أسمر ( قهوائي الرائحة واللون ) في الجنوب الأفريقي خرج من المعتقل محطما الأغلال منتصرا لقضية شعبه
العادلة .. الكفاح ضد التمييز العنصري والإضطهاد , لتخرج الحرية منتصرة من عرين مانديلا ويتحرر النضال ...
الثوري من الظلم والقيد والقمع ليكتب نشيد إنتصار الإنسان .. وقصيدة العشق الوطني .
كتبها على الصخر .. بمداد العمر .. وصفاء النظر .. بمداد القلب على أخاديد الوجه .. شقائق نعمان – وزنابق حب
وعاطفة إنسانية بنفسجية الشذى مضمخة بدموع اليتامى والشهداء والسجناء والأحرار .. قصائد شعر ولوحات حب
لا تنتهي .. للوطن والإنسان .
فهذا لعمري أرفع وأروع نضال في الوجود لبني البشر لا يقدره إلا من عاشه , يستحق أن يكون نبراسا في هذا الكون
الغافي في قيود الظلم والذل , ليتبدل وجه التاريخ المعاصر .. وليغرب إلى الأبد وجه القبح والشر والظلم .
ولماكان نضال الشعوب واحد في العالم في سبيل الحرية والإستقلال والكرامة الإنسانية والمساواة في الحقوق – كل لا يتجزأ من أقصى شرق الكرة الأرضية إلى غربها ومن شمالها إلى جنوبها , رأيت من واجبي الوطني والثوري والأممي
أنا إبنة سورية الحضارة والتاريخ والأصالة – النضال البطولات والشهداء , إبنة سوريا الفكر والإشعاع والثقافة .. أن
أهنئ شعب جنوب أفريقيا المكافح المضطهد , وحزب المؤتمر الأفريقي , وعائلة المناضل ( مانديلا ) .. والقارة الأفريقية
وشعوب العالم قاطبة المكافحة ضد التعصب والتمييز العنصري والشوفيني والإستغلال والهيمنة .., أهنئهم جميعا على إطلاق سراح المناضل الوطني مانديلا : القائد والمعلم الثوري لقضية الشعوب العادلة .
سبع وعشرون عاما من عمر الإنسان .. لا شئ أمام تاريخ وطن وانتصار شعب .
فمعاناة السجن والمنفى والإضطهاد .. والتغريب والإغتراب والقمع , كلمات لا يعرف معناها ودلالاتها إلا من عاش أبعادها
وتجربتها , إننا نفتخر ونتضامن مع مواقفكم أيها القائد مانديلا المشرفة الصادقة والمخلصة في سبيل المبادئ والخط ..
الثوري الوطني الذي رسمتموه لشعبكم .
ولا يسعني أيها ( القديس السياسي ) .. معتقل الرأي والضمير – رقم واحد في العالم – إلا أن أنحني إحتراما لتضحياتكم
الجسام , وبدموع التضامن والإنسانية وأوسمة الثوار .. وبأغما ر ورود وأزاهير الفصول كلها .. نصافحكم ونقول لكم :
أهلا وسهلا على هذا الكوكب بعد أن حرمت من نوره 27 – عاما .. من يصدق ذلك ..؟
تلك هي الأسطورة الملحمية للشعوب المضطهدة ... ملحمة الإنسان الثوري ...
وعشت رمزا للنضال الذي لا يخبو ...!

واليوم أقول .. لقد بنى مانديلا دولة وطنية ديمقراطية حقيقية متحررة من العنصرية والشمولية , وسلم الأمانة للأجيال
الصاعدة براحة ضمير محطما أسطورة الحزب الواحد والرئيس مدى الحياة التي ابتليت بها الشعوب العربية المستعبدة ,
فلنتعظ ..!؟
هذه الرسالة كتبت بعد خروج مانديلا من السجن عام 1990 – 3 – 12 –
وسأكتب قريبا عن مانديلا سورية الحبيبة .. نسر القرن الواحد والعشرون المناضل البطل .. عماد شيحا .
مريم نجمه – هولندا

#مريم_نجمه (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات