أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين التميمي - اعياد نورورز في ديالى.. سياحة غير مكتملة















المزيد.....

اعياد نورورز في ديالى.. سياحة غير مكتملة


حسين التميمي

الحوار المتمدن-العدد: 3315 - 2011 / 3 / 24 - 12:49
المحور: الادب والفن
    


محافظة ديالى التي شهدت الكثير من المآسي واعمال العنف طوال سنوات تردي الوضع الامني تحاول في كل مرة وفي كل مناسبة سعيدة ان تعلن عن حضورها المفعم بحب الحياة وحب التطلع نحو التحضر والرقي والتطور.. ولا ادل على هذا ما شاع من مظاهر للفرح والاحتفال بكافة الاعياد والمناسبات منذ عام 2008 والتي تلت فترة تردي الوضع الامني التي احالت الكثير من المناطق في المحافظة الى مدن اشباح وخوف وظلام.
ديالى التي نفضت عنها ثوب الاتهام بالطائفية والتطرف استطاعت ان تعيد الكثير من مظاهر الفرح والابتهاج والاحتفال الى ربوعها في وقت قياسي فاجأ جميع من راهنوا على غير ذلك، لكن هذا الاصرار وحب الحياة يحتاج الى من يعينه ويوفر له الاجواء المناسبة والمرافق السياحية التي تصلح لاستيعاب مئات الالاف من المحتفلين بكل مناسبة.
اليوم ومنذ الساعات الاولى لحلول عيد نوروز او عيد الربيع انطلقت الاف السيارات من مختلف اقضية ونواحي المحافظة باتجاه بعض المرافق السياحية بحثا عن هامش من الفرح والمتعة وابتعادا عن ظل ايام طويلة من المعاناة مع تردي الواقع الخدمي والبطالة والكثير من المنغصات اليومية .
ولعل اغلب العوائل والافراد الذين لايستطيعون الذهاب الى قضاء خانقين والى كردستان لاسباب مادية او لضيق الوقت ووجود التزامات اخرى.. توجهوا الى منطقة (الصدور) والتي تقع في قضاء المقدادية.
واذا كنت ممن يقطنون في قضاء بعقوبة او الخالص او اي منطقة اخرى تقع على مسافة تمتد زمنيا الى نصف ساعة او اكثر للوصول الى (الصدور) فانت ستحتاج الى ساعتين او ثلاثة للوصول اليها ذلك انك ومنذ دخولك الى حدود قضاء المقدادية وحتى وصولك الى (الصدور) ستجتاز العديد من نقاط التفتيش، وهذه النقاط هي اشبه بعنق زجاجة او عنق ساعة رملية بمعنى ادق، ولاريب ان شرطة ديالى قد اعدت خطة امنية محكمة لحماية جميع المواطنين المتوجهين الى المرافق السياحية، وهي خطة تستحق الاشادة لأنها اثبتت فاعليتها من خلال قدرتها على بسط سيطرتها وتمكنها من القيام بواجبها دون ان يحدث اي خرق ودون ان يتعرض اي مواطن لأي نوع من انواع الأذى.. لكن مما يؤاخذ على هذه الخطة ان العديد من المواطنين الذين احتجزوا لساعات وهم في سبيلهم للوصول الى منطقة الصدور كانوا يشعرون بالاستياء حين يتعرضون لكل هذا التأخير وهم في سبيلهم لاجتياز نقطة التفتيش .. حتى اذا ما وصلوا اليها لايجدون اي جهاز سونار، بل فقط بضعة رجال من الشرطة يشيرون لهم بالوقوف او التقدم وان يتم ايقافهم ليلقى عليهم السؤال التقليدي الازلي الذي لم نفهم معناه الى يومنا هذا: من اين اتيتم والى اين تذهبون !!
وليس هذا فحسب بل ان احدى نقاط التفتيش القريبة من (الصدور) كانت تستخدم جهاز السونار بحرص واهتمام كبير وعلى مقربة منها كانت هناك كاميرا لاحدى القنوات الفضائية تصور مشهد التفتيش !!
لكن.. الطريق الى (الصدور) ورغم التوقفات المستمرة والسير السلحفي للسيارات لم يكن مزعجا او مملا الى درجة كبيرة ، فبين كل عشر سيارات او اقل هناك دائما مجموعة من الشباب الذين يغادرون السيارات وينخرطون في الرقص واللهو على انغام موسيقى مدوية تصم الاذان لأنها تنطلق من مكبرات صوتية وضعت فوق تلك السيارات وهي تصلح لأن تستخدم في حفل (DG) اكثر مما تصلح لهذا الاستخدام الذي يمارس اعتداء غاشما على حرية الاخرين.
واذا كنت رب عائلة من العوائل المتوجهة الى هذا المرفق السياحي، وشعرت بأنك قد تورطت بالدخول في هذا الزحام ولامجال لك لأن تعود ادراجك فأن موجة الزحام ستدفع بك الى الامام مرغما وعليك ان تتحلى بالصبر وان ترى وتستمع لكل هذه الامور فضلا عن صراخ اطفالك داخل السيارة ومطالبهم الغريبة والمستفزة، وتحاول ان تقنع نفسك بأن لاذنب لهم، بل ان تصاعد الغبار من جانبي الطريق الذي صار يستوعب اربعة صفوف للسيارات بينما هو يتسع لسيارة واحدة في الظروف الاعتيادية ، وايضا كل هذا الضجيج والرقص الانفعالي لشباب طالما عانوا من الحرمان وهم يبحثون عن اي فرصة للتفريغ حتى وان كانت مزيفة !!
اخيرا وبعد التي واللتيا تكتشف انك قد فزت اخيرا بالوصول الى هذا المنتجع السياحي الفاخر والذي بذلت في سبيل الوصول اليه كل هذا العناء، لكن ما ستراه سيبعث على الاحباط اكثر مما يبعث على الشعور بالسعادة والفرح بربيع اخضر مبهج.. فلاشيء في المكان سوى انهر ضحلة تلتقي فروعها عند ناظم يدعى ( الصدور) وبين هذا وذاك ارض قاحلة مليئة بالحصى، وبالقرب منها تلال تطل على هذا المشهد الذي خففت من وحشته الوان مئات السيارات التي تناثرت هنا وهناك !!
اذن هذا هو المرفق السياحي الذين انفقنا كل هذه الساعات في سبيل الوصول اليه وتعرضنا لكل هذه الاسئلة الامنية المملة لبلوغه !!
الكثير من السياح وبعد وصولهم الى هذا المكان قالوا: لو كنا نعلم اننا سنرى هذا المرفق بهذا البؤس لفضلنا المكوث في بيوتنا وممارسة طقوس الاحتفال من خلال الجلوس في الحدائق المنزلية بدل تكبد كل هذا العناء !!
لكن وبطريقة حسابية متواضعة.. لو ان ادارة محافظة ديالى انفقت مليار من المليارات التي انفقت في العديد من المشاريع.. هذا المليار كان يمكن ان تقام به بعض المرافق السياحية التي تجمل هذا المكان ، فعلى سبيل المثال يمكن استغلال التلال التي تحيط بالمكان لانشاء كازينوهات فوقها وان ترصف ببضع سلالم حجرية ، وان يتم غرس بضع مئات من الشتلات وان تقام الحدائق وبعض النصب واماكن اللهو ومرآب للسيارات.. هل هذا صعب؟ سيما وان كل هذه المرافق ستدر الكثير من الاموال على ميزانية المحافظة، وهذه الاموال يمكن استخدامها في تطوير هذا المرفق اكثر فاكثر وربما يمكن الحصول على بعض الاموال التي تمكننا من تطوير مرافق سياحية اخرى.
المفارقة ان ثمة كازينو كان موجودا قبل 2003 وهو لايزال لكنه لم يعد كما كان عليه في السابق بل تحول الى مقر حكومي، ومثله هناك العديد من المرافق الاجتماعية والسياحية التي استحوذت عليها بعض الاجهزة الامنية خلال فترة تردي الوضع الامني وكان الامر مقبولا وقتها لكن الاستمرار في هذا الاستحواذ لم يعد يلقى التعاطف ذاته من قبل المواطن، بل انه تحول شيئا فشيئا الى حالة من الامتعاض والاستنكار غير المعلن ..
اخيرا نحن نأمل ان تعبد الطرق المؤدية الى مثل هذه المرافق السياحية وان توسع، وان تضع الخطط الامنية في حسبانها ليس حماية المواطن فقط بل راحته ايضا، وان يكون هناك دور للنخب المثقفة والمتنورة لكي يكون لها رأي في مايخطط له من مشاريع .. نأمل ونأمل .. وعسى ان يكون الغد افضل .



#حسين_التميمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كرسي الاعتراف
- ساسة ومقاولون
- أقنعة البطالة
- فيك الخصام
- ميدان مصر وساحة بغداد
- شباب من تونس ومصر ومحافظات عراقية
- زنكنة .. هل مات آخر الرجال؟
- التحليق الى الهاوية
- العراق اولا
- سوبر نائب
- من الاذكى هذه المرة .. المرشح أم الناخب
- جنة الخلد مثواك ايها المعلم.. فلامكان لك بيننا
- اذهب ايها المهجر انت وربك فقاتلا
- خالد السعدي .. الشاعر الذي اقتفاه القدر
- المواطن عنبر .. .. حكاية مهجر
- أصوات ليس لها صدى
- أقساط القرض العقاري والمهجرين
- دوائر الهجرة والتنصّل عن المسؤولية
- ارهاب الكهرباء
- مدارس تم اعمار بنائها .. فمتى يتم اعمار كادرها ؟!


المزيد.....




- أزمة الفن والثقافة على الشاشة وتأثيرها على الوعي المواطني ال ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- مصر.. الفنان بيومي فؤاد يدخل في نوبة بكاء ويوجه رسالة للفنان ...
- الذكاء الاصطناعي يعيد إحياء صورة فنان راحل شهير في أحد الأفل ...
- فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل ...
- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين التميمي - اعياد نورورز في ديالى.. سياحة غير مكتملة