أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد سيد رصاص - صعود قوة المجتمعات أمام السلطات الحاكمة















المزيد.....

صعود قوة المجتمعات أمام السلطات الحاكمة


محمد سيد رصاص

الحوار المتمدن-العدد: 3315 - 2011 / 3 / 24 - 08:32
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


شئنا أم أبينا،فإن مسار تطورالغرب الأوروبي الحديث كان المنارة للتطور العالمي ،حيث كانت انكلترا دائماً تفتتح المراحل اجتماعياً واقتصادياً، وكشكل لنظم الحكم ،وعلى صعيد الفكر وإن نافس الألمان الإنكليز(البريطانيون منذ1707) في هذا المجال.
بدأ المسار الغربي نحو الحداثة في عام1215عندما أُجبر الملك الانكليزي ،أمام ضغط البارونات الاقطاعيين والكنيسة،على منح الوثيقة الحقوقية ،المسماة ب(الماغنا كارتا)،التي أعطت ضماناً للحقوق وحكم القانون للطيف الاجتماعي ،الذي كان الاقطاعيون ورجال الكنيسة أقوى فئاته،عبر مؤسسات مثل البرلمان ومحاكم فيها هيئات محلفين تنتقى أوتنتخب من المجتمع. وعملياً،خلال مسار ثمانية قرون لاحقة،كانت الحداثة مرتبطة بمدى مايأخذه الحيز الاجتماعي من حيز السلطة،مع انشاء توازنات،بينهما،عبر المؤسسات.
في عام1534،مع تأميم الملك هنري الثامن لممتلكات الكنيسة والأديرة،من مزارع ومناجم وهو ماتزامن مع انفصال كنيسة انكلترا عن روما،بدا أن سلطة الملك قد عادت لتصبح مطلقة مع تحول كل تلك الممتلكات إلى عهدة الملك وهو ماترافق مع صعود في قوة انكلترا العالمية عندما أصبحت سيدة أعالي البحار بعد هزيمتها للإسبان في1588بمعركة الأرمادا.كان اضطرار خلفاء هنري الثامن إلى بيع تلك الممتلكات إلى أغنياء الريف وتجار لندن ومانشستر مؤدياً إلى حرب أهلية لماثار هؤلاء،من خلال البرلمان،ضد سلطة الملك المطلقة ، استغرقت سبع سنوات حتى انتهت بقطع رأس الملك عام1649 ثم تأسيس الجمهورية برئاسة أوليفر كرومويل،ليعطي هذا قوة دفع كبرى لتطور اقتصادي – اجتماعي لم تستطع فترة عودة الملكية،منذ1660،أن تقطع سياق مساره الذي انتهى بثورة1688التي أجبرت الملك أن يكون في وضعية"من يملك ولايحكم"لصالح سلطة البرلمان،الذي زادت تمثيليته للمجتمع بشكل مضطرد حتى تطور1830الكبير عبرمرسوم الحقوق الانتخابية،الذي تم تعميمه خلال تطورات القرن العشرين لكي يشمل كافة المجتمع.من هنا،كان طبيعياً أن تكون بريطانية من خلال الاسكوتلاندي دافيد هيوم(1711- 1776 )هي صاحب مصطلح(المجتمع المدني)،وهو مالايمكن عزله عن فكرة سابقه الانكليزي جون لوك(ت1704)حول(الحكومة المدنية): في فرنسة مابعد ثورة1789كانت ولادة قوة الحيز الاجتماعي أمام حيز السلطة أكثر ايلاماً وعنفاً،لتستغرق أكثر من قرن حتى أعطى فشل حركة الجنرال بولانجيه،المناصرة لعودة الملكية في عام1889،مساراً مقارباً للمسار الانكليزي مع تأسيس الجمهورية الرابعة عقب التحرير من الاحتلال الألماني(1944-1959)قبل أن تؤدي التعديلات الدستورية مع الجنرال ديغول إلى جمهورية رئاسية أخذ فيها الرئيس من صلاحيات البرلمان بمجلسيه ولكن من دون سلطة (الحيز الاجتماعي).
كانت نماذج ديكتاتوريات موسوليني وهتلر وفرانكو وسالازار بمثابة محطات أوحت بانقطاع هذا التطور الغربي العام،وهو ماترافق مع الدولة الشمولية السوفياتية بقيادة جوزيف ستالين:أعطت تطورات مابعد1945مسارات ألمانية وايطالية معاكسة للنازية والفاشية،ثم أتى نموذج اسبانية مابعد فرانكو،وقبل هذا بقليل الديموقراطية البرتغالية منذ ثورة25نيسان1974 التي اجتمعت فيها المؤسسة العسكرية مع المجتمع بغالبية فئاته في عملية اسقاط الديكتاتور الفرد،لكي يدللا على تطور ديموقراطي نحو برلمانية تمثيلية كان فيهما التطور الاقتصادي المؤدي إلى تنامي قوة الفئات الوسطى هو القاعدة الاقتصادية- الاجتماعية لقوة (المجتمع المدني)أمام(السلطة).في كوريا الجنوبية1987،التي قاد ت فيها الديكتاتورية العسكرية منذ عام1961نموها الاقتصادي،كان اسقاط الحكم العسكري في ذلك العام لصالح ديموقراطية برلمانية ناتجاً عن تحول سلطة الجنرالات إلى قميص ضيق للقوى الاقتصادية التي نتجت في المجتمع الكوري الجنوبي عن تحوله إلى"نمر اقتصادي".في نماذج(الكتلة السوفياتية)كان الحزب الحاكم في وضعية عسكر سيؤول ولكن أمام قوى اجتماعية أنتجتها الثورة الاقتصادية- التقنية- الثقافية التي قادتها منذ العهد الستاليني تلك الأحزاب،لتصبح الأخيرة متجاوزَة من القوى الاجتماعية التي خلقتها،والتي – أي تلك القوى - أصبحت ترى في تلك الأحزاب قوى متسلطة سياسية غير تمثيلية لها وعائقاً مؤسسياً أمام انطلاقها الاقتصادي عبر نموذج(اقتصاد السوق).لم تشتعل ثورات خريف1989بفعل دينامية داخلية محضة في بلدان الكتلة السوفياتية وإنما رأت تلك القوى الاجتماعية ،والاقتصادية الكامنة،في اختلال التوازن الدولي لصالح الولايات المتحدة في عهد غورباتشوف فرصة للإنقضاض على السلطات المحلية في بلدانها،قبل أن يؤدي انهيار الكتلة السوفياتية في ذلك العام إلى تفكك البنيان السوفياتي نفسه بعد عامين من ذلك.في أميركا الجنوبية،وموجتها الديموقراطية خلال عقد الثمانينيات،كان اجتماع انتفاء حاجة الولايات المتحدة إلى ديكتاتوريات تلك البلدان إثر انتهاء المد اليساري المدعوم كوبياً وسوفياتياً،مع قوة الفئات الوسطى الاقتصادية،مؤدياً إلى تساقط مثل أحجار الدومينو،تباعاً،لتلك الديكتاتوريات.
هنا،لم يشهد العالم العربي تطورات كهذه في القرن العشرين:خلال الفترات الليبرالية،في مصر1923-1952وسوريا1946-1958،ونماذج حكم المؤسسة العسكرية التي تكرست مشروعيتها عربياً منذ النموذج المصري لفترة مابعد23يوليو1952،لم نشهد قوةً للحيز الاجتماعي أمام حيز السلطة،وإنما كان الأخير إما مرتهناً ومجيِراً نفسه لزعيم حزب أولحزب في البرلمان ثم لضابط عسكري أولمؤسسة عسكرية،ولم تكن هناك قوة اجتماعية تفرض قوتها لتستطيع احتلال مساحة في الحيز السياسي،سواء كان مدنياً أوعسكري الشكل،وإنما كانت علاقة محكومة بالسلبية ورد الفعل أمام الحيز الأخير.
ظهرت ارهاصات معاكسة لهذا أولاً في تونس أمام سلطة بن علي من اسلاميي راشد الغنوشي بين عامي 1987و1991،ثم بوجه عسكر الجزائر من قبل(الجبهة الاسلامية للإنقاذ)بين 1989و1992،قبل أن يتم سحقهما:خلال هاتين التجربتين،ثم تجربة مصر حسني مبارك ومواجهته مع الاسلامين بتنوعاتهم،ظهر الحكم العسكري،المعزز بحزب"حاكم" وأجهزة الأمن،وحيداً من دون أية قوة للمجتمع المكمم الأفواه،متمتعاً بدعم واشنطن في وجه الاسلاميين،ومعززاً بفئة اجتماعية أنتجها العسكرأأوتفيَئت بظلهم في البلدان الثلاثة المذكورة،هي(رجال الأعمال).خلال عشرين عاماً ،مضت في العقدين السابقين، ظهر استقرار للأمور سكوني في تونس ومصر،ثم في جزائر بوتفليقة منذعام1999مع هزيمة الاسلاميين الأمنية،لم تعكره معاكسِات قوية تضرب مشهديته تلك.
في تونس17كانون أول2010-14كانون ثاني2011،ومصر25يناير-11فبراير2011،انفجرت ثورتان اجتمعت فيهما غالبية القوى الاجتماعية ضد السلطتين هناك،ليثبت عبرهما المجتمع التونسي،وبعده المصري،أن هناك مجتمعاً قد أصبح لأول مرة رقماً صعباً- قوياً أمام حيزالسلطة السياسية،ولوأن التوانسة،والمصريون،لم يستطيعوا،كقوة اجتماعية،أن يطيحوا برأس الهرم السياسي إلاعبر اجتماع تلك القوة الاجتماعية مع"الحياد الايجابي"لكل من المؤسسة العسكرية والغرب الأميركي- الأوروبي.
هل يدلل المثال الليبي،ومعه نظيره اليمني،أن المجتمعات العربية،المعقدة التركيب البنيوي، هي عسيرة اللحاق بالمجتمعين التونسي والمصري،حيث توجد بالأخيرين بنية مجتمعية من دون شروخ بنيوية دينية(وهذا يشمل مصر)،أوفئوية طائفية أوقبلية،أومناطقية مختلطة مع القبائلية (الشرق الليبي)أومع الفئوية الطائفية(حوثيو اليمن في منطقة شمال صنعاء)أومع الحزبية السياسية(جنوب اليمن)؟...



#محمد_سيد_رصاص (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في حصرية دوافع السياسات الداخلية وراء الثورة المصرية
- واشنطن واهتزاز الحليفين شاه ايران وحسني مبارك
- الترجمات المحلية لتبدل التوازن الاقليمي
- هل نحن أمام بداية النهاية لاستهداف مصر ودورها؟!-
- علامات موجة ديموقراطية عربية متفاوتة المظاهر
- الجغرافية المتقلصة للسودان
- حركة شعبية بلاأحزاب أطاحت بالحكم التونسي
- المصريون والسودان
- السودان:تصدع البيت المشترك للعرب والأفارقة
- البيئة الخارجية للنزعة الانفصالية
- دمشق وبيروت
- مابعد لشبونة: بداية احتواء روسيا في المنظومة الغربية
- مأزق نموذج الديموقراطية المصرية المحدودة
- الهند والولايات المتحدة في مرحلة مابعد الحرب الباردة
- التوتر اللبناني وعملية التسوية للصراع العربي الاسرائيلي
- محمد سيد رصاص في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: التنمية ...
- اشكاليات العلمانية في العالم الاسلامي
- الدولة – الساحة
- المحتل الفاشل
- الحراك في بنية النظام الشرق الأوسطي الحديث


المزيد.....




- اخترقت غازاته طبقة الغلاف الجوي.. علماء يراقبون مدى تأثير بر ...
- البنتاغون.. بناء رصيف مؤقت سينفذ قريبا جدا في غزة
- نائب وزير الخارجية الروسي يبحث مع وفد سوري التسوية في البلاد ...
- تونس وليبيا والجزائر في قمة ثلاثية.. لماذا غاب كل من المغرب ...
- بالفيديو.. حصانان طليقان في وسط لندن
- الجيش الإسرائيلي يعلن استعداد لواءي احتياط جديدين للعمل في غ ...
- الخارجية الإيرانية تعلق على أحداث جامعة كولومبيا الأمريكية
- روسيا تخطط لبناء منشآت لإطلاق صواريخ -كورونا- في مطار -فوستو ...
- ما علاقة ضعف البصر بالميول الانتحارية؟
- -صاروخ سري روسي- يدمّر برج التلفزيون في خاركوف الأوكرانية (ف ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد سيد رصاص - صعود قوة المجتمعات أمام السلطات الحاكمة