أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ماهر علي دسوقي - فتوى كَعِطرِ مَنشِم














المزيد.....

فتوى كَعِطرِ مَنشِم


ماهر علي دسوقي

الحوار المتمدن-العدد: 3314 - 2011 / 3 / 23 - 18:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تنطوي الفتوى التي أطلقها الشيخ يوسف القرضاوي عبر فضائية قطر (الجزيرة) بالإستقواء على ليبيا بحلف شمال الأطلسي ودول الاستكبار والاستعمار العالمي ونفيه ان تكون حرباً صليبية جديدة .. على خبث وحقد دفين على كل ما هو معارض لرأيه المتلفح بالدين .. وذلك لإرضاء اولياء نعمته وأولياء الأمر في دولة قطر التي إمتنهنت الإستصغار امام قوى الطغيان العالمي للحفاظ على مكانة وليها الحاكم بأمر الشيطان ..

والقرضاوي إذ تقيَّأ هذه الفتوى بالاستقواء بلصوص العالم ومجرميه على دكتاتور محلي .. فإنه يفتح الأبواب على مصاريعها امام كل مشايخ وسلاطين الإفتاء ليدلوا بدلوهم ايضاً، بالإستعانة بجيوش الاجنبي المستعمر ولربما "الكافر" حسب قناعاتهم على اخوَّة العروبة والاسلام.

ويبدو ان القرضاوي بفتواه هذه اراد استعادة التاريخ السيء لبعض العرب والمسلمين في تعاملهم مع بعضهم البعض، او في تعاملهم مع مصائبهم الداخلية، بدءاً من سيف بن ذي يزن الذي استعان بأباطرة كسرى لطرد الاحتلال الحبشي عن اليمن قبل الميلاد، فأزاح احتلال ورسخ احتلال آخر .. اما معاوية بن ابي سفيان فقد دفع "الجزية" معكوسة لبيزنطة الروم وتنازل عن اراضٍ في شمال الشام ورسخ هدنة معهم، ليتسنى له قتال علي بن ابي طالب .. وكذا الأمر بالنسبة لملوك وسلاطين المسلمين إبان الغزو الصليبي على المشرق الذين تحالف بعضهم ضد البعض الآخر مع الغزاه .. وكررها من تبعهم او بقاياهم مع المغول .. وذات الأمر انسحب على مسلمي الاندلس الذين رفضوا التدخل ابان الغزو الصليبي للشرق عبر فتح جبهة قتال على ابواب اوروبا الجنوبية الغربية والتي لو فتحت لشكلت منحنى مختلف عما جرى من ذبح وقتل وتخريب في المشرق العربي.. على انهم عادوا ليدفعوا الثمن لاحقاً على يد من رفضوا قتالهم ، فخرجوا مذمومين مهزومين من اسبانيا ..

وفي حاضر المشهد كان الشيخ متولي شعراوي قد صرح بعد رحيل عبد الناصر، انه سجد لله شاكراً على هزيمة مصر في العام 1967 على يد الصهاينة .. لأنه لو انتصر لتعززت صورته ولإتسع نطاق القومية العربية .. لا بل ان بعض "المشايخ" اعتبر هزيمة عبد الناصر بمثابة عقاب وانتقام الهي كان لا بد منه ..

ومن المفارقات العجيبة حقاً، ان يطلق رئيس الوزراء الروسي "بوتين" على حرب حلف شمال الاطلسي على ليبيا الحرب الصليبية ويرفض "مفتي قطر" هذه التسمية .. وكأن بيده مفاتيح الحل والعقد .. واذا كان القرضاوي لا يحبذ الاستماع الى "الكافر" الروسي، فما باله بعمر المختار الذي لم يهادن ولم يستمع لمشايخ السلاطين والاحتلال في ليبيا قبيل استشهاده بسنوات .. وما باله بعز الدين القسام الذي قاتل الصهاينة والاحتلال الانجليزي لفلسطين ورفض مهادنة مشايخ القدس المتواطئين مع الإنجليز.. وما باله بسليمان الحلبي الذي اطاح برأس كليبر كبير المستعمرين الفرنسيين في مصر .. أم ان "اسلامه" مختلف عن اسلام هؤلاء الابطال .. ولماذا لم يلجأ عبد الله بن الزبير حين حوصر وقطعت عنه المياه وامدادات الطعام واهل مكة لأشهر .. ودكت الكعبة بمناجيق بني امية على يد الحجاج .. الى بيزنطة الروم .. ولماذا واجهه مصيره بشجاعة رغم انفضاض أهله عنه؟؟!

والله إنه لأمرٍ جلل.. ما صدر عن هذا "الشيخ" .. والسؤال الأهم هنا .. متى سنسمع فتاوى مشابهة منه او من غيره .. لضرب حزب الله مثلاً .. او الشيعة "الخوارج" .. من قبل الأطلسي او الصهاينة .. وهل سنشهد فتوى لشيخ ما يبيح فيها للسلطة الفلسطينية "فتح" الاستعانة بها لضرب غزة على يد اسرائيل او الأطلسي لاعتبارات تنافسية محضة؟!

وهل بإمكان القرضاوي ومن تشيع له بعد ذلك شجب وإدانة فتاوى كهذه .. طالما انهم فتحوا الطريق لذلك .. فهذا هو الاسلام السياسي بامتياز الذي يتحرك وفق مصالحه وأهدافه بعيداً عن المباديء .. ففي الوقت الذي يرفض فيه القرضاوي التدخل الايراني الشيعي المسلم في البحرين والخليج ويعتبره فتنة وأداة تخريب في العالم الاسلامي .. يبيح لحلف شمال الأطلسي المسيحي بضرب ليبيا وتدميرها واحتلالها .. انها ورب الدولار سياسة هبنقه!!

هي الفتوى "الاسلامية" التي جاءت متزامنة مع الغطاء "العربي" للجامعة العربية لنهب ليبيا واحتلالها ، بحجة منازلة وطرد لص محلي دكتاتور ..

ان فتواك يا قرضاوي اشأم من عطر منشم.. والمرء يا شيخ الافتاء مخبوء تحت لسانه .. فأمة العرب والمسلمين لا ترضى إستبدال لص محلي بلص كوني احتراماً لرغباتك.. بل ستقاتل الطرفين ان عاجلاً ام آجلاً ..

وتذكر قول العرب القديم .. لقد ذل من بالت عليه الثعالب ..



#ماهر_علي_دسوقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حماية المستهلك الفلسطينية تجربة شعبية رائدة 1989 - 2011 (4)
- في ذكرى جيفارا غزة
- حماية المستهلك الفلسطينية 1989 - 2011 تجربة شعبية رائدة (3)
- حماية المستهلك الفلسطينية 1989 - 2011 تجربة شعبية رائدة (2)
- حماية المستهلك الفلسطينية 1989 - 2011 تجربة شعبية رائدة
- بجس الحرية .. ليبيا
- الشيخ امام .. في التحرير ثورة في لحن
- سمة العصر .. إرادة الشعوب
- أبرهة النيل
- مليون ونصف دولار لكل مواطن مصري فقير
- كومونة فقراء القاهرة
- بو عزيزي سبارتاكوس العرب


المزيد.....




- شاهد ما كشفه فيديو جديد التقط قبل كارثة جسر بالتيمور بلحظات ...
- هل يلزم مجلس الأمن الدولي إسرائيل وفق الفصل السابع؟
- إعلام إسرائيلي: منفذ إطلاق النار في غور الأردن هو ضابط أمن ف ...
- مصرع 45 شخصا جراء سقوط حافلة من فوق جسر في جنوب إفريقيا
- الرئيس الفلسطيني يصادق على الحكومة الجديدة برئاسة محمد مصطفى ...
- فيديو: إصابة ثلاثة إسرائيليين إثر فتح فلسطيني النار على سيار ...
- شاهد: لحظة تحطم مقاتلة روسية في البحر قبالة شبه جزيرة القرم ...
- نساء عربيات دوّت أصواتهن سعياً لتحرير بلادهن
- مسلسل -الحشاشين-: ثالوث السياسة والدين والفن!
- حريق بالقرب من نصب لنكولن التذكاري وسط واشنطن


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ماهر علي دسوقي - فتوى كَعِطرِ مَنشِم