أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عصام عبدلله - ثورة غير مسبوقة.. وأيضا.. في مفترق طرق














المزيد.....

ثورة غير مسبوقة.. وأيضا.. في مفترق طرق


عصام عبدلله

الحوار المتمدن-العدد: 3314 - 2011 / 3 / 23 - 10:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الثورة المصرية في مفترق الطرق الآن، قد تكون النتائج مبشرة في المستقبل القريب (كما حدث في أعقاب الثورة الأمريكية، وثورات أوروبا الشرقية في عام 1989)، ولكن ( علي العكس ) قد يجلب التغيير وضعاً أسوأ من النظام السابق، (وأفكر هنا بما حدث في الثورة البلشفية، والثورة الإيرانية).. لذلك علينا أن نتذكر دائما سر نجاحها وقوتها حتي الآن.

أولا: الثورة المصرية كانت أصيلة وليست مستوردة، كما أن تأثير " الحداثة " عليها ثقافيا واجتماعيا، ظهر في تحركات وأدوات ورموز شباب الثورة، فضلا عن أن شعاراتها وأهدافها وعلي عكس توقعات المنظرين في الغرب - حملت هذه الثورة طابعا اجتماعيا (مدنيا) وليس دينيا، لم ترتفع لافتة دينية واحدة، وإنما كانت شعاراتها هي: "تغيير، حرية، عدالة اجتماعية".. "مسلم مسيحي، كلنا إيد واحدة ".. "مدنية مدنية.. سلمية سلمية ".

ثانيا: إن هؤلاء الشباب لا ينتمي أغلبهم لأي تيار سياسي أو حزبي أو تنظيمي، وإنما يمتلك "النقاء" و"الشجاعة " و"الوعي"، نجح في معركة "الحداثة وما بعدها" والعلم والتكنولوجيا، استخدم (وسائل القوة الناعمة) من الموبايل إلي تويتر وفيس بوك . الأكثر من ذلك هو الوعي السياسي "ما بعد الحداثي" حيث كانت هذه الثورة بلا مركز ثابت أو قائد واحد وهو أحد أسباب نجاحها المذهل. ناهيك عن أننا أمام تحول ثقافي جذري من حيث مواقف الأجيال، والعلاقات بين الجنسين، والتوترات الحضرية والريفية.

ثالثا: أثبت شباب مصر للمرة الأولي في التاريخ الحديث أن الثوراتِ لا تحدث في الأوساط التي ينتشر فيها الفقر والجوع والأمية بل حيث يتواجد الشبابُ المثقف المتعلم الناضج، الذي يقترب كثيراً بثقافته ونمط تفكيره من الثقافة العالمية. لأن الشباب المتعلم يريد أن يحصل علي نصيب عادلٍ من الحياة (75% من المصريين الآن تقل أعمارهم عن 35 عامًا )، وعندما يتضح له أن كلَّ ما بذله من جهدٍ فكري ووقتٍ في التحصيل العلمي لا يضمن له حياة كريمة، ينتفض ويثور ويحقق المستحيل.

رابعا: ينتمي شباب ثورة 25 يناير في معظمه الي الطبقة الوسطي المصرية التي ظن البعض أنها تآكلت، وهو نموذج لجيل كامل عاش حالة من (الصراع) و(التناقض) الذي يصعب رفعه أو حله، فقد ولد وترعرع في عهد تميز بالإحباط واليأس والفاسد، وآفاق عصر العولمة وثورة الاتصالات والانترنت، يقارن نفسه وأحواله باستمرار بالعالم الخارجي، يتحدث لغة ثانية وتنتمي إلي نظام فكري مختلف، بينما هو يتنفس أبخرة سامة في داخل وطنه، يتفاعل مع شباب العالم كله، بإعتبارهم ينتمون إلي (جيل واحد) و(عالم واحد)، لكنه لا يجد من يسمع له في المنزل والجامعة ومؤسسات الدولة المختلفة.

خامسا: أثبت شباب 25 يناير: أن "الديمقراطية " والنظام السياسي الليبرالي ليس مجرد مفهوم غربي فقط بل إنه ينطوي علي جاذبية إنسانية عالمية، تدعمها الرغبة في " التقدير الذاتي "والإحساس" بالكرامة " التي تعني: أن الإنسان يفوق كل ثمن، أضف إلي ذلك أن هؤلاء الشباب أثبتوا للعالم: أن الفوز بالديمقراطية أمر ممكن في مرحلة مبكرة من عملية تحديث أي بلد، وليس تتويجاً لعملية تحديث طويلة المدي، لأن الإنسان هو الذي يصنع "الحداثة" بنفس القدر الذي ( يصنع ) داخلها.

سادسا: جوهر ثورة 25 يناير 2011 يكمن في وضع إرادة الشعب المصري في قلب المعادلة السياسية لأول مرة منذ ثورة يوليو 1952، وهذه (الإرادة الشعبية) هي أساس الديمقراطية الليبرالية الدستورية، وهو ما يشير إلي أننا أمام (حدث تاريخي) بكل معني الكلمة. والحدث التاريخي حسب الفيلسوف الفرنسي جاك دريدا: هي اللحظة التي تصدع الزمان وتفتح الباب أمام أحداث أخري قادمة.. ولكن في أي اتجاه؟



#عصام_عبدلله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القذافي : أنا عمر بن الخطاب الأيام بيننا .. سوف ترون
- المفهوم الليبرالي لحقوق الإنسان


المزيد.....




- مكالمة هاتفية حدثت خلال لقاء محمد بن سلمان والسيناتور غراهام ...
- السعودية توقف المالكي لتحرشه بمواطن في مكة وتشهّر باسمه كامل ...
- دراسة: كل ذكرى جديدة نكوّنها تسبب ضررا لخلايا أدمغتنا
- كلب آلي أمريكي مزود بقاذف لهب (فيديو)
- -شياطين الغبار- تثير الفزع في المدينة المنورة (فيديو)
- مصادر فرنسية تكشف عن صفقة أسلحة لتجهيز عدد من الكتائب في الج ...
- ضابط استخبارات سابق يكشف عن آثار تورط فرنسي في معارك ماريوبو ...
- بولندا تنوي إعادة الأوكرانيين المتهربين من الخدمة العسكرية إ ...
- سوية الاستقبال في الولايات المتحدة لا تناسب أردوغان
- الغرب يثير هستيريا عسكرية ونووية


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عصام عبدلله - ثورة غير مسبوقة.. وأيضا.. في مفترق طرق