أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - حسين عجيب - كي لا ندفن فكرة وتجربة - التجمع الليبرالي في سورية - مرتين !














المزيد.....

كي لا ندفن فكرة وتجربة - التجمع الليبرالي في سورية - مرتين !


حسين عجيب

الحوار المتمدن-العدد: 990 - 2004 / 10 / 18 - 08:33
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


اسباب متعددة تدعو لفتح هذا الملف,لكشف المختلف والمؤتلف,ولاستبدال الديماغوجية السائدة بالشفافية فكرا وممارسة,والاهم بتصوري الشخصي, كشف دور التغذية العكسية في تكريس وتدعيم, نسق الاستبداد المهيمن على النفوس والعقول ومختلف البنى الاجتماعية _ السياسية الموجودة داخل سورية وخارجها,التي تختصرها وتجمعها فكرة التخوين والتكفير وجه العملة الاخر لثنائية الصواب والخطا.
الفرد هو وحدة الوجود الاساسية, وهو مادته ومعناه,كما ان القضايا الانسانية هي الاهم,هي الغاية والهدف والوسائل, على العكس من القضايا الايديولوجية(تحت اي مسمى وردت وطني ام ديني) التي تمثل الوعي الزائف,وبافضل الاحوال تجريديات ذهنية تسترخص الوجود الواقعي واهم ما فيه الحياة البشرية, التي هي مصدر القيم والمعرفة والانجاز .
كل الشعوب مارست الارهاب في تاريخها وثقافاتها السابقة, قبل ان يتم الفصل بين الحروب الدينية والعسكرية والسياسية والفكرية. لو كان للعقلاء دور فعلي في ادارة العالم بعد الحرب العالمية الثانية, لربما كانت خاتمة الحروب,ولامكن لسكان هذا الكوكب البائس العيش في عصر جديد يعتبر الحرب والعنف شرا مطلقا. ذلك لم يحدث وما زالت الحماقة تستعمر العقل الجمعي والفردي على السواء.
بعد تصاعد موجات العنف والارهاب في بلادنا وثقافتنا, دخل نبيل فياض من خلال نقده القاسي للفكر الديني وجهاد نصرة في غربلته للمقدسات, الى ساحة الصراع الفكري_ الديني, الى جانب صادق جلال العظم ومحمد شحرور ونصر حامد ابو زيد وسواهم, على التضاد مع رموز السلفية الدينية كالشيخ القرضاوي والبوطي وسواهم. وبقي في المستوى الفكري ذلك الجدال او الصراع, طالما ان الطرفين اقتصرا على استخدام القلم والفكرة. الجديد في حالة نبيل وجهاد اعلان التجمع الليبرالي في سورية.
بسبب جملة من المشكلات ,الامنية والاخلاقية والسياسية والفكرية, تم الاعلان عن حل التجمع.
الافكار لا تموت, مع الزمن تتحول الى جدران او تتحول الى حياة. وفكرة الليبرالية كانت وستبقى قبل التجمع وبعده, وهي منفصلة عن تجربة التجمع كحالة حوار ثقافي لم يتجاوز عمرها الساعات فعليا, ولم يتعد تاريخ وجوده الواقعي الثلاثة اسابيع, بقيت مشكلتان الاولى انسانية صرفة هي وجود نبيل فياض في السجن,والثانية ثقافية وحقوقية تتمثل بحرية الراي والتعبير وتتحجر كذلك ببقاء نبيل فياض وبقية سجناء الراي والفكر والتعبير في سورية, من دون محاكمات علنية وشفافية تامة, هروب عبثي الى الامام!
هل كان التجمع مصيدة لتصفية الحسابات والغايات الشخصية! ذلك السؤال يتضمن الرجاء والادانة والخيبة, ويحتاج الى حوار موسع, بدا قبل الاعلان عن التجمع, وخلال حياة التجمع القصيرة, وسيستمر بعده لكن سيكون مجرد حركات بهلوانية وقفز في الفراغ,ما لن يتم الافراج عن نبيل فياض ويتم الكشف عن الاسباب المباشرة والكامنة لمختلف المواقف الرافضة او المؤيدة او المحايدة بشفافية ووضوح.
لا اعرف سوى تجربتي الشخصية مع التجمع( و ساعرضها لا حقا بالوضوح والدقة التي اقدر عليها), وبعض الحوارات المكتوبة اولا والشفاهية والتي ارغب في تكملتها لاعتقادي انها تمثل الشخصية الاجتماعية السورية بمختلف جوانبها. "الانا السورية" متناقض, سلبي, طموح, جبان,متعصب, غاضب, يحتقر الذات والاخر.الازمة عامة وشاملة تبدا بالاخلاق وتنتهي بالفكر والتفكير, وهي تسحق الفرد السوري وتحرمه من الفرح والابداع. ليس الحل بمتناول اي طرف في الصراع او الحوار السوري,الا لمن يظنون في الاقصاء والالغاء والقسر حلولا. المبادرة والابداع على الصعيدين الفردي والجمعي ضرورة قاهرة, وشروط الابداع معدومة ولاكن اكثر تواضعا, مجهولة بالنسبة لي.
استعداء الاخر الداخلي او الخارجي, اليقين المفرط, النصح والمواعظ, العنف الفكري او المادي, الزهد, العزلة,الهجرة, جميعها حلول مجربة على الصعيدين الفردي او الجمعي, ووصلنا معا الى جفاف عاطفي يتمثل في طغيان السلوك والفكر الانفعالي وضمور الفكر والسلوك العقلاني, وبنفس الوقت فقدان التعاطف الانساني وبحدوده الدنيا مع الجميع بمن فيهم الاهل والغرباء.
الصورة قاتمة بالفعل,هكذا اراها, لكن لا سبيل الا المحاولة من جديد او الانتحار. اقصد الانتحار الفعلي والرمزي بنفس الوقت,الانتحار الفعلي هو الاسهل لانه يقتصر على قتل النفس وتنطبق المسؤولية على الواجب ويكتمل وجود الفرد العدمي ونهايته. اما الانتحار الرمزي فكرا وممارسة فانه وباء شامل ويسري في الجسد الاجتماعي السوري بكامله و تمثله ثقافة الموت, هو يستقبل الرضيع بصرخة الذعر ويودع العجوز بجمود الحسرة والاسى في الحلق.
***
اخطانا في تسمية" التجمع الليبرالي في سورية"
كان الانسب والاعمق دلالة" محاولة تجميع ثقافة الحياة في سورية" ولا ضير بعدها ان وصفت بالفاشلة او المبتسرة او الحمقاء. نصفنا لو التقينا في الشارع لما عرفنا وجوه بعضنا. كان اتفاقنا الاساسي والوحيد: نبذ العنف_ احترام الراي الاخر_ التدرب على الحوار والتسامح.
تلك جريمتنا الكاملة, والتي نتحمل وزرها جميعا, والحق يقال وللانصاف اكد نبيل فياض على كلمة"المعرفي" في تسمية التجمع المذكور. وقرات فيها تعاليا فاضحا على الثقافة والمثقفين السوريين, وبما انني كنت وما ازال فردا ساذجا ونصف ابله, ساخطا دائما, وساعترف باخطائي وانا واضحك كمن حاز على الجائزة, تلك ثروتي وذلك كنزي.
لذلك ادفن انتمائي الاول وربما الاخير وانا اضحك,بانتظار الامل الكبير»تبييض السجون في سورية«

* كاتب سوري ¯ اللاذقية



#حسين_عجيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بيتنا
- الموءودون
- لا صوت يعلو
- الوقف الليبرالي السوري
- الفردية والانتماء
- مكاشفة - الانتماء الحر رأي فرد عضو في التجمع الليبرالي في سو ...
- سؤال الوجود
- التجمع الليبرالي في سوريا
- حالات
- الليبراليون السوريون في الميزان
- نحن لا نتبادل الكلام
- الارهاب واليأس
- لا تتركوا الارهاب يخطف الاسلام
- المشي على القدمين
- المهرجان والانسان الصغير
- يتامى جبلة
- حارس النجوم
- المهرجان السوري
- تفكك الشخصية
- الرجل الصغير يحكم قبضته على المستقبل


المزيد.....




- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة ومدمرة أمريكيتين وسفينة إسرائي ...
- وزير الخارجية الأيرلندي يصل الأردن ويؤكد أن -الاعتراف بفلسطي ...
- سحب الغبار الحمراء التي غطت اليونان تنقشع تدريجيًا
- نواب كويتيون يعربون عن استيائهم من تأخر بلادهم عن فرص تنموية ...
- سانشيز يدرس تقديم استقالته على إثر اتهام زوجته باستغلال النف ...
- خبير بريطاني: الغرب قلق من تردي وضع الجيش الأوكراني تحت قياد ...
- إعلام عبري: مجلس الحرب الإسرائيلي سيبحث بشكل فوري موعد الدخو ...
- حماس: إسرائيل لم تحرر من عاد من أسراها بالقوة وإنما بالمفاوض ...
- بايدن يوعز بتخصيص 145 مليون دولار من المساعدات لأوكرانيا عبر ...
- فرنسا.. باريس تعلن منطقة حظر جوي لحماية حفل افتتاح دورة الأل ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - حسين عجيب - كي لا ندفن فكرة وتجربة - التجمع الليبرالي في سورية - مرتين !