أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد أبوعبيد - الناطقون -باسم الله-














المزيد.....

الناطقون -باسم الله-


محمد أبوعبيد

الحوار المتمدن-العدد: 3313 - 2011 / 3 / 22 - 23:15
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


فسطاطان من الناطقين باسم الله : الأول هم الذين يتخذون من البسملة مستهلاً لأي جهد فعلاً كان أو قولاً أو كتابة فينطقون باسم الله الرحمن الرحيم ، وأغلبية المسلمين ، إنْ ليس جلهم ، يقومون بذلك . أما الفسطاط الثاني ، وهو المقصود ، فهم الذين نصّبوا أنفسهم ناطقين "باسم الله" من حيث لا يعلمون ، فيُصْدرون أحكامهم على كل أمر من تدبير الخالق جلّ شأنه.
في مقالي الذي سبق هذا ، وعنونته "غضب الله لا يلغي الظواهر العلمية" تجلى أمران لطالما كررتهما في أكثر من مقال ومقام ، أولهما أن ثمة أزمة قراءة تتفشى في صدور العرب ، وهي ليست أزمة عدم القراءة فهي أزمة مستقلة أخرى، إنما أزمة القراءة غير الدقيقة ولا الموضوعية لأي نص فيخرج القارىء بنتيجة غير واردة أصلاً في نص الكاتب فكأنه يقرأ كما يريد هو أن يفهم ، حينها يصبح القارىء أخطر من الكاتب حيث يقوّل الأولُ الثانيَ ما لم يقل . لذلك استعصى على بعض من وقع نظره على المقال التفريق بين مسألة حدوث أمر بتدبير وعلم من الله ، وتوصيف ما حدث إنْ كان غضباً أو امتحاناً أو تأكيدا للظواهر العلمية أو ربما راحة للطبيعة .

الأمر الثاني ، وهو الأشد خطورة ، إصرار البعض على إصدار أحكام على أية كارثة ، مثلاً ، وتوصيفها كما لو كانوا عالمين بنيات الله ، فيما الخالق وحده الأعلم بنياته ، مثلما وحده الأعلم بنيات خلقه ، فهو أقرب إلينا من حبل الوريد . فإذا كانت حوادث في زماننا تتشابه في الحدث والنتيجة مع أخرى مضت عليها آلاف السنين ، أو مئات منها، فليس من المؤكد أن الحكمة من ورائها هي ذاتها . فلا ريب في حوادث حصلت وصرح بها الخالق في كتابه العزيز أنها غضب منه ، وضرب بها مثلاً على سوء العاقبة لأخذ العبرة ، لكن هذا لا يعطي الحق لأي من بني البشر أن يزمجر بتوصيفات لكارثة حلت سواء بأمة أو حتى بفرد . ثمة من يعتبر مرض "الأيدز" عقاباً إلهياً ، كما الطاعون ، لكن ذلك لا يعني أن كل من أصيب به حل عليه عقاب الله ، فقد تنقل العدوى إلى مُغتَصَبة لتكون ضحية المرض وناقله ، أو قد يصاب طفل به ، فليس من العقلانية أن يُقال هذا عقاب من الله بحقهما .

هؤلاء "الناطقون باسم الله" لا يَدَعون حادثة تمر من دون أن ينسبوها إلى غضب الله وعقابه أو ابتلاء منه لعبده الصالح ، وكأنهم القضاة . فحادث السيارة يقولون فيه إن الضحية كان يسرق وهذا جزاؤه من عند ربه ، وحريق في البيت يقولون عاقبه الله لأن أثاث منزلة بمال حرام ، ونار تلتهم مؤسسة يقولون غضب من الله لأن صاحبها لم يكن يدفع الزكاة ، وفاشل في الجامعة يعزون العاقبة لسخط من الله عليه لأنه لم يؤد العبادات ، فهل هذا يعني أن كل من لم يتعرض لمثل تلك الحوادث هو عبد صالح !!! .

ليس المقصود هنا نفي إمكانية حدوث مثل تلك الأمور للأسباب المفترضة ، معاذ الله ، لكن لا يجوز أن يتخذ المرء من نفسه عالِماً بنية الله فينطق باسمه ، والأجدى هو الدعوة للمريض بالشفاء ، وللمتضرر بالتعويض وللفاشل بالنجاح وبالرحمة لبني البشر، والله وحده من يُحاسِب ، ويصفح مثلما يعاقِب .



#محمد_أبوعبيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشعب يريد إسقاط -النجوم-
- لا تلُمْني في هَواها
- أحزاب الفقاعات
- ويكيكيبس
- في ذكرى التّقسيم ... تقسيمات
- حُكّام كرة القدم ...حُكْم الرّجُل الواحد
- رسالة موؤودة إلى أبيها القاتل
- أسطول الحرية .. فرصة مشهد المتوسط
- عَرَبْبُوك أمامَ فيسبوكيزم
- -ألف ليلة وليلة- على قائمة الإرهاب
- رسالةُ الحُبّ
- -صرخة حَجَر-..صرخة في وجْه الدراما العربية
- راشيل كوري بطلة أمريكية في رواية فلسطينية
- مائة عام على يوم المرأة
- نَضْحَك لأننا أضحوكة
- آفة العقول غيابها
- ديك ٌ حَسَن الصوْت
- ليسوا قدّيسين
- نحن بألْف خيْر
- عندما بكى ...


المزيد.....




- مسجد وكنيسة ومعبد يهودي بمنطقة واحدة..رحلة روحية محملة بعبق ...
- الاحتلال يقتحم المغير شرق رام الله ويعتقل شابا شمال سلفيت
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- أول رد من سيف الإسلام القذافي على بيان الزنتان حول ترشحه لرئ ...
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- صالة رياضية -وفق الشريعة- في بريطانيا.. القصة الحقيقية
- تمهيدا لبناء الهيكل المزعوم.. خطة إسرائيلية لتغيير الواقع با ...
- السلطات الفرنسية تتعهد بالتصدي للحروب الدينية في المدارس
- -الإسلام انتشر في روسيا بجهود الصحابة-.. معرض روسي مصري في د ...
- منظمة يهودية تستخدم تصنيف -معاداة السامية- للضغط على الجامعا ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد أبوعبيد - الناطقون -باسم الله-