أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صفاء ابراهيم - اسواق وتنزيلات















المزيد.....

اسواق وتنزيلات


صفاء ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 3313 - 2011 / 3 / 22 - 19:31
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في الاسواق العراقية كما في اسواق بقية الدول العربية والاجنبية توجد مفردة اسمها التنزيلات , صحيح انها تأخذ في كل دولة اسما قد يختلف عن غيرها من الدول انسجاما مع اختلاف اللغات او تعدد اللهجات والثقافات لكن المعنى واحد ولا يتغير

تسمى في بعض دول المشرق تخفيضات وتسمى في بعض دول المغرب( اوكازيون) وهي تدل مهما اختلف اللفظ على موسم ووقت محدد يبدأ فيه تخفيض اسعار السلع والبضائع الذي تعلن عنه المحلات والمتاجر الكبرى بمناسبات مختلفة ولاسباب شتى

بعض الشركات والمتاجر تبدأ البيع باسعار مخفضة في الشهر الاخير من كل عام ورغم اني لا اعرف السبب الاكيد لاختيار هذا الشهر تحديدا الا اني اظن ان الامر له علاقة وثيقة بتصفية الحسابات السنوية
البعض الاخر يعلن عن تلك التخفيضات بالتزامن مع مناسبات معينة كاعياد الميلاد والاعياد الدينية والقومية

البعض الاخر يخص بالتخفيض شريحة اجتماعية معينة دون سواها فيشملها به وحدها كأن تكون التنزيلات تشمل الطلاب فقط او النساء لوحدهن او الاطفال ولا احد سواهم

وتختلف نسب التخفيض الواقع على الاسعار المعتادة لتلك السلع فقد تبدأ التنزيلات من 20% من سعر البضاعة او المنتوج وقد تصل الى70% منه في ظاهرة تستوقف الذهن بسؤال لا بد منه: كيف يربحون اذن؟
والعريب في الامر ان البضاعة هي نفسها التي كانت تبيعها نفس المتاجر باضعاف ذلك السعر قبل ان تبدأ التنزيلات , ولا صحة اطلاقا لما يقوله بعض المتحذلقون من ان البضاعه المعروضه معيبة او انها منتهية الصلاحية
مواسم التنزيلات هذه تجتذب الكثير من الفقراء وذوي الدخل المحدود في فرصة فريدة للتعويض عما كانوا يعانونه طيلة العام من الغلاء وارتفاع الاسعار, فنراهم يسارعون في شراء ما يحتاجونه وما لا يحتاجون في سباق محموم مع الزمن وحتى انتهاء موسم التنزيلات
هذه التنزيلات التي نراها في اسواق جميع البلدان في اوقات يكون اكثرها وفي الغالب في نهاية العام وتكون محددة بوقت معين وربما لبضائع معينة رايناها في اسواق الحكام العرب معروضة منذ بداية هذه السنة ولوقت مفتوح لا امد له ولا نهاية وتشمل كل شيء قد
يخطر على البال
في السوق التونسية اعلن زين العابدين بن علي قبل رحيله المخزي عن زيادات في الاجور وحوافز اقتصادية وتقديمات اجتماعية في محاولة هزيلة واخبرة للتشبث بالكرسي الحبيب لكنها بائت بالفشل
في السوق المصرية اعلن مبارك الملتصق بالكرسي منذ ثلاثة عقود مضت انه لم يكن ينتوي الترشح لفترة جديدة واقال الحكومة التي كانت مكروهة بشكل كبير واعلن عن زيادة الاجور والمعاشات بنسبة 15% لكن سوقه ظلت كاسدة الى ان انكفأ مذموما مدحورا مشيعا بلعنات اللاعنين
القذافي الذي مازال يصارع قدره المحتوم ويبذل كل ما في جهده من اجل البقاء مستخدما كل اساليب الترغيب والترهيب والنفاق السياسي عرض هو الاخر ايضا 500 دينار ليبي على كل عائلة ليبية
سلطان عمان وفي خطوة غير مسبوقة وعقب التظاهرات التي اندلعت هناك اعلن عن توظيف خمسين الف مواطن دفعة واحده واقال نصف اعضاء حكومته بجرة قلم

المالكي في العراق اعلن عن توفير المبالغ اللازمة لشراء مفردات البطاقة التموينية بعد سنوات من التلكؤ والتسويف واعطى حكومته مهلة 100 يوم ليقدموا للناس شيئا بعد طول سبات وطلب من بعض المحافظين الذين ينتمون الى حزبه الاستقالة استجابة لضغوطات الشارع المتظاهر

اما من سمى جزيرته التي لا تظهر على الخرائط مملكة وسمى نفسه ملكا ووضع قبل النطق به لفظ صاحب الجلالة فقد اطلق سراح معارضيه الذين اعتقلهم قبل عام بتهمة التخطيط لقلب نظام الحكم ودعاهم الى الحوار واعلن عن منح كل اسرة مبلغ الف دينار بحريني
والطرف في الامر انه عاد بعد ان استقوى بدخول قوات الغزو الطائفية الى مملكته واعتقل نفس الاشخاص الذين اطلق سراحهم قبل شهر تقريبا وايضا بتهمة التخطيط لقلب نظام الحكم ولا ادري هل ان قلب نظام حكمه الهش المعتمد في وجوده وبقائه على الجيوش الاجنبية والمرتزقة من المجنسين والذي يحظى بكراهية
اربعة اخماس شعبه يحتاج الى تخطيط ومخططين؟؟؟

علي صالح الذي يرتكب المجازر في اليمن منذ عقود يدعو معارضيه الى الحوار والى الانضمام الى حكومة وحدة وطنية( برئاسته طبعا) والاكثر طرافة انه الان وبعد 32 سنه من الحكم الفردي البغيض يدعو الى تعديل الدستور واقرار نظام برلماني بدل الرئاسي الذي ينص عليه دستوره الذي كتبه بيده
ملك المغرب الذي يرث عرش ابيه واجداده من قبله بمئات السنين اعلن عن اصلاحات سياسية لتوسيع المشاركة السياسية واعطاء المزيد من الحريات بعد سنوات من القمع والاضطهاد وخنق الحريات وتكميم الافواه
ال صباح في الكويت يفتحون خزائنهم ويوزعون الاموال على الشعب بشكل معونات ومنح ودعم اجتماعي مع اولى مظاهرات البدون الذين وصل عددهم المليون

اما اكبر التنزيلات واكثرها سخائا على الاطلاق فكانت في اسواق الرياض ,فبعد التظاهرات في الاحساء والقطيف التى قمعها(ال سعود) بهمجيتهم المعروفه وبعد الاحداث الجارية في البحرين وعمان واليمن وغيرها من دول الجوار اعلن الملك عن سلسلة كبيرة مما اسماها(تقديمات اجتماعية) شملت منح راتب شهرين لكل موظفي الدولة وزيادة الدعم للعوائل الفقيرة ومنح رواتب للعاطلين وطلاب البعثات الدراسية واطفاء الديون المستحقة للدولة وامور اخرى قدرت قيمتها اجمالا ب90 مليارا من الدولارات الامريكيه
هذه هي ابرز التنزيلات المعروضة لحد الان ومازال السوق في بدايته ومازال الموسم التسويقي في اوله
ليس هناك وقت معلوم لانتهاء هذه التنزيلات وليس هناك شيء يخطر على البال يكون غير مشمولا بهذه التنزيلات ومازال الحكام العرب يقدمون ويقدمون المزيد

المسالة التي لا يستطيع هؤلاء الحكام فهمها ان المباديء ليست محلا للمساومة والنقاش والاخذ والرد

ما لا يفهمه هذلاء ان الحرية اثمن من كل الاموال والهبات والعطايا وان الكرامة اغلى من المنافع والمزايا

مالايفهمه هؤلاء ان شعوبهم المبتلاة بالدكتاتورية والطغيان والاستبداد قد بدأت تستنشق نسائم الحرية والانعتاق ولا يمكن ان تستبدل احلامها في الغد المشرق الخالي من الظلم بكل اموال الدنيا
ما لايفهمه هؤلاء ولن يفهموه على الاطلاق ان الخبز لا يكون بديلا عن الحرية لانه ليس بالخبز وحده يحيا الانسان



#صفاء_ابراهيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يا لرخص تلكم الدماء
- درع الطائفيه
- هيئة كبار العملاء
- طلقها يا مالكي.... طلقها ان استطعت
- من فضلكم... دعوني اكذب
- اثنان واربعون ... يامفتري
- مصر.. مصر.. مصر
- مملكة الدماء
- ومتى سترحل انت ايضا؟؟؟
- لا تقلق سيدي العقيد ..... الدور لك
- شعلة بو عزيزي
- حكومه ام ال44
- ديمقراطية العم مبارك
- الى متى ستصنعون الطغاة؟؟؟
- بالكونيه ! ! !
- نظرة فابتسامة فحذاء
- تحالف الظلام
- صوتك نشاز... لم لا تسكت؟؟؟
- اجعلوني رئيسا للوزراء
- ما معنى ان تكون عراقيا؟؟؟


المزيد.....




- الناطق باسم نتنياهو يرد على تصريحات نائب قطري: لا تصدر عن وس ...
- تقرير: مصر تتعهد بالكف عن الاقتراض المباشر
- القضاء الفرنسي يصدر حكمه على رئيس حكومة سابق لتورطه في فضيحة ...
- بتكليف من بوتين.. مسؤولة روسية في الدوحة بعد حديث عن مفاوضات ...
- هروب خيول عسكرية في جميع أنحاء لندن
- العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز يدخل المستشفى التخص ...
- شاهد: نائب وزير الدفاع الروسي يمثل أمام المحكمة بتهمة الرشوة ...
- مقتل عائلة أوكرانية ونجاة طفل في السادسة من عمره بأعجوبة في ...
- الرئيس الألماني يختتم زيارته لتركيا بلقاء أردوغان
- شويغو: هذا العام لدينا ثلاث عمليات إطلاق جديدة لصاروخ -أنغار ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صفاء ابراهيم - اسواق وتنزيلات