أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - وضحى بنت سيف الجهوري - انشغال .. انشغال !!















المزيد.....

انشغال .. انشغال !!


وضحى بنت سيف الجهوري

الحوار المتمدن-العدد: 3313 - 2011 / 3 / 22 - 13:26
المحور: كتابات ساخرة
    


يستغرب الرجال من انشغال النساء بقضية العمر وعدم التصريح به ، فلا يكاشفن عن أعمارهن الحقيقية ، أو يحاولن التهرب لدى سؤالهن عن تاريخ الميلاد أو أي حوارات تدلل على ذلك.
وبالرغم من أن إخفاء العمر الحقيقي نجده أيضا لدى الرجال كما لمست من تعاملاتي معهم ، ولكنها التصقت بالمرأة ، شأنها شأن كل الصفات التي لا يحبذ الرجل ارتباطها به فيرحلها إلى المرأة ، التي لم تبدي انزعاجها من أي صفات التصقت بها ولا تزال تسير حثيثا وتكافح وتناضل لقضايا أهم مرتبطة بها ، مع قيامها بتأجيل النظر – على ما يبدو – في قضية تلك الصفات التي هي ليست أنثوية بحتة .
إن الاهتمام بقضية العمر يأخذ أشكال مختلفة بين الجنسين ، فكلاهما مشغول به ، ولكن التعاطي معه يختلف لدى الرجل عن المرأة .
ففي مقابل قلق المرأة على التجاعيد التي تظهر على وجهها وجسدها المترهل .. ينشغل الرجل بطاقاته الذكورية .
إن صورة الرجل هي صورة الجسد القوي ذو البنية العضلية البارزة وقد تم اختزال ذلك كله في الجزء السفلي منه ، فطغى التركيز على القوة والرغبة الجنسية لتكون مقياسا لمرحلة الشبابية وعدم الانتقال لمرحلة الوهن ثم الموت !!.
وإذا كان الرجل في السابق ينشغل بإبراز فتوته من خلال الحروب والقتل والتخريب فإنه اليوم وفي زمن القوانين الدولية لم يبقى لديه سوى الممارسات الجنسية كدليل الشباب والقوة .
إن كلا الجنسين يتبنى معايير مزروعة فيه زرعا من خلال الظروف الاجتماعية والثقافية في المجتمع الذي يعيشون فيه.
فبينما تنشأ الأنثى منذ نعومة أظفارها في وسط ظروف تفرض عليها الانشغال بالتزين والتجمل كركيزة أساسية ومنطلقا للمراحل العمرية اللاحقة ، نجد أن الذكر ينشأ مدفوعا بإثبات رجولته من خلال التفوق في الناحية الجسدية .
ويبقى منشغلا به طوال سنوات عمره ، فهو في تعاملاته مع الأنثى يؤكد بصور غير مباشرة قدرته على الممارسة الجنسية معها ، وهو بين رفاقه فحلا صاحب صولات وجولات تكون في حالات كثيرة أكاذيب وقذف في أعراض الناس ولكنها تمنحه شعورا بالتفوق والإرضاء النفسي بأنه ليس ناقصا ولا عاجزا ، فبقدر ما يمتلك رفاقه من مغامرات هو يمتلك وقد يزيد .
وعندما يتجاوز الثلاثين يبدأ شعوره بالقلق رغم صورة الرزانة والتعقل التي يتشح بها، وقد يدخل في مغامرات أغلبها وهمية (أي تكون من طرف واحد هو طرفه ) ، وحتى لو نجح في إقامة علاقات ترضي غروره فالصراع الداخلي لا يتوقف ، إضافة لظهور مشكلة أخرى لدى البعض مع الوصول لمرحلة الأربعين تتمثل في الجانب الروحي كتأنيب الضمير ومحاولة تقييم النفس دينيا ، خاصة مع الشعور أن العمر قصير .
وعندما يصل إلى الخمسين يزداد الصراع الداخلي لديه فهو في نظر الآخرين أقل طاقة جنسية وهذا اهتمام ذاتي بمعنى أن هذا الأمر لا يشغل أحد سواه ولا يلتفت أحد لتقييمه من هذه الناحية ، ولكنه يعتقد أن الناس بدأت تهتم بضعفه وتنقله من الجدول الذي يضم الشخصيات ذات القدرة والقوة إلى الجدول الآخر الذي يضم ( الشياب والعواجيز )وبالتالي فهو سيسعى لإثبات عكس ذلك ، وأن العمر لا يزال أمامه ولا يزال هناك متسعا من الوقت لتحقيق بعض المنجزات .
وبما أن مغامرات المراهقة غير معقولة في هذه السن لعدة اعتبارات أولها عدم تقبل المجتمع ، وثانيها ثقته بأنه سيصبح أضحوكة لدى الفتيات الصغار ، فلن تقبل أي فتاة الانشغال برجل كبير السن ومحادثته هاتفيا بعد منتصف الليل ، أو عقد لقاءات خاصة وتترك خلفها شبابا يجمعها بهم روح الشباب وروابط السن والثقافة والاهتمامات المشتركة ، إلا في حال هدفت من وراء ذلك التسلية به وفضحه أو استغلاله ماديا كما نسمع دائما عن حالات مماثلة .
وبالتالي فالعلاقة بالجنس الآخر يجب أن تأخذ صورة رسمية فيفكر في الزواج من فتاة تصغره بعشرين عاما وأكثر لإثبات فحولته .
فلا عجب إذا أن نرى من تجاوز الخمسين وقد تزوج بفتاة صغيرة خاصة في مجتمعاتنا العربية التي يشغل الجنس فيها حيزا غير منظور من الاهتمام لدرجة توهمهم أنهم أكثر الخلق قدرة جنسية ، ويبررون لها الأسباب كتأثير الحرارة المرتفعة أو نوع الطعام .. الخ بينما الحقيقة أن طريقة التربية والفراغ الزائد هي السبب الرئيسي ، فلا عجب إذا من ارتفاع مشكلات العجز الجنسي والأمراض الجنسية في هذه الدول ومحاولة البحث عن حلول من خلال العقاقير أو الأعشاب الطبية وهي في الغالب أمراض نفسية .
يتزوج ابن الخمسين أو الستين من شابة عشرينية ، ربما يكون ناجحا في علاقته الزوجية في بداية زواجه ، لكنه لم يحسب حساب المستقبل فعندما تصبح هي في منتصف الثلاثين وهو سن الذروة والطاقة الجنسية - كما أثبتت عدد من الدراسات - ستجد أمامها رجل خرف تجاوز السبعين ما عليها سوى تبديل حفّاضاته !!.
ربما يعرف الستيني أنه يظلم الشابة الصغيرة عندما يقترن بها لعلمه أنه سيتقدمها لمرحلة الضعف والوهن بأشواط ولكنها الأنانية التي تعمي النفوس فلا يرى سوى لمتعه الآنية ، فبما أنه يملك المال إضافة لظروف وطمع أسرة الفتاة يتحقق له الزواج .
كم من المؤلم أن تسمع عن أولئك الذين تمتد لحيهم لشبرين وزيادة يحللون زواج طفلة في العاشرة وأخرى في التاسعة ، ففي إحدى الدول العربية يفتي أحد المشايخ على إحدى القنوات العربية بتحليل زواج الفتيات الصغيرات من العواجيز معللين ذلك بالقول : بما أن الفتاة موافقة فالزواج هنا جائز .
تخيلوا هنا طفلة في العاشرة تلعب على الأرجوحة ، ويذهب شيخنا رجل الدين ليسألها إذا كانت موافقة على الزواج من الشيخ الآخر الذي ينتظر الرد على أحر من الجمر ، فتمسك بدميتها مبتسمة ، فيفرح شيخنا لأنها ابتسامة الرضا !!.
أنا أسمي هذا دعارة أطفال وليس زواجا ، فكثيرا ما ينتهي هذا الزواج بالطلاق ، كما جاء على لسان الباحثين ، وتخيلوا معي طفلة في العاشرة بعد أن تمارس الجنس لعدة مرات ثم تحصل على الطلاق .. كيف ستكون حياتها بعد أن مارست الجنس وعرفته مسبقا ، مع العلم أن المطلقات يجدن صعوبة في الزواج مرة أخرى ، فغالبا لا يفضل الشباب الزواج من مطلقة ، واحتمال كبير أن تقضي سنوات طويلة في انتظار عريس وهي التي خبرت الجنس سابقا هذا إذا لم تقضي عمرها كله بلا زواج ، فماذا نتوقع ؟.
لا يجب أن نرى لانشغال وقلق الأنثى لظهور التجاعيد على وجهها باستغراب ، ذلك لأنه في الجانب المقابل .. في الجنس الآخر .. في نصفنا الثاني .. حالة تستدعي استغرابا فائقا !!.



#وضحى_بنت_سيف_الجهوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المرأة والكلب والحمار و أشياء أخرى !!
- أكبر ناكر للجميل
- الإغراء
- تصحيح الخطاب الديني للمرأة وعن المرأة
- مسألة الحجاب
- المرأة في كتابات عدد من المفكرين
- تكريم الإسلام للمرأة
- عن المرأة العمانية وحقوقها


المزيد.....




- مصر.. الداعية مبروك عطية يكشف سبب غضبه من الفنان عادل إمام ( ...
- مصر.. مشاجرة في شقة فنان شهير تنتهي بقفز شخص من الشرفة
- اللغة العربية في بوركينا فاسو.. إرث التاريخ وتحديات الحاضر
- مصر.. الفنان بيومي فؤاد يحسم الجدل حول حصوله على الجنسية الس ...
- فنان مصري شهير يكشف حقيقة علاقته بتطبيق -مراهنات- (فيديو)
- فنان فلسطيني يجسد تاريخ وتراث القضية الفلسطينية في لوحاته (ص ...
- فنان فلسطيني روسي يجسد تاريخ وتراث القضية الفلسطينية في لوحا ...
- هيبقى فيلم جباااار..حقيقة تحويل لعبة جاتا لفيلم سينمائي في ا ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- فنان إيطالي يتعرّض للطعن في إحدى كنائس كاربي


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - وضحى بنت سيف الجهوري - انشغال .. انشغال !!