أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - سامي المصري - كان عرسا تحول لمأتم قتلت فيه الديمقراطية مع آمال مصر














المزيد.....

كان عرسا تحول لمأتم قتلت فيه الديمقراطية مع آمال مصر


سامي المصري

الحوار المتمدن-العدد: 3313 - 2011 / 3 / 22 - 07:51
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


قالوا: الأذكياء يخططون للثورة... والشجعان يقومون بها... والانتهازيون يحصدون كل الثمار...

هذه المقولة صحيحة تماما لما يحدث الآن على أرض الواقع في اغتيال الثورة المصرية تحت شعارات الديمقراطية. مثلما حدث فعلا في حرب 1973 حيث سرقت كل مكاسب الحرب لحساب شلة لانتهازيين، وصنعوا من الخونة أبطالا وأخفوا التاريخ ليضيعوا كل حقوق الأبطال الحقيقيين.

الاستفتاء على التعديلات الدستورية كان فخا نصبته القوات المسلحة لاغتال الثورة المصرية بالتواطؤ ولحساب الجماعات السلفية والإخوان المسلمين وأشرار عصر مبارك.

شعب مصر العظيم الحر خرج فرحا متحمسا لممارسة حقه في الحرية والممارسة الديمقراطية لأول مرة. وبقدر ما كانت استجابة الشعب رائعة، بقدر ما كانت قوى الغدر تتربص بهم لتخطف أفراح الشعب، فحولت الفرح لمأتم ينعي فيه الشعب كل المكاسب التي حققتها له ثورة الشباب العظيمة، ويبكي دم الشهداء الذي أهدر دون عائد لأصحاب الثورة الأحرار. لقد سرقت الثورة من يد أصحابها لتسلم ليد الإرهابيين والقتلة ومصاصي الدماء.

أكبر خدعة تعرض لها الشعب المصري كانت الاستفتاء على ترقيع دستور فاسد لا يخدم إلا الإخوان المسلمين مع فلول النظام الفاسد وحزبه الوطني المفروض حله. نظام مبارك كان يقوم على أساس سلفي عنصري متعفن. صراعاته مع الإخوان كانت على السلطة وليس على الإيديولوجية الإرهابية والفساد المشترك. نظام مبارك هو الذي سمح بتواجد 88 عضوا من الإخوان المسلمين بمجلس الشعب بينما لم يسمح للأحزاب سوى بالفتات الساقطة من مائدة الأرباب. تصوير الإخوان على أنهم ظُلموا واضطهدوا في عصر مبارك كانت تقية لإثارة العطف، وكانت بداية الخدعة التي انساق وراءها السذج وصدقها بعض الثوار. المحظورة في عصر مبارك كانت تمارس حقوقا سياسية ليست فقط كحزب سياسي بل أكثر من جميع الأحزاب المصرية مجتمعة، مع تسميتها بالمحظورة لإحكام الخدعة. تاريخ المحظورة الإجرامي منذ أن أقامها الإنجليز في عام 1928 لا يسمح بأي شكل لان نصدق أي أكاذيب يسقونها. عبد الناصر وحده الذي فهم الإخوان المسلمين ولذلك عرف كيف يضعهم في الموقع الذي يناسب جرائمهم ليتقي شرورهم ضد الوطن ومصالح البلاد. لذلك نجد أن المصدر الذي يشوه عصر عبد الناصر هم الإخوان المسلمين والصهاينة، ويسير خلفهم بعض السذج ليرددوا سخافاتهم دون أن يعلموا حقيقة وخطورة ما يقولونه.

الخدعة التي إنسقنا وراءها هو أن نعتبر الاستفتاء والانتخابات علامة ديمقراطية في ذاتها ونحن نصوت على دستور فقد كل معنى الشرعية والديمقراطية. إنها أكبر خدعة وبالأسف الشعب مش فاهم من ناحية، ومن ناحية أخرى المنتفعون بالفساد الدستوري يفسدون الفكر الشعبي بشعارات دينية مدمرة ومخربة لحساب مكاسبهم غير المشروعة. الديمقراطية لا تعني سوى دستور يحقق العدالة الاجتماعية لكل فئات الشعب. ولا يمكن تحقق ذلك إلا بالفصل الكامل بين السلطات كأول شرط. ثم تحقيق سيادة القانون, الفوضى القانونية التي يعيشها الشارع المصري تمثل كارثة مجتمعية كبرى لا ينتفع منها سوى اللصوص والمجرمين. نتائج الاستفتاء الأخير باعد جدا آمال هذا الشعب وأفسد الكثير مما حققته الثورة وضيع دماء الشهداء والمبادئ النبيلة التي ماتوا من أجلها.

المضللون والمنتفعون بفساد الدستور القديم شوهوا الصورة لحساب مكاسبهم الغير مشروعة ضد الديمقراطية وضد الكرامة الإنسانية وضد المساواة المجتمعية تحت شعارات دينية مضللة ومفسدة. النتيجة هي ضياع كل مكتسبات الثورة وإهدار دم الشهداء لحساب مجموعة من التسلقيين المفسدين لكرامة الوطن وحريته. لقد استجاب الشعب للاستفتاء بكل حماس وبروح ديمقراطية عالية، بينما كانت الحكومة بقيادة الجيش تنصب هذا الاستفتاء كفخ ابتلع كل مكاسب الشعب الذي تحقق بالثورة العظيمة في ميدان التحرير. لقد رجعنا إلى المربع الأول بعد أن تثبت حول رقبتنا دستور فاسد أقامه السادات، وبه أحكم مبارك قبضة الفساد ليسحق الشعب المصري، وقامت القوات المسلحة بترقيعه وبكل سذاجة يصوت عليه الشعب تحت تأثير شعارات دينية فاسدة وإشاعات مغرضة استخفت بالعقول التعبانة. لقد باعدت نتائج الدستور أي أمل في حياة ديمقراطية سليمة للشعب المصري إلى أن تقوم ثورة جديدة؛

وإلى لقاء مع المحن التي ستجتازها مصر مع شعبها الحزين الذي ضاعت آماله في غفلة من الزمان.



#سامي_المصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تاريخ «الدستور المصري» وصراع حول الديمقراطية
- «الدستور» هدف الثورة الأخيرالذي لم يتحقق بعد
- تحية لثائرات مصر ... في يوم المرأة العالمي
- مبروك .. مبروك .. جدعان يا ولاد .. شباب التحرير العظيم .. رب ...
- «المادة الثانية من الدستور» .... هل هي تشريع أم إرهاب وترويع ...
- التعديل الوزاري الجديد لحكومة شفيق هل يحقق أهداف ثورة مصر... ...
- قامت الثورة المصرية لكي تستمر وتتخطى الحواجز 3
- قامت الثورة المصرية لكي تستمر وتتخطى الحواجز 2
- قامت الثورة المصرية لكي تستمر وتتخطى كل الحواجز 1
- «مبارك رجل الفتنة» ... خطاب مبارك مراوغ حقيرة وعار تاريخي
- مصر تتحدث عن نفسها من»ميدان التحرير«
- المصاعب أمام تداول السلطة في مصر... والإسلاميون
- شهداء كوبري عباس يحيون شهداء ميدان التحرير
- مبارك يستقوى بالخارج ضد الوطنية المصرية
- سحب الأمن من شوارع مصر لنشر الفوضى هي آخر جريمة لعصر مبارك
- الغضب الساطع آتى ... يا مبارك
- عار العمرانية (1) «إذا لم تستحي فافعل ما شئت»
- التطرف الديني الإسلامي المسيحي يذبح مصر
- رسالة الأخت فاديا سعيد والتعقيب عليها
- لكل مجال مقال


المزيد.....




- شاهد ما حدث على الهواء لحظة تفريق مظاهرة مؤيدة للفلسطينيين ف ...
- احتجاجات الجامعات المؤيدة للفلسطينيين تمتد لجميع أنحاء الولا ...
- تشافي هيرنانديز يتراجع عن استقالته وسيبقى مدربًا لبرشلونة لم ...
- الفلسطينيون يواصلون البحث في المقابر الجماعية في خان يونس وا ...
- حملة تطالب نادي الأهلي المصري لمقاطعة رعاية كوكا كولا
- 3.5 مليار دولار.. ما تفاصيل الاستثمارات القطرية بالحليب الجز ...
- جموح خيول ملكية وسط لندن يؤدي لإصابة 4 أشخاص وحالة هلع بين ا ...
- الكاف يعتبر اتحاد العاصمة الجزائري خاسرا أمام نهضة بركان الم ...
- الكويت توقف منح المصريين تأشيرات العمل إلى إشعار آخر.. ما ال ...
- مهمة بلينكن في الصين ليست سهلة


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - سامي المصري - كان عرسا تحول لمأتم قتلت فيه الديمقراطية مع آمال مصر