أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - احمد ثامر جهاد - حول جمالية الفيلم السينمائي














المزيد.....

حول جمالية الفيلم السينمائي


احمد ثامر جهاد

الحوار المتمدن-العدد: 990 - 2004 / 10 / 18 - 06:59
المحور: الادب والفن
    


اشارات
إن الخاصية الصورية للفيلم السينمائي هي ما يسمح لنا بمتابعة تمثلاتَه غير المحدودة ، عميقة الارتباط بطرائق تجسيده للمحتوى النصي . فقد تعيننا " الصفة البصرية " - اكثر من غيرها - على اكتشاف " بلاغة الصورة " لا في قدرة تجسيدها المضمون فحسب ، إنما في قوة إيصاله . وهنا استفادت القراءة النصية للفيلم - على نحو خاص - من قابليات التحليل البنيوي على الممارسة الإجرائية ، لكن بخيارات محدودة تؤكد من جديد عدم وجود منهج عمومي لتحليل الأفلام ، إلا أن الجهود النقدية للمحللين ، فضلاً عن عدها الفيلم وحدة تحليلية وخطابية ، ارتبطت - من حيث هي محاولة في الاتجاه الجديد باللمح النظري للناقد ( رولان بارت ) المتمثل في كون ( الصورة دلالة اكثر منها اتصال ) - إشارة إلى ما ذهب إليه ( امبرتوايكو ) - وحاولت تطوير تلك الإشارة الجوهرية بوصفها إسهاماً أولياً في مخطط دراسة الشريط السينمائي .
وإذ نتحدث عن ( الصورة ) ، فإننا نُعين فيها مستوى خاصاً من اللغة . يقارب هذا المستوى طبيعة اللغة - خارج الفيلم - كلما كان نسقاً إشارياً اكثر منه حوارياً ، يرتكز في فاعليته الصورية على العلاقات الإيقونية (الإيحاءات والحركات ) بشكل يمنحه طاقة إيحائية وشحنة عاطفية انفعالية تحفز المتلقي على مراقبة التمثيل المحترف لحيوية الكلمة المُشفَّرة ( وفقاً لرأي" يوري لوتمان " ) . فيكون أليق لبحث سيميائية الفيلم التوسع في قراءة ( متنه الجمالي ) .
وتراهن جمالية المعطى السينمائي من جهتها على غالبية العناصر المكونة للأسلوب الفيلمي ( كالموسيقى والإضاءة وفن المونتاج والأداء التمثيلي ) ويمكنها مجتمعة أن تقدم - فــي آن واحـد - " الفكرة " في أقصى تمثلاتها حيوية على الشاشة .
يخالف هذا الطرح - بدرجة ما - التحديد العام الذي وضع الفيلم في امتياز تعبيره عن أفعال الإنسان ، حركاته وردود فعله ( منظوراً إليها من الخارج ) ، في مقابل امتياز الأدب عامة بصفة التعبير عن عوالم البشر الداخلية ( كتجليات اللاشعور المُعبر عنها بقدرة الجمل الكلامية على استبطان الذات في عمقها ) . ولنا أن نرى في هذه النقطة بالذات الجاذبية الخاصة للفيلم إذا ما تناول الجانب السايكولوجي في حياة الشخصية أو ما يتمظهر فيها من حالات ذهنية تحتاج منه على الدوام لغة سينمائية رفيعة تلامس ( أوهام العمق ) بتعبير ( آلان روب غرييه ) .
إن ذلك التحديد لم يشكل مانعاً يذكر أمام التحديات الجمالية لرهان الفيلم السينمائي . كما لم تحد الانحيازات المبدئية الصورة الفيلمية عن نزوعها لتصوير الواقع النفسي للبشر الذي تطلب منها - خاصة - تمرير معنى فكرتها في حقل الابتكارات المتعددة للبناء والأسلوب .
وما نراه مُجسَداً اليوم على الشاشة هو مغامرة الفيلم اللاحقة للأغراء المتعين في ذلك النمط من القصص ، بما تتوفر عليه من تشويق نصي وبصري ، يجعلها فرصة ذهبية لصانعي أفلام ( هوليود ) من جهة ، ومطلباً عاطفياً للجمهور من جهة أخرى . ومع المتلقي تحديداً يكتمل الطراز الفني الخاص من الغواية والمماهاة ، لتعلن " الصورة " عن جمالها الذي تؤطره علاقة صميمية تنمو باستمرار - على قدر نجاح المحاولات السينمائية - منذ رائعة( دكتور جيكل ومستر هايد ) وليس انتهاءً بفيلم ( الحاسة السادسة ) للمخرج ( نايت شيالامان ) .
وبضرورة هذه الإشارة تبدو عظمة الشكل الفني تاريخاً لبلاغة الصورة السينمائية ونظاماً دلالياً محكماً لاستبدال الجملة المحكية بالإشارة الصامتة .



#احمد_ثامر_جهاد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في سابقة خطيرة تهدد جوهر الديمقراطية
- طفح الكيل في جامعة ذي قار.. والعاقبة اخطر
- للحقول الخضر ينشد لوركا قصائده
- حداثة الرواية السينمائية
- ! إرهاب النفط في وجوه الشيطان
- جندي أمريكي .. جندي عراقي
- الحياة في الأهوار العراقية
- بابلو بيكاسو
- استبطان الذات بلقطة قريبة
- الآخر في الخطاب السينمائي
- نصف ظلام ، نصف حياة
- فرانكشتاين...صورة عن الواقع والخيال
- في ورشة غابرييل غارسيا ماركيز
- تراجيديا انتخابات الجمعية الوطنية
- مَن أذلَّ الجواهري في كردستان !؟
- مارتن سكورسيزي
- بعيدا عن دائرة الحياة
- متاهات بورخس والكتابة بالذاكرة
- جوزيف كونراد سينمائيا
- حصار هوليود ووعي الآخر


المزيد.....




- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة
- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية
- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - احمد ثامر جهاد - حول جمالية الفيلم السينمائي