أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - خالد عبد القادر احمد - شيطان الاعلام يجب ان يقيد














المزيد.....

شيطان الاعلام يجب ان يقيد


خالد عبد القادر احمد

الحوار المتمدن-العدد: 3312 - 2011 / 3 / 21 - 14:51
المحور: الصحافة والاعلام
    


بين عيد الام ومعركة الكرامة صلة وثيقة, طبيعتها المصداقية وبرهانها الوفاء والاخلاص الى درجة التضحية بالنفس والمال والوقت والجهد وبذل الانتباه والتركيز والمبادرة لصالح اصولنا الانسانية والوطنية, وهذا هو جوهرها الاخلاقي الكريم, الذي ميز الرقي الحضاري الانساني عن الهبوط الحيواني الوحشي فجسده في اقوم مقاييس تقييمه على صورة ارقى مستوى اخلاقي يمكن للسلوك الانساني ان يتعامل به,
اقر للاخوة القراء انني عقائدي الرأي ولست فيه ليبراليا غير مشروط, فانا اؤمن بالالتزام المتبادل بين الجماعة والفرد, والولاء والوفاء كصورة لهذا الالتزام, لذلك فان ليبراليتي برنامجية مراتبية ترى ترابط الانساني العالمي بالاقليمي والقومي وبالطبقي الشعبي, كما اقر بانني من الذين يؤمنون بوحدة الجماعي والفردي, وبذلك تتباين ليبراليتي عن الليبرالية الراسمالية التي تقدس الفردية وبراغماتيتها.
كما اؤمن بموقعي ومسئوليتي في عملية الانتاج وفي وضع السيطرة والتحكم, وفي ضرورة اسهامي الثقافي والروحي بهذا العالم الذي انتمي اليه, فانا ارى الجدار مشتركا مع جاري اكثر مما ارى فيه فاصلا بيننا, وارى ان للبحث العلمي والطب والتعليم والاعلام.... وغيرها, مستويات يتجلى بها اثرها في المجتمع, فهي في مستوى من مستوياتها مجال مهمات انتاج وهي في مستوى اخر اشكال سلطوية,
إن الامن الصحي مثلا هو مهمة الطب والصيدلة والمختبر, غير ان السيطرة الصحية هي شكله السلطوي والذي قد تتعالى سلطاته احيانا على السلطة السياسية فتخضعها لها ولكن بصورة مؤقتة طارئة. وكذلك اقسام العمل الانساني الاخرى, حتى العسكري منها فان مهمته الدائمة هي الامن القومي و السلم الاجتماعي, غير انه في وضع الطواريء يصبح السلطة لمسيطرة التي بصورة مؤقتة طارئة تخضع باقي اقسام العمل لرؤيتها واحتياجاتها الخاصة.
إلا الاعلام, هذا الشيطان الذي اطلقت الراسمالية عقاله وفتحت قمقمه وحررته ليبراليتها من مصداقيته واجازت له تخليه عنها تحت مظلة التحالف مع الانتهازية السياسية, فتحول الى سلطة مطلقة غير خاضعة لقيد التشريع, احال معها الانتهازية السياسية الى احد ادوات فاعليته.
لم يعد الاعلام كما كان اداة نقل علم ومعرفة بل بات من اقوى الصناعات الراسمالية التي تعيد تشكيل الراي وتؤسس لتحديد المواقف من الصراعات, فبات تعريف العدالة والنزاهة وتحديد الانحياز والالتفاف مهمة الاعلام, اي انه بات معرف الاخلاق كجوهر للسلوك الفلسفي الانساني,
لقد بات الاعلام _ الاعور الدجال _ الذي يحي ويميت ويجيز الثواب ولعقاب, ومال الجنة والنار ومحدد المصير الانساني, محمي بقدسية الحرية وبقوة توظيف الغفلة الانسانية و مطلق سلطة التشريع, وويل لمن يقف في طريق توسيع سلطاته وسيطرته,
نحن الشعب الفلسطيني خير من يعرف السلطان المطلق لقوة الاعلام, والمصير الاسود القادر على ايصال الشعوب اليه, واليم يتجرع الشعب الليبي هذا الكاس الذي اترعنا سابقا,
لا يمكن ان يكون الاعلام صادقا, هكذا يقول انتباهي لوسائله وهكذا تقول تجربة عملي في مواقع صحفية, ولا يمكن له ان يكون نزيها, وبعد ان كان الوجه الاخر للانتهازية السياسية باتت الانتهازية السياسية هي نفسها وجهه الاخر.
في الوضع الليبي يمكن كما اوردت قنوات الجزيرة والعربية لمحتج مدني مسالم ان يمتطي فورا مضاد طيران وان يسقط طائرة حربية دون الحاجة الى تدريب مضني, فينال اخلاصه للثورة انبهار مشاهد الخبر ولولا انني في حياتي كنت لفترة مدربا عسكريا واعرف ان ذلك غير ممكن, لانبهرت مثل غيري,
ويمكن لطيران الثوار في ليبيا ان يغرق سفينيتين للقذافي, ويمكن للثوار ان يحتجزوا ناقلة نفط للقذافي, غير انهم يقفون عاجزين امام سفينة اسرائيلية تفرغ سلاحا للقذافي, ويمكن لزجاج سيارات ابن القذافي في مطار بنغازي ان يكون مضادا للرصاص ولكن لا يمكن لمعدن السيارات نفسها ان يكون مضادا لهذا الرصاص, ويمكن الاشارة دائما لقصف جوي قذافي على مواقع الثوار دون ان يكون هناك حفرة قصف واحدة تعرض على الشاشة, ويمكن جمع افراد من المغتربين القت بهم المقادير في اتون الصراع في ليبيا والقول انهم مرتزقة دون ان يكون بينهم شيء مشترك سوى لون البشرة, ويمكن جمع جوازات سفر هؤلاء المغتربين والقول انها جوازات سفر مرتزقة, فمن يسأل عن صدق الخبر
وحتى القدسية الدينية يجري توظيفها, حيث يصلى على شهداء الثوار ولا يصلى على شهداء قوات النظام......الخ. انه فن التسويق الدعاوي الاعلاني, انه فن تشكيل الراي واعادة صياغة العقول.
اليوم انت وطني او عميل يحدده موقف الاعلام منك, فالوطنية والخيانة بات معيارها اعلاميا لا واقعا موضوعيا وويل لمن يعاديه الاعلام فهو في نار جهنم وبئس المصير,
هل نسقط ديكتاتورية القذافي وبن علي وبن صالح ومبارك, ونبقي على ديكتاتورية الاعلام؟ سؤال يبدو انه ان اوان ان يطرح وان ليبرالية اعلام يجب ان تلتزم المصداقية وان تكف عن ان تكون مظلة خلق الفوضى والتلاعب بمصير الشعوب والقوميات, وانهاء ان تكون منطقتنا خاضعة لسلطة تحالف الاستعمار والاعلام, فهذا الاعلام ساقط وعميل وخياني
ان موقفي من الاعلام لا ينسحب على مبدئية تاييد مطالب الاصلاح الديموقرطي الذي ترفعها الانتفاضات الشعبية ولكن هل يجب ان يكون دم شهداء هذه الانتفاضات ارباح طائلة للاعلام ورواتب مجزية لمذيعيها وموظفيها؟ سؤال متروك الاجابة عليه لضمائركم , فاذا كانت الاجابة ان لا مانع فلتكن حربا طائفية وتشريع لتدخل اجنبي ومساومات عالمية على مصائر شعوبنا وقضايانا واجيالنا القادمة



#خالد_عبد_القادر_احمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- على ماذا يختلف كتابنا؟:
- الهوية الايديولوجية للانتفاضات الشعبية, مصر مثلا:
- ماذا نريد من الانتفاضة:
- حتى يمكن للشعب الفلسطيني انهاء الانقسام:
- عملية ايتمار تريدمارك صهيونية:
- خففوا التاييد والرفض واكثروا القراءة
- حوار ثقافة فلسطينية مهزومة:
- فارق ما يحدث في البحرين عن المواقع الاخرى:
- الفيتو الامريكي كمؤشر ومدلول:
- شروط الانتفاضة الشعبية الفلسطينية:
- رد مقتضب من وزن ابن الجنوب عليه:
- شكرا سيد المقاومة, لقد تعلم الفلسطينيون الدرس:
- الانتخابات هل هي مازق او حل للازمة الفلسطينية:
- انتفاضة مصر بين الموقف الثقافي والموقف السياسي:
- السياسي والاعلامي ورجل الدين الرخيص عند ايران يخرس:
- الاهم في مصر الغد:
- كيف يمكن تداول السلطة بين جسم بلا راس وراس بلا جسم؟
- ثلاث اسئلة تمنع حدوث _ ثورة _ في الاردن:
- مصر وحرب التشكيك
- عريقات اسوأ شخصية فلسطينية عام 2011م


المزيد.....




- هارفارد تنضم للجامعات الأميركية وطلابها ينصبون مخيما احتجاجي ...
- خليل الحية: بحر غزة وبرها فلسطيني خالص ونتنياهو سيلاقي في رف ...
- خبراء: سوريا قد تصبح ساحة مواجهة مباشرة بين إسرائيل وإيران
- الحرب في قطاع غزة عبأت الجهاديين في الغرب
- قصة انكسار -مخلب النسر- الأمريكي في إيران!
- بلينكن يخوض سباق حواجز في الصين
- خبيرة تغذية تحدد الطعام المثالي لإنقاص الوزن
- أكثر هروب منحوس على الإطلاق.. مفاجأة بانتظار سجناء فروا عبر ...
- وسائل إعلام: تركيا ستستخدم الذكاء الاصطناعي في مكافحة التجسس ...
- قتلى وجرحى بقصف إسرائيلي على مناطق متفرقة في غزة (فيديو)


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - خالد عبد القادر احمد - شيطان الاعلام يجب ان يقيد