أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - خالد احمد العلاونه - اتفاقية وادي عربه والقرد














المزيد.....

اتفاقية وادي عربه والقرد


خالد احمد العلاونه

الحوار المتمدن-العدد: 3312 - 2011 / 3 / 21 - 13:36
المحور: كتابات ساخرة
    


اتفاقية وادي عربه والقرد
في الموروث الشعبي حكاية تتداول للتندر او لتكون مثلاً وهي حكاية القرَاد ، والقراد هو الرجل الذي يملك قردا ويدربه ثم يجوب به المناطق للتكسب من مشاهدة الناس لهذا القرد ، وتدور الحكايه حول قرادا اراد ان يتخلص من قرد له بعد ان اصبح عاجزا الا انه اراد ان يكسب من عملية التخلص منه ، فاتفق مع صديق له على ان يذهب إلى سوق العطارين للسؤوال عن مخ قرد لاستخدامه في علاج لمرض خطير مع استعداده لدفع اي مبلغ مقابل الحصول على المخ .
ذهب ذلك الرجل إلى السوق ودخل دكان العطاره وطلب من العطار ان يبيعه مخ قرد ، استغرب العطار من الطلب واخبر الرجل بان طلبه صعب وغير موجود ، فألح الرجل في طلبه وابدى استعداده لدفع اي مبلغ للحصول على مخ القرد ، لانه يريده في علاج مرض خطير ، وقدم للعطار مبلغ الف دينار كمقدم لثمن مخ القرد وان بامكانه الانتظار لمدة شهر للحصول على مطلبه ،سال لعاب العطار للمبلغ ودخل الطمع قلبه ووافق على مطلب الرجل بأن يؤمن له المطلوب خلال المده المحدده .
بعد عدة ايام اخذ القراد قرده إلى السوق ومر به من امام دكان العطار ، وما ان شاهده العطار حتى ركض اليه طالبا ان يبيعه القرد ، رفض القراد العرض واخبر العطار بانه لا يستغني عن قرده ولا يريد ان يبيعه ، الا ان العطار الح عل الرجل ان يبيعه القرد بالثمن الذي يريد لانه يحتاجه في علاج من مرض خطير ، وبعد ان احس القراد ان الخطة انطلت على العطار وافق على بيع القرد بمبلغ خمسة الاف دينار ، قبضها وغادر المكان فورا .
كسب القراد ربحا وفيرا وجلس العطار ينتظر صاحب المخ ، وما زال على حاله ينتظر يوما بعد يوم وامتد به الانتظار إلى يومنا هذا دون ان يعلم انه اكل المقلب .
حالة مشابهه كانت بعد الاعتداء الثلاثيني على العراق عندما اغرانا المجتمع الدولي بمؤتمر مدريد للسلام واوهمنا نحن العرب المساكين بان السلام سيدر علينا ربحا وفيرا وتنمية عاجله توصلنا إلى حالة من الاستقرار الاقتصادي والامني والاجتماعي ، فسارعنا إلى توقيع اتفاقية وادي عربه التي ستدر علينا عسلا ولبن ، وستجعل الانسان الاردني يعيش في بحبوحة ورغد من العيش ، ستفتح اسواق الكيان الصهيوني للمنتجات الاردنيه وسيذهب ابناؤنا للعمل هناك ليعودوا الينا بمال كثير ، وسنحصل على حقوقنا في المياه والارض والامن والسلام ، وستكون لنا الاولوية في الحصول على الهبات والامتيازات والمساعدات من شتى دول العالم ، وبالتالي سينتهي فقرنا وترتفع مواردنا وستزداد رواتبنا .
ارتفع العلم الصهيوني في سمائنا ، وتغلغل الصهاينة في مجتمعنا وغزت المصانع الصهيونية مدننا ، واغرقت منتجاتهم اسواقنا ، واعيدت لنا ارض عدنا لنؤجرها لهم بثمن بخس ، ونحن ننتظر فيض اللبن والعسل ونتلهف لرغد العيش والبحبوحه ، فسكتنا عن تدمير العراق وضرب لبنان واجتياح غزة ، وغضضنا البصر عن القتل والتدمير والاستيطان والتهويد ، كل ذلك مهراً للتنمية والسعادة والنمو الاقتصادي والتنمية الشامله ونحن لا نعي اننا وقعنا في شرك القراد واصبحنا كذلك العطار نضع الخد على اليد وننتظر لعل صاحب المخ ان يأتينا بالربح الوفير .
تبدلت الحال إلى الاسوأ ، فكان حقنا في المياه يأتينا من شبكة المجاري الصهيونيه ، وبضائعنا لا تدخل إلى اسواقهم ، وامننا مهدد على الدوام وتصريحاتهم ضد وطننا توجعنا ، واعتدائهم على الاشقاء لا يهمنا فنحن موقعين على معاهدة سلام لا نستطيع من خلالها الاحتجاح او الشجب ولا نقوى على ان نواجههم بالرفض لاي عمل عدواني على اي بلد عربي ولا يسمح لنا باستخراج ثرواتنا من باطن الارض ، تراكمت مديونيتا وتقلصت المنح والمساعدات والاعطيات ، ازددنا فقرا وجوعا وعطش .
ما زلنا نجاملهم فهم ابناء العمومه ،فلم نعد نحتفل بنصر الكرامة تقديرا لمشاعرهم ، وهم يحجون إلى قبور سفاحيهم بعيدا عن مشاعرنا ، نشدد الظلم على سجنائنا وهم يكرمون مجرميهم نكاية بنا ، نسينا دماء شهدائنا وجحدنا تضحياتهم ، ولم نعد نكترث بدموع الامهات والارامل والايتام التي خلفتها حروبنا معهم ، بل الغينا اهازيج النصر وعبارات التضحية ومنادي الجهاد من مناهجنا وكممنا افواه بنادقنا ، ومنعنا نسائنا ان يتخضبن بالحناء حتى لا نجرح مشاعرهم وجلسنا ننتظر العسل واللبن ونعيش على امل ان يعود صاحب المخ ليشتري القرد ، فاذا بنا كالعطار قد شربنا المقلب واكلنا الطعم .



#خالد_احمد_العلاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بدي سايق محترم
- خيمة ابو معن
- اصلاح شامل
- اتجاوز ،،، لا تتجاوز


المزيد.....




- في شهر الاحتفاء بثقافة الضاد.. الكتاب العربي يزهر في كندا
- -يوم أعطاني غابرييل غارسيا ماركيز قائمة بخط يده لكلاسيكيات ا ...
- “أفلام العرض الأول” عبر تردد قناة Osm cinema 2024 القمر الصن ...
- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...
- افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-
- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - خالد احمد العلاونه - اتفاقية وادي عربه والقرد