أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - ييلماز جاويد - كُلّهم صدّامٌ .. وصدّامُ منهم














المزيد.....

كُلّهم صدّامٌ .. وصدّامُ منهم


ييلماز جاويد
(Yelimaz Jawid)


الحوار المتمدن-العدد: 3312 - 2011 / 3 / 21 - 09:22
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


بدأ الصراع بين الأحزاب والحركات السياسية للإستحواذ على السلطة والإنفراد بها حتى أخذت الواحدة تتهم الأخرى المخالفة لها في موقفها السياسي ، فواحدة تدّعي أن كل مَن يخالفها ( بعثي ، وصدامي يعمل على إعادة حكم أذناب صدام ) ، والأخرى تدعي ( أن مَن يخالفها يريد جعل العراق مزرعة تابعة لإيران وفرض نظام ولاية الفقيه ) . ثمان سنوات والصراع المحتدم ، وجهود كل فئة ووسائل إعلامها تدعو وتعلن وتحذر الشعب من مغبة تصديق الطرف الآخر . ثمان سنوات وسياسة التسقيط مسلسلٌ يعاد يومياً في حياة كل مواطن . لقد سئمَ الشعب هذا الجو السياسي الطاغي على كل الأمور ، بحيث جمدت الحياة وحُرم المواطن من أبسط الخدمات الضرورية في حياته ، فالبطالة تنهش ، والأسعار الباهضة تقتل المعدمين و أصحاب الدخول الضعيفة ، وإنعدام الكهرباء والماء والخدمات البلدية و المواصلات تجعل الحياة لا تحتمل . كل ذلك دفع الشعب المحروم إلى الصراخ والمطالبة بحقه في الحياة الكريمة ، فسارت التظاهرات المطلبية السلمية في شوارع وساحات جميع المدن . وبدلاً من الإستماع إلى مطالب الشعب ، ولو المفروض أن الحكومة تحس بحرمان الشعب قبل هذا التاريخ ، فقد خرج رئيس الوزراء على شاشة التلفزيون يسمّي التظاهرات ( مشبوهة ) ويحذر الناس من الإشتراك فيها ، ويمارس الضغط على الأحزاب والحركات السياسية المؤيدة للمظاهرات بمطالبتهم بالكف عن المشاركة . ثم قامت الحكومة بإستعمال العنف في مكافحة المظاهرات ، ومنع المتوجهين إلى مواقعها من الوصول إليها ، وإعلان منع تجول وسائط النقل لتحقيق ذلك ، ثمّ إعتقال الناشطين ومراسلي وسائل الإعلام ومصادرة أوتحطيم أجهزة التصوير لديهم .

دأبَ بعض مثقفينا ، عن غفلة أو عن علم ، بحسن نية أو بسوئها ، على الضغط على القوى السياسية الديمقراطية ، وبالأخص على الحزب الشيوعي ، لرفع مستوى نضالها في التعامل مع الوضع السياسي الحالي ، لتغيير وجهتها في كيفية بناء العراق الديمقراطي التعددي والفدرالي ، والإشتراك في التظاهرات القائمة وتأييدها . إن التحليل العلمي لطبقات الشعب يدلل على أن الطبقة الإجتماعية السائدة هي البرجوازية الصغيرة وقيادتها بيد رجال الدين وملاك الأراضي والبرجوازية ( الكومبرادور التي لها مصالح نفطية وتجارة الأسلحة ) ، وهي التي تقود السلطة السياسية ، وفي معارضتها طبقة البرجوازية المتوسطة وتقودها البرجوازية ( الكومبرادور التي لها مصالح عقارية وصناعية ) . إن الضغط من القوى السياسية اليسارية على مثل هذه الطبقات يؤدّي إلى عكس الغرض المطلوب . لقد كانت لدينا التجربة في المد اليساري في عهد عبد الكريم قاسم ، والتظاهرات المليونية سواء في الأول من أيار 1959 أو في وأد المؤامرات قد ولدت خوفاً لدى تلك الطبقات الإجتماعية وجرفتها نحو اليمين المتطرف ،مما نتج عنه تفكك الجبهة الداخلية ونجاح إنقلاب الثامن من شباط . لقد كان المقال الإفتتاحي لجريدة الحزب بتأييده مطالب المتظاهرين والإصطفاف مع الجماهير دون الإشارة إلى إشتراكه فيها موقفاً مسؤولاً مدركاً للوضع السياسي وتركيبة القوى السياسية الموجودة في الساحة ، بعكس التصريح غير المسؤول الذي صدر عن الحزب الشيوعي الكردستاني . إن المطالب التي نادى بها المتظاهرون مطالب نقابية ، وبالتالي تجمع كافة الشرائح التي تجد مصلحتها في تبنيها بينما إشتراك حزب معين في تلك المظاهرات يصبغها بصبغة سياسية ويخرجها من طابعها النقابي . على القوى السياسية اليسارية وفي مقدمتها الحزب الشيوعي أن تتحلّى بالحكمة السياسية لتتمكن من كسب الأجنحة اليسارية من تلك الأحزاب المتسلطة لتكون لديها أداة ضغط لتعديل مسيرتها ، وليس تخويف تلك الأجنحة ودفعها إلى أحضان اليمين المتطرف . عليها أن تتذكر الدرس الذي مرّ على الحركة الوطنية في بداية سنوات العهد الجمهوري .

لقد كانت تجربة التظاهرات وممارسات الحكومة في مكافحتها دليلاً على أن مَن يكون في موقع السلطة ، متمسكاً بها ، لا يبخل وسيلة لتحقيق ذلك . وتجارب المنطقة العربية في الأشهر الأخيرة أعطت صوراً عديدة كيف يمكن أن يتحوّل الحاكم إلى سيف يبتر كل من يهدد موقعه .

ثمان سنوات ، يتمّ تخويف الشعب ، بأن البديل الوحيد في حالة التغيير هو ( عودة النظام الصدامي ) . هذا البُعبُع الذي كان له صدىً في نفوس بعض أبناء الشعب إلى يوم إندلاع التظاهرات فقد تأثيره لظهور زيف هذا الإدعاء . وإن كان عامة الشعب قد صدّق يوماً ، بفعل وسائل إعلام هذه الفئة السياسية أو تلك ، أن جميع البعثيين هم ( صداميون ) ، وهم في حالة رجوعهم إلى الحكم سيقيمون المجازر والإعدامات !! إنما عرف في نفس الوقت أن ليس كل البعثيين صداميين ، وليسوا جميعاً مجرمين أو ملطخة أيديهم بدماء الشعب . عرف الشعب أن الوضع الحالي أيضاً يمارس تعذيب المعتقلين الأبرياء ، وله سجون ومعتقلات خارج نطاق السجون والمعتقلات الرسمية ، ويتم إعتقال لأبرياء بدون محاكمة ولمدد طويلة دون توجيه التهم إليهم ، وعلى عكس ما يصرّح به رأس النظام . إن هذا الشعب الذي عانى ما عانى في ظل دكتاتورية صدام ، لا يزال يعاني نفس المعاناة أو أكثر في ظل النظام الحالي . وإن كان الشرفاء من القوى السياسية الوطنية يعرفون أن الشرفاء من البعثيين أبرياء من أفعال صدام الإجرامية ، يعرفون أيضاً أن جرائم صدام لا زالت ترتكب في ظل النظام الحالي ، وكأن صداماً منهم .. وهمُ من صدام .

واجب المثقفين في الوقت الحاضر هو تعريف أبناء الشعب بحقوقهم و كيفية المطالبة السلمية بها ، والحفاظ عليها ، وفضح ممارسات الحكومة في عدم تلبية تلك المطالب ، والفساد الإداري ومخالفة الدستور والقوانين المحلية والدولية التي ترتب للإنسان حقوقه الطبيعية . فبواسطة الشعب الواعي المنظم فقط يمكن تحقيق الأماني .



#ييلماز_جاويد (هاشتاغ)       Yelimaz_Jawid#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحزبُ باقٍ
- الثورةُ لا تُستَورَد
- أنبذوا الإنعزاليّة وأدعوا للديمقراطية
- رسالة ثانية إلى آية الله العظمى محمد اليعقوبي
- التحليلُ الجدَليّ
- حَذارِ من مفرّقي الصفوف
- طبقةُ الفلاحين أساسُ بناء الديمقراطية
- تذكير
- شجاب الغُراب لأمه ؟
- اللعنةُ ... المحاصصةُ
- تواطؤٌ ... توافقٌ لكنهُ هزيلٌ !!
- تمييزٌ عُنصُريٌّ .. أم ماذا ؟
- وعندَ ويكيليكس الخبرُ اليقينُ
- البُعبُع . . . البعث !!
- الإستعمار .. شكلاً وجوهراً
- الخُلودُ للطيبين
- عِبَرٌ لَمِن إعتَبَرَ
- لِنكافِح الفرقة والإنعزالية
- لِعبُهُم .. ورَدُّنا
- العُنفُ ... أم النضال السّلمي ؟


المزيد.....




- الفصائل الفلسطينية بغزة تحذر من انفجار المنطقة إذا ما اجتاح ...
- تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه ...
- الذكرى الخمسون لثورة القرنفل في البرتغال
- حلم الديمقراطية وحلم الاشتراكية!
- استطلاع: صعود اليمين المتطرف والشعبوية يهددان مستقبل أوروبا ...
- الديمقراطية تختتم أعمال مؤتمرها الوطني العام الثامن وتعلن رؤ ...
- بيان هام صادر عن الفصائل الفلسطينية
- صواريخ إيران تكشف مسرحيات الأنظمة العربية
- انتصار جزئي لعمال الطرق والكباري
- باي باي كهربا.. ساعات الفقدان في الجمهورية الجديدة والمقامة ...


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - ييلماز جاويد - كُلّهم صدّامٌ .. وصدّامُ منهم