أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - غفار عفراوي - غفار عفراوي وجها لوجه في ( حوار استقرائي ) مع الشاعر والسياسي جابر لجابري















المزيد.....

غفار عفراوي وجها لوجه في ( حوار استقرائي ) مع الشاعر والسياسي جابر لجابري


غفار عفراوي

الحوار المتمدن-العدد: 3311 - 2011 / 3 / 20 - 11:50
المحور: الادب والفن
    



"الشعر يمثل الذبحة الصدرية التي أخرج منها كل مرة سالما"

أنا تلميذ يتهجى رسائل الحب


خسرت حريتي وشاعريتي


اتحاد الأدباء ليس ربابة عراقية




يتنقل بين محافظات العراق وأقضيتها وقراها القصية والنائية وغير المعروفة او المسموعة من قبل اغلب أبناء العراق ، يوما تراه في أقصى الشمال وهو ينتقل من جبل إلى جبل ومن هضبة إلى هضبة . ويوما آخر تجده في أحضان الجنوب وأهواره ومشاحيفه وشختوراته التي تذكره بأيام الجهاد والنضال وهي – كما يذكر – أيام خالدة لا يمكن أن ينساها أبدا كونها تجسد الصمود والتوحد بوجه الظلم والظالمين . تراه يتنقل من عش إلى عش كالطائر الذي يبحث عن الغذاء ليطعم به أفراخه الجياع المنتظرين من الأب الحنون لقمة تسد رمقهم وتبرد حرارة قلوبهم رغم انه يعاني أكثر منهم ويتحمل شتى أنواع الألم والانكسار لعدم قدرته على الإيفاء بما يطلبه هؤلاء المتلهفون التواقون لما تجود به عليهم زياراته المتوالية والمتتالية والتي لا ينسى فيها أحدا ولا يترك بيتا أو عشا إلا ووضع فيه لمسة حب وحنان تزرع في نفوسهم الصبر والأمل بدل مشاعر القهر والألم .
التقيته بعد طول غياب على هامش حضوره مهرجان السيد مصطفى جمال الدين الذي أقيم مؤخرا في مدينة سوق الشيوخ فكان كريما معي – كعادته – في الإجابة الشافية والروح الصافية والنفس العالية واليكم أحبتي ما دار بيننا من حديث بدون قص أو مونتاج...

* لكل شي في هذا الكون بداية ، فكيف يصف لنا الشاعر جابر الجابري بدايته مع الشعر .

- رغم تكرار هذا السؤال في اللقاءات الإعلامية ،إلا أنني لم أعثر على رأس الخيط الذي أسحب من ورائه ركام الماضي ومخلفاته ، لأنها في نظري تمثل بدايات متعددة الرؤوس ومتنوعة ، بحقولها ومنطلقاتها ، الأسرة ، البيئة، العلاقات ، الشارع ، المدرسة ، كلها عوالم لا تشبه إلا نفسها . بل تتقاطع أحيانا" فيما بينها إلى درجة الشجار الدموي لذلك فلتكن البداية ، هي اللحظة الصحفية الحالية ، لننطلق منها .



• الجهاد والغربة وأثرها في الشعر

- الغربة شحذت المسّننات الداخلية في كياني الروحي والنفسي ، وأثارت الأسئلة الحادة والإشكالات المريبة ، عن سّر الاغتراب والبعد عن الوطن والأهل والعشيرة ، وسلسلة المجد الاسروي ، سر النزوح القسري إلى المجهول ، المطعم بالهوان والحيرة والعوز والفاقة والحاجة إلى الآخرين ، صغروا أم كبروا ، في مقاييس الكم والنوع ودرجات الّسلّم الاجتماعي ، كل صباح من صباحات الغربة كان السؤال المّر يستفيق قبلي في المضجع ، لماذا الغربة عن الوطن ، ومن هو القّيم على هذا الوطن ، الذي يبُعد وينفي ويُخيف وُيرعب ، لماذا هذا الفزع الدائم من الوطن . وبالتأكيد أن هذه الأسئلة المتناسلة كالنمل الأسود كانت تدبّ بسرعة الجزيئات الضوئية ، فتدفعني باتجاه العودة إلى الوطن ، إلى وطن الحرية والكرامة والعزة ، لا إلى حظيرة الرق والاستعباد ، لذلك كانت بوابة الجهاد والنضال ، هي الأجدر بالعودة من خلالها ، وكانت أعز اللحظات التي شعرت بها طيلة حياتي ، هي اللحظة التي يناديني بها الآخرون ( المجاهد ). وهذا الشعور هو الذي تحكم بآلة الشعر وحرك جهاز التحكم عن بعد بمفرداتها وصورها .

• هل تحول الشعر إلى رغيف خبز

- الشعر بالنسبة لي لا يمثل الحياة، ولا رغيفها، بل يمثل الذبحة الصدرية التي اخرج منها كل مرة سالما".


• الحداثة ، والقفز على التفعيلة.. هل تؤمن به

- العمود والتفعيلة وقصيدة النثر وما قبل الحداثة وما بعدها هذا السجال البليد لا يقرع طبلة أذني أبدا" ، واعتبره شيئا" من الهذيان ، و الصرع الدوري ، أنا مع القصيدة التي تهزني، سواء جاءت على بعير من بادية العرب ، أو على يد أنيتا التي أسقطت الجواهري في أحضانها الدافئة ، أو خرجت من فم بودلير أو رامبو القصيدة عندي لوحة إذا وجدت نفسي فيها ، وجدت فيها الشعر قبل تفعيلاته وإيقاعاته وطيشه ونزقه .


• هل الشعر من الجهاد أم الجهاد من الشعر

- الجهاد باب من أبواب الجنة، فتحه الله لخاصة أوليائه، ليست أمنية ولا رغبة مكبوتة ، والثقافة كالمحيط الأطلسي ، لا تبحر بها إلا السفن العملاقة ، والشعر ليس وقفا" على احد ، إلا أن الذين ملأوا الدنيا وشغلوا الناس لا يعدون على الأصابع ، الإنسان بمواقفه وسيرته ، لا بالصخب الذي يثار حوله ، كثير من المغمورين ، أذهلوا الدنيا بصمتهم ، وكثير من المشهورين خدعوا الدنيا بزيفهم وضجيجهم .


• ما الذي استفدته من منصب وكيل وزارة الثقافة


- لم استفد شيئا" خسرت الكثير .


• ما الذي خسرته منها

- خسرت حريتي وشاعريتي ، و70% من علاقاتي الإنسانية ، أولها بيتي وأولادي وزوجتي، حتى صرت أتساءل بصمت لماذا فرق هذا العراق بيننا وبين آبائنا وأمهاتنا واليوم يفرق بيننا وبين أبنائنا وأزواجنا ، منذ ثمان سنوات وأنا أشعر بالقطيعة مع أسرتي ، حتى فقدت لغة التفاهم معهم ، هل هناك أصعب من فقدان اللغة مع بيتك واهلك ، كل ذلك ونحن نقول فداء للوطن ، لكن هذا الوطن تحول إلى جهنم ، نقول لها هل امتلأت وتقول هل من مزيد في وقت ينظر لنا الناس كمسؤولين حتى عن ذرات الغبار العالقة على جدرانهم ، ويطلبون منا إلقاء عصينا السحرية ، ونحن عاجزون عن تلبيتها ، العين بصيرة واليد قصيرة هذا الخراب المفترس ، خرب ثقة اقرب الناس بنا ، ولعل الغيرة والحسد تنهش بلحمي ودمي ، على أشياء أنا احتقرها كالمنصب والعنوان الوظيفي والدرجة الرسمية ، فأردد مع المتنبي :

ماذا لقيت من الدنيا وأعجبه أني بما أنا باكٍ منه محسود



• لننتقل إلى رأيك بالمشهد الثقافي في محافظة ذي قار.. وما الشيء الذي تتمنى زواله فيها

- ذي قار تضيق بموروثها ، فهي متخمة بآلاف السنين من الوعي والمعرفة والعلم والفن والإبداع كل شيء فيها ناطق ، حتى حجرها وشجرها ، إلا أنها تتلعثم أمام الأزمات المتوارثة والمزمنة ، شملتها عقوبة الأحكام الجائرة ، فطبقتها على نفسها قبل غيرها.






• والمشهد الشعري في العراق إلى أين يسير من جهة نظر الشاعر جابر الجابري


- المشهد الشعري العراقي، كما دجلة والفرات، ينبعان من أحلى عيون الدنيا ويصبان في البحر المالح يقطعان كل هذه المسافة ويشقان بطن العراق من أعلاه إلى أسفله لكنه لا يرتوي منهما، الشعر العراقي يروي البحر، ولا يسقي الظامئين على ضفافه.


• المشهد الثقافي المتمثل في اتحاد الأدباء والكتاب ... هل يلبي الطموح بعد التغيير الجديد في العراق.

- اتحاد الأدباء ليس ربابة عراقية ولا دف للأعراس الشعبية ، بل هو بناية قديمة متهرئة تقع في ساحة الأندلس، المطلوب هو من يعمر هذه البناية ويعيد لها شبابها وإغراءها وعنفوانها - ألا لاتزان الدار إلا بأهلها- ، الأدباء والكتاب العراقيون هم المسؤولين عن صياغة المشهد ورسم ملامحه ، وكل أناء بالذي فيه ينضح .


• أصبح المبدع والأديب مدير أعمال نفسه .. فهو الكاتب وهو الناشر وهو الموزع وهو الدافع للمال .. ما رأيك

- صحيح هذا ما دام الأديب مرتبطا" بالسياسي ، ارتباطا" عضويا، بالحبل السري أو العلني أما إذا أمّم نفسه ، وأعلن الانفصال ، أو شكلّ إقليمه الفدرالي ، عند ذلك ستتغير المعادلة ، حتى لو حصل على ( 17% من الموازنة السياسية) .

• كثير من الشعراء ( القدامى والجدد) احتفلوا بإصدارهم لأكثر من مجموعة...فأين الجابري.. هل نضب الشعر لديه

- لا لم ينضب بل هو بحاجة إلى روافد وعيون وانهار يغترف منها أما إذا وقع في المُحل ومَّر بسبع سنوات عجاف ، فبالتأكيد سيصاب بالجفاف والشح ، أتمنى أن تهطل عليه سحابات الغيث الموسمي بقطرة واحدة ، لينهمر .

• لك تواصل مميز في المهرجانات وخصوصا (المحتفية) برموز الشعر العراقي

- مهرجانات الشعر، عرفتني خارج العراق ، أكثر من داخله ، فعلى مدى ثلاثة وعشرين عاما" كان صوتي الشعري يصدح في بلادنا العربية والإسلامية ، عرفوني شاعرا" صاحب قضية عادلة احمل هم شعبي وجراحهم ، احملها كالصليب على ظهري ، من بلد إلى بلد ، يقولون أننا نشُّم بك رائحة الوجع العراقي ، لذلك اعتبرت نفسي سفيرا" عراقيا" متجولا" ، منحني الله موهبة وكلفني برسالة العراق . أما في داخله، فأردت أن أطلق المارد الشعري العراقي، ليشارك في بناء أسوار الوطن من الخارج. ويطلق حمامات السلام في الداخل ، أردت رسالة الحب والتسامح والحوار أن يقرأها كل عراقي وعراقية ، بأرقى لغة من لغاتها أي بلغة الشعر ولكن لا حياة (لمن أنادي) .



• فلمن تكتب.

- اكتب للإنسان ، عراقيا" أولا" ، اكتب له ترانيم الحرية والكرامة ، لأنه لا حياة له ولا وجود لإنسانيته بدون حرية أو كرامة .


• ولمن تقرأ.

- كل ما يقع بيدي اقرأه.

• المدرسة التي تخرج منها الشاعر جابر الجابري ... هل لك لون شعري مميز

- لم أتخرج بعد ،أنا تلميذ يتهجى رسائل الحب ، لمن لا يستطيع قراءتها ، وسأظل في هذا المشوار الطويل أحمل دفاتري وأوراقي وكتبي ، من صف إلى صف ، ومن رحلة إلى أخرى ، في مدرسة الإنسانية ، التي توجها الله بأنبيائه وأوصيائه وأوليائه، ورعتها أيدي الخيرين والمصلحين والثائرين على الظلم والحقد والكراهية . سأظل أقف على بوابة هذه المدرسة من بواكير الصباح الأولى حتى يطفئ الليل آخر قناديله في نوادي الساهرين .



• أنت مثقف وسياسي وهناك علاقة مرتبكة بين العنوانين .. متى تنتهي هذه الثنائية.

- ليست هناك ثنائية، ولا ثلاثية بل هي أحادية ، السياسي والثقافي ، واحد وليس اثنين ، الذين يفصلون هذه الأحادية ليسوا مثقفين ولا سياسيين .


• أطلق عليك لقب وزارة في رجل ... هل تعتقد انه سيأتي اليوم الذي تكون الوزارة بجمعها رجلا.

- ليس مهما" أن يأتي أو لا يأتي ، المهم أنني أقدم كل ما في وسعي لمن يستحق انطلاقا" من قول الله : ومن يعمل مثقال ذرة خيرا" يره .



• ينتظر القارئ للحوار أسرارا تفشى لأول مرة..

- ليس لدي أسرار ، وأنا لا اعمل في السر ما أخجل منه في العلن .

• مشاريع قادمة

- بغداد والنجف عاصمتان للثقافة العربية والثقافة الإسلامية ، صنعتهما يدي في وقت كان الخراب والحراب في صدر المدينتين وظهرهما ، انتزعت الحراب وعملت لإزالة الخراب أتمنى أن يأتي عام 2012 وعام 2013 لنزفهما عروستين من أجمل عرائس الدنيا .



• كلمة تحب أن تختتم بها .


- تصبحون على وطن يليق بكم ونمسي على شعب نليق به .




حاوره في الناصرية
غفارعفراوي
19-2-2011



#غفار_عفراوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف حاكم علي الخباز حميد بن مسلم ..
- يا ساسة العراق.. هذه أهم مطالب شعبكم
- حسينيات
- ازدواجية المتدينين
- ويكليكس والسعودية والارهاب الاعلامي
- نحو الأمية..
- ابراهيم سبتي: القصة القصيرة ليست نزهة
- الازدواجية في شخصية الإعلامي
- شعر
- الصلاة مع الملائكة
- ... لذا أصبحت ( العراقي سابقا )
- كيف يدافع الشعب عن نفسه يا مرجعية !؟
- ملف خاص بقضية إعادة اللاجئين العراقيين
- شكسبير
- معاهدة بورتسموث ومعاهدة العراق الجديد
- بعد حرمانها حتى من مقر يؤويها نقابة الفنانين في الناصرية تشك ...


المزيد.....




- أحمد عز ومحمد إمام.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وأفضل الأعم ...
- تيلور سويفت تفاجئ الجمهور بألبومها الجديد
- هتستمتع بمسلسلات و أفلام و برامج هتخليك تنبسط من أول ما تشوف ...
- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - غفار عفراوي - غفار عفراوي وجها لوجه في ( حوار استقرائي ) مع الشاعر والسياسي جابر لجابري