أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - صلاح وهابي - مقاربات مجنونة بين صدام و القذافي















المزيد.....

مقاربات مجنونة بين صدام و القذافي


صلاح وهابي

الحوار المتمدن-العدد: 3310 - 2011 / 3 / 19 - 16:27
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


يصاب بعض افراد المجتمع بامراض نفسية او عقلية لاسباب منها اجتماعية او بايولوجية، و الخطر يكمن حين يتسلم هؤلاء المسؤولية في العائلة او المؤسسة، و يتحول الى كارثة حين يتسلل بعض هؤلاء في غفلة من الزمن و الناس الى قمة السلطة. و هذا ما احدثه صدام و القذافي و غيرهم من الحكام العرب. ستظل هذه الشعوب تدفع فاتورته دماً و تخلفاً لسنين.
قواسم الامراض التي يشتركون فيها:
1- مرض السايكوباثية: و هو من اخطر الامراض التي يصاب بها الشخص، فيعاني من اضطراب الشخصية (المضادة للنفس و المجتمع) او نقص الجانبي الاخلاقي و يمكن ارجاعه الى:-
أ‌- العامل الاجتماعي: باعتباره العامل الاهم في خلق الشخصية المضادة للمجتمع و الناتجة عن ضعف و تفكك الروابط الاسرية، و انعدام المعايير الاخلاقية و انحفاض المكانة الاجتماعية، فالمكافات ليست متاحة للجميع.
يذكر القيادي في حزب البعث صلاح عمر العلي: كان صدام حسين يحمل مشروعا تدميرياً
استطاع تمريره من خلال حزب البعث. فهذه الشخصيات لا تتوازن إلا مع الوضع السيء،
و اذا لم تجده تعمل على صناعته.
يقول سعد البزاز في كتابه (جنرالات اخر من يعلم) ان صدام حسين حين كان نائباً لا يقدر العيش بدون صراعات حيث قال"... فمنذ علمنا ميشيل عفلق السير في هذا الطريق في العمل السياسي ام نعد نعرف العيش بدون صراع، و اذا كنت لا ترى من جانبك معركة قادمة.. فأني اراها من المكان الذي اتطلع منه الى انفسنا و العالم".
و يطلق د. علي الوردي على هذه الشخصيات المريضة (الصفيق) فالمصاب بهذا المرض تراه حلو اللسان و لكن بالحيلة و المحيلة، وسرعان ما يتحول الى شخصية شرسة مفترسة، يفتقدون الى اقامة علاقات سليمة سواء داخل العائلة او المؤسسة او المجتمع، يشتغلون على مبدأ اللذة دون النظر الى العواقب، فالحسية بوصلتهم في الحياة باتجاه المناصب، و ما بين الصرة و اسفلها، لشعورهم بالخواء الاخلاقي لعدم إكتمال الجانب العاطفي بجماله الانساني. فصدام و القذافي لم يتوانا من استخدام الاسلحة الكيمياوية المحرمة دولياً لضرب الشعب الكردي في حلبجة، و استعملها القذافي ضد شعبه في الجبل الاخضر.
وهؤلاء المرضى لا يستطيعون التحكم في سلوكهم، فلو فرضنا جدلاً ان المحكمة عفت عن صدام على شرط ان يكون مواطناً سوياً صالحاً، اتساءل هل يستطيع ان يكون كذلك؟!!!!.
ب‌- العامل الوراثي: ان للعامل الوراثي دخل في ظهور هذا المرض، لبوادره منذ الصغر، فصدام كما يقول صديق طفولته كان يسرق الدجاج و يتلذذ في قطع رؤوسهم و هم يرقصون من الالم. كما اعتدى على احد المعلمين و هو في الابتدائية، و قتل احد افراد عشيرته (الناصري)و هو فتى بدفع من خاله خير الله طلفاح.
اذ ينتقل السلوك العدواني لدى البعض من العائلة الى الابناء بخمسة اضعاف عما سواها من العوائل السليمة. كما وجد في التوائم التوائم المتطابقة اكثر من غيره.
او لوجود شذوذ في الكروموسومات. فالمعروف ان الخلية البشرية تحوي 23 زوجاً من المورثات، فالانثى تحمل زوجاً من الكروموسومات (XX) و الذكر يحمل (xy). و لكن وجد لدى بعض السجناء المصابين بالسايكوباثية زيادة كروموسوم ذكري (xyy) اكثر من غيرهم. و استجابة بعضهم للعلاج الدوائي. (د. تغريد الطائي/ السايكوباثية).
فلو تم فحص العامل المورث (الكروموسوم) لصدام و القذافي فمن المحتمل وجود شذوذ في كروموسوماتهما.

2- جنون العظمة: و هو تقدير الذات بغير امكانياتها الحقيقية، فيعتقد المصاب بجنون العظمة بأنه سوبرمان بصفات خارقة او صاحب كرامات. فيتلبسه الوهم فيفشل في التواصل بين الذات و الاخرين، فهو لا يستطعم إلا ما يرضي نزعاته المريضة، فصدام لم يخرج من الكويت رغم صيحات العالم لأنه لم يسمع غير ما يوسوس في رأسه، و ما تجمل له شلة المنافقين، فحدثت الكارثة. علماً انه لم يخدم سوى يوماً واحداً في العسكرية و حمل اعلى رتبة في الجيش المهيب الركن، و اطلق على حربه المجنونة قادسية صدام، و حارس البوابة الشرقية و قائد ثلاث حروب فاشلة و مدمرة.
و هذه الشخصية مظهرية لتعويض الخواء الداخلي يشاطره القذافي في ملابسه الكاريكاتيرية،في حين كان (انشتاين عالم الفيزياء) يذهب الى الجامعة بمداس و جلباب. هكذا هم العظماء و الممتلئين. و اضفى على نفسه ملك ملوك افريقيا و امينا للقومية العربية، و اكبر عنوان لجمهوريته (الجماهيرية الليبية الشعبية الاشتراكية الاعظمى) و خلوته الصحراوية داخل خيمته لتأليف انجيل و مرشد الجمهورية (الكتاب الاخضر) الذي اودع عصارة جنونه في نظريته الثالثة.
و هذه الشخصيات لا تتحمل الاختلاف، فعندما ثار الشعب الليبي برمته لم يستطع ان يصدق و يصيح "كيف من يصدق هذا؟!" و هو يصر على ذبح شعبه لتلبسه جنون العظمة يمنعه من التصرف بمسؤولية وطنية لانه لا يحتمل مخالفة الغير فكيف الثورة عليه؟.
و قمع صدام حسين انتفاضة الشعب العراقي في اذار 1991 بكل وحشية في ثلاثة عشر محافظة. هذه الشخصيات لا تعرف نفسها فكيف لها ان تعرف شعوبها و ما يدور فيها و العالم، لانهم غارقين في غيبوبة النشوة مستذوقون ما تهيأ لهم وساوسهم المريضة.
فهم متقلبوا المزاج كذابين لا يمكن الائتمان لهم لامتلاكهم عقلية تأمرية في كل خطوة يخطوها، الظلمة حياتهم و يعميهم النور، يرمون ثيابهم النتنة على الاخرين و هذا ما يعرف في علم النفس بـ (الاسقاط).
3- القلق النفسي و القلق العصابي: القلق حالة طبيعية مرافقة للكائن البشري و حتى الحيواني لمواجهة الحياة و ملابساتها، و هو عامل ايجابي لاستمرار الحياة و تقدمها، و قد يستنهض طاقات البعض لتتحول الى عمل مميز، و هذا ما نراه لدى العباقرة و المميزين.
ولكن القلق يتحول الى مرض نفسي حين يتحول الى خوف غير طبيعي يعيق الانسان من الانسجام مع النفس و الاخرين و الاحداث، فيدفع الى التصرف غير السليم في المواقف التي تحتاج الى الحكمة بسبب التشتت و عدم التركيز و الخوف من الاشياء التي لا تثير الخوف. فالقذافي يخاف ركوب الطائرة و هي فوق البحار، و من المرتفعات الشاهقة.
و هناك مخاوف امراضها فسيولوجية: كقظم الاطراف او الحركات اللاارادية كزغللة العينين.
فصدام حسين كان طوال حياته يتلبسه القلق و الخوف، فهو لا يأمن من اقرب الناس اليه و لا يتوانى في قتلهم بدم بارد لإيمانه بمبدأ (المؤامرة) فقتل وزير دفاعه و ابن خاله عدنان خير الله و مشى وراء جنازته؟!!. و اللواء الركن بارق عبد الله رئيس اركان قوات الخليج و منيف الرزاز امين الحزب و مفكره مات مسموماً بالثاليوم لاعتراضه على مسرحية تسلم صدام الموقع الاول في السلطة اب 1979 بخلق ما يسمى بالمؤامرة، و قضى على منافسيه عدنان حسين و محمد محجوب و محمد عايش و عبد الخالق السامرائي مسؤول صدام الحزبي و ماجد السامرائي و اخرين، و عمر الهزاع بعد ان قطع لسانه و هدمت داره، و مئات غيرهم دع عنك مئات الالاف من الكرد و الشيوعيين و الشيعة و السنة و بقية الاديان و القوميات. اما القذافي فقد اعدم (22) من كوكبة الضباط و الشخصيات الاجتماعية و السياسية بتهمة التحضير لمحاولة انقلابية، كما تم اغتيال عناصر قيادية في الخارج و تكررت نفس اللعبة 1993 و 1996 اذ تم اعدام 167 سجينا سياسياً بدعوة معارضة النظام. (جريدة البينة الجديدة).
هذا السجل الدموي هو قاسم مشترك لكل الطغاة ليس صدام اولهم و لا اخرهم ما دام القلق النفسي العصابي يجول حول الكرة الارضية.
4- النرجسية: و تعني حب الذات و عشقها. و تعود الى اسطورة يونانية ان ناريس كان اية من الجمال، عشق نفسه عندما رأى وجهه في الماء، فأخذ يستبيح الناس و السخرية منهم (د.احسان المالح/ اضطراب الشخصية النرجسية).
يشترك كل البشر بدرجة من النرجسية، و من يدعي خلاف ذلك يغالط الحقيقة، و لكن عندما يتعدى هذا الحب معدلاته الطبيعية يتحول الى مرض، يهدد النفس و العائلة و المجتمع.
يتصف النرجسي بالجبن و الانانية المفرطة، يأخذ و لا يعطي، و في احسن الاحوال يأخذ الكثير بجهد قليل. فصدام حسين الذي حمل اعلى رتبة في الجيش اول من انهزم من معركة الحواسم ليختبيء في جحر الفأر كان يحفظ كلمتين (Don’t shot) انا صدام حسين دون ان يقاوم او يطلق حتى رصاصة الرحمة !!.
و اغتنى هو و عائلته و حزبه على حساب فقر و تجويع الناس يذكر جواد هاشم وزير التخطيط في كتابه (كنت وزيراً زمن البكر و صدام) في احدى الاجتماعات التفت صدام نحونا و قال سنؤمم صحة شركة كولبكيان 5% و نضعها في احد البنوك الاجنبية لصالح حزب البعث بفائدة 18% تصور من 1973 لحين سقوطه كم اصبحت ؟! اضافة الى ما سرقوه من تصدير النفط مقابل الغذاء و ما حمله ولده من البنك المركزي قبل دخول القوات الامريكية بغداد بأيام و بنى قصوره و الناس تتلوى جوعا اضافة الى حربه الذي حرق الاخضر قبل اليابس، و لا يزال الشعب العراقي يدفع فاتورة حروبه المجنونة، و لا تزال هذه الاموال ترجع الى الشعب العراقي قتلا و تخريبا.
و ما يقال عن مالية القذافي التي بلغت ما يقارب 140 مليار دولار سرقت من فم الشعب الليبي، و ما بذره في حروبه الافريقية و شرائه الذمم الرخيصة، و دفعه الى ضحايا لوكربي ما يقارب 2,70 مليون دولار لكل ضحية بعد ان انكر فعلته.
فتجربتنا الديمقراطية الفتية تتطلب التنبيه الى مخاطر هذه الامراض لعلاج منتجاتها في مرض البناء المادي و القيمي، و إلا سنظل نقذف بالشخصيات المضادة للمجتمع، و سنعيد انتاج الطغاة من جديد.
لهذا يتطلب بناء اقتصاد مجتمعي متين و متنوع لتوزيع الثروة بشكل عادل و تقليل الفوارق الطبقية، و مشاركة الجميع و الضرب بقوة على يد المفسدين، و عدم الخوف من ممارسة الناس لحقهم في التظاهر للتعبير عن ارائهم و حاجاتهم، فهي احد السبل لتصحيح المسيرة و لكي لا يغط المسؤولين في العسل و يبقى الناس يكتوون بنار واقعهم المؤلم. فبغير هذا سنعمل على انتاج هذه الامراض التي تفرخ الطغاة، و إلا سيكون الرقص في مأتم المسؤولين حلالاً.



#صلاح_وهابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حين دقت الساعة 7:20 مساءً
- المحرمات خطيئة على السطح مباحة في الظلمة
- مدينة بعقوبة و القها ....محي الدين زه نكه نه
- ولم هذا الصمت ايها العراقيون؟
- قائمة اتحاد الشعب ليست تحفة تبحث عن متحف
- فتاوي سياسية !
- مخاطر الفصل بين الجنسين في المدارس الابتدائية
- نريد برلمانا تزدهر في حديقتة الوان الطيف العراقي
- العراقيون بين حزيرانين
- حزب العمال الكردستاني وعقدة الخواكة التركي
- قراءة في رواية عمارة يعقوبيان
- دعوة لاحياء اسماء حضارة بين النهرين
- من يعرف كامل شياع .. من يعرف قاتله
- على ضوء الشموع احتفلنا بعيد ميلاد حزبنا


المزيد.....




- من أجل صورة -سيلفي-.. فيديو يظهر تصرفا خطيرا لأشخاص قرب مجمو ...
- من بينها الإمارات ومصر والأردن.. بيانات من 4 دول عربية وتركي ...
- لافروف: روسيا والصين تعملان على إنشاء طائرات حديثة
- بيسكوف حول هجوم إسرائيل على إيران: ندعو الجميع إلى ضبط النفس ...
- بوتين يمنح يلينا غاغارينا وسام الاستحقاق من الدرجة الثالثة
- ماذا نعرف عن هجوم أصفهان المنسوب لإسرائيل؟
- إزالة الحواجز.. الاتحاد الأوروبي يقترح اتفاقية لتنقل الشباب ...
- الرد والرد المضاد ـ كيف تلعب إيران وإسرائيل بأعصاب العالم؟
- -بيلد-: إسرائيل نسقت هجومها على إيران مع الولايات المتحدة
- لحظة تحطم طائرة -تو-22- الحربية في إقليم ستافروبول الروسي


المزيد.....

- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة
- فريدريك إنجلس . باحثا وثوريا / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - صلاح وهابي - مقاربات مجنونة بين صدام و القذافي